بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين تقترب من زهرة تفتحت أوراقها ونثرت أريجها في الهواء .. ستشم شذاها الذي يعبق بروح الحياة .. وكلما اقتربت أكثر .. ازداد ولوجك في أعماق تلك الروح الأثرية النابضة بالجمال حتى تصل من قرب الملامسة والوصال ما يشعرك باندماج تلك الزهرة في كيانك وروحك ..
وحين تجلس بالقرب من مصباح في ليلة مظلمة .. ستحصل على ضوء يمكنك من رؤية و تمييز الأشياء من حولك .. وكلما اقتربت أكثر من مصدر النور ساعدك في اكتشاف الأشياء بصورة أدق وأكثر تفصيلاً..
حين تجلس بالقرب من مروحة في نهار صيف حار ، ستحصل على نسيم بارد يتخلل جسمك ويقيك من الحرارة التي كانت تؤرقك وتسبب لك الملل .. وكلما اقتربت من مصدر النسيم ستحظى بانتعاشة وحيوية أكبر .. وفي المقابل حين تعصف رياح الشمال في ليالي الشتاء الباردة، فإن أكثر ما يستحوذ على تفكيرك هو أن تكون بالقرب من موقد أو شعلة نار تستمد منها الدفء وتستأنس بحرارة جذوتها ..
والآن لنسأل أنفسنا .. ما الفائدة التي سأجنيها حين أقترب من الأشياء أكثر؟ وماسر الاقتراب ؟ إن الاقتراب من شيء يجعل صفاتك وسماتك قريبة الشبه منه.. فحين اقتربت من الزهرة لامس أريجها هالتك وامتص عبيرها، وحين أقتربت من المروحة شعرت بالبرودة ، وحين اقتربت من المدفأه شعرت بالدفء .. وحين اقتربت من النور بدأت ترى الأشياء على حقيقتها ..
فالاقتراب من الشيء يحملك صفاته ويبادلك شعوره وإحساسه ، وهذه سنة كونية وقانون إلهي في الموجودات.. لذا حذر الله من الاقتراب عن كل ما يحمل صفات سلبية أو ظلمانية أو غير أخلاقية حتى لا تنساب تلك الصفات إلى نفوسنا فتكون حائلاً في إشراقة أرواحنا
ولكن إذا كان الاقتراب من المروحة يشعرك بالحيوية، ومن المدفأه يشعرك بالدف .. فكيف تكون نتيجة اقترابنا من مصدر النور المطلق والحب اللامتناهي في الوجود الله ..
إن حصيلة هذا الاقتراب هو الدف البشرية على مر العصور .. أن تقترب الأرواح من منبع النور والخير والسعادة والحب والرحمة .. وهذا المفهوم العبادة التي تعني القرب من الحضرة الإلهية ، أي أن تكون حاضراً قريبًا متصلاً بذلك النور المشع والحب العظيم .. فبمجرد أن تزيل الحجب عن نفسك وتستشعر حالة الشفافية الروحية وتبدأ في ملامسة حقائق الحياة.. تنفتح في أعماك بوابة الاتصال ، وتنقدح شرارة الحب وتتوهج صفات الخير والطهارة والحكمة .. فتجد الله قريبًا منك . بل أقرب إليك من حبل الوريد .. وشتشعر بهذا الاقتراب وستشعر كيف تنساب صفات الجمال والجلال ..وكيف ستختفي عنك صفات السوء والفساد [ إن رحمت الله قريب من المحسنين ] والمحسن هو من وصل إلى حالة القرب المشهود وسبح في محيط الحب الممدود ..
فالعبادة لا تعني طقوساً دينية أو ممارسات عقائدية ، بل تعني القرب من الحضرة القدسية .. وما يعقب هذا القرب من انسياب منهمر لصفات الجمال والحب في الروح البشرية..
ومن هنا يتجلى افتراء من يدعي القرب من الله مصدر النور والرحمة وهو معبئ بالأحقاد .. متسربل بالفساد..مولع بالفتن والعناد .
تخيل إنسان يدعي القرب من مصدر العفو وهو يفجر ويقتل ويسفك الدماء .. يدعي القرب من مصدر الحب وقلبه مستنقع آسن من الأحقاد والضغائن الفئوية والمذهبية .. يدعي القرب من مصدر العلم والنور وعقله مكبل بأغلال التاريح وأساطير التفاسير ..
القريب .. أو العابد .. أو المتدين هو من تتجلى فيه صفات الجمال والحب والتسامح والعفو والعلم والبصيرة و الحكمة في الحياة .. وهذا مع الأسف ما لا نراه في عالمنا اليوم ..
سأل موسى بن عمران ربه فقال : ياربَ ، ابعيد أنت فأناديك ، أم قريب فأناجيك ؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى ، أنا جليس من ذكرني ".
فمن يكون الله قريباً منه إلى درجة المجالسة ما تتوقع أن تكون صفاته ، وهل ما نراه من تشوهات إنسانية يندى لها الجبين ممن يدعي التوقيع عن الله تعكس هذه الصفات ؟
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين تقترب من زهرة تفتحت أوراقها ونثرت أريجها في الهواء .. ستشم شذاها الذي يعبق بروح الحياة .. وكلما اقتربت أكثر .. ازداد ولوجك في أعماق تلك الروح الأثرية النابضة بالجمال حتى تصل من قرب الملامسة والوصال ما يشعرك باندماج تلك الزهرة في كيانك وروحك ..
وحين تجلس بالقرب من مصباح في ليلة مظلمة .. ستحصل على ضوء يمكنك من رؤية و تمييز الأشياء من حولك .. وكلما اقتربت أكثر من مصدر النور ساعدك في اكتشاف الأشياء بصورة أدق وأكثر تفصيلاً..
حين تجلس بالقرب من مروحة في نهار صيف حار ، ستحصل على نسيم بارد يتخلل جسمك ويقيك من الحرارة التي كانت تؤرقك وتسبب لك الملل .. وكلما اقتربت من مصدر النسيم ستحظى بانتعاشة وحيوية أكبر .. وفي المقابل حين تعصف رياح الشمال في ليالي الشتاء الباردة، فإن أكثر ما يستحوذ على تفكيرك هو أن تكون بالقرب من موقد أو شعلة نار تستمد منها الدفء وتستأنس بحرارة جذوتها ..
والآن لنسأل أنفسنا .. ما الفائدة التي سأجنيها حين أقترب من الأشياء أكثر؟ وماسر الاقتراب ؟ إن الاقتراب من شيء يجعل صفاتك وسماتك قريبة الشبه منه.. فحين اقتربت من الزهرة لامس أريجها هالتك وامتص عبيرها، وحين أقتربت من المروحة شعرت بالبرودة ، وحين اقتربت من المدفأه شعرت بالدفء .. وحين اقتربت من النور بدأت ترى الأشياء على حقيقتها ..
فالاقتراب من الشيء يحملك صفاته ويبادلك شعوره وإحساسه ، وهذه سنة كونية وقانون إلهي في الموجودات.. لذا حذر الله من الاقتراب عن كل ما يحمل صفات سلبية أو ظلمانية أو غير أخلاقية حتى لا تنساب تلك الصفات إلى نفوسنا فتكون حائلاً في إشراقة أرواحنا
ولكن إذا كان الاقتراب من المروحة يشعرك بالحيوية، ومن المدفأه يشعرك بالدف .. فكيف تكون نتيجة اقترابنا من مصدر النور المطلق والحب اللامتناهي في الوجود الله ..
إن حصيلة هذا الاقتراب هو الدف البشرية على مر العصور .. أن تقترب الأرواح من منبع النور والخير والسعادة والحب والرحمة .. وهذا المفهوم العبادة التي تعني القرب من الحضرة الإلهية ، أي أن تكون حاضراً قريبًا متصلاً بذلك النور المشع والحب العظيم .. فبمجرد أن تزيل الحجب عن نفسك وتستشعر حالة الشفافية الروحية وتبدأ في ملامسة حقائق الحياة.. تنفتح في أعماك بوابة الاتصال ، وتنقدح شرارة الحب وتتوهج صفات الخير والطهارة والحكمة .. فتجد الله قريبًا منك . بل أقرب إليك من حبل الوريد .. وشتشعر بهذا الاقتراب وستشعر كيف تنساب صفات الجمال والجلال ..وكيف ستختفي عنك صفات السوء والفساد [ إن رحمت الله قريب من المحسنين ] والمحسن هو من وصل إلى حالة القرب المشهود وسبح في محيط الحب الممدود ..
فالعبادة لا تعني طقوساً دينية أو ممارسات عقائدية ، بل تعني القرب من الحضرة القدسية .. وما يعقب هذا القرب من انسياب منهمر لصفات الجمال والحب في الروح البشرية..
ومن هنا يتجلى افتراء من يدعي القرب من الله مصدر النور والرحمة وهو معبئ بالأحقاد .. متسربل بالفساد..مولع بالفتن والعناد .
تخيل إنسان يدعي القرب من مصدر العفو وهو يفجر ويقتل ويسفك الدماء .. يدعي القرب من مصدر الحب وقلبه مستنقع آسن من الأحقاد والضغائن الفئوية والمذهبية .. يدعي القرب من مصدر العلم والنور وعقله مكبل بأغلال التاريح وأساطير التفاسير ..
القريب .. أو العابد .. أو المتدين هو من تتجلى فيه صفات الجمال والحب والتسامح والعفو والعلم والبصيرة و الحكمة في الحياة .. وهذا مع الأسف ما لا نراه في عالمنا اليوم ..
سأل موسى بن عمران ربه فقال : ياربَ ، ابعيد أنت فأناديك ، أم قريب فأناجيك ؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى ، أنا جليس من ذكرني ".
فمن يكون الله قريباً منه إلى درجة المجالسة ما تتوقع أن تكون صفاته ، وهل ما نراه من تشوهات إنسانية يندى لها الجبين ممن يدعي التوقيع عن الله تعكس هذه الصفات ؟
مما قرأت وكتبته لكم
