اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
هناك أمور تعتبر أساس الصلاح وأبوابه وركائزه, ينبغي التركيز عليها, لأننا إن نجحنا في فتح هذه الأبواب بالشكل الصحيح, ستكون كل مفردات الصلاح سهلة التناول, وممكنة التحقق.
أما إن لم نوقف لعلاج هذه الأساسات فلن يمكننا أن نبني بيتاً قوياً يواجه الرياح, بل كل ما نبنيه ربما ينهار أمام أول اختبار قاسٍ, فما هي هذه الأساسيات؟
1ـ بناء النفس
يقول الإمام الخميني قدس سره "لقد بعث الأنبياء من قبل الله تبارك وتعالى لتربية الناس وبناء الإنسان وتسعى جميع كتب الأنبياء, وخاصة القرآن الكريم, من اجل تربية هذا الإنسان, لأنه بتربية الإنسان يتم إصلاح العالم".
ويقول أيضا: "إن أي إصلاح يبدأ من الإنسان فلو لم يتربَّ الإنسان فلن يتمكن من تربية الآخرين... فلأن الأمور كانت بيد أشخاص لم يتربوا تربية إسلامية ولم يبنوا أنفسهم, وبسبب هذا النقص الكبير فإنهم جروا بلادنا إلى ما هي عليه الآن وجرونا إلى الموضع الذي يتطلب منا سنوات طويلة للإصلاح إن شاء الله".
يجب أن نهتم ببناء هذا الإنسان بشكل صحيح من البداية بتربيته وبنائه بالشكل الصحيح, فعملية الإصلاح تبدأ من الطفل الصغير لنؤمّن له أجواء الصلاح ومفرداته, ونصل به إلى حالة يستطيع أن يقف ويعتمد على نفسه ليواجه كل الفساد الموجود حوله فيؤثر بالمجتمع بإيجابياته ولا يتأثر بسلبيات المجتمع,
يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن النظام الوحيد والمدرسة الوحيدة التي تهتم بالإنسان من قبل انعقاد نطفته وحتى النهاية ـ وطبعاً لا نهاية له ـ هي مدارس الأنبياء".
ويقول أيضا: "إن ما نادى به الأنبياء هو الإنسان ولا شيء غيره, يجب أن يكون كل شيء على شكل إنسان, أنهم يريدون بناء الإنسان, وسوف يصلح كل شيء عندما يتم إصلاح الإنسان".
2ـ أهمية الثقافة
يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن ما يصنع الشعوب هو الثقافة الصحيحة".
ويقول كذلك: "إذا صحت الثقافة صح شبابنا".
فالثقافة لها دور أساسي في الإصلاح, ليس هذا فقط بل أن بداية الإصلاح يجب أن تكون من الثقافة.
يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن السبيل لإصلاح أي بلد إنما يبدأ من إصلاح ثقافته, فالإصلاح يجب أن يبدأ من الثقافة".
فهي البداية الصحيحة التي تجعل كل الجهود الأخرى مثمرة, يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن ثقافة أي مجتمع هي التي تحدد أساساً هوية ذلك المجتمع ووجوده, فإذا انحرفت الثقافة فإن المجتمع يكون أجوفاً فارغاً مهما حقق من القوة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والصناعية".
3ـ تقوية الجانب الروحي
يقول الإمام الخميني قدس سره: "الإيمان يعني أن تعي قلوبكم وتصدق تلك الأمور التي أدركتها عقولكم وهذا يحتاج إلى المجاهدة حتى تفهم قلوبكم أن العالم كله محضر لله, فنحن الآن في محضر الله, ولو أدرك قلبنا هذا المعنى بأننا الآن في محضر الله., هذا المجلس محضر الله ولو وجد قلب الإنسان هذا الأمر, فإنه سيبتعد عن جميع المعاصي إذ أن سبب جميع المعاصي أن الإنسان لم يجد هذا الشيء.
فالمعرفة العقلية ضرورية ولكنها تبقى غير قادرة على مواجهة الامتحانات الصعبة ما لم تتعمق وتصل إلى القلوب. فاحتلالها القلوب وتقوية هذا الجانب المعنوي والروحي هو الحاجز الذي سيمنع الإنسان من الانحراف وسيدعوه للاستقامة على الدوام.
الكتاب: إصلاج المجتمع في فكر الإمام الخميني