اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وي الشيخ الصدوق وغيره ان السمري آخر السفراء الاربعه عليهم الرحمه اخرج الى الناس توقيعا -رساله - من صاحب الزمان عليه السلام هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي بن محمد السمري اعظم الله اجر اخوانك فيك فانك ميت ما بينك وبين سته ايام، فاجمع امرك، ولا توصي الى احد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبه الثانيه، فلا ظهور الا بعد اذن الله عز وجل، وذلك بعد طول الامد، وقسوه القلوب، وامتلاء الارض جورا، وسياتي شيعتي من يدعي المشاهده، الا فمن ادعي المشاهده قبل خروج السفياني والصيحه فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.(11)
هل يمكننا ان نري الامام المنتظر عليه السلام في عصر الغيبه الكبري؟ ام ذلك ممتنع نظرا لما جاء في هذا التوقيع؟
والجواب:
لا شك في ان النيابه الخاصه، بمعني ان يكون شخص علي صله مستمره به عليه السلام، يعرض الناس مشكلهم عليه، ويعرضها بدوره علي الامام عليه السلام، كما كان الامر في الغيبه الصغري، امر انتهي بانتهاء تلك الغيبه.
وكل روايه تنفي امكان الرويه والمشاهده في عصر الغيبه الكبرى ينبغي حملها علي نفي هذا النوع من المشاهده المقترنه بنيابه خاصه، وقد صرح بهذا جمع من كبار العلماء - رضوان الله عليهم - وتدل نصوصهم بكل وضوح علي ان التشرف بلقائه ممكن، بل صرح كثرهم بوقوعه.
واليك جانبا من اقوالهم:
1- الشيخ الطوسي
ان الاعداء، وان حالوا بينه وبين الظهور علي وجه التصرف والتدبير، فلم يحولوا بينه وبين لقاء من شاء من اوليائه علي سبيل الاختصاص، وهو يعتقد طاعته ويوجب اتباع امره.(12)
- السيد ابن طاووس
يقول في رساله المواسعه والمضايقه: وسمعت من شخص لا اذكر اسمه عن مواصله بينه وبين مولانا الامام المهدي عليه السلام: ولو كان يسوغ نقلها لبلغت عده كراريس، وهي تدل علي وجوده المقدس وحياته ومعجزته.(13)
ويظهر بوضوح من نصوص متعدده له عليه الرحمه موجوده في هذا الكتاب ان رويته عليه السلام والتشرف بلقائه امر مفروغ منه، ولا مجال للنقاش فيه ابدا.
وابرز ما في هذا المجال انه ينقل قصه شخص راي الامام عليه السلام، وارسله الامام اليه اي الى السيد ابن طاووس.(14)
بل صرح السيد نفسه بسماع صوت الامام عليه السلام فقال في كتاب مهج الدعوات:
وكنت انا بسر من راي فسمتع سحرا دعاء ه عليه السلام، فحفظت منه من الدعاء لمن ذكره من الاحياء والاموات:
وابقهم او قال واحيهم في عزنا وملكنا، وسلطاننا ودولتنا، وكان ذلك في ليله الاربعاء ثالث عشر ذي القعده سنه ثمان وثلاثين وستمئه.(15)
3- العلامه الحلي
بين قصص اللقاء، قصه تشرف العلامه الحلي برويه الامام المهدي عليه السلام وهي موجوده في كتاب قصص العلماء للتنكابني العالم الجليل.
4- المقدس الاردبيلي
وهو عليه الرحمه من ائمه العلماء المحققين، وساده الزهاد المتهجدين، وقصه تشرفه بلقاء الحجه المنتظر ارواحنا فداه، صحيحه السند، كما ان عددا من كبار العلماء نقلوها، وذلك شهاده منهم بوقوع الرويه.(16)
وانه كذلك راي الامام عليه السلام في جامع الكوفه وساله مسائل.
********************
وعندما نتامل قصص اللقاء نجد اصحابها يتكتمون عليها عاده.
ثم انهم اذا حدثوا بها حرصوا علي ان يكون ذلك في اضيق نطاق.
ثانيا: والقول الفصل هو ما تنبه له المحقق الشيخ النهاوندي في كتابه الموسوعي القيم - العبقري الحسان - قال فيه:
لا معارضه بين توقيع السمري، وقصص اللقاء ات من يحتاج الى الجمع، لان التوقيع الشريف بصدد منع دعوي الظهور، الظهور العلني للامام، وذكر المشاهده في التوقيع بمعني الظهور والحضور، كما في الآيه: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)... والقرينه علي المعني امران:
الاول: قوله عليه السلام: فلا ظهور الا بعد الهرج والمرج، والفتنه والفساد.
الثاني: قوله عليه السلام: الا من ادعي المشاهده - اي الظهور، ظهور الامام عليه السلام - قبل خروج السفياني والصيحه فهو كاذب مفتر. فكلاهما السفياني والصيحه من علامات الظهور، وعلي هذا، لا تعارض ابدا بين التوقيع الشريف وبين الحكايات.(5)
اذن المشاهده التي ينفيها الامام عليه السلام امران:
الاول: ان يدعي شخص النيابه الخاصه، علي غرار ما كان الامر عليه في الغيبه الصغري.
الثاني: ان يدعي ظهوره عليه السلام، وانتهاء الغيبه الكبرى التي لا تنتهي الا بالسفياني والصيحه.
وكل المشاهدات التي تثبتها قصص اللقاء، لا تنافي ذلك، لانها قصص عن رويه الغائب صلوات الله وسلامه عليه.