اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[سنة ظهور القائم (عليه السلام)] :
وقال الشيخ (عليه الرحمة) أيضاً :
فأمَّا السَّنة التي يقوم فيها (عليه السلام) واليوم بعينه ، فقد جاءت فيه آثار عن الصادقين (عليهم السلام) :
روى الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (لا يخرج القائم (عليه السلام) إلاّ في وترٍ من السنين : سنة إحدى ، أو ثلاثٍ ، أو خمسٍ ، أو سبع ، أو تسع) .
الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : (ينادى باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام ، جبرئيل (عليه السلام) على يده اليمنى ينادي : البيعة لله ، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيّاً حتى يبايعوه ، فيملأ الله به الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) (1) .
يقول كاتب هذا الموجز : يُعلم من عدة أخبار أنّه سوف يكون النداء باسم الإمام القائم (عليه السلام) في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك ، كما سوف يذكر ذلك إن شاء الله تعالى ، ومن الممكن أنّ عبارة (شهر رمضان) كانت مذكورة في هذا الحديث ، وقد سقطت سهواً من لسان الراوي ، أو من قلم الكاتب .
وقال الشيخ المفيد (عليه الرحمة) أيضاً : وقد جاء الأثر بأنّه (عليه السلام) يسير من مكّة حتى يأتي الكوفة ، فينزل على نجفها ، ثم يفرّق الجنود منها في الأمصار .
وروى الحجال ، عن ثعلبه ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : (كأنّي بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة ، قد سار إليها من مكّة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفّرق الجنود في البلاد) .
وفي رواية عمرو بن شمر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ذكر المهدي فقال : (يدخل الكوفة وبها ثلاث راياتٍ قد اضطربت ، فتصفو له . ويدخل حتى يأتي المنبر ، فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلّي بهم الجمعة ، فيأمر أن يخطّ له مسجد على الغري ويصلّي بهم هناك ، ثم يأمر مَن يحفر من ظهر مشهد الحسين (عليه السلام) نهراً يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف ، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء ، فكأنّي بالعجوز على رأسها مِكتل فيه بُر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء) (1) .
يقول هذا المنكسر الحزين ـ وأعني جامع ومترجم هذا الأربعين ـ : إنّه ذكر في هذا الحديث : (فإذا كان الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة) فيه نكتة لا يقف عليها إلاّ العارف بالحديث (2) .
وفي رواية صالح بن أبي الأسود ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ذكر مسجد السهلة فقال : (أمَا إنّه منزل صاحبنا إذا قَدِم بأهله) .
تعالى للقائم في الخروج ، وصعد المنبر ، فدعا الناس إلى نفسه ، وناشدهم بالله ، ودعاهم إلى حقه ، وأن يسير فيهم بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ويعمل فيهم بعمله .
فبعث الله (عزّ وجل) جبرئيل (عليه السلام) يأتيه ، فنزل الحطيم ، فيقول له : إلى أيّ شيء تدعو ؟
فيخبره القائم (عليه السلام) .
فيقول جبرائيل : أنا أوّل من يبايعك ، ابسط يدك ، فيمسح على يده وقد وافاه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً ، فيبايعونه .
يقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ، ثمّ يسير بها إلى المدينة .
وقال أيضاً في الكتاب المزبور :
حدّثنا صفوان بن يحيي ومحمّد بن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا خرج القائم (عليه السلام) من مكة ينادي مناديه : ألا لا يحملن أحدٌ طعاماً ولا شراباً ) .
وحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام) ، وهو وقر بعير ، لا ينزل منزلاً إلاّ انفجرت منه عيون ، فمن كان جائعاً شبع ، ومن كان ظمآناً روي ، ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة .
ثمّ قال : وحدّثنا محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله سواء .
وقال في الكتاب المذكور :
حدّثنا محمّد بن أبي عمير (رضي الله عنه) قال : حدّثنا عمر بن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( إنّ الله (عزّوجل) خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا .
فقيل له : يا ابن رسول الله ، من الأربعة عشر ؟
فقال : محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمّة من ولد الحسين الذين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة طويلة ، فيقتل الدجال ، ويطهر الأرض من كل جور وظلم ).
وروى هذا الحديث ابن بابويه (رحمة الله عليه) أيضاً بسنده عن الإمام جعفر (عليه السلام) . (1)
وقال بعد ذلك : حدّثنا أبي (رحمه الله) ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال ـ في قول الله (عزّ وجل) : (يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ) . (2) ـ : ( الآيات (3) هم الأئمّة ، والآية المنتظرة : القائم (عليه السلام) (فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل) قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من الأئمّة عليهم السلام) . (4)
قال ابن شاذان (رضوان الله عليه) :
حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أسامة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ( إذا قام القائم من آل محمّد (عليهم السلام) أقام خمسمئة من قريش فضرب أعناقهم ، ثمّ أقام خمسمئة فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمسمئة أخرى ، حتى يفعل ذلك خمس مرات .
فقيل له : يا ابن رسول الله يبلغ عدد هؤلاء هذا ؟
قال : نعم ، منهم ومن مواليهم ) .
وقال (رحمه الله) :
حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها قوم يقام لهم : (اليزيدية) عليهم السلاح ؛ فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا إلى بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي إلى آخرهم ، ثمّ يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورهم ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عزّوجل ) .
ويستفاد من حديث آخر أنّ الكوفة سوف تعمر قبل ظهوره (عليه السلام) .
وقال (رحمه الله) :
حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ( يعطي الله تعالى لكل واحد من أصحاب قائمنا قوة أربعين رجلاً ، ولا يبقى مؤمن إلاّ صار قلبه أشد من زبر الحديد ) .
وقال (قدس سرّه):
حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ( إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بالعدل ، وارتفع في أيامه الجور ، وآمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، وردّ كل حق إلى أهله ، ولم يبقَ أهل دين حتى يظهروا الإسلام ، ويعترفوا بالإيمان ، أما سمعت الله (عزّوجل) يقول : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ، (1) وحكم في الناس بحكم داود (عليه السلام) ، وحكم محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ فحينئذ تظهر الأرض كنوزها ، وتبدي بركاتها ، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبرّه ؛ لشمول الغنى جميع المؤمنين .
ثمّ قال : إنّ دولتنا آخر الدول ، ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلاّ حكموا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله (عزّوجل) : ( والعاقبة للمتّقين ) ) . (1)
وقد ضبط بعض الفضلاء من العلماء (ردّ كلّ حقٍ) على المبني للمجهول ، وحينئذٍ فسوف يكون هناك تفاوت على التقديرين .
وقال :
حدّثنا عبدالله بن جبلة ، عن علاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بين الناس بحكم داود ، لا يحتاج إلى بيّنة ، يلهمه الله تعالى ليحكم بعلمه ، ويخبر كل قوم بما استنبطوه ، ويعرف وليّه من عدوه بالتوسم ، قال الله (عزّوجل) : (إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين * وإنّها لبسبيلٍ مقيمٍ)(2)
وقال (نورّ الله مرقده) :
حدّثنا صفوان بن يحيى ، عن القاسم بن الفضيل ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا قام القائم (عليه السلام) ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن على ما أنزل الله تعالى ، فأصعب ما يكون على من حفظه ؛ لأنّه يخالف في التأليف ).
وقال روّح الله روحه :
حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنوره ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وذهبت الظلمة ، ويعمّر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر ، لا يولد له فيها أنثى ، وتظهر الأرض كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ، ويأخذ منه زكاته ، فلا يجد أحداً يقبل ذلك منه ، استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله ) .
وقال (عليه الرحمة والغفران) :
حدّثنا صفوان بن يحيى ،عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا قام القائم (عليه السلام) بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، واتصلت ببيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء ) .
والسلام على من اتبع الهدى .
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه):السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين