وقفة معرفيّة مع كلام السيدة الزهراء(عليها السلام) في خطبتها الشهيرة في المسجد النبوي الشريف
================================================== ==================
1- ((فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك)) وهذا المقطع من أروع ما تركته الزهراء(عليها السلام) في مجال العقيدة الإسلامية، فالإيمان بالله وحده هو الذي يتكفل بتطهير الذهن والنفس في شخصية الإنسان المسلم من قذارة الشرك ولوثاته.والإيمان هذا على إطلاقه يشمل كل أصول الدين الأسلامي من التوحيد والنبوة والإمامة الحقة وعدله تعالى والمعاد ومن هنا تدخل موضوعة الإيمان بالإمام المهدي/عجل الله فرجه / في صُلِبِ التوحيد لله تعالى إذ أنّ الإمام المعصوم هو مظهر واقعي وتجلي عملي لتوحيد الله تعالى
2- ((والصلاة تنزيها لكم عن الكبر)) وفعلاً إنّ الصلاة هي تواضع لله تعالى، وخضوع يقضي على التكبر والذي هو ميزة أهل النار.
3- ((والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق)) والمقصود هنا أن يزكّي الإنسان نفسه وماله؛ كي يصلح ذاته ومجتمعه سلوكيا وماليا، فبإخراج الحق الإلهي من الأموال، يعم التكافل الإجتماعي بين الناس وتكثر البركات في الأرض.
4- ((والصيام تثبيتا للإخلاص)) وهنا تؤكد السيدة الزهراء(عليها السلام) ضرورةَ تحصيل الإخلاص من العبادات، ومن الصوم خاصة، والذي هو أمر عبادي يُنمي التقوى في نفس صاحبه، ويقضي على الرياء المٌبطِل لقيمة العمل.
5- ((والحج تشييداً للدين)) والحج اجتماع ديني عبادي كبير للمسلمين في وقت واحد، وهو عبادة تتوحد فيها الصفوف والأهداف، وبه يتعارف المسلمون على بعضهم، وتزداد به ثقتهم بدينهم الإسلام الحق.
6- ((والعدل تنسيقا للقلوب)) وهنا تظهر الفصاحة والوعي على لسان الزهراء(عليها السلام) منهاجا سديدا، فالعدل -وهو وضع الأمور في نصابها المستقيم والتسوية في الأشياء- يكون بحق تنسيقا وتنظيما للقلوب، كتنسيق خرز المسبحة ونظمها في نظامها أي خيطها الذي يجمعها بالترتيب، فإذا اختل التنظيم واختفى العدل من الحياة تشتت القلوب وتنافرت.والعدلُ على ماذكرت الصديقة الزهراء /عليها السلام/ هنا يكشفُ عن مطلوبيته الفطرية والوجدانية في سائر عقول ونفوس البشر جميعا وهذا ما سيُحققه الإمام المهدي/عجل الله فرجه / إذ بإقامته للعدل وبسطه في ربوع الإرض ميدانيا وواقعيا سيتمكن من جمع القلوب ولملمت شتاتها لذا نحن نقرأ في دعاء الإفتتاح في شهر رمضان
((أللهمّ ألمم به شعثنا وإشعب به صدعنا وإرتق به فتقنا إلخ))
فلذا يجب الإلتفات إلى ذلك عَقديا وثقافيا وسلوكيا فالدين الإسلامي منهج حكيم وسديد من جميع جهاته قادر على تلبية طموحات البشر جميعا ووضعهم عند رغباتهم المشروعة إسلاميا وفطريا.
7- ((وإطاعتنا نظاماً للملة)) وهنا تعني الزهراء(عليها السلام) ضرورة تأمين الأخذ من منهج أهل البيت المعصومين(عليهم السلام) واتباع إمام الوقت(عليه السلام)(الإمام المهدي/عجل الله فرجه/)
حتى تنحفظ الشريعة والعقيدة الإسلامية، نظاماً صالحاً لقيادة الناس وهدايتهم في هذه الحياة، وقد قال تعإلى {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71]
وفي آية أخرى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
[النساء: 59] وأولي الأمر أهل البيت(عليهم السلام) بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.وأبرز مصداق وأحق واقعا لولي الأمر اليوم هو الإمام المهدي /ع/ لأنّ الله تعالى لايُكلفنا بطاعة غير المعصومين لزوميا وخاصة وهم يرتكبون المعاصي والذنوب وهذا ما لايتفق وعدالة وحكمة الله تعالى المُنَزّه عن فعل القبيح عقلا وشرعا
8- ((وإمامتنا أمانا للفرقة)) والإمامة المعنيّة هنا هي الإمامة الإلهية بالجعل والنصب، والمتمثلة بأئمة أهل البيت المعصومين(عليهم السلام) ورامزها اليوم هو الإمام المهدي/عجل الله فرجه/ ووجه كونه /عجل الله فرجه/ اليوم أماناً للفرقة الناجية لأنه مجعول من الله تعالى كإمام معصوم ومفترض الطاعة على الناس .
والإمامة هي صمام الأمان، ومركز التوحد الإيماني والديني للمسلمين، ونحن قد رأينا كيف جرت الأمور بعد انحراف الناس عن جادة أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، فلو أنّ الناس اجتمعوا حول إمامة الأئمة المعصومين(عليهم السلام) لما تفرّقت الأمة وأصبحت طرائق قددا.
مرتضى علي الحلي..
منقول ..للأمانة / مركز الدراسات التخصصية للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ..
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي المودة في القربى وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين