بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المزمل هو ذلك الإنسان المثقل بالمتاعب والهموم ،يرتمي في أحضان الفراش ملتفاً بلحفاه (متزمل) بحثاً عن الراحة وركوناً على حالة من الاسترخاء الجسدي ،وغارقا في النوم حيث تنقطع الصلة بالواقع الخارجي بما فيه من آلام ، وقد يكون التزمل هو صورة لنوع معين من الانسحاب يلجأ إليه الإنسان بعيداً عن مصاعب الحياة .
لقد وصف الله رسوله بالمزمل ولم يكن الرسول صل الله عليه وآله ممن يفضلون الراحة على أداء المسئولية أو الفرار على المواجهة ، فقد عرف عنه بانقطاعه الدائم حيث كان يذهب إلى غار حراء ،على أن الوصول ألى غار حراء بحد ذاته يحتاج ألى الكثير من الجهد والعناء .
ان قيام الليل هي عملية البناء الروحي المركز الذي يلجأ إليه الرسول صل الله عليه وأله وأصحابه في ذلك الوقت وهو حصيلة ممارسات أيمانية وفروض تعبدية وشحنات روحية يمارسها الإنسان عبر الاتصال بالله ويحصل عبرها على القوة . الليلمعقلالبناءالروحي كماانلكلشجرةتربةخاصةافضللنموها،كذلكللروحأرضيةلكيينموفيهاالإيمان.فتثمرالتقوىوالأستقامةوالصمود،وقدأختاراللهالليلكأفضلأرضيةوتربةللبناءالروحيللإنسان. نحننطلعلىعالمالنهاربكلمعالمهونشهدكللحظاتهفتراناننطلقفيالنهاربملئنشاطناونعملونغدوونجيء،لأنالنهاررمزالحركةوالسعي.ولكنعالمالليلمجهولبالنسبةإلينا،ولانطلبنافذتناعليهولانشهدمعالمه. ومعأنالتكنولوجيااليومتمدنابالوسائلالمساعدةلأننشاهدمعالمالليل.إلاأنهذهالوسائلساهمتبفعلالإنسانفيتدميرأيمانالكثيرمنالناس.فأصبحالليلهووكرللسهراتالماجنةوالتلصصعلىالقنواتالفضائية.وتخذالليلستاراًلممارسةالحرام،فمايعجزالإنسانعنفعلهفيالنهاربسببالقيودالأجتماعيةيقومبفعلهفيالليلمتجاوراًالقيودالإيمانية.
لذلك نحن لا نشعر بالفعل بأهمية الليل كأرضية للبناء الروحي وليس معنى ذلك ان الانسان لا يمارس بناء هذه الروحية في النهار ولكنه يعني أن الليل هو أفضل وقت لتركيز الايمان في النفس وتقوية الصلة الروحية بالله عز وجل .
لم يختر الله الليل ليكون محطة البناء الروحي عبثاً بل لعوامل عديدة توثر تأثيراً مباشراًعلى النفس البسرية كما قال الله تعالى ((انناشئهالليلهياشدوطءاواقومقيلا)) فطبيعة قيام الليل أشد جهداً للبدن ، وأكثر ضغطاً على النفس لأن الإنسان في الليل يأوي إلى الفراش ويخلد إلى النوم بعد عناء طويل ومكابدة في النهار والليل بمثابة سكن للإنسان .
والقوة الروحية إنما تأتي حينما يتحدى الإنسان الانشداد نحو الارض ويقاوم هواه وهذا ما نسميه نكران الذات الذي يساعد في تربية الانسان ويشحذ إرادته، فحينما يقاوم رغبة النوم والراحة تخلق فيه حالة الصمود ولذلك يقول تعالى ان ناشئه الليل هي اشد وطءا أي أشد ثقلاً و أكثر صعوبة على النفس فعندما يقوم الأنسان في الليل فإنه يعلن صراحة أنتصارالروح على الهوى ويرفع شعار القيام ضد النوم والكسل والاسترخاء. يستجيب لنداء السماء الذي يتضح لنا من خلال هذا الحديث القدسي الذي يوحي الله سبحانه لنبيه موسى بن عمران عليه السلام ((يابنعمرانكذبمنزعمانهيحبنيفإذاجنهالليلنامعني،أليسكلمحبيحبخلوةحبيبه،هأنذايابنعمرانمطلععلىأحبائي،إذاجنهمالليلحولتأبصارهمفيقلوبهمومثلتعقوبتيبينأعينهم..)) .
ويمتاز الليل أيضاَ بالسكون والاستقرار والصفاء حيث تكون النفس صافية لعدم تكدرها بأمور الحياة اليومية . فالأرض المثقلة بالرواسب والسموم لا ينبت فيها الثمر ، كذلك الايمان لا ينبت إلا في التربة الخصبة .في النهار يكون الانسان مشغولاً بعمله ومعيشته وتجارته أو معاملاته مع الناس ، أما في الليل فإنه غالباً ما يخلو مع الله بعيداً عن القيم المادية وعن الناس ،هذا السكون والهدوء الذي يخيم على الكون ليلاً هو أفضل مناخ للخطاب الوجداني ولنداء القلب حين يبث همومه للباري عز وجل .
لذلك فالمناجاة في قلب الليل سهم يخترق الحجب ويصل إلى عنان السماء فعندما يتلفظ الانسان بمثل هذه الكلمات ((..مولاييامولاي،إنكنترحمتمثليفارحمنيوإنكنتقبلتَمثليفاقبلني،ياقابِلَالسّحرةِاقبلنييامنلمأزلأتعرّفمنهالحسنىيامنيغذينيبالنّعمِصباحاًومساءً،ارحمنييومآتيكفرداًشاخِصاًإليكبصريمُقَلِّداًعمليقدتبرأجميعُالخلقمنينعم،وأبيوأميومنكانلهكدّيوسعيِيفإنلمترحمنيفمنيرحمني،ومنيؤنِسُفيالقبروحشتي،ومنيُنْطِقُلسانيإذاخَلَوْتُبعمليوساءلتنيعمّاأعلمُبهمنّي..)) بشعر بلذيذ مناجاة المولى عز وجل وأن روحك أقرب إلى عالم الملكوت منها إلى عالم الدنيا .
أن المناجاة إنما هي دلالة عل الحب والانس بالله ، فالمواظبة على التهجد في هدوء الليل مع صفاء النفس يشعر الانسان بحلاوة الخلوة مع حبيبه والتنعم بمناجاته .
ويساهم الليل في أبراز مظاهر عظمة الله ويؤثر في قلب الانسان تأثيراً بالغاً ..فهذا الظلام الذي يخيم ويعشعش علينا يجعل النفس تشعر بالرهبة وتتوق إلى النور الحقيقي بعد أن تتحسس الظلام وبريق النجوم في السموات.
ماذا يكون شعور الإنسان آنذاك .. إنه شعور جارف بالرهبة ..فما قيمة الإنسان في مقابل كل هذا الكون الذي يسبح لله وقد كان مما ناجى به الباري داود عليه السلام "ياداودعليكبالاستغفارفيدلجالليلفانظرإلىارتفاعالنجومفيالسماءوسبحنيوأكثرمنذكريحتىأذكركياداودأنالمتقينلاينامونليلهمإلابصلواتهمإليولايقطعوننهارهمإلابذكري..ياداودإنالعارفينكحلواأعينهمبمرودالسهروقامواليلهميسهرونيطلبونبذلكمرضاتي.." هذاهوعالمالليلحيثنكرانالذاتوالصفاءوالسكون،عالمالرهبةوتجليخشيةاللهلذلكيكونمناسباًللبناءالروحيالمركز.. فكنعزيزيالقارئمنالذينوصفهمالقرآن"بأهلالليل"الذينيقعدهمالولهلمناجاةمحبوبهمفيعتمةالليلالبهيم..يصفونأقدامهلصلاةالليليتلونآياتهبصوتحزينيتهجدونبالذكروالترتيلويدعونهبأحباسمائهإليه..كنممنيسبحفيظلامالليلإلىعالمالنورويجعلمنالليلمطيتهإلىرضوانالباريءويحلقبروحهعالياًإلىعرشالرحمنويجعلمنقلبهمهبطالملائكةوالانوار...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تشكري اختي الكريمة على الطرح
جــزاكِ الله الف خــيــر
وقـضـى حوائجــكــم بحق محمــد وآل محــمد
دمتم موفقين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتم كثيراً...ربي يجزاكِ خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح القيم الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي هدية فاطمة وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
كل الشكر لطرحك الراقي
جزاكِ الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك يوم الدين
تحياتي ومودتي لك نسألكم الدعاء