بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامام الحسين (ع) والنبي موسى (ع) صرخة الضمير الانساني.
ان الضمير الجماهيري كان مع الامام الحسين (ع)، وهو يعبر عن ذلك الضمير بقوة واصرار.
ولقد التقى الامام الحسين (ع)، في مسيره الى كربلاء بالشاعر الكبير [الفرزدق] وهو من بني تميم، فسأله عن الناس في الكوفة فقال: يا أبا عبد الله [قلوبهم معك وسيوفهم عليك].
ان القلوب التي لم تستطع أن تعبر عن ذاتها بحمل السيف، والارادات الضعيفة التي استسلمت للواقع الفاسد كلها كانت في جانب قيامه المقدس، ومن هنا تماثلت وتشابهت حركة الامام الحسين (ع) في وجه يزيد مع حركة النبي موسى عليه الصلاة والسلام في وجه فرعون، ونجد في سورة الشعراء التي خضعت-حسب الظاهر-لبيان حركة الانبياء والوضع الاجتماعي الفاسد الذي كانت هذه الحركة تسعى من أجل اصلاحه، نجد في هذه السورة، وفي بدايتها بالذات آيات كثيرة وعديدة حول قصة موسى (ع).
أنظروا وتمعنوا في معنى الجانب من هذه الآيات لنعرف المفارقات بينها وبين قيام الامام الحسين (ع) يقول ربنا سبحانه وتعالى: ((وإذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين*قوم فرعون ألا يتقون*قال رب اني أخاف أن يكذبون*ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فارسل الى هارون*ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون*قال كلا فاذهبا بآياتنا أنّا معكم مستمعون)) (10/15/الشعراء).
في هذه الآيات نجد التأكيد على دور القائد وضرورة استقامته، وضرورة شجاعته وبطولته وارتفاع مستواه من جميع النواحي وتكاملها، وتفوقه على ضعف نفسه، النبي موسى (ع) يقول لربه هو يأمره بدعوة قومه الى التقوى: ((أخاف أن يكذبون)).
انه كان يخاف أن يضيق صدره بتكذيبهم، ولا ينشرح أمام تكذبيهم، ويخاف أن لا ينطلق لسانه وبالتالي لا يفقهوا قوله، ويخاف أن يحملوا عليه ويقتلونه. واذا بالجواب من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في القرآن الحكيم بكلمة واحدة: ((قال كلا فاذهبنا بآياتنا انّا معكم مستمعون)).
ان من يحمل رسالة السماء، ويضع على عاتقه الدفاع عن المحرومين والمستضعفين، يجب عليه أن يكون فوق تلك المعضلات التي بينها، وأن يتكل على الله سبحانه وتعالى ويعتمد عليه، ويسير وفق هداه، ولا يخاف ولا يخشىدركاً، ولا يتعثر بعقبة.
الامام الحسين وخريطة الثورة
أنظروا الى الامام الحسين (ع) حينما يرسم خريطة نهضته وحركته، منذ البدء يقول: ((خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وكأن بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواريس وكربلاء)).
في مكة المكرمة كانت الاخبار آنئذ تواترت بسقوط الكوفة بيد الحركة الاسلامية، والكوفة عاصمة اسلامية شهيرة آنذاك، أولا أقل احدى الخواصر الثلاث في العالم الاسلامي التي كانت تؤثر على مصير السياسة الاسلامية آنئذ، بالاضافة الى البصرة والشام، ولكن مع كل ذلك تجد الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، يوحي الى الجماهير المؤمنة الملتفة حوله في ظلال بيت الله الحرام، يوحي اليهم بأن مصيره هو الموت، وانه سيستمر على هذه الطريق حتى اذاكان ينتهي به الى الموت هو وأولاده ونساؤه الى القتل أو السبي.
((خط الموت على ولد آدم)).
يعبر الامام الحسين (ع) عن الموت بالنهاية المفضلة والسعيدة والحتمية للانسان الذي يعيش الذل والهوان: الموت زينة الانسان اذا كانت الحياة ذلة وهوان.
((مخط القلادة على جيد الفتاة)).
وتعبيراً عن مدى اشتيافه الى الموت يقول:
((ما أولهني الى أسلافي)).
كم أنا مشتاق ووله للوصول الى الذين مضوا من آل بيتي لالحق بهم كما كان يعقوب مشتاقاً الى يوسف.
عاشوراء امتداد لحركة الأنبياء:آية الله السيد محمد تقي المدرسي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسِم الله نُور على نُور اللهم صلِ على محمد و آلِ محمد و عجلَ فرجهم و أهلك أعدائهم و إرحمنا بهم يا الله السلام عليكم ورحمة الله و نوره و بركاته
أختي الكريمة / باركَ الله فيكِ على هذا الطرحَ النُورانيَّ الجميِلَ ! أسأل الله أن يرزقكُم نظرَة منَ سيدي وَ مولايَّ أبا عبدالله "ع" يقضيَّ بها جميع حوائجكُم
ربي يبارك فيكُم و يجزآكم الله ألفَ خيرَ و رحمَ الله والديكُم حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد و نصركم نصراً عظيماً نسألكم الدعاء