اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

المصائب وسيلة لتفجير القابليات

"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"

المشرف: أنوار فاطمة الزهراء

صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

صورة

يحطّ الإنسان قدمه على هذه الأرض و هو يحمل في كيانه جملة كبيرة من القابليات و المواهب التي تبقى في مرحلة القِوى و في صورة الطاقات المعطّلة المخزونة، إلاّ أن تتوجّه إليها صدمة قويّة تحرك القابليات، و تفجّر المواهب، و تُظهر المعادن، و تصقل الجواهر.


و بعبارة واضحة: إذا لم يتعرّض الإنسان للمشاكل في حياته فإنّ قابليّاته و مواهبه المكنونة بين جوانحه ستبقى جامدة هامدة لاتنمو و لاتنفتح، بل تبقى في مرحلة القوّة و الذخيرة المهملة، فإذا تعرّض الإنسان للمشاكل والمحن تفتّقت فيه تلك القابليات، و نمت تلك المواهب، و انتقلت الطاقات الكامنة من مرحلة القوّة إلى مرحلة الفاعلية، و تفتّحَ فكره، و تكامل عقله.


و لايعني هذا أن يعمد الإنسان بنفسه إلى خلق المشاكل، و إثارة الشدائد و المصائب و جرّها إلى نفسه ابتداءً، بل يعني أن يستقبلها الإنسان ـ إذا جاءت ـ برحابة صدر، و يستفيد منها في تفجير قابلياته، و تنمية مواهبه، و إذكاء عقله، و تقوية روحه، لا أن يستسلم أمام عواصفها، أو ينهزم أو ينهار، فلا يحصد إلاّ الخسران، و لا يقطف إلاّ ثمرة السقوط المُرّة.


إنّ البلايا و المصائب و المحن خير وسيلة ـ لو أحسن المرء استغلالها و استخدامها ـ لتفجير الطاقات، بل تقدّم العلوم، ورقيّ الحياة البشريّة.


فهاهم علماء الحضارة يصرّحون بأنّ أكثر الحضارات لم تتفتّق و لم تزدهر إلاّ في أجواء الحروب و الصراعات و المنافسات، حيث كان الناس يلجأون فيها إلى استحداث وسائل الدفاع و في مواجهة الأعداءِ المهاجمين، أو إصلاح ما خلّفته الحروب من دمار و نقص و تخلّف، أو تهيئة ما يستطيعون به على مقاومة الحصار مثلاً.



فقد كانت ـ في مثل هذه الظروف ـ تتفتّق المواهب و تتحرّك القابليّات لملافاة ما فات، و تكميل ما نقص و تهيئة ما يلزم. و من هنا قالوا: "إنّ الحاجة اُمّ الاختراع".


قال العلامة الطباطبائي في هذا الصدد:

«إنّ البحث الدقيق في العوامل المولّدة للسجايا النفسانيّة بحسب الأحوال الطارئة على الإنسان في المجتمعات يهدي إلى ذلك، فإنّ المجتمعات العائلية و الأحزاب المنعقدة في سبيل غرض من الأغراض الحيوية دنيويّة أو دينيّة في أوّل تكوّنها و نشأتها تحسّ بالموانع المضادّة و المحن الهادمة لبنيانها من كلّ جانب فتتنبّه قواها الدافعة للجهاد في سبيل هدفها المشروع عندها، و يستيقظ ما نامت من نفسيّاتها للتحذّر من المكاره، و التفدية في طريق مطلوبها بالمال و النفس، و لا تزال تجاهد و تفدي ليلها و نهارها، و تتقوّى و تتقدّم حتى تمهّد لنفسها فيها بعض الاستقلال و يصفو لها الجوّ بعض الصفاء، و تأخذ بالاستفادة من فوائد جهدها».


ثم إنّنا لاندّعي بأنّ هذه النتائج و الثمار توجد دائًما في جميع الحوادث و الكوارث، و إنّما في أغلبها.


فإنّ أغلبيّة هذه المصائب و البلايا تعطي دفعة قويّة لقابليات الأفراد، و تطرد الكسل عن نفوسهم و الجمود عن أفكارهم.



أليس الحديد يزداد قوة و صلابة كلّما تعرّض للنار، و أليس السيف يزداد حدة و قاطعية كلّما تعرّض للمبرد.



و من هنا فإنّ الوالدين اللذين يعمدان إلى تربية ولدهما تربية ناعمة مرفّهة بعيدة عن الصعوبات و الشدائد، لايقدّمان إلى المجتمع إلاّ إنسانًا هزيلاً ضعيف الإرادة فاقد الطموح، أشبه ما يكون بالنبتة الغضّة في مهبّ الريح، بل و التبنة الخفيفة الوزن أمام هبوب العاصفة تأخدها يمينًا و شمالاً.


و أمّا الذي ينشأ نشأة خشنة محفوفة بالمشاكل و المصائب، و المصاعب و المتاعب، فإنّه يكون أشبه بالصخرة الصلبة التي تتكسر عليها كلّ السهام، و تتحطّم عندها كلّ العواصف أو كما وصف الامام علي (عليه السلام) إذ قال: «ألا إنّ الشجرة البرية أصلب عودًا، و الروائع الخضرة أرقّ جلوداً، و النباتات البدوية أقوى وقودًا، و أبطأ خمودًا».


و إلى هذه الحقيقة ذاتها يشير قوله سبحانه: ﴿فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ [ النساء/19].

و قوله تعالى: ﴿فَاِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ [الشرح/5و6].

و قوله سبحانه: ﴿فَاِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَ اِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [ الشرح/7و8].

أي تعرّض للنصب و التعب بالإقدام على العمل و السعي و الجهد كلّما فرغت من العبادة، و كأنّ النصر و المحنة حليفان لا ينفصلان، و إخوان لايفترقان.


و خلاصة القول: إنّ القدرة على المقاومة و الظفر بالنجاح يتوقّف على صلابة الإنسان الحاصلة من المرور بالصعوبات و المشاق، ليزداد قوّة إلى قوّة، و تماسكًا إلى تماسك كما يزداد الحديد صلابة إذا تعرّض لمطرقة الحدّاد، و لكي يخلص عقله و روحه من علائق الكسل و الجمود كما يخلص الذهب من الشوائب إذا تعرّض لألسنة اللهب.

آية الله الشيخ الشيخ جعفر السبحاني -
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)


نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
شمعة دنيتي فاطمة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 17211
اشترك في: الجمعة يناير 22, 2010 9:22 pm
مكان: مابين منبر الحسين ومقر سيدتي فاطمة في المجلس الحسيني

Re: المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة شمعة دنيتي فاطمة »

جزاك الله الف خيررر
موفقين لمرضاة الرب
يااحسين يظل اسمك يجري بعروقي
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 12961
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ختي الكريمة
سلمت يمناك على الطرح الرائع
بارك الله تعالى بك وبجهودك الطيبة
دمتم بالتوفيق والسلامة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49612
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيك أختي
موفقة لكل خير
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
وردة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 22947
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2010 7:36 pm
مكان: الروح موطنها الحسين

Re: المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة وردة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّد


اختي الكريمة
كل الشَكـرعلى مـآ قدمتم مجهود طيب
وبارككم المولى ورعاكم وقضى حوائجكم بحق محمد و آل محمد
دمتم برعاية الزهراء..و نسألكم الدعاء

يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر ..
يــاأباالفضل
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: المصائب وسيلة لتفجير القابليات

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

عظم الله لكم الأجر..
بذكرى شهادة الامام الباقر عليه السلام ...

مشكورين ع المرور العطر
رحم الله والديكم
وصلّي‌ الله‌ على محمّد وآله‌ الطاهرين‌
ولعنة‌ الله‌ على أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الان‌ إلى قيام‌ يوم‌ الدين‌
( حسبي الله ونعم الوكيل )

العودة إلى ”روضـة الإبتهال والتضرع الى الله تعالى“