
الْحَمْد لِلَّه رَب الْأَرْبَاب و هَازِم الْأَحْزَاب ، وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى سَيِّد الْخَلْق أَحْمَد و عِتْرَتِه الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَعَجِّل الْلَّه فَرَّج و لِيْهِم ،و لَعَن و أَهْلَك أَعْدَائَهُم ..
لَعَن الْلَّه ظَالِمِيْك يَا فَاطِمَة ...!!!
لَازَالَت تَشُدُّنِي تِلْك الْوَقْفَة الْرَّهِيْبَة ، فِي حَيَاة الْسَيِّدَة الَّتِي أَصْبَحَت غَرِيْبَة ، وَدُمُوْعِي أَبَت أَن تَهْدَأ ، خُرْس لِّسَانِي مِن هَوْل مَا رَأَيْت ، حِيْنَمَا انْطَفَئ
سِرَاج الْبَيْت ، و بَدَت عَلَائِم الْفِرَاق ..آَه يَا بِنْت الْنَّبِي ..!! يَالِهِذِه الْأُمَّة الْجَاحِدَة الَّتِي وُصِل بِهِم الْظُّلْم ، لَن يَجْعَل بِنْت نَبِيِّهِم تَدْعُو عَلَى نَفْسِهَا بِالْمَوْت ..!!
لَا زَالَت لَسْت أُصَدِّق ، و أُرِيْد أَن أَتَحَقَّق
أَهَكَذَا يُرِيْد الْنَّاس دُخُوْل الْجَنَّة ..؟
نَعَم ..عُآَد عَلَي ، و لَكِن كَيْف كآِنت تِلْك الْعَوْدَة ..؟ سَلَام الْلَّه عَلَى قَلْبِك الْصَّبُوْر يَا أَبَا الْحَسَن ..!!
عُآَد لِيَرَى تِلْك الْوَرْدَة الْمُزْهِرَة ، بَدَأَت تَذْبُل ، ذَلِك الْقَمَر وَالْوَجْه الْدُّرِّي ، بَدَأ يَحِيْن خُسُوْفِه ، لَقَد ضَاقَت عَلَيْهَا الْدُّنْيَآ ، لَا تَسْتَطِيْع هَذِه الْدُّنْيَا الْفَانِيَة
أَن تَتَحَمَّل قَدْاسة و طَهَارَة و نَبُل سَيِّدَة مِثْل الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام ..!!
فَاطِمَة خُلِقَت مِن الْجَنَّة ، و تَغَذَّت فِي الْجَنَّة ، فَلَا تَلِيْق بِهَا سِوَى الْجَنَّة ، هَذِه الْدُّنْيَا لَا تَسْتَحِق هَذَا الْعَطَاء الْرَّبَّانِي الْعَظِيْم مَع وُجُوْد الْظُّلْمَة
قَتَلَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام ...!!
" فاطمة عليها السلام و حق المودة في القربى"

إِن الْمُتَأَمِّل فِي كَلَام سَيِّدَة الْنِّسَاء عَلَيْهَا أَفْضَل الصَّلَاة وَالْسَّلَام
يَرَى بِأَنَّهَا لَم تُخَالِف الْنُهُج و الْشَرْع الَقُرْآني الْصَّرِيْح
وَلَو بِكَلِمَة وَاحِدَة بَل عَلَى الْعَكْس تَمَامَا ، إِن الْصِّدِّيقَة عَلَيْهَا أَفْضَل الصَّلَاة وَالْسَّلَام وَصَلَت لِدَرَجِة مِن الْعُلَا و الْكَمَال لِحِيْن أُطْلِق الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه و سَلَّم حُكْم ارْتِبَاطِهَا الْوَثِيق بِالْلَّه تَعَالَى حِيْن قَال إِن الْلَّه تَعَالَى يَغْضَب لِغَضَبِهَا و يَرْضَى لِرِضَاهَا ، و حِيْن قَال بِأَنَّهَا رُوْحُه الَّتِي بَيْن جَنَبَيْه و فِي الْكَثِيْر مِن الْأَحَادِيْث الَّتِي يَكُوْن ظَاهِرِهَا تَكَلَّم عَاطِفِي وَرُبَّمَا إِطْرَاء و قَوْل اعْتِبَاطِي مِن شَخْص الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه و حَاشَاه ، إِنَّمَا كَان بِامْر الْلَّه تَعَالَى الَّذِي امْتَحَن هَذِه الْسَّيِّدَة بَامُحَتَان هُو اعْلَم بِحَيْثِيَّاتِه و حُدُوْدِه الْزَّمَانِيَّة و الْمَكَانِيَّة و جَمِيْع مَايَتَعَلَّق بِهَذَا الامْتِحَان الَّذِي كَان فِي عَالَم مَاقَبْل الْخَلْق ، لَكِن عَالِم الَوَجَوْد
أَي وُجُوْدِنَا قَبْل خَلْقِنَا
وَلَا أُرِيْد الْتَّطَرُّق لِهَذَا الْبَاب فَهُو بَاب طَوِيْل جِدّا ، رُبَّمَا يُوَفِّق الْلَّه تَعَالَى هَذِه الْخَادِمَة الْحَقِيرَة و الْأُمَّة الْضَعِيفَة الْفَقِيْرَة لِأَن تَتَشَرَّف بِالْحَدِيْث عَنْه
نَّعُوْد و الْعَوَدَّة أَحْمَد .. كَّنَتِيْجَة اسْتَحَقَّت الْسَّيِّدَة فَاطِمَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام
مَكَانَتِهَا الْخَاصَّة و خُصُوِصَايَّتِهَا الثَّابِتَة مِن الْلَّه تَعَالَى و أَكْبَرُهَا
هُو كَوْنُهَا هِي بِحَد ذَاتِهَا امْتِحَانا مِن الْلَّه تَعَالَى لِخَلْقِه ...كَيْف ؟

~¤¦¦§¦¦¤~ هُو بِالْآَيَة الَّتِي تَقُوْل : " إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ". ~¤¦¦§¦¦¤~
نَعَم ،الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى هِي الامْتِحَان الْإِلَهِي ، وْالْأَجِر لِرِسَالَة الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه الَّتِي رُبَّمَا دَامَت لِفَتْرَة قَصِيْرَة جَدَّا
عَلَى يَد الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ، لَكِنَّهَا عَاشَت الْأَطْوَل فِي الْعُمُر ، سُبْحَان الْلَّه ..!! يَالَهَذَا النَّبِي و لِأَهْل بَيْتِه عَلَيْهِم أَفْضَل الَصَّلَاة و الْسَّلَام مِن الْحَظْوَة عِنْد الْخَالِق تَعَالَى ..!!
وَإِنَّه لِامْتِحَان عَظِيْم و إِنِّي لَأَجِد الْكَثِيْر مِمَّا يَنْفَتِح امَام عّقْلِي و لَكِن تَجَنَّبَا للاطَالَة ، أَكْتَفِي بَاكَمَال امْتِحَان الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى و الَّذِي تُمَثِّل فِي الْسَيِّدَة فَاطِمَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام بِبُرُوْز و بِشَكْل أَقْوَى و الْلَّه أَعْلَم هَذَا هُو الْسَّبَب فِي أَغْلَب الْخَصَائِص و الْمِيزَات مِن الْاحَادِيِث فِي فَضْل الْسَّيِّدَة فَاطِمَة الْزَّهْرَاء رُوْحِي و رُوْح كُل ذِي رُوْح فِدَاء لِتْرَاب قَدَمَيْهَا الْشَرِيْفَتَيْن ..!!
وَلَا مَجَال لِلِتَّوَسُّع حَالِيّا فِي هَذَا رُبَّمَا فِي حَدِيْث آَخَر إِن شَاء الْلَّه تَعَالَى .

إِن الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى هِي حَق الْلَّه تَعَالَى ، وَطَالَب بِه نِبِيَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه كَحَق لِنَبِي الَلّه تَعَالَى ، بِمَعْنَى أَدَق، إِن أَهْل الْبَيْت عَلَيْهِم الْصَّلاة
و الْسَّلَام ، عِنَدَمّا يُطَالَبُوْن بِأَي حَق ،هُم لَا يَطْلُبُوْنَه لِأَجْل أَنْفُسِهِم و ذَوَاتِهِم كَمَا يُخْطِئ الْكَثِير الْكَثِير فِي فَهُم هَذَا ، بَل إِنَّهُم يُطَالَبُوْن بِالْحَق لِأَهْل الْحَق
و هَذَا هُو شِعَارُهُم ، و هَذَا مَافَعَلْتُه الْصِّدِّيقَة الْسَّيِّدَة فَاطِمَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام ، وَالَّتِي أَتَت بِقَرَائِن الْمُطَالَبَة بِحَق الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى و هُو أَجْر
الَّذِي يُمَثِّل أَجْر رِسَالَة الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه و سَلَّم
وَهِي الْوَارِدَة فِي كَلَامِهَا و خِطَابَاتِهَا عَلَيْهَا الْسَّلام
فِي قَوْلِهَا : اعْلَمُوْا انِّي فَاطِمَة و أَبِي مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه
وَقَالَت أَيْضا تَجِدُوْه أَبِي دُوْن نِسَائِكُم ..وَقَالَت الْكَثِيْر مِّمَايُشَابِه فِي جُمْلَة كَلَامِهَا ، و تَحَدَّثْت عَن الْإِرْث و حَق الْإِرْث تَرْمِي بِذَلِك هَذَا الْحَق الْعَظِيْم
و هُوَحَق الْوَلَايَة ، لِأَن الْخُطَّة الْمَرْسُوْمَة مِن قَبْل هَؤُلَاء الْطُّغْمَة هِي لِتَجْرِيد اهْل الْبَيْت عَلَيْهِم الْسَّلام تَدْرِيْجِيا مِن حُقُوْقَهُم و مَقَامِهِم فِي آَيَة الْقُرْبَى الَّتِي تُلَاحِقُهُم و تَقْض مَضَاجِعِهِم ، فَعَمَدُوا لِلْإِرْث و لَاغْتِصَابِه و مِمَّا يَفْتَح لَهُم الْبَاب لَّاغْتِصَاب الْخِلَافَة، وَهَكَذَا سَيَقُوْل لِلْنَّاس لَو كَانَت الْآَيَة فِي الْقُرْآَن تَعْنِي أَهْل الْبَيْت عَلَيْهِم الْسَّلام فَلِمَاذَا لَم يُطَالِبُوَا بِحَقِّهِم لِيُثْبِتُوَا بُطْلَان أَعْدَائَهُم ..؟!
و هَذَا مَاجَعَل الْسَّيِّدَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلام بِجَلَالَة مَقَامَهَا و خِدْرِهَا أَن تَخْرُج لِتُعْلِن لِلْنَّاس خُطُوْرَة الْوَضْع الْسِّيَاسِي وَالْفِكْرِي الَّذِي كَانُوْا يَعِيْشُوْن فِي غَفْلَة عَنْه ..!!
و إِلَّا فَماتُمِثّل أَرْض لِسَيِّدَة لَدَيْهَا مَالْدَيْهَا مِن الْصَّلاحِيَّات لِكَي تُقَلَّب الْكَوْن بِاكْمَلِه عَلَى رَأْس أَعْدَائَهَا و سَيِّدَة تَمْلِك مَاتِمْلِك مِن الْصَّلاحِيَّات و الْمُمَيِّزَات
الَّتِي تَضْمَن لَهَا الْرَّغِيد فِي الْدُّنْيَا و الْآَخِرَة و هَذَا مِن أَسْرَار حَدِيْث الْكِسَاء الْيَمَانِي الَّذِي كَان الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ، يُرِيْد مِن خِلَالِه أَن يُوَضِّح عَظَمَة أَهْل الْبَيْت عَلَيْهِم الْسَّلام فِي الْسَّمَاء و فِي الْكَوْن و يُشِيْر لِجَانِب الْعَظَمَة الْمَلَكُوْتِي فِيْهِم ..!!
فَخَرَجْت الْسَّيِّدَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلام لِتُبَيِّن عَظَمَة الْحَدَث و الْبُطْلَان الَّذِي جَعَل سَيِّدَة الْنِّسَاء و عَقِيْلَة و كَرِيْمَة الْوَحْي و نَوِّر الْلَّه فِي كَوْنِه ، تَخْرُج لِكَي تَبَيَّن غَضِب الْلَّه تَعَالَى و رِضَاه ، و يَظْهَر الْمَوْقِف الْحَقِيقِي لَرَّب الْعَالَمِيْن ، فَالَنَّاس -ظَاهِرا فَقَط- يَتَحَيَّرُون مِن يُصَدِّقُوْن أَعْلَي أَم أَعْدَائِه ..؟
و تَجُوْل بِخَاطِرِهِم الْأَسْئِلَة و الْاسْتِفْسَارَات ..و هَذَا جَوَاب لِلْجَهْل الَّذِيْن يَقُوْلُوْن مَثَلا لِمَاذَا جَعَل الْإِمَام زَوْجَتِه تَخْرُج وَبَقِي فِي االْبَيت وَحِيْدَا ..؟
و ذَلِك لِيُبَيِّن الْإِمَام عَلَيْه الْسَّلَام عَدَم تَدْخُلُه الْشَخْصِي و عَدَم ضَغَطَه عَلَى زَوْجَتِه فِي أَي مَوْقِف تَتَّخِذَه ، لِذَلِك حَتَّى الْمَسْجِد لَم يَخْرُج لِيَقْطَع بِذَلِك أَي شَك
فِي تَدْخُلُه أَو ضَغَطَه عَلَى الْصِّدِّيقَة عَلَيْهَا الْسَّلام ، و قَرِيْن مَوْقِفِه هَذَا ظَهَر أَيْضا عِنْدَمَا سَمَح لِلْظَّالِمِيْن بِالْدُّخُوْل لِلِاسْتِسَّمَاح مِن الْسَيِّدَة عَلَيْهَا الْسَّلام ..!!
وَهُنَاك الْكَثِير الْكَثِيْر مِمَّا لَا أُحِب الاطَالَة بِذِكْرِه ، رُبَمَا فِي لِقَاء قَرِيْب ...سَيُذْكَر ..
و هَكَذَا كَانَت الْصِّدِّيقَة الَّتِي فِي مِثْل هَذَا الْيَوْم انْطَفَأ نُوْرُهَا الْوَهَّاج ..!! فَيَالِلرَّزِيْه..!!

يَقُوْل الْرَّاوِي :
ولما جاء اجل فاطمة لم تحم ولم تصدع ، ولكن أخذت بيد الحسن والحسين فذهب بهما إلى قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم فأجلستهما عنده ثم وقفت ، فصلت بين المنبر والقبر ركعتين ثم ضمتهما إلى صدرها والتزمتهما ، وقالت يا ولدي اجلسا عند أبيكما ساعته ، والإمام علي عليه السلام ، يصلي في المسجد ، ثم رجعت نحو المنزل فحملت ما فضل من حنوط النبي صلى الله عليه و آله سلم فاغتسلت به ولبست فضل كفنه ثم نادت يا أسماء
فقالت لها : لبيك يا بنت رسول الله ، فقالت تعاهديني ، فاني ادخل هذا البيت فأضع جنبي ساعتة فإذا مضت ساعة ولم اخرج فناديني ثلاثا فان أجبتك ، وإلا فاعلمي إني لحقت برسول الله صلى الله عليه و آله سلم ثم قامت مقام الرسول صلى الله عليه و آله سلم في بيتها ، فصلت ركعتين ، ثم جللت وجهه بطرف ردائها وقصت نجبها ، وقيل بل ماتت في سجدتها .
فلما مضت ساعة أقبلت اسماء فنادت يا فاطمة الزهراء ، يا أم الحسن والحسين ، يا بنت رسول الله ، يا سيدة نساء العالمين ، فلم تجب فدخلت فإذا هي ميتة ، ثم شقت أسماء جيبها ، وقالت كيف اجترئ فاخبر ابني رسول الله بوفاتك ، ثم خرجت فتلقاها الحسن والحسين فقالا : أين أمنا فسكتت فدخلا البيت فإذا هي ممتدة فحركها الحسين فإذا هي ميتة فقال : يا آخاه آجرك الله في أمنا ، وصاح أهل المدينة لاعلموا بخبر وفاتها واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة تتزعزع منها وهن يقلن : يا سيدتاه ، يا حبيبتاه ، يا بنت رسول الله ، واقبل الناس إلى علي وهو جالس ، والحسن والحسين ، رضي الله عنهم أجمعين بين يديه يبكيان فبكى لبكائهما ، واجتمع الناس فجلسوا وهم يسترجعون وينتظرون ان تخرج الجنازة فيصلوا عليها ، فخرج أبو ذر الغفاري وقال : انصرفوا فان ابنة رسول الله صلى الله عليه و آله سلم قد أُخر إخراجها هذه العشية فقام الناس وانصرفوا .

قَوْمِي يَا يُمَّه وَعَايْنِيْهُم ..ذُوَلَه أَيَتَامَج واحِضْنِيْهُم ..
يَام الْحَسَن لَو عَزَمْتِي تَرَوَّحَي ...تَعَالَي يَا يُمَّه و اخَذِيْهُم
بَعْدِج لَا هُنَا نَشْوَفَه و لَا .. يَوْم الْسَّعْد يَرْجِع لِيَهُم ..!!!
وااامِصـــــــــيبَتَاه ..!!

هُنَاك مَا يُشِيْر إِلَى ان الْزَّهْرَاء قَد أَوْصَت الْإِمَام بِثَلَاث :
أَوَّلُهَا : ان يَتَزَوَّج بِامَامَة بِنْت أُخْتِهَا زَيْنَب مِن أَبِي الْعَاص بْن الرَّبِيْع ، وَذَلِك لِأَنَّهَا كَمَا قَالَت الْزَّهْرَاء : إِنَّهَا بِنْت أُخْتِي وتَحَنُوا عَلَى وَلَدِي
( أَو ) إِنَّهَا فِي حِنْوَى ورُومَتِي
وَثَانِيْهَا : ان يَتَّخِذ لَهَا نَعْشَا وَصِفَتِه لَه وَعَن ابْن عَبَّاس : ان فَاطِمَة أُوُل مَن جَعَل لَهَا الْنَّعْش عَمِلَتْه لَهَا أَسْمَاء بَنِت عُمَيْس ، وَكَانَت قَد رَاتْه بِأَرْض الْحَبَشَة ( وَذَلِك بَان دَعَت بِسَرِيْر فاكْبَتِه لِوَجْهِه ثُم دَعَت بِجَرَائِد فَشَدَّتْهَا عَلَى قَوَائِمِه وَجَعَلْت عَلَيْه نَعْشَا ثُم جَلَّلَتْه ثَوْبَا ، فَقَالَت فَاطِمَة سَلَام الْلَّه عَلَيْهَا اصْنَعِي لِي مِثْلَه ، اسْتُرِيْنِي سَتَرَك الْلَّه ، )
وَثَالِثُهَا : ( أَلَا يَشْهَد احَد جَنَازَتَهَا مِمَّن كَانَت غَاضِبَة عَلَيْهِم وَان تُدْفَن لَيْلَا وَان تَحَنُّط بِفَاضِل حَنُوْط رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه سَلَّم وَان يَغْسِلَهَا فِي قَمِيْصِه وَلَا يَكْشِف عَنْهَا ) .
وَهَكَذَا تَنْفِيذا لِوَصِيَّة الْزَّهْرَاء دُفِنَت لَيْلا وَصَلَّى عَلَيْهَا الْإِمَام عَلَي عَلَيْه الْسَّلَام وَنَزَل فِي قَبْرِهَا ، وَلَم يَكُن مَعَه سِوَى بَنُو هَاشِم وَالْصَّفْوَة مِن أَصْحَابِه تَنْفِيذَا لْوَصِيَّتِهَا .
وَدَار مَادار مِن الْحَدِيْث و الْكَلَام بَيْنَهُمَا ، هُو عَلَى الْثَّرَى و هِي فِي قَبْرِهَا ..و الْلَّه أَعْلَم مَاتِلُك الْمُنَاجَاة بَيْن الْمَظْلُوْم الْمُهْتَضَم و تِلْك الْمَظْلُوْمَة ..!!
و هَاقَد تَحَوَّلَت الْمُصِيبَة مِن الْفَاقِدَة الْكَئِيْبَة ، لِصَدْر أَبِي الْحَسَن عَلَيْه الْسَّلام صَاحِب الْصَّبْر الْعَظِيْم ..!!
آَه لِلَوْعَة فِرَاقُك يَا بـــنِت أَحْمَد ..!! فَلَا الْقَلْب يُشْفَى و لَا الْعَيْن تَرْقُد ..!!
و أَمَّا حُزْنِي فَطَوِيل مـاكْث و أَبْقَى .. نَاحِبَا فِي لَيْلِي و كُل لَيْلِي مُسَهَّد ..!!
أَبُكَيُتِنَي دَمَا يَا خَيْر الَنــــسَاء .. قُل صـــبَرِّي عَنَّك و نَارِي لَا تَخْمَد ..!!
ذَهَبَت لِلْجَنَّة الْعِلـــــيَا فِي رُوْح .. و رَيْحَان و بِقــيَت لَلَّهُم لَا أَسْعَد ..!!
آَه وَايّلَاه ..!! و امُصِيبَتَاه ..!!

وَلَازَالَت أَحِن لِأُتِم الْرِحْلَة فِي عَالَم أَعْظَم أُنْثَى وَلَدَتْهَا رَحِم الْسَّمَاء ...و هُنَاك أَكْثَر
وَلَكِن فِي مَاتَبَقَّى إِن شَاء الْلَّه تَعَالَى .
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
(( الْلَّهُم كُن لِوَلِيِّك الْحُجَّة بْن الْحَسَن..صَلَوَاتُك عَلَيْه وَعَلَى آَبَائِه..فِي هَذِه الْسَّاعَة وَفِي كُل سَاعَة..وْلِيَآ وَحَافَظْآ..وَقَائدآ وَنَاصِرآ..وَدَلِيَلَآ وعينَآ..حَتَّى تُسْكِنَه أَرْضَك طُوَعَآ.
وَتُمَتِّعَه فِيْهَا طَوَيْلُآ بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن))
قـــــــام بَالَعـــمُل : الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى ، الْنُّوْر الْحُسَيْنِي ، الْحِجَّه الْمُنْتَظَر، وَرْدَة عِشْق
هَبْه الْلَّه شَرَّف الْدِّيْن ، مِسْك الْنَّبِي الْهَادِي
كَمـــــــا نُســـأَلَكُم الْدُّعَاء لِلْأُخْتَيْن : الْنُّوْر الْحُسَيْنِي .، دُمُوْعِي حُسِيْنِيْه
فَهُمـــم بِحَآجْه لدَعَوَآت مِن قُلُوْب مُؤْمِنَه لَاتُنــسَوْهُم بِدَعَواتُكـــم بِظَهْر الْغَيْب وَقَضَى الْلَّه حَوآئِجَنَآ وَحَوَائِجُكُم بِحَق مُحَمَّد وَال مُحَمَّد .. كَمَا نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء لِإِهْل الْبَحْرَيْن الْمَظْلُوْمِيْن .. وَكُل أَبْنَاء الْشُّعُوْب عَامَّة ..!
أَطْلُبـــوَا حَوَائِجِكُم فَأَنَّهَا مَقْضِيّه ..!
وَقِرَاءَة الْفـــاتِحَه : لِرُّوْح الْمَرْحُوْمَة أَم الْمُشْرِفَه الْغَآَلِيَه ( وَرْدَة الْزَّهْرَاء)
وَلـــرُوْح أَبِن عِمَّة الْاخْت الْغَالِيَه (سُبُحَات الْجَلِال)
لِانُحْلّل نَقَل الْمَوْضُوْع دُوْن ذَكَرَاسْم صَاحِبُه الْمَصْدَر: مُنْتَدَيَات الْسَّيِّد الْفَاطِمِي حَفِظَه الْلَّه وَرَعَاه!