بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زينب و أبو العاص
وجاء في الخبر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم بعث زيد بن حارثة مع أبي العاص لجلب زينب فقدم لها بعيراً و أركبوها و خرجوا بها الى المدينة نهاراً يقاد بعيرها وهي في الهودج وتحدث بذلك الرجال والنساء من قريش وتلاوم بعضهم بعضاً وقالوا: إن محمداً قتل رجالنا في بدر وسبى ذرارينا وتخرج ابنته من بين أيدينا نهاراً هكذا فخرجوافي طلبها مسرعين حتلا ادركوها بذي طوى فكان أول من سبق إليها هبارالأسود ونافع بن عبد القيس الفهري فروعها هباربارمح وهي في الهودج وكانت حاملاً فلكا رجعت الى المدينة رات دماً وطرحت مافي بطنها فلذلك أباح رسول الله صلى الله عليه واله هبار لأنه روح زينب قال أبن أبي الحديد:فلما قرات الخبر على النقيب أبي جعفر فقال:إن كان رسول الله صلى الله عليه واله أباح دم هبار لأنه روع زينب فألقت مافي بطنها فظاهر الحال إنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة عليها السلام حتى القت جنينها.
وهادر الدم من هبارساعة إذ * * * * بالرمح هوجمن ينمى له قرعا
ما كان يفعل لو شيلت هوادجها * * * * قسراً على قتب صعب في الثرى ضلعا
ومعها حموها كنانة بن الربيع فبرك وأخذ سهماً و وضعه في كبد قوسه وقال:أحلف بالله لايدنو اليوم منها رجل إلا رميته بسهمي فجاء أبو سفيان بن حرب في جملة قريش وقالوا: أيها الرجال أكفف عنا بتلك حتى نكلمك فكف فأقبل أبوسفيان حتى وقف عليه وقال: إنك لم تحسن ولم تصب خرجت بالمراة على رؤوس الناس علانية جهارا، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد أبيها فيظن الناس إذا أنت خرجت بابنته جهارا إن ذلك عن ذل أصابنا وإن ذلك منا وهن وضعف لعمري ما لنا حبسها عن أبيها من حاجة وما فيها من ثار ولكن أرجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس بردها أذهب بها خفيا فألحقها بأبيها فردها كنانة إلى مكة فأقامت بها ليال حتى سلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بعا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأقام أبو العاص بمكة على شركه وأقامت زينب عند ابيها بالمدينة قد فرق الاسلام بينهما حتى إذا كان قبل الفتح خرج أبو العاص تاجراً الى الشام بمال له واموال لقريش بعثوا معه وكان رجلاً مأمونا فلما فرغ من تجارته وأقبل يريد مكة فلقيته سرية برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأصابوا ما كان مع أبي العاص وأخذوها غنيمة وفر أبو العاص هارباً فأقبلت السرية بما أصابت من مال أبي العاص حتى قدمت به رسول الله صلى الله عليه واله وجاء أبو العاص في جوف الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في منزلها: فاستجار بها فأجارته زينب وإنما جاء لطلب ماله واموال قريش الذي أصابته تلك السرية فلما كبررسول الله صلى الله عليه واله وسلم في صلاة الصبح وكبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فصلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالناس الصبح فلما سلم من الصلاة أقبل عليهم.
وقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا: نعم قال: اما والذي نفس محمد بيده ماعلمت بشيء مما كان حتى سمعتم ماسمعت ثم أنصرف فدخل على ابنته زينب وقال: أي بنية أكرمي مثواه وأحسني قراه ولايصلن إليكفإنك لا تحلين له فسأل أبو العاص أمواله فبعث النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى تلك السرية الذين أصابوا أمواله وقال لهم:إن هذا الرجل من بحيث علمتم وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنانحب ذلك وإن ابيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم وأنتم أحق به فقالوا: يارسول الله بل نرده عليه فردوا عليه متاعه حتى إن الرجل كان يأتي بالحبل وياتي الآخر بالشنة وياتي الآخر بالآدوات والآخر بالشظاظ حتى ردوا ماله ومتاعه بأسرها مع أنه كافر ولم يسلم بعد ولكن طلباً لمرضاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى لم يفقد أبو العاص من ماله شيئاً.
كتاب اعلموا اني فاطمة للشيخ عبد الحميد المهاجر
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زينب و أبو العاص
وجاء في الخبر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم بعث زيد بن حارثة مع أبي العاص لجلب زينب فقدم لها بعيراً و أركبوها و خرجوا بها الى المدينة نهاراً يقاد بعيرها وهي في الهودج وتحدث بذلك الرجال والنساء من قريش وتلاوم بعضهم بعضاً وقالوا: إن محمداً قتل رجالنا في بدر وسبى ذرارينا وتخرج ابنته من بين أيدينا نهاراً هكذا فخرجوافي طلبها مسرعين حتلا ادركوها بذي طوى فكان أول من سبق إليها هبارالأسود ونافع بن عبد القيس الفهري فروعها هباربارمح وهي في الهودج وكانت حاملاً فلكا رجعت الى المدينة رات دماً وطرحت مافي بطنها فلذلك أباح رسول الله صلى الله عليه واله هبار لأنه روح زينب قال أبن أبي الحديد:فلما قرات الخبر على النقيب أبي جعفر فقال:إن كان رسول الله صلى الله عليه واله أباح دم هبار لأنه روع زينب فألقت مافي بطنها فظاهر الحال إنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة عليها السلام حتى القت جنينها.
وهادر الدم من هبارساعة إذ * * * * بالرمح هوجمن ينمى له قرعا
ما كان يفعل لو شيلت هوادجها * * * * قسراً على قتب صعب في الثرى ضلعا
ومعها حموها كنانة بن الربيع فبرك وأخذ سهماً و وضعه في كبد قوسه وقال:أحلف بالله لايدنو اليوم منها رجل إلا رميته بسهمي فجاء أبو سفيان بن حرب في جملة قريش وقالوا: أيها الرجال أكفف عنا بتلك حتى نكلمك فكف فأقبل أبوسفيان حتى وقف عليه وقال: إنك لم تحسن ولم تصب خرجت بالمراة على رؤوس الناس علانية جهارا، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد أبيها فيظن الناس إذا أنت خرجت بابنته جهارا إن ذلك عن ذل أصابنا وإن ذلك منا وهن وضعف لعمري ما لنا حبسها عن أبيها من حاجة وما فيها من ثار ولكن أرجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس بردها أذهب بها خفيا فألحقها بأبيها فردها كنانة إلى مكة فأقامت بها ليال حتى سلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بعا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأقام أبو العاص بمكة على شركه وأقامت زينب عند ابيها بالمدينة قد فرق الاسلام بينهما حتى إذا كان قبل الفتح خرج أبو العاص تاجراً الى الشام بمال له واموال لقريش بعثوا معه وكان رجلاً مأمونا فلما فرغ من تجارته وأقبل يريد مكة فلقيته سرية برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأصابوا ما كان مع أبي العاص وأخذوها غنيمة وفر أبو العاص هارباً فأقبلت السرية بما أصابت من مال أبي العاص حتى قدمت به رسول الله صلى الله عليه واله وجاء أبو العاص في جوف الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في منزلها: فاستجار بها فأجارته زينب وإنما جاء لطلب ماله واموال قريش الذي أصابته تلك السرية فلما كبررسول الله صلى الله عليه واله وسلم في صلاة الصبح وكبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فصلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالناس الصبح فلما سلم من الصلاة أقبل عليهم.
وقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا: نعم قال: اما والذي نفس محمد بيده ماعلمت بشيء مما كان حتى سمعتم ماسمعت ثم أنصرف فدخل على ابنته زينب وقال: أي بنية أكرمي مثواه وأحسني قراه ولايصلن إليكفإنك لا تحلين له فسأل أبو العاص أمواله فبعث النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى تلك السرية الذين أصابوا أمواله وقال لهم:إن هذا الرجل من بحيث علمتم وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنانحب ذلك وإن ابيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم وأنتم أحق به فقالوا: يارسول الله بل نرده عليه فردوا عليه متاعه حتى إن الرجل كان يأتي بالحبل وياتي الآخر بالشنة وياتي الآخر بالآدوات والآخر بالشظاظ حتى ردوا ماله ومتاعه بأسرها مع أنه كافر ولم يسلم بعد ولكن طلباً لمرضاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى لم يفقد أبو العاص من ماله شيئاً.
كتاب اعلموا اني فاطمة للشيخ عبد الحميد المهاجر
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
