اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل عمل نيّة ، والنية جوهر العمل وحقيقته ، والجزاء إنما يكون بناءً عليها ، فإن خلصت لوجه الله تعالى كانت ممدوحة وكان جزاؤها خيراً و ثواباً ، وان كانت مشوبة بالأغراض الدنيوية كانت مذمومة ، وكان جزاؤها شراً وعقاباً , وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : (( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى )) , وأمثال هذه الأخبار أكثر من أن تحصى , في أن عماد الأعمال هي النيات ، والعمل مفتقر إلى النية ليصير خيراً، والنية في نفسها خير وان تعذر العمل ، وعون الله تعالى للعبد على قدر نيته ، فمن تمت نيته تم عون الله له ، وإن نقصت نقص بقدره ، فرب عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية .
و بعون الله تعالى ولطف أهل البيت ( عليهم السلام ) سنتناول موضوع النية في عدة محاور .
--------
:: المحور الأول – في معنى النية و الإخلاص ::
--------
تـُعرف النية على أنها القصد والإرادة المحركة للإنسان نحو الفعل .
وللعلماء كلام طويل حول تعريفها نقتصر بما ذكره المحقق الطوسي قدس سره حولها لما لهذا التعريف من شمولية فيقول : ((هي القصد إلى الفعل ، وهي واسطة بين العلم والعمل ، اذ ما لم يعلم الشيء لم يمكن قصده ، وما لم يقصده لم يصدر عنه ، ثم لما كان غرض السالك العامل الوصول إلى مقصد معين وهو الله تعالى لابد من إشتماله على قصد التقرب ))
وبما أننا نعمل للوصول إلى المقصد الرباني – الله سبحانه وتعالى - لذا يتوجب علينا بعد هذا الإدراكـ السعي نحو تحصيل النية الخالصة لله عز و جل حيث أن الوصول إلى المقامات و الدرجات المعنوية لا يمكن أن يحصل دونها و مادام السالكـ لم يصل إلى هذه الدرجة فلن يتم له كشف الحقيقة و طي الطريق .
كما يجب العلم أيضاً بأن الفائدة المعنوية و الأثر النوراني للعمل و الذي به تكون حياة القلوب لا يدركـ إلا بعد رعاية جملة من الآداب المعنوية و التي أهمها الإخلاص و حقيقته (( تصفية العمل عن شائبة سوى الله , وتصفية السر عن رؤية غير الحق تعالى في جميع الأعمال الصورية و اللبية و الظاهرية و الباطنية )) , و كمال الإخلاص (( تركـ الغير مطلقاً و جعل الانية والأنانية و الغير و الغيرية تحت الأقدام )) .
و من ينال هذا الفيض الإلهي العظيم – الإخلاص - فسوف تتحصل لديه جملة من الخصائص و الصفات التي لا تكون من حظ و نصيب غير المخلصين و من جملتها :
1- الأمن من غواية الشيطان الرجيم , قال تعالى : (( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ))
2- التنزيه من الكذب وهو- الكذب - كما يروى عن الامام الحسن العسكري (عليه السَّلام) : (( جعلت الخبائث في بيت، وجعل مفتاحه الكذب )) , قال تعالى : (( فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ *إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ))
3- مضاعفة الجزاء وقبول الأعمال , قال تعالى : (( وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ))
4- الوصول لمرتبة المعرفة الحقيقية للمعبود عز و جل , قال تعالى : (( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ))
---
:: المحور الثاني – الإخلاص و مراتبه ::
---
قال تعالى : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ))
إن الإنسان العاقل حينما يقرأ الآيات التي تشير إلى المخلصين و مقامهم السامي , فمن البديهي أن يتولد في نفسه إنبعاث داخلي يدفعه ليكون من ربقتهم حتى ينال بذلكـ الشرف العظيم , ويكفي من الشرف لمقام الإخلاص أن الكل يدعيه وإن كانوا عراةً منه .
وهنا يتبادر السؤال الفيصل للإنسان العاقل ؛؛؛ كيف أعرف أن نيتي خالصة لله تعالى ..!!؟؟
يمكن معرفة ذلك من خلال ملاحظة الاهتمام بأحد أمرين لا ثالث لهما إما الله تعالى وإما غيره فإن كان كله خاصاً بالله و خالصاً لله في نظر الفرد فهو الإخلاص ، وإن كان مشتركاً بينه و بين غيره فهو الرياء ، فضلاً عما إذا كان خاصاً بغيره والعياذ بالله , وهذه بعض المواقف التي من شأنها أن توضح ما نقصده :
1- خشوعي وتوجهي في الصلاة وطول سجدتي وركوعي لا يتغير سواء كنت أصلي بخلوة أم مع مجموعة تراقبني .
2- لا أخفض صوتي بالحديث ولا تتغير حالتي للهدوء عندما أتحدث مع شخص يسألني حول مسائل شرعية .
3-لا أطرق برأسي في المشي ولا أسير بهدوء عندما ألاحظ أن هنالك من يراقبني من أهل الدين , ونمط سيري واحد لا يتغير .
4- لا أحاول إظهار أثر السجود في وجهي عند التحدث أو السير بين الناس .
5- لا أحاول تحريك الشفاة بالذكر عند الجلوس مع الناس باختياري . وإنما ألتزم الذكر القلبي .
6- لا يزداد غضبي عند مشاهدة المنكر في التلفاز وأنا جالس بين الناس ، ولكن غضبي واحد في كل حالاته .
7- لا أحاول إظهار السكون والخشوع بتكلف وتسوية القدمين واليدين عند الصلاة أمام عائلتي .
8- لا أجتهد في الذكر والعبادة من أجل أن تظهر لي الأنوار التي أستطيع التحدث عنها مع أفراد عائلتي .
9- لا أحب أن أمتدح بسبب عمل قمت به .
10- لا أنشط في العمل الخيّر والتطوع عندما يمتدحني من هم حولي . ولكن أعمل بنفس الكفاءة لله عز وجل .
11- لا أسأل عن ما هو متناقل بين أقربائي من أخبار عن أخلاقي وورعي .
12- أخجل عندما يمتدح الناس ممن هم حولي إلتزامي الديني .
13- لا أحب الحديث عن أعمال الخير التي أقوم بها إلا لمصلحة أخروية فيها تشجيع وحث للطرف المقابل على عمل الخير .
14 - لا أحاول الحديث عن الرؤى التي أشاهدها إلا لأهل الاختصاص والدراية .
15- أجتهد في كتمان ما أقوم به من أعمال صالحة .
ومن مصاديق عدم كون النية خالصة لوجه الله تعالى ، كون هدف الانسان – السالك - هو بعض المكاسب المعنوية , وإن كانت هذه المكاسب أرقى من المكاسب الدنيوية ، ولكنها ليست متصلة بالله تعالى , وحيث وصل الكلام إلى هنا فلابد لنا من ذكر درجات و مراتب الإخلاص :
المرتبة الأولى :: تصفية العمل عن طلب رضا المخلوقين سواء للمحمدة أو المنفعة أو لغيرهما من الأغراض التي تشوب العمل فإن كل ذلكـ يكون من الرياء وسنتطرق له في المحور التالي .
المرتبة الثانية :: تصفية العمل عن حصول المقاصد الدنيوية و المآرب الزائلة الفانية , كأن يأتي بصلاة الليل لتوسعة الرزق .
المرتبة الثالثة :: تصفية العمل من الوصول إلى الجنات و الحور العين و القصور و أمثالها وهذا حال عبادة التجار .
المرتبة الرابعة :: تصفية العمل عن خوف العقاب و العذاب كماهو الحال مع عبادة العبيد .
المرتبة الخامسة :: تصفية العمل عن الوصول إلى السعادات الدائمة و اللذات الروحانية , وهذه المرتبة وإن كانت عظيمة ولكنها عند أهل المعرفة تعد من نقصان السلوكـ , حيث ان طالبها يعد ضمن مرتبة عبادة التجار .
المرتبة السادسة :: تصفية العمل عن خوف عدم الوصول إلى اللذات و الحرمان من هذه السعادات , وهي أيضا مرتبة عالية ولكنها في نظر أهل المعرفة تعد ضمن عبادة العبيد .
ففي أي مرتبة تضع نفسك !!!
والى هذا يشير الإمام الصادق ( عليه السلام ) حيث روي عنه أنه قال : (( العباد ثلاثة : قوم عبدوا الله عز وجل خوفاً ، فتلك عبادة العبيد , وقوم عبدوا الله تبارك و تعالى طلب الثواب ، فتلك عبادة الأجراء , وقوم عبدوا الله عز و جل حباً له ، فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة ))
وهنا يوضح الإمام (عليه السلام ) أن السالكـ إلى الله لا بد وأن يمر بأحد هذه الطرق الثلاثة و إختيار إحدى هذه الطرق بلا شكـ ولا ريب يعتمد على نية السالكـ حين بداية مسيره , ولعل البعض للوهلة الأولى من قراءة هذا الحديث الشريف يتبادر إلى ذهنه أن الوجهين الأوليين من أنواع العبادة هما غير مرضيين , وهذا خطأ كبير و الصحيح أن الوجه الأخير للعبادة و المتمثل في عبادة الأحرار هو الأنسب والأفضل إتباعه من بينها , حيث أن العبادة من جهة باب الحب لا نسبة للقياس بينه و بين العبادة من جهة بابي الخوف أو الأجر , ولنا في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قدوة حسنة حينما أشار الى هذه المرتبة بقوله : (( إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك , ولا طمعاً في جنتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك )) وإن كنت تجد في نفسك الإخلاص المحض فلينشغل ذهنك بسؤال : لو لم يكن هنالك جنة ولا نار ولا عقاب ولا ثواب فهل سأستمر على عبادتي لله عز وجل شكراً وحباً و تقرباً ..!!
قال سبحانه عز من قائل : (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ))
وفي الحديث روي عن عن الامام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : (( لا تراء بعملك من لا يحيي ولا يميت ولا يغني عنك شيئاً ، والرياء شجرة لا تثمر إلا الشرك الخفي ، وأصلها النفاق ))
ضد الإخلاص [ الرياء ] , قال بعض المحقّقين : "
إعلم أن الرياء مشتق من الرؤية وإنما الرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير التي قصد المرائي إظهارها " .
وهو من الكبائر الموبقة والمعاصي المهلكة وقد تعاضدت الآيات والأخبار على ذمه و مقته , والعمل الريائي قد يكون في الأصل لا قيمة له لأن صاحبه كان مرائياً عند القيام به.... والمرائي عمله غير مقبول , فالعمل الذي يكون لله ولغير الله عز وجل فإنه - عز وجل - يتنازل عن حقه في ذلك العمل ولا يقبله.. و روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : (( قال الله عز وجل : أنا أغنى الشركاء عن الشرك !.. فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري , فأنا منه بريء ، فهو للذي أشرك ))
ولا يقتصر عمل المرائي بعدم القبول بسوء نيّته فحسب , فهذا أمر مسلّم به.. ولكن هناك ادّعاء أعظم !!!..
فالذي يعمل لغير الله عز وجل لم يراوح مكانه ، بل ازداد من الله عز و جل بعداً , لأنه بريائه نزّل مقام الربوبية , فهو يعمل لله عز و جل و للناس ، أو أن عمله الظاهري لله عز و جل و كله للناس , وهذه مصيبة !..
و قد اتضح آنفاً بأنّ النيّة هي الأساس في العمل , وعلى هذا إذا كان المحركـ لهذه النية هو الرياء فستكون جميع الأعمال مجرد أصفار لا قيمة و لا وزن لها مهما بلغت من الكثرة قال تعالى : (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ))
ولذا يلزم على الإنسان العاقل أن يتعرف على الرياء ليتجنب الوقوع فيه حتى لا تكون أعماله هباء منثورا و نصيبه منها التعب في الدنيا و الحسرة في الأخرة , بل عليه أن يحسن عمله و يصلحه حتى يرفع عمله بقبول حسن ، قال تعالى : (( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُور ))
وهنا ينبغي الإلتفات إلى أن للرياء ثلاثة موارد يرد بها على النية فيتلفها و هي كالتالي :-
1- الرياء قبل القيام بالعمل .
2- الرياء أثناء القيام بالعمل .
3- الرياء بعد الإنتهاء من العمل .
فإذا بدء العمل على الوجه الأول أو الثاني فإنه – العمل - بلا ثواب بل يصبح حراما و باطلاً وموجباً للعقاب , وإذا كان العمل المرائى فيه واجباً كالصلاة المفروضة وجب إعادتها بنية القربة لله تعالى , أما الوجه الأخير فإنه يقلل الثواب و إذا أصر عليه فإن الثواب يزول نهائياً و يسجل له عملاً ريائي , وذلكـ كما جاء في الحديث المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) قال : (( الإبقاء على العمل أشدّ من العمل، قال -الراوي-: وما الإبقاء على العمل: قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له فتكتب له سرّاً، ثمّ يذكرها فتمحى فتكتب له علانية، ثمّ يذكرها فتمحى وتكتب له رياءً ))
----
:: المحور الرابع – علاج الرياء ::
----
قال تعالى : (( مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))
إن حقيقة الأمر أن المرائي ظالم لنفسه كثيرا فإنه – الرياء – لأكبر مصداق من مصاديق ظلم النفس , و يتم علاجه بشكل عام كسائر الأمراض القلبية , بتقوية الإيمان و السعي للوصول إلى مقام الإخلاص كما اتضح آنفاً ... فإن نور الإخلاص ينير ظلمة القلب و يضمن سلامته من جميع الأمراض الروحية
و هنا نورد لكم بعض السبل و التي بإذن الله تعالى ستساعد السالكـ الراغب في التخلص من الرياء وهي :-
- تصفية العمل عن رؤية إستحقاقه للثواب و الأجر , فالسالكـ لا بد له أن يجتهد ليفهم ان جميع الأعمال هي من الهبات الربانية التي أجراها الحق تعالى على يده فقد ورد في الدعاء (( لك الحمد على إبتدائك بالنعم الجسام و إلهامك على الإحسان ))
- تصفية العمل من الإستكثار و الفرح به , حيث أنهما البداية لكثير من المفاسد الأخلاقية و الأمراض الروحية كالرياء و الكبر و العجب و فيها ورد بالدعاء (( و إستقلال الخير و إن كثر من قولي أو فعلي ) ؛ ( و لا تبتلني بالكبر وعبدني لكـ ولا تفسد عبادتي بالعجب )).
- الإستعانة بالله تعالى و التوسل بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، ففي الدعاء : (( و انته بنيتي إلى أحسن النيات ) ؛ ( اللهم وفر بلطفكـ نيتي )) و كلمة التوفير هنا بمعنى الصيانة والحفظ , لأنها – النية – بالنسبة لنا متذبذبة ومن الصعب ثباتها في النفس إلا مارحم ربي .
هذا و سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم .
====
المراجع : -
( 1 ) بحار الأنوار .
( 2 ) رسائل المحقق الطوسي .
( 3 ) جامع الأخبار .
( 4 ) الكافي .
( 5 ) جامع السعادات .
( 6 ) مصباح الشريعة .
( 7 ) مجمع البيان .
( 8 ) الكافي .
( 9 ) الصحيفة السجادية .
( 10 ) دعاء مكارم الأخلاق .
( 11 ) دعاء مكارم الأخلاق .