بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
(افاضة الأنوار على المصلي على قدر صفائه)
اعلم ان تخليص الصلاة عن الآفات، واخلاصها لوجه الله، وادائها بالشروط الباطنة المذكورة، من الحضور، والخشوع، والتعظيم، والهيبة، والحياء: سبب لحصول انوار في القلب، تكون تلك الأنوار مفاتيح للعلوم الباطنة، وانما يفيض منها على كل مصل على قدر صفائه من كدورات الدنيا، ويختلف ذلك بالقلة والكثرة، والقوة والضعف، والجلاء والخفاء، ويختلف أيضاً بما ينكشف من العلوم، فينكشف لبعضهم من صفات الله وجلاله، ولبعضهم من عجائب افعاله، ولبعضهم من دقائق علوم المعاملة، ولبعضهم غير ذلك، واولى بالظهور والافاضة لكل شخص ما يهمه ويكون في طلبه. وإلى ما ذكرنا من ترتب الافاضة العلوية على الصلاة الخالصة لوجه الله المؤداة بالشروط المذكورة، اشار النبي (ص) بقوله:
" ان العبد إذا قام في الصلاة، رفع الله الحجاب بينه وبين عبده، وواجهه بوجهه، وقامت الملائكة من لدن منكبيه إلى الهواء، يصلون بصلاته، ويؤمنون على دعائه، وان المصلي لينشر عليه البر من اعنان السماء إلى مفرق رأسه، ويناديه مناد: لو علم المصلي من يناجي ما التفت. وان أبواب السماء تفتح للمصلين، وان الله يباهي ملائكته بصدق المصلي ".فان رفع الحجاب وفتح أبواب السماء كناية عن افاضة العلوم الباطنة عليه. وورد في التوراة: " يا ابن آدم، لا تعجز أن تقوم بين يدي مصلياً باكياً، فأنا الله الذي اقتربت من قلبك، وبالغيب رأيت نوري ".وورد: " ان العبد إذا صلى ركعتين، عجبت منه عشرة صفوف من الملائكة، كل صف منهم عشرة آلاف، وباهى الله به مائة ألف".وذلك لان العبد جمع في الصلاة بين القيام والقعود، والركوع والسجود، والذكر باللسان، وغير ذلك. وليس لملك من الملائكة هذا القسم من العبادة الجامعة بين الكل، بل هذه الأفعال موزعة عليهم، فبعضهم قائمون لا يركعون إلى يوم القيامة، وبعضهم ساجدون لا يرفعون إلى يوم القيامة، وهكذا الراكعون والقاعدون، فان ما اعطى الملائكة من القرب والرتبة لازم لهم، مستمر على حالة واحدة، لا تزيد ولا تنقص، وليس لهم مرتبة الترقي من درجة إلى اخرى، وباب المزيد مسدود عليهم، ولذلك قالوا:
"" وما منا إلا له مقام معلوم
. بخلاف الإنسان، فان له الترقي في الدرجات، والتقلب في اطوار الكمالات، ومفتاح مزيد الدرجات هي الصلاة،
قال الله سبحانه: " قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون "، فمدحهم بعد الإيمان بصلاة مخصوصة، وهي المقرونة بالخشوع، ثم ختم اوصاف المفلحين بالصلاة أيضا، فقال في آخرها: "" والذين هم على صلاتهم يحافظون ، ثم قال في ثمرة تلك الصفات: " أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون "[4].
فوصفهم بالفلاح أولا، وبوراثة الفردوس آخراً. فالمصلون هم ورثة الفردوس، وورثة الفردوس هم المشاهدون لنور الله بقربه ودنوه بالقلب. وكل عاقل يعلم ان مجرد حركة اللسان والجوارح، مع غفلة القلب، لا تنتهي درجته إلى هذا الحد.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي فاطمة سراج حياتي وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنتي اختي العزيزه على هذا الطرح المبارك
جزاكِ الله الف خير ويعطيك دوام الصحة والعافيه
في ميزاااان الاعمال
وفي حفظ الباري