اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم هو عجيب أن الإنسان يبذل جهوداً من أجل سلامة البدن والتخلص من أمراضه ولا يدخر وسعاً في صرف ثروته واستعمال الأدوية المرّة والخضوع للجراحة وغير ذلك, ولكنه لا يتحرك من أجل سلامة القلب وشفاء أمراض نفسه التي هي أخطر بآلاف المرات, ويعرض عن أخبار الله والرسول كأنه لم يرها ولم يسمع بها, وينسجم مع الآلام التي تسببها له تلك الأمراض في الدنيا, ويرى العذاب الذي أعد له في الآخرة يحسبه بعيداً عنه أو لا يصدق به, فهل يا ترى أن كلام الله والرسول لا يوجد احتمال الضرر له بمقدار كلام طبيب ما, أي لماذا لا يقول الإنسان لعل هذه الأمراض المهلكة التي يتحدث عنها صحيحة, ويعمل قبل فوات الأوان على معالجتها, لأن دفع الضرر الكبير واجب عقلاً حتى ولو كان محتملاً.
يقول لك الله لا تشرب الخمر, ويقول لك الطبيب أحياناً لا تأكل الحلوى فتترك الحلال حفظاً لبدنك, ولا تترك الحرام حفظاً لدينك . ويلاه من ساعة الموت حين يرفع ستار الغفلة ويجد المرء نفسه وذنوبه ويرى طريق الخلاص مسدوداً, عندها مهما ناح واشتكى وتندم, على ما فعل في محضر الله فلن ينفعه ذلك شيئاً.
القلب السليم للشهيد السيد دستغيب