أجار الرّجل إجارة : خَفَرَه وأمّنه ، وأغاثه وأنقذه . واستجار به : إستغاث به والتجأ إليه . واستجاره : سأله أن يجيره ، وفي التنزيل العزيز : ( وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجرْهُ حتّى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ) قال الزجّاج : المعنى : إن طلب منك أحد من أهل الحرب أن تجيره من القتل إلى أن يسمع كلام الله فأجره ، أي : أمّنه ، وعرّفه ما يجب عليه أن يعرفه من أمر الله تعالى الّذي يتبيّن به الإسلام ، ثمّ أبلغه مأمنه لئلاّ يصاب بسوء قبل انتهائه إلى مأمنه . وكيف كان : فإنّ أباالفضل العباس (عليه السلام) قد حصل على وسام «المستجار» للدَّور الّذي كان له (عليه السلام) في معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) وخاصّة في يوم عاشوراء ، فلقد استجار به جميع أفراد الجيش الّذين كانوا تحت قيادته (عليه السلام) ، ولجأ إليه كلّ من كان في معسكر أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) ، بل استجار به وبحسب الظاهر حتّى أخوه الإمام الحسين (عليه السلام) .
العباس (عليه السلام) الركن الوثيق
ففي معالي السبطين أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) بكى على أخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) بعد مصرعه وأنشأ يقول : أخي يا نور عيني يا شقيقي***فلي قد كنت كالركن الوثيقِ
أيا ابن أبي نصَحت أخاك حتّى***سقاك الله كأساً من رحيقِ
أيا قمراً منيراً كنت عوني***على كلّ النوائب في المضيقِ
فبعدك لا تطيب لنا حياة***سنُجمع في الغداة على الحقيقِ
ألا لله شكوائي وصبري***وما ألقاه من ظمأ وضيقِ
العطشان الّذي جاد بالماء
وفي جلاء العيون نسب السيّد عبدالله الشبّر الأبيات التالية إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك عندما وقف على مصرع أخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) فإنّه بكى وأنشأ يقول :
أحقُّ النّاس أنْ يُبكى عليه***فتىً أبكى الحسين بكربلاء
أخوه وابن والده عليّ***أبوالفضل المضرّج بالدّماء
ومن واساه لا يثنيه شيء***وجاد له على عطش بماء
أبوالفضل (عليه السلام) ووسام المستجار
وفي معالي السبطين عن منتخب التواريخ : إنّ الشيخ الاُزري رحمة الله عليه لمّا كان ينظم في أبي الفضل العباس (عليه السلام) قصيدته الهائية المعروفة ، والّتي فاقت في قوتها معلّقة لبيد ، ووصل في نظمه إلى قوله : «يومٌ أبوالفضل استجارَ به الهدى» يعني : إنّ يوم عاشوراء يوم استجار الإمام الحسين (عليه السلام) فيه بأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) ، توقّف في ذلك ، وفكّر في نفسه بأنّه لا يكون قد غالى بذلك في حقّ أبي الفضل العباس (عليه السلام) وقال بما لا يناسب مقام الإمام الحسين (عليه السلام) ، وعلى أثره تصوّر أنّ هذا المصراع من اليت لعلّه لا يكون مقبولاً عند الإمام الحسين (عليه السلام) ، ولذلك توقّف في نظم مصراعه الآخر ولم يكمل البيت محاولاً تعديله أو حذفه ، فلمّا جنّه الليل ونام رأى في منامه الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يثني على مصراعه الّذي نظمه ويقول له : لنعم ما قلت يا اُزري ! وأحسنت وأجدت ، ثمّ أضاف (عليه السلام)قائلاً : نعم لقد استجرت بأخي أبي الفضل العباس (عليه السلام) يوم عاشوراء ، وذلك حين اشتدّ الضرّ وعظم البلاء ، ثمّ قال له : أفلا أكملت البيت وأتممته وقلت بعده : «والشمس من كدر العجاج لثامها» يعني : إنّي استجرت به حين اغبرّت الأرض والسماء ، من كثرة العجاج وشدّة الغبار ، المثار من وقع الخيل وهجوم الأعداء حتّى صارت حجاباً للشمس ولثاماً لها ، واحتجبتْ بذلك عن الأبصار .
وبعبارة اُخرى : أراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يستجير بأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) في ذلك اليوم العصيب ، يوم عاشوراء الرهيب ، ليمنح أخاه وسام : «المجير والمستجار» لأنّه (عليه السلام) رآه أهلاً لذلك ، وعرفه جديراً بهذا التقدير والإمتنان .
الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومسألة الإستجارة
وفي التاريخ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استجار بأحد شخصيّات مكّة يدعى : المطعم بن عدي ، وذلك بعد فقده عمّه أباطالب (عليه السلام) ، فإنّه لمّا مات عمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)أبوطالب (عليه السلام) اشتدّ بلاء قريش على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة مولاه ، رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه ، ويمنعوه منهم ، فاجتمع بهم في ناديهم ودعاهم إلى الله ، فلم يرفيهم من يجيبه ، أو يؤويه وينصره ، ونالوه مع ذلك بأشدّ الأذى ، ونالوا منه ما لم ينل منه قومه . فأقام (صلى الله عليه وآله وسلم) بينهم عشرة أيّام لا يدع أحداً من أشرافهم إلاّ جاءه وكلّمه ، فما كان جوابهم إلاّ أن قالوا له : اُخرج من بلادنا ، واغروا به سفهاءهم يرمونه بالحجارة حتّى شجّوا رأسه وأدموا رجليه ، فخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) من الطائف متّجهاً إلى مكّة ونزل في الطريق بنخلة وأقام بها أيّاماً ، فقال له زيد بن حارثة : كيف تدخل مكّة وتعود إلى قريش وقد أخرجوك منها ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا زيد ! إنّ الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً ، وإنّ الله ناصر نبيّه ، ومظهر دينه ، ثمّ انتهى (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مكّة فأرسل رجلاً من خزاعة إلى المطعم بن عدي ليقول له : أدخل في جوارك ؟ فقال : نعم ، ودعا بنيه وقومه فقال : ألبسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت ، فإنّي قد أجرْتُ محمّداً . فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه زيد بن حارثة ، حتّى انتهى إلى المسجد الحرام ، فقام المطعم بن عدي على راحلته فنادى : يا معشر قريش ! إنّي قد أجرْتُ محمّداً ، فلا يهيجه منكم أحد ، فانتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الرّكن فاستلمه ، وصلّى ركعتين ، وانصرف إلى بيته والمطعم بن عدي وولده محدقون به بالسلاح حتّى دخل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم) . وفي مكّة عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى تبليغ رسالات ربّه كما كان عليه من قبل وهو في إجارة المطعم بن عدي وحمايته ، فإذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استجار بأحد شخصيّات مكّة وهو : المطعم بن عدي ، في هذه القصة ، فإنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد استجار بأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) ، فأنعم بأبي الفضل (عليه السلام) مجيراً ومستجاراً .
المُجير لكلّ من استجار به
نعم لقد أصبح أبوالفضل العباس (عليه السلام) بعد أن استجار به أخوه الإمام الحسين (عليه السلام) ومنحه وسام «المستجار» مستجاراً لكلّ ملهوف ومكروب ، ومجيراً لكلّ ضعيف ومغلوب ، فليس هناك من استجار به في مهمّ ، إلاّ وتيسّر له مهمّه ، ولا استغاث به مستغيث في ملمّة إلاّ وانجلى عنه ملمّته ، ولا التجأ إليه خائف إلاّ وأمن ، ولا أَمَّهُ مؤمّل حاجة إلاّ وبلغ أمله وقضيت له حاجته .
وتاريخ مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) ويوميات روضته المباركة ، بل ساعاتها ولحظاتها مليئة بهذه الكرامات ، وحافلة بهذه العنايات والألطاف ، وقد نظم الشعراء قصائد مطوّلة وكثيرة في هذا المجال نشير إلى مقطع منها للسيّد صالح الحلّي (رحمه الله) قال وهو يصف استشفاء احد المؤمنين يدعى باسم «سعيد» به (عليه السلام)وحصوله على الشفاء الكامل :
بأبي الفضل استجرنا***فحبانا منه منحه
وطلبنا أن يداوي***ألم القلب وجرحه
فكسا الله سعيداً***بعد سقم ثوب صحّه
بدّل الرّحمن منه***قرحة القلب بفرحة
الخصائص العباسية اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم و أهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم العضيد فدته نفسي ..نشكركم اختي نبع الزهراء عليها السلام على موضوعكم القيم و بارك الله فيكم و قضى حوائجكم بحق أبي الفضل العباس عليه أفضل الصلاة و السلام ..
نسألكم الدعاء و في امان الله تعالى ,,,
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نبع الزهراء وفقكم الباري لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ بارك الله فيكِ أختي نبع الزهراء على موضوعكِ
والله يجزيكِ كل خير ويجعل لكِ في كل حرف تكتبيه بميزان حسناتكِ
بسِم الله نُور على نُور اللهم صلِ على محمد و آلِ محمد و عجلَ فرجهم و أهلك أعدائهم و إرحمنا بهم يا الله السلام عليكم ورحمة الله و نوره و بركاته
أختي الكريمة / باركَ الله فيكِ على هذا الطرحَ النُورانيَّ الجميِلَ ! أسأل الله أن يرزقكُم نظرَة منَ سيدي وَ مولايَّ أبا عبدالله "ع" يقضيَّ بها جميع حوائجكُم
ربي يبارك فيكُم و يجزآكم الله ألفَ خيرَ و رحمَ الله والديكُم حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد و نصركم نصراً عظيماً نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مأجورين بذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام
طـــــــرح جدا قيم و مميز اختي العزيزة ........ بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجــــاتكم
بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً لكم مشاركات عطرة بارك الله تعالى بكم
نسأل الله تعالى الرحمن الرحيم يسدد خطاكم لكل خير في الدنيا والآخرة وشيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين أحـيـوا أمـر مكســورة الضـلـع فـاطـمـة الزهــراء عليها السلام
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام