اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الأربِـعُـونَ / المـجالـس الحُـسَـيِـنَـيّـة۞
ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام" أنه قال للفضيل بن يسار : أتجلسون و تتحدثون ؟ قال : نعم ، فقال "عليه السلام" : ( تلك المجالس أحبها ، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) و هذا الحث من الإمام "عليه السلام" على إحياء هذة المجالس لما لها من آثار و خواص ، نذكر منها :
1-إحياء للقلوب : ورد في الرواية : ( من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب ).
2-أن المجلس مصعد التسبيح : ففي الرواية ( فإن نفس المهموم لنا تسبيح )
3-محبوب للصادق "ع" : ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام" ( تلك المجالس أحبها )
4-منظر الحُسين "عليه السلام" : فإنه عن يمين العرش ينظر إلى موضع معسكره ومن حلَّ به من الشهداء و زوَّاره ومن بكى عليه .
5-أنه مشهد ملائكة الله المقربين : و ذلك لما روي من أن جعفر بن عفان لمَّا دخل على الإمام الصادق "عليه السلام" قربه و أدناه ، ثم قال : ياجعفر ، لبيك جعلني الله فداك ، قال : بلغني أنك تقول في الحُسين "عليه السلام" و تجيد ، قال له : نعم جعلني الله فداك ، قال : قل ، فأنشده حتى بكى "عليه السلام" ومن حوله و حتى سالت الدموع على وجهه و لحيته ثم قال : ( ياجعفر والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا ليسمعوا قولك في الحُسين "عليه السلام" و لقد بكوا كما بكينا أو أكثر ، و لقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك هذه الجنة بأسرها و غفر الله لك ) ثم قال : يا جعفر ألا أزيدك ؟ قال : نعم سيدي ، قال : ( مامن أحد قال في الحُسين "عليه السلام" فبكى أو أبكى إلا و أوجب الله لة الجنة و غفر له ) .
6-إن مجلس العزاء قبة الحُسين "عليه السلام" : و ذلك لأن قبته ليست مختصة بالبنيان الخاص ، بل قبة الحُسين "عليه السلام" الخضوع وَ الخُشوع أيضاً ، فكل مجلس خضوع خصوصاً لذكر الحُسين "عليه السلام" هو قبة الحُسين "عليه السلام" ، فللمجلس تأثير قُبة الحُسين في إجابة الدعاء .
7-إنه معراج للباكي : فإنه محل نزول صلوات الله تعالى و الرحمة و المغفرة و رفع الدرجات فإذا تحقق ذلك لباكٍ واحد أو متباك واحد من أهل المجلس لرجونا السراية للجميع .
8- مجالس شريفة : لا أقدم منها و لا أفخر ولا أخص منها ، و لا أجلّ منها و لا أعز منها .
ولمّا كانت للمجالس الحُسينية هذة المميزات و الخصائص رأينا المُوالين و المُحبين يسارعون إلى إقامة هذة المآتم و يحرصون على الحُضور فيها و في طليعتهم :
1- النبي آدم "عليه السلام" : لما نظر إلى ساق العرش و رأى أسماء أهل البيت "عليهم السلام" و لقَّنه جبرائيل ن يقول : ( ياحميد بحق محمد ، و يا عالي بحق علي ، و يا فاطر بحق فاطمة ، و يا مُحسن بحق الحسن و الحُسين ، ومنك الإحسان ) فلمَّا ذكر الحُسين "عليه السلام" سالت دموعه و خشع قلبه ، فقال له جبرائيل : (( ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب ، قال : وما هي ؟ قال : يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه يا آدم وهو يقول : واعطشاه ، وا قلة ناصراه ، حتى يحول العطش بينه و بين السماء كالدُخان ، فلم يجبه أحد إلا بالسُيوف و شرر الحُتوفَ فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، و ينهب رحله و تشهر رؤوسهم في البلدان ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المُنان ))
2- النبي نوح "عليه السلام" : لما وصلت سفينته فوق كربلاء إضطربت ، فقال : إلهي طفت الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني في هذه الأرض ، فنزل جبرائيل بقضية الحُسين "عليه السلام" و قال : يقتل في هذا الموضع ، فبكى نوح "عليه السلام" و أصحاب السفينة و لعنوا قاتله .
3-النبي موسى "عليه السلام" : وذلك حين إلتقى مع الخُضر "عليه السلام" فحدثه عن آلِ محمد وعن بلائهم حتى إذا بلغ إلى حديث الحُسين "عليه السلام" علت أصواتهما بالبكاء .
و كذلك بكاه النبي موسى عليه السلام في طور سيناء مرات عديدة و ذاكر المُصيبة الوحي من الله رب العالمين ، و السامع موسى "عليه السلام" ، فمن ذلك أن موسى عليه السلام رآه إسرائيلي مستعجلاً وقد كسته الصفرة ، ترجف فرائصه ، و جسمه مقشعر ، و عينه غائرة ، فعلم أنه قد دعي للمناجاة .
فقال : يانبي الله قد أذنبت ذنباً عظيماً فأسأل ربك أن يعفو عني .
فلما وصل إلى مقامه ، و ناجى .
قال : ربِ أنت العالم قبل نطقي ، فإن فُلاناً عبدكَ أذنب ذنباً ، و يسألك العَفُو .
قال : يا موسَى إغفر لمن إستغفرني إلا قاتل الحُسين "عليه السلام" ، قال : يارب ومن الحُسين ؟!
قال تعالى : الذي مرّ عليك ذكره بجانب الطُور .
قال : ومن يقتله ؟!
قال : تقتله أمة جده لباغية الطاغية في أرض كربلاء ، و تنفر فرسه و تصهل ، و تقول في صهيلها : الظليمة الظليمة من أمة قتلت إبن بنت نبيها فيبقى ملقى على الرمال من غير غسل و لا كفن ، و يُنهب رحله ، و تسبى نساؤه في البلدان ..
4- النبي سليمان "عليه السلام" : و ذلك لمَّا كان على البساط في الهواء و صار محاذياً للمقتل أدارت الريح البساط ثلاث مرات ، و إنحطت على الأرض فعاتب الريح فصارت الريح ترثي الحُسين "عليه السلام" و تقول : في هذا المكان مقتل الحُسين "عليه السلام"
5-النبي إبراهيم "عليه السلام" : لما رأى ملكوت السماوات و الأرض و رأى شبح الحُسين بكى عليه ، و كذلك بكاه مرة أخرى لما مرَّ في كربلاء فعثرت به فرسه ، و سقط عن الفرس ، و شُجَّ رأسه ، فقال : إلهي ماحدث مني ؟! فقالت : فرسه : عظمت خجلتي منك ، السبب في ذلك أنه هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء "عليهم السلام" لذا سال دمك موافقة لدمه .
6-النبي إسماعيل "عليه السلام" بكاه لما مرَّ بشريعة الفُرات .
7- النبي عيسى "عليه السلام" بكاه لما مرَّ في كربلاء هو و الحَواريون .
8- النبي زكريا " عليه السلام" : فقد ورد أن زكريا سأل ربه أن يُعلمه أسماء الخمسَة ، فأهبط عليه جبرائيل "عليه السلام" فعلمه إيَّاها ، وكان زكريا إذا ذكر محمداً و علياً و فاطمة و الحسن "عليهم السلام" سُرَيَّ عنه همه و إنجلى كربه ، و إذا ذكر إسم الحُسين عليَه السلام خنقته العبرة ، فقال "عليه السلام" ذات يوم : إلهي مالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي ، و إذا ذكرت الحُسين "عليه السلام" تدمع عيني و تثُور زفرتي ؟ فأنبأه الله عز وَ جل عن قصته . . ، فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاث أيام ومنع لناس من الدخُول عليه و أقبل على البكاء و النحيب .
و كان رثاؤه : ( إلهي أتفجع خير جميع خلقك بولده ؟ إلهي أتنزل بلوة هذه الرزية بفنائه ؟ إلهي أتلبس علياً و فاطمة ثياب هذة المُصيبة ؟ إلهي أتحلّ كربة هذه المصيبة بساحتهما ؟ ثم كان يقول : اللهم إرزقني ولداً تقرّ به عيني على الكبر ، فإذا رزقتينيه فأفتنَّي بحبه ، ثم أفجعني به كما تفجع محمداً -صلى الله عليه وآله وسلم- حبيبك بولده ) فرزقه يحيى "عليه السلام" و فجعه به ، وكان حمل يحيى ستة أشهر و حملُ الحُسين "عليه السلام" كذلك .
9- رسُول الله -صلى الله عليه وآل وسلم- : فالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" عقد المآتم بإسم ولدهُ الحُسين منذ ولادته ، ففي الرواية : ( لم يبقَ ملك مقرب إلا نزل إلى النبيَّ يُعزيَه بالحُسين "عليه السلام" )
وكان - صلى الله عليه وآله وسلم- يبكيه ليلاً و نهاراً ، في مسجده و في بيته ، في أزقة المدينة و سفراً و حضراً ، نوماً و يقظَة ، و يبين مصيبتَه ، و يتذكر مايجري عليه فيتأوه لذلك .
وكان - صلى الله عليه و آله وسلم - كثيراً مايتمثل حالاته فيبكي و يقول : ( كأني به يستغيث فلا يُغاث ) - ( كأني بالسبايا على أقطاب المطايا ) - ( كأني برأسه وقد أهدي إلى يزيد "لعنه الله" ) - ( صبراً يا أبا عبدالله ) .
و كان - صلى الله عليه و آله وسلم - يبكيه بمجرد النظر إيه تارة ، و حمله تارة ، و تقبيلة أُخرىْ ، تقول الرواية : ( أهداه جبرائيل تربة ففاضت عيناه "صلى الله عليه وآله و سلم" ، فدخل عليه الإمام علي "عليه السلام" و قال له : أأغضبك أحد ؟ فقال " صلى الله عليه و آله وسلم" ( لا و لكن أخبرني جبرائيل أن ولدي يقتل بأرض كربلاء ) .
و كان - صلى الله عليه و آله و سلم - يقعده في حجره و ينظر إلى وجهه و يبكي ، و يقول : ( يابن عباس كأني به وقد خضّب شيبه من دمه فيدعو فلا يُجاب و ينتصر فلا يُنصر ) .
وكان أحياناً يراه في الشارع فيركض خلفه إلى أن يمسكه فيقول " صلى الله عليه و آله وسلم" ياعلي أمسكه لي ، فيمسكه أمير المؤمنين "عليه السلام" فينهال عليه النبي "صلى الله عليه و آله وسلم" لثماً و تقبيلاً ، فيقول له الإمام الحُسين عليَه السلام : يا جد أراك تكثر من تقبيلي ؟ فيقول "صلى الله عليه وآله وسلم" أيَّ بني أقبل منك موضع السُيوفَ و الرماح .
10- الكون : فقد ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام" في زيارته لجده الحُسين : أشهد أن دمك قد سكن الخُلد و إقشعرت له أظلة العرش و بكى له جميع الخلائق ، و بكت له السماوات السبع و الأرضون السبع وما فيهن ومابينهن ومن يتقلب في الجنة و النار ومن خلق ربنا وما يُرى وما لا يُرى .
11- الملائكة : فقد ضجت لملائكة يوم مقتله ضجة واحدة و قالوا : إلهنا و سيدنا يُفعل هذا بالحُسين صفيك و إبن صفيك ، و نادى جبرائيل صارخاً : قد قُتل الحسين بكربلاء ، و نادى ملك من ملائكة الفردوس الأعلى ناشراً أجنحته على البحار : .. ألبسوا أثواب الحزن فإن فرخ الرسول مذبوح .
12- العقيلة زينب و أخواتُها "عليهن السلام" : وقد أقمن النوح و العزاء عند مصرعَ الحُسين "عليه السلآم" و بعد كذلك في كل مكان من كربلاء إلى الشام ، و من الشام إلى كربلاء ، ومن كربلاء إلى المدينة ، وفي المدينة طول أعمارهم .
يقول التاريخ : فأقيمت المآتم على الحُسين "عليه السلام" في دور بني هاشم لما عادوا إلى المدينة ، لما كانت تدخل إلى حي بني هاشم في المدينة في ذلك اليوم فلا يطرق سمعك إلا النوح و البكاء على الحُسين "عليه السلام" مآتم عديدة هناك تمر و إذا هذا مأتم زين العابدين "عليه السلام" وهو جالس في بيته جلسة الحزين الكئيب ، إذا نظر إلى الماء أو الطعام بكى وقال : كيف أشرب و قد قُتل أبي عطشاناً و كيف آكل وقد قتل أبي جائعاً .
يقول له الخادم : سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ أما آن لعبرتك أن ترقى ؟ لا تزال تجر الدمعة تلو الدمعة و الحسرة تلو الحسرة ، قال : يا هذا إن يعقوب كان نبياً وكان عنده إثنا عشر ولداً ، إفتقد ولداً من أولاده وهو حي في در الدُنيا فإبيضت عيناه و إحدودب ظهره ، ياهذا لقد رأيت أبي و سبعة عشر من أهل بيتي على رمضاء كربلاء تصهرهم الشمس بحرارتها .
يدخل عليه أبو حمزة الثمالي يقول له : سيدي أما تقولون : إن القتل لكم عادة و كرامتكم من الله الشهادة فعلامَ هذا الجزع ؟ علاكَ هذا البكاء ؟ قال "عليه السلام" : بلى يا أبا حمزة القتل لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة ولكن يا أبا حمزة هل رأت عيناك أم سمعت إذناك أن مخدّرة لنا خرجت من خدرها قبل يوم عاشوراء .
ثم تخطو خطوات أخرى و إذا مآتم آخر ، لمن هذا المأتم ؟ هذا المأتم للرباب زوجة أبي عبدالله "عليه السلام" و إذا هُو مأتم بلا سقف ، رفعت سقف بيتها ، جالسة في الشمس و معها إبنتها سكينة و النساء حولها تخاطب إبنتها : يا عزيزة يا سكينة أين مضى عنّي و عنكِ الحُسين .
.... بآلأمسِ كآنوآ معيَّ و اليوم قد رحَلوآ و خلفوا في سويداء القلبِ نيراناً نذراُ عليَّ لئن عادوا أو إن رجعوا لأزرعن طريق الطفَ ريحاناً ....
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ