سیدة نساء العالمین
من الطبیعی أن تختلف منزلة البشر من واحد لاخر. فمنهم من علا بفضیلته على الملائکة المقربین، و منهم من هو أحطَّ من الحیوانات. و طبقاً لما ینصُّ علیه القران و یوصی به الاسلام فانَّ «العلم و الایمان و التقوى و الصفات الانسانیة الفاضلة» هی التی ترفع من مقام الانسان و قیمته. و بالاستناد الى هذه المعاییر فان سیدة فاطمة الزهراء - و على لسان رسول الله - سیدة نساء العالمین. لقد ورد فی مصادر أهل السنة المعروفة کثیراً من الروایات تنصُّ على أن فاطمة الزهراء أفضل نساء العالمین، حیث تحدث الرسول، بهذه لعدة مرات و بتعابیر مختلفة.
1- قال: «ان أفضل نساء الجنة خدیجة بنت خویلد و فاطمة بنت محمد و مریم بنت عمران و آسیة بنت مزاحم».
2- و نقرأ فی حدیث آخر للرسول حین اعتل علة الموت عندما شاهد قلق و اضطراب فاطمة انه قال: «یا فاطمة ألا ترضین أن تکونی سیدة نساء العالمین، و سیدة نساء هذه الامة، و سیدة نساء المؤمنین».
و هنا تظهر أفضلیة فاطمة المطلقة، حیث لم یورد الرسول فی حدیثه اسماً آخر.
3- نقل أبو نعیم الأصبهانی عن جابر بن سمرة. قال: جاء نبیّ الله فجلس و قال: ان فاطمة وجعة فقال القوم: لو عدناها؟
فقام فمشى حتى انتهى الى الباب - و الباب علیها مصفق - قال، فنادى: شُدّی علیک ثیابک فان القوم جاؤوا یعودونک.
فقالت: یا نبیّ الله ما علیَّ عباءة. قال فأخذ رداءً فرمى به الیها من وراء الباب، فقال: شدّى بهذا رأسک، فدخل و دخل القوم فقعد ساعة فخرجوا، فقال القوم: تالله بنت نبیّنا على هذا الحال؟
قال فالتفت فقال: «أما انّها سیدة النساء یوم القیامة».
4 ـ و بتعبیر آخر رواه صحیح البخاری ـ و هو من أشهر مصادر الحدیث عند العامة - نقلا عن عائشة أنها قالت:
أقبلت فاطمة کأنّ مشیتها مشیة رسول الله فقال: مرحباً بابنتی ثم أجلسها عن یمینه ثم أسرَّ الیها حدیثاً فبکت. فقلت استخصک رسول الله و أنت تبکین ثمَّ أنّه أسرَّ لها فضحکت.
قالت: فقلت لها ما رأیت کالیوم أقرب فرحاً من حزن، ما أسر الیک؟
فقالت فاطمة: ما کنت لأفشی سرّ رسول الله.
حتى اذا قبض الرسول سألتها، فقالت: انّه أسرّ الىّ و قال: کان جبرئیل یعارضنی بالقران فی کلّ عام و أنّه عارضنی به هذا العام مرتین و لا أراه الاّ قد حضر أجلی و أنک أول أهلى لحوقاً بى و لنعم السلف أنا لک، فبکیت لذلک فقال أما ترضین أن تکون سیدة نساء أهل الجنة و نساء المومنین؟! فذلک الذی أضحکنی.
ویُتضح جیداً من التأمل فی هذه الاحادیث أنه اذا قیل أنّ فاطمة واحدة من أربع من النساء الفاضلات، فان ذلک لا ینافی کونها أفضل تلک النساء الأربع. ودلیلنا على هذا ما یفیده الحدیث التالى:
5 ـ نقل فی کتاب «ذخائر العقبى» عن ابن عباس أن الرسول الکریم قال:«أربع نسوة سیدات سادات عالمهنَّ: مریم بنت عمران و آسیة بنت مزاحم و خدیجة بنت خویلد و فاطمة بنت محمد و أفضلهن فاطمة و بالطبع فان کلمة «أفضلهن» تشتمل على عدة معان و تشیر الى المنزلة العلمیة و التقوى و الایثار و سائر الملکات الفاضلة.
لقد صرّح القران قائلا: أن الملائکة کانت تکلم مریم، کما فی الایة الشریفة: (اذ قالت الملائکة یا مریم انَّ الله اصطفاک و طهرک و اصطفاک على نساء العالمین).
و قد کلمت مریم الملائکة و هذا ما تنص علیه آیة 16 الى آیة 21 من
سورة مریم و ینص القران على أنه کان یؤتى لمریم بطعام من الجنة. حیث نقرأ فی الایة الشریفة:(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُول حَسَن وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَکَفَّلَهَا زَکَرِیَّا کُلَّمَا دَخَلَ عَلَیْهَا زَکَرِیَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ یَا مَرْیَمُ أَنَّى لَکِ هذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَن یَشَاءُ بِغَیْرِ حِسَاب)
و یصفها فی مکان آخر بأنها «صدیقة»، کما فی الایة الشریفة:
(مَا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّیقَةٌ کَانَا یَأْکُلاَنِ الطَّعَامَ انْظُرْ کَیْفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ الآیَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى یُؤْفَکُونَ)
و غیر ذلک من الفضائل التی یثبتها للسیدة مریم و باقی النساء الفاضلات کآسیة بنت مزاحم، و کذلک یثبت النبی مثل هذه الفضائل و الکرامات للسیدة خدیجة الکبرى. و من هذا المنطلق نعرف أنَّ لفاطمة مقام عالى أو منزلة رفیعة مکرمة، خصوصاً ما جاء فی روایة «الأفضیلة» التی تدل على أنَّ هذه المفاخر و المناقب هی فی الواقع جزء مما تتحلى و تتمیز به فاطمة.
الزهراء (علیها السلام) سیدة نساء العالمین .. آية الله مكارم الشيرازي
من الطبیعی أن تختلف منزلة البشر من واحد لاخر. فمنهم من علا بفضیلته على الملائکة المقربین، و منهم من هو أحطَّ من الحیوانات. و طبقاً لما ینصُّ علیه القران و یوصی به الاسلام فانَّ «العلم و الایمان و التقوى و الصفات الانسانیة الفاضلة» هی التی ترفع من مقام الانسان و قیمته. و بالاستناد الى هذه المعاییر فان سیدة فاطمة الزهراء - و على لسان رسول الله - سیدة نساء العالمین. لقد ورد فی مصادر أهل السنة المعروفة کثیراً من الروایات تنصُّ على أن فاطمة الزهراء أفضل نساء العالمین، حیث تحدث الرسول، بهذه لعدة مرات و بتعابیر مختلفة.
1- قال: «ان أفضل نساء الجنة خدیجة بنت خویلد و فاطمة بنت محمد و مریم بنت عمران و آسیة بنت مزاحم».
2- و نقرأ فی حدیث آخر للرسول حین اعتل علة الموت عندما شاهد قلق و اضطراب فاطمة انه قال: «یا فاطمة ألا ترضین أن تکونی سیدة نساء العالمین، و سیدة نساء هذه الامة، و سیدة نساء المؤمنین».
و هنا تظهر أفضلیة فاطمة المطلقة، حیث لم یورد الرسول فی حدیثه اسماً آخر.
3- نقل أبو نعیم الأصبهانی عن جابر بن سمرة. قال: جاء نبیّ الله فجلس و قال: ان فاطمة وجعة فقال القوم: لو عدناها؟
فقام فمشى حتى انتهى الى الباب - و الباب علیها مصفق - قال، فنادى: شُدّی علیک ثیابک فان القوم جاؤوا یعودونک.
فقالت: یا نبیّ الله ما علیَّ عباءة. قال فأخذ رداءً فرمى به الیها من وراء الباب، فقال: شدّى بهذا رأسک، فدخل و دخل القوم فقعد ساعة فخرجوا، فقال القوم: تالله بنت نبیّنا على هذا الحال؟
قال فالتفت فقال: «أما انّها سیدة النساء یوم القیامة».
4 ـ و بتعبیر آخر رواه صحیح البخاری ـ و هو من أشهر مصادر الحدیث عند العامة - نقلا عن عائشة أنها قالت:
أقبلت فاطمة کأنّ مشیتها مشیة رسول الله فقال: مرحباً بابنتی ثم أجلسها عن یمینه ثم أسرَّ الیها حدیثاً فبکت. فقلت استخصک رسول الله و أنت تبکین ثمَّ أنّه أسرَّ لها فضحکت.
قالت: فقلت لها ما رأیت کالیوم أقرب فرحاً من حزن، ما أسر الیک؟
فقالت فاطمة: ما کنت لأفشی سرّ رسول الله.
حتى اذا قبض الرسول سألتها، فقالت: انّه أسرّ الىّ و قال: کان جبرئیل یعارضنی بالقران فی کلّ عام و أنّه عارضنی به هذا العام مرتین و لا أراه الاّ قد حضر أجلی و أنک أول أهلى لحوقاً بى و لنعم السلف أنا لک، فبکیت لذلک فقال أما ترضین أن تکون سیدة نساء أهل الجنة و نساء المومنین؟! فذلک الذی أضحکنی.
ویُتضح جیداً من التأمل فی هذه الاحادیث أنه اذا قیل أنّ فاطمة واحدة من أربع من النساء الفاضلات، فان ذلک لا ینافی کونها أفضل تلک النساء الأربع. ودلیلنا على هذا ما یفیده الحدیث التالى:
5 ـ نقل فی کتاب «ذخائر العقبى» عن ابن عباس أن الرسول الکریم قال:«أربع نسوة سیدات سادات عالمهنَّ: مریم بنت عمران و آسیة بنت مزاحم و خدیجة بنت خویلد و فاطمة بنت محمد و أفضلهن فاطمة و بالطبع فان کلمة «أفضلهن» تشتمل على عدة معان و تشیر الى المنزلة العلمیة و التقوى و الایثار و سائر الملکات الفاضلة.
لقد صرّح القران قائلا: أن الملائکة کانت تکلم مریم، کما فی الایة الشریفة: (اذ قالت الملائکة یا مریم انَّ الله اصطفاک و طهرک و اصطفاک على نساء العالمین).
و قد کلمت مریم الملائکة و هذا ما تنص علیه آیة 16 الى آیة 21 من
سورة مریم و ینص القران على أنه کان یؤتى لمریم بطعام من الجنة. حیث نقرأ فی الایة الشریفة:(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُول حَسَن وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَکَفَّلَهَا زَکَرِیَّا کُلَّمَا دَخَلَ عَلَیْهَا زَکَرِیَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ یَا مَرْیَمُ أَنَّى لَکِ هذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَن یَشَاءُ بِغَیْرِ حِسَاب)
و یصفها فی مکان آخر بأنها «صدیقة»، کما فی الایة الشریفة:
(مَا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّیقَةٌ کَانَا یَأْکُلاَنِ الطَّعَامَ انْظُرْ کَیْفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ الآیَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى یُؤْفَکُونَ)
و غیر ذلک من الفضائل التی یثبتها للسیدة مریم و باقی النساء الفاضلات کآسیة بنت مزاحم، و کذلک یثبت النبی مثل هذه الفضائل و الکرامات للسیدة خدیجة الکبرى. و من هذا المنطلق نعرف أنَّ لفاطمة مقام عالى أو منزلة رفیعة مکرمة، خصوصاً ما جاء فی روایة «الأفضیلة» التی تدل على أنَّ هذه المفاخر و المناقب هی فی الواقع جزء مما تتحلى و تتمیز به فاطمة.
الزهراء (علیها السلام) سیدة نساء العالمین .. آية الله مكارم الشيرازي
