يقول الشيخ مهدي المازندراني الحائري .هذا العالم الفاضل الواعظ العارف .
كان عندنا في مازندران مجموعة من الحسينيين يقيمون مجالس الإمام الحسين –عليه السلام – وكان طليعتهم وقائدهم شخص اسمه * ملا عباس جاوش * ( ولعلى معنى كلمة جاوش بالفارسية قائد الموكب )
كان مع جماعته يأتي كل سنة مشياً من مازندران إلى كربلاء .. يمرون على قرى ومدن , وكل شخص يهوى ويعشق الحسين –عليه السلام – ينظم إلى هذا الموكب الماشي , قاصدون زيارة الحسين – عليه السلام – يقول الشيخ مهدي في بعض السنيين جاء هؤلاء الشباب إلى ملا عباس , وقالوا نحنُ متحضرين ومستعدين لذهاب إلى زيارة الحسين –عليه السلام – قال لهم الملا عباس لا أستطيع هذه السنة الذهاب وذلك لأنه يوجد عندي مشكلة لم أحلها , فاشتركوا جميعاً وحلوها .
وإذا به يرفع الراية وينادي كل من يحمل هوى الحسين وحبّه فليستعد .. تحرك هذا الموكب من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة , وصلوا إلى أرض العراق وبقي بينهم وبين كربلاء منزل . ( كان يسمون المسافة منازل ) بقي منزل وكان يوم خميس عصراً , جلسوا وتزودوا وارتاحوا قليلاً .. فقام الملا عباس عاصم وذهب إلى مرتفع عند الغروب وقف وأخذ ينظر إلى كربلاء .. فصاح , فلان , فلان , فلان تعالوا حضروا هؤلاء المجموعة من المؤمنين صعدوا إلى أعلى التل فقال لهم : انظروا إلى هذه الاضويه الكهرباء أنها اضوية كربلاء ,, وهذه ليلة جمعة ومن الواصلين إلى الحرم الحسين –عليه السلام –
صحيح أننا سوف نكون متعبين من بعد المسافة , ولكن أصبروا .. قالوا نحنُ مستعدين ...
فمشوا وصلوا في وقت متأخر من لليل في ذالك الزمان لايوجد فنادق بل خان مكون من طابقين الطابق الأرضي لحيواناتهم , والعلوي يكون للسكن فيه ,, يقول الملا عباس , وضعنا الحيوانات والإغراض في مكانهم , ثم دخلنا حرم الحسين –عليه السلام - يقول دخلنا الشباب قالوا ملا عباس أنت كنت تقرأ لنا تعزية بمنطقة مازندران نحنُ الأن عند الحسين –عليه السلام – نريد أن تقرأ لنا مصيبة عند الضريح الشريف .. قال لهم لا بأس أنا حاضر قرأنا الزيارة جلسنا عند الرأس الشريف ..
يقول الملا عباس أنا سرحت فكرت فأخذة الكتاب وأخرجته فتحته من دون تعيين , كل مصيبة يفتح عليها الكتاب إقراءها , يقول ظهرت لي مصيبة (( علي الأكــبر ))
يقول الملا عباس عرفت وفهمت أنها أشارة من الحسين –ع – قرائنا المصيبة والبكاء والحزن . ونحنُ في لليلة الجمعة وحاضرين من مسافة بعيده ..
يقول بعد ماقرئنا المصيبة قلت لهم .. نكتفي بهذا القدر لنذهب ولنأخذ قسط من الراحة
ذهبنا إلى الخان ..
يقول الملا عباس نمنا نوم عميق ... وفي عالم الرؤيا وإذا بالباب يطرق قمت فتحت الباب شاهدت غلام واقف قلت له تفضل ماعندك ..
قال : أرسلني سيدي ومولاي إن تستعدوا لاستقباله يريد إن يأتي لزيارتكم .
قلت : السيد يريد زيارتنا ؟
قال الغلام : نعم
قلت له : أي سيد ؟؟
قال الغلام : أما عرفته ؟؟!!
هذا الذي حضرتم وجاءتم على حسابه من هذه المسافة البعيدة لزيارته
قلت له : الإمام الحسين !؟
قال الغلام : نعم سيدي ومولاي
قلت له : نحنُ نذهب إليه ونقبل أقدام المولى أبي عبدالله -ع -
قال الغلام : أنا مأمور ملا عباس الحسين أرسلني إليكم لتستعدوا .
الآن يأتي لزيارتكم ..
يقول استعدينا جلسنا منتظرين , وأعيننا ترمق ومتوجه نحو الباب
يقول لحظات وإذا بالباب يفتح ويشرق علينا نور كالشمس ..
يقول قمنا . فقال لي : ملا عباس عليك باالحسين أجلس أنت وأصحابك تعبانين .
يقول الملا عباس : جلسنا
فقال – عليه السلام – أو تدري ملا عباس لماذا جئتكم؟؟
قلت : سيدي لماذا ؟
قال : لثلاثة أشياء ..
أولاً : كلّ من يأتي لزيارتي أرد عليه الزيارة ..
الحاجة الثانية : ملا عباس قلت له نعم سيدي . قال عندكم رجل كبير السن ذولحية بيضاء يجلس عند الباب لما تجلسوا لإقامة العزاء والمأتم يستقبل المعزين وينظم أحذيتهم عند الباب .. أبلغ سلام الحسين إلى هذا الرجل .
الحاجة الثالثة : أختنق بعبرته يقول نحنُ بكينا . قال ملا عباس الحاجة الثالثة : إذا جائت المرة الثانية مع جماعتك لا تقرأ مصيبة علي الأكبر . قلت له : سيدي لماذا ؟
يقول اختنق بعبرته قال : ملا عباس . أما تعلم أن أمي فاطمة الزهراء تحضر عندي لزيارتي ليلة الجمعة وقد سمعت مصيبة علي الأكبر فأحزنتها وتأثرت
--
شبكة الساده