بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الرابعة وَ الـثَلآثُـونَ / أسبـاب الـذُنَـوبَ ۞
قال الله تعالى : ( فَاتَّقُواْ اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
الإنسان مكلف بالعبور في ممر الدنيا ، إلى أن يصل بالنهاية إلى الآخرة ، و مكلف أيضاً بعبور الصراط ، كما قال تعالى ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) ولكن هناك عدواً خطراً يترصده على حافتي الصراط ألا وهو إبليس الذي يقول بكل صراحه كما عبَّر الله عنه : ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ).
و لكن السؤال المهم : ماسبب وقوع الإنسان في مصائد إبليس و شباكه التي هي الذنب ؟
1-الجهل بخطورة ذلك العالم : ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لو علم الناس مافي عذاب يوم القيامة لما عصوا الله طرفة عين ) . فجهل الإنسان بخطورة ماينتظره يجعله يتمادى في عصيانه و طغيانه ، تماماً كالطفل الصغير الجاهل عندما يُلاعب الحيَّة لجهله بخطورتها .
2-الغفلة عن الله تعالى : و القيامة و الجنة و النار وعن القبر ، نتيجة الغرور بالدنيا ، رغم التحذير الإلهي ( فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) يغفل هذا الإنسان الجاهل لإنبهاره بشهوات الدنيا و زينتها و زخرفها ، فالدنيا لها بريق و زينة ، وفي سبيل الحصول عليها يعصي الله ولذا ورد ( حُب الدنيا رأس كل خطيئة )
وعن أمير المؤمنين "عليه السلام" يقول في حق الذين غصبوه حقه : ( كأنهم لم يسمعوا كلام الله تعالى حيثُ يقول ( تِلْكَ الدَّارُ الأَخِرَةُ نَجْلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِيَّ الأَرْضِ وَ لَا فَسَاداً وَ الْعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ) بلى لقد سمعوها و وعوها ، ولكن حليت الدنيا لإي أعينهم و راقهم زبرجها )
3-الغرور بكرم الله تعالى : كما قال تعالى ( يَاأَيُّهَا مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) وفي الدعاء نقرأ ( جرأتي على مسألتك مع إتياني ماتكره جودك و كرمك )
4-الغرور بستر الله و حلمه : نقرأ في الدعاء ( و يجرئني على معيتك حلمك عني و يدعوني إلى قلة الحياء منك سترك عليَّ وَ يُسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعِة رحمتك و عظيم عفوك ) .
فيواقع الذنب إتكالاً على التوبة ، ولكن الخطورة أن الموت قد يدركه وهو على تلك الحالة السيئة فيكون قد أهلك نفسَه
رويَّ : أن رجلاً جاء إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وكان عازماً على اللقاء به ليُعلن إسلامه على يديه ، ولكنه أخَّر ذلك إلى السنة المقبلة ليتسنى له شرب الخمر الذي كان عنده ، لأنه سوف يُحرم منه بعد ذلك ، ولكن أدركه الموت قبل أن يُعلن إسلامه ، فكان من الهالكين .
5-الأمن من مكر الله تعالى ومن عقوبات المعاصي : رغم التحذير الإلهي ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ )
6-اليأس من روح الله تعالى : رغم قوله تعالى ( وَلَا تَاْيْئسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ )
7-تبرير الذنب : وهو أسوأ الحالات ، فقد يقتل غفلة فيندم على فعلته ، أو عناداً فيندم ، و لكن الخطورة أن يقتل و يقول ماأحسن فعلي .
يقول جورج جرداق : في كتابة الإمام علي "عليه السلام" : يصل الإنسان إلى حالة يقتل فيها وليّ الله في بيت الله قربة إلى الله .
و أكبر شاهدٍ على هذا مافعله ابن ملجم فلم يكتف بضرب أمير المؤمنين "عليه السلام" على رأسه بل قال : لا حكم إلا لله .
وبعد هذة الضربة بقي أمير المؤمنين "عليه السلام" طريح الفراش إلى أن حضرته المنية ، فإجتمع عنده أولاده يوصيهم بوصاياه و يخبرهم بما يجري عليهم من بعده ، ومن جملة ما أخبره "عليه السلام" لإبنته زينب كأني بك و بأخواتك سبايا .
أعزآئيَّ الفآطميينَ / نعم ، سبوآ زينب و بنات رسول الله من بلدٍ إلى بلد حتى أدخلوهنَّ الشام وعندها جاؤوا بالحبال فوضعوها في أعناق النساء و أكتافهنَّ و أدخلوهنَّ على هذة الهيئة ، ولكن كيف خرجوا ؟ خرجوا بعزَّ و جلال ، في أثناء الطريق لمَّا صاروا على مفترق طريقين ، طريق يؤدي بهم إلى كربلاء ، و طريق يؤدي بهم إلى المدينة ، إلتفتت العقيلة زينب إلى الإمام زين العابدين "عليه السلام" و قالت : يابن أخي ، مُر الحادي أن يعرج بنا إلى كربلاء .
لمَّا لاحت لزينب "عليها السلام" لوائح كربلاء ، رمت بنفسها من على ظهر ناقتها ـ بنات الرسالة رمَيْنَ بأنفسهن من على ظهر رواحلهن
يانازلين بكربلاء هل عندكم خبر بقتـلانا وما أعلامها
ماحال جثة ميَّـتٍ في أرضـكم بقيت ثلاثاً لا يـُزار مقاُمها
بالله هـل رفعـت جـنآزته وهل صلى صـلاة الميتـين إمامهـا
بالله هل واريتمُوها في الثرى وهل إستقرت في اللحود رمامها
أجيبوها ياشيعة /
مـاغسَلوه ولا لفّوه في كفن يوم الطفوف ولا مدّوا عليه ردا
غسلته دماؤه قلَّبته أَرجلُ الخيل كفّنته الـرمُـول
سيدتي يا زينب هذا الغسل ولكن من الذي صلى عليه ؟!
يقول الشاعر :
صلّت على جسم الحُسين سيوفهم فغدا لساجـدة الظبا محرابــا
أقبلت حتى رمت بنفسها على القبر و النساء معها و إذا بصوت من القبر الشريف يقول : أخيّة زينب أين رقية ؟ فتصارخت النساء و الأطفال على أثر ذلك الصوت ، و إجتمعت النساء على الإمام السجاد " عليه السلام" كُل واحدة تسأل عن قبر فقيدها : فمنهنّ الرباب أم عبدالله أقبلت إليه و الثكل بادٍ عليها منادية : سيدي أين قبر ولدي الرضيع ؟ دلّني عليه ، فأقبل بها إلى قبر أبيه الإمام الحسين "عليه السلام" وعيناه تمطران دموعاً ، وقال : ها هنا دفنت ولدك و أشار إلى جانب صدر الحسين على القبر الشريف .
و جلست النساء كل واحدة عند قبر فقيدها ، ليلى عند علي الأكبر و قيل إنها إنكبت على قبره و أخذت تقبله و تبكي و تنادي : ولدي علي كيف أبقى بعدك في الحياة و أنت تحت الثرى و جلست رمله عند قبر القاسم و سكينة عند قبر أبيها الإمام الحسين "عليه السلام" و أم كلثوم عند أبي الفضل العباس "عليه السلام" .
إلا طفلة حيدة وهي حميدة بنت مسلم بن عقيل "عليه السلام" فمرّة تجلس على قبر الحُسين "عليه السلام" و مرة على قبر أبي الفضل العباس "عليه السلام" و تبكي مع زينب ، و مره تجلس عند قبر علي الأكبر و تنوح مع ليلى و أخرى تجلس على قبر القاسم و تبكي مع رمله ، ثم تدير طرفها ناحية الكوفة ، و مرة تختلي بنفسها و تخط الأرض بأناملها كأنها تبحث عن شيء ، فقالت لها زينب " عليها السلام" : بنية حميدة ماذا تريدين ؟ قالت : أبحث عن قبر والدي مسلم
بعد ذلك إلتفت الإمام زين العابدين "عليه السلام" إلى عمته العقيلة زينب "عليها السلام" قال : عمه زينب قومي لنركب و نمضي ، فقيل له : دع النساء تتزود من التوديع ؟ قال : يا قوم إنكم لا ترون ما أرى ، قالوا ما الخبر ؟! قال الإمام : إني أخشى على عمتي زينب أن تموت ، فهي تقوم من قبر و تجلس على قبر ، أقبل إليها قال : عمة قومي لنركب و نمضي ، قالت : إلى أين يا إبن أخي ؟! قال : إلى المدينة ، قالت : ومن بقي لي بالمدينة ؟!
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الرابعة وَ الـثَلآثُـونَ / أسبـاب الـذُنَـوبَ ۞
قال الله تعالى : ( فَاتَّقُواْ اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
الإنسان مكلف بالعبور في ممر الدنيا ، إلى أن يصل بالنهاية إلى الآخرة ، و مكلف أيضاً بعبور الصراط ، كما قال تعالى ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) ولكن هناك عدواً خطراً يترصده على حافتي الصراط ألا وهو إبليس الذي يقول بكل صراحه كما عبَّر الله عنه : ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ).
و لكن السؤال المهم : ماسبب وقوع الإنسان في مصائد إبليس و شباكه التي هي الذنب ؟
1-الجهل بخطورة ذلك العالم : ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لو علم الناس مافي عذاب يوم القيامة لما عصوا الله طرفة عين ) . فجهل الإنسان بخطورة ماينتظره يجعله يتمادى في عصيانه و طغيانه ، تماماً كالطفل الصغير الجاهل عندما يُلاعب الحيَّة لجهله بخطورتها .
2-الغفلة عن الله تعالى : و القيامة و الجنة و النار وعن القبر ، نتيجة الغرور بالدنيا ، رغم التحذير الإلهي ( فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) يغفل هذا الإنسان الجاهل لإنبهاره بشهوات الدنيا و زينتها و زخرفها ، فالدنيا لها بريق و زينة ، وفي سبيل الحصول عليها يعصي الله ولذا ورد ( حُب الدنيا رأس كل خطيئة )
وعن أمير المؤمنين "عليه السلام" يقول في حق الذين غصبوه حقه : ( كأنهم لم يسمعوا كلام الله تعالى حيثُ يقول ( تِلْكَ الدَّارُ الأَخِرَةُ نَجْلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِيَّ الأَرْضِ وَ لَا فَسَاداً وَ الْعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ) بلى لقد سمعوها و وعوها ، ولكن حليت الدنيا لإي أعينهم و راقهم زبرجها )
3-الغرور بكرم الله تعالى : كما قال تعالى ( يَاأَيُّهَا مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) وفي الدعاء نقرأ ( جرأتي على مسألتك مع إتياني ماتكره جودك و كرمك )
4-الغرور بستر الله و حلمه : نقرأ في الدعاء ( و يجرئني على معيتك حلمك عني و يدعوني إلى قلة الحياء منك سترك عليَّ وَ يُسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعِة رحمتك و عظيم عفوك ) .
فيواقع الذنب إتكالاً على التوبة ، ولكن الخطورة أن الموت قد يدركه وهو على تلك الحالة السيئة فيكون قد أهلك نفسَه
رويَّ : أن رجلاً جاء إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وكان عازماً على اللقاء به ليُعلن إسلامه على يديه ، ولكنه أخَّر ذلك إلى السنة المقبلة ليتسنى له شرب الخمر الذي كان عنده ، لأنه سوف يُحرم منه بعد ذلك ، ولكن أدركه الموت قبل أن يُعلن إسلامه ، فكان من الهالكين .
5-الأمن من مكر الله تعالى ومن عقوبات المعاصي : رغم التحذير الإلهي ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ )
6-اليأس من روح الله تعالى : رغم قوله تعالى ( وَلَا تَاْيْئسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ )
7-تبرير الذنب : وهو أسوأ الحالات ، فقد يقتل غفلة فيندم على فعلته ، أو عناداً فيندم ، و لكن الخطورة أن يقتل و يقول ماأحسن فعلي .
يقول جورج جرداق : في كتابة الإمام علي "عليه السلام" : يصل الإنسان إلى حالة يقتل فيها وليّ الله في بيت الله قربة إلى الله .
و أكبر شاهدٍ على هذا مافعله ابن ملجم فلم يكتف بضرب أمير المؤمنين "عليه السلام" على رأسه بل قال : لا حكم إلا لله .
وبعد هذة الضربة بقي أمير المؤمنين "عليه السلام" طريح الفراش إلى أن حضرته المنية ، فإجتمع عنده أولاده يوصيهم بوصاياه و يخبرهم بما يجري عليهم من بعده ، ومن جملة ما أخبره "عليه السلام" لإبنته زينب كأني بك و بأخواتك سبايا .
أعزآئيَّ الفآطميينَ / نعم ، سبوآ زينب و بنات رسول الله من بلدٍ إلى بلد حتى أدخلوهنَّ الشام وعندها جاؤوا بالحبال فوضعوها في أعناق النساء و أكتافهنَّ و أدخلوهنَّ على هذة الهيئة ، ولكن كيف خرجوا ؟ خرجوا بعزَّ و جلال ، في أثناء الطريق لمَّا صاروا على مفترق طريقين ، طريق يؤدي بهم إلى كربلاء ، و طريق يؤدي بهم إلى المدينة ، إلتفتت العقيلة زينب إلى الإمام زين العابدين "عليه السلام" و قالت : يابن أخي ، مُر الحادي أن يعرج بنا إلى كربلاء .
لمَّا لاحت لزينب "عليها السلام" لوائح كربلاء ، رمت بنفسها من على ظهر ناقتها ـ بنات الرسالة رمَيْنَ بأنفسهن من على ظهر رواحلهن
يانازلين بكربلاء هل عندكم خبر بقتـلانا وما أعلامها
ماحال جثة ميَّـتٍ في أرضـكم بقيت ثلاثاً لا يـُزار مقاُمها
بالله هـل رفعـت جـنآزته وهل صلى صـلاة الميتـين إمامهـا
بالله هل واريتمُوها في الثرى وهل إستقرت في اللحود رمامها
أجيبوها ياشيعة /
مـاغسَلوه ولا لفّوه في كفن يوم الطفوف ولا مدّوا عليه ردا
غسلته دماؤه قلَّبته أَرجلُ الخيل كفّنته الـرمُـول
سيدتي يا زينب هذا الغسل ولكن من الذي صلى عليه ؟!
يقول الشاعر :
صلّت على جسم الحُسين سيوفهم فغدا لساجـدة الظبا محرابــا
أقبلت حتى رمت بنفسها على القبر و النساء معها و إذا بصوت من القبر الشريف يقول : أخيّة زينب أين رقية ؟ فتصارخت النساء و الأطفال على أثر ذلك الصوت ، و إجتمعت النساء على الإمام السجاد " عليه السلام" كُل واحدة تسأل عن قبر فقيدها : فمنهنّ الرباب أم عبدالله أقبلت إليه و الثكل بادٍ عليها منادية : سيدي أين قبر ولدي الرضيع ؟ دلّني عليه ، فأقبل بها إلى قبر أبيه الإمام الحسين "عليه السلام" وعيناه تمطران دموعاً ، وقال : ها هنا دفنت ولدك و أشار إلى جانب صدر الحسين على القبر الشريف .
و جلست النساء كل واحدة عند قبر فقيدها ، ليلى عند علي الأكبر و قيل إنها إنكبت على قبره و أخذت تقبله و تبكي و تنادي : ولدي علي كيف أبقى بعدك في الحياة و أنت تحت الثرى و جلست رمله عند قبر القاسم و سكينة عند قبر أبيها الإمام الحسين "عليه السلام" و أم كلثوم عند أبي الفضل العباس "عليه السلام" .
إلا طفلة حيدة وهي حميدة بنت مسلم بن عقيل "عليه السلام" فمرّة تجلس على قبر الحُسين "عليه السلام" و مرة على قبر أبي الفضل العباس "عليه السلام" و تبكي مع زينب ، و مره تجلس عند قبر علي الأكبر و تنوح مع ليلى و أخرى تجلس على قبر القاسم و تبكي مع رمله ، ثم تدير طرفها ناحية الكوفة ، و مرة تختلي بنفسها و تخط الأرض بأناملها كأنها تبحث عن شيء ، فقالت لها زينب " عليها السلام" : بنية حميدة ماذا تريدين ؟ قالت : أبحث عن قبر والدي مسلم
بعد ذلك إلتفت الإمام زين العابدين "عليه السلام" إلى عمته العقيلة زينب "عليها السلام" قال : عمه زينب قومي لنركب و نمضي ، فقيل له : دع النساء تتزود من التوديع ؟ قال : يا قوم إنكم لا ترون ما أرى ، قالوا ما الخبر ؟! قال الإمام : إني أخشى على عمتي زينب أن تموت ، فهي تقوم من قبر و تجلس على قبر ، أقبل إليها قال : عمة قومي لنركب و نمضي ، قالت : إلى أين يا إبن أخي ؟! قال : إلى المدينة ، قالت : ومن بقي لي بالمدينة ؟!
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
