الحوراء زينب واستنهاضها للأمة نحمد الله على نعمة الدين ونعمة الولاء لأهل البيت الأطهار، الذين لا يخذلون من تبعهم، ونشكر الله تعالى على إهدائنا الشعلة الحسينية السيدة زينب عليها السلام التي ما برحت تنير لنا الدرب وتأخذ بأيدينا وتجلي بصيرتنا لنتعامل مع واقعنا بالحكمة والصبر، والثقة بالله، وحسن الظن به، والرنو إلى الحياة الأبدية السرمدية.
كيف أنظر كامرأة إلى سيدتي زينب (ع) وما خلفته من بصمات طبعت على جبين الدهر، ستظل خالدة إلى يوم الدين يشهد لها القريب والبعيد، والعدو والصديق، كيف لا وهي اللبؤة المحمدية والعقيلة الهاشمية وكنز المعرفة ومعدن الإيمان ووعاء الصبر والحكمة، التي خطت لنا في كربلاء والشام منهجية ساطعة باقية لا تبلى، بل كلما تمعنا فيها ودرسناها اكتشفنا فيها جوانب كانت خافية عنا وغائبة عن وعينا.
نعم، فقد رسمت لنا الحوراء منهجية للإصلاح بعيداً عن المصالح الدنيوية الدنيئة والمكاسب الوقتية الوضيعة، وسطرت منهجاً إصلاحياً متكاملاً تناول جميع الجوانب المفصلية في حياتنا، كالجانب العقائدي والجهادي والتربوي والتثقيفي والسياسي والاجتماعي.. وما توج هذه المنهجية هو أنها عملية تعتمد على توطيد العلاقة بين الخالق والمخلوق مؤطرة بطاعة الله المطلقة وعدم الحياد عن ذلك قيد أنملة، وبمنهجية تبعث على نهضة الأمة وبناء الإنسان خليفة الله في الأرض، يعمل على إصلاحها وإعمارها.
فهي المرأة القائدة الواعية المؤمنة، والحكيمة في قراراتها واختياراتها حسب تكليفها، ينبع تحركها من واقع التكليف والمسؤولية، وصون الدين، والدفاع عن المظلوم، واستنهاض الأمة التي غفت وغفلت عن الصواب في ذلك المقطع من التاريخ، فأتت هذه السيدة الجليلة لتوقظها من سباتها وتنبهها من غفلتها وتحملها مسؤولياتها، فوعت دورها وخطورته ومدى وعورة دربها وما ينتظرها في مسارها من هموم تثقل النفوس وتضعف أمامها عزائم الفحول إلا من كان الله غايته والآخرة مبتغاه.
هي سليلة المصطفى (ص) وراضعة الدين والعالمة غير المعلمة، والأديبة الحكيمة، والصبورة ذات الروح النضالية، والمقبلة على التضحية في سبيل صلاح الأمة ونصرة الدين، كل ذلك قد جعلها تنطلق من أرضية صلبة ذات أساس متين يتمحور حول الدين وجوهره، ويدور في فلك طاعة الخالق المتعالي. رسخت مع أخيها أبي عبد الله (ع) ثقافة التضحية والمقاومة والصبر والحكمة بأداء مميز وفريد، فتعلم منها الأمم كيف تبني عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها.
خلفت لنا مدرسة كونية ذات مرجعية إلهية مستمرة، وتملكت الأرواح والقلوب فأصبحنا نعيش شعاراتهما في جميع مراحل حياتنا. كيف لا وهي وأخوها من أسسا مدرسة لابد لنا أن ننتظم في صفوفها وننهل من علومها إن أردنا أن نكون أحراراً في دنيانا وعبيداً لله فقط دون غيره، ونسلك مواقف مبدئية لا نحيد عنها مهما تقاطرت علينا الإغراءات أو ثقلت واشتدت الضغوطات وتكالبت الدنيا بطغاتها وجبروتها.
وحين نراجع مواقف زينب (ع) وخطاباتها تتجلى لنا عظمة هذه السيدة وإباؤها وشجاعتها وفصاحتها فكانت أعتى من آلاف الرجال. نستحضر خطابها الموجه ليزيد الطاغية في قصره إذ تصدح قائلة «أظننت يا يزيد، حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة؟ وإن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة وحيث صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، لا تطش جهلا، أنسيت قول الله تعالى ''ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين».
لله درها، فقد جسدت لنا أروع المواقف في مواجهة الطغاة وأصحاب النفوذ في عقر دارهم بالكلمة الحقة والموقف الأبي والشجاعة البالغة رغم ما كان يعتلج في قلبها من مشاعر ألم تتصدع أمامها الجبال الشوامخ.
فأين معشر النساء والرجال ممن يتشدقون بأنهم يتبعون مدرسة أهل البيت (ع) ومنهجيتهم، ويدعون أنهم يسعون للتزود بزاد مواقفهم النيرة؟ آن الأوان لوقفات صريحة مع أنفسنا لنراجع منهجنا في الحياة، ومرجعية منطلقاتنا، فها هي زينب العقيلة تستنهضنا، فهل نحن مجيبون؟
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نوارة وفقكم الباري لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي العزيزة شاكره لك طرحكم .. ......... الطيبــــــ والمبارك
بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجــــاتكم
بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكِ يا سيدتي الحوراء ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة مولد نبي الرحمة (ص) والإمام الصادق (ع)
ربي يجزاكِ خير الجزاء أنوار الزهراء على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين