اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
نعيش هذه الأيام الذكرى الثالثة لوفاة السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره
وربما تعرضنا في موضوع سابق لشخصيته النادرة
فلنقف اليوم لنعزي العالم أجمع برحيله
ناهلين من معينه ولو شيئاً يسيراً
1- همسة إلينا نحن النساء أوصى بها إحدى كريماته قبل أشهر من وفاته
نحن أولى بتطبيقها
بسم الله الرحمن الرحيم
1ـ أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله.
2ـ جهاد المرأة حسن التبعل.
3ـ ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً.
4ـ اللهم اجلعني عندك وجيها بالحسين عليه السلام .
5ـ أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج.
6ـ أول العلم معرفة الجبار وآخر العلم تفويض الأمر إليه.
7ـ اغتنم خمساً قبل خمس: صحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك،
وحياتك قبل موتك.
8ـ رحم الله من أحيا أمرنا.
9ـ والذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين.
10ـ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
2-
من أقوال سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (دام ظله الوارف)بحق السيد الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدّس سرّه)
· كان الفقيد السعيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه يشبه جدّه آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته في الاحتياط في أحكام الله تعالى، ويشبه أباه آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته في استيعاب الحكم الشرعي من الجوانب المختلفة، ويشبه عمّه آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدّس سرّه في الدقة في مجال استنباط المسائل الشرعية.
· اللهم إنه (آية الله السيد محمد رضا الشيرازي) كان يخافك ويخاف فيك فآمن روعته.
· كان الفقيد الغالي آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه في مواصلة الأخلاق الحميدة عبر الحياة نظير آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته.
· كان آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه أملي لمستقبل الإسلام.
· كان آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه مثالاً للعالم الزاهد، وآية في الورع والتقوى.
· كان كلما ازددت منه قرباً ازددت له حبّاً.
· كان آية الله السيد محمد رضا الشيرازي مثالاً واضحاً لقول الإمام سلام الله عليه: «من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه».
· ينبغي لطلبة العلوم الدينية أن يتخذوا من آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدوة في مواصلة نشر علوم أهل البيت صلوات الله عليهم.
3-
آية الله محمد رضا الشيرازي الأنموذج الأخلاقي
لا شك أن للأخلاق الفاضلة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، سواء بالنسبة له، أو بالنسبة إلى المجتمع الذي يعيش فيه، والأخلاق حاجة ضرورية لا تقل مرتبة عن حاجة الإنسان إلى المأكل والمشرب، فهي التي تصنع الحياة السعيدة في الدنيا، وينال الإنسان بسببها الأجر العظيم في الآخرة، وبدون مكارم الأخلاق يصبح الإنسان عديم الخير والفائدة وكثير الشر والضرر.
وبهذه الميزة والفضيلة أمتاز خاتم الأنبياء بشهادة الله سبحانه وتعالى بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) آية (4) القلم، وهي الصفة التي أهلته لحمل الرسالة السماوية، فما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) شاهد كبير على أهمية الأخلاق كضرورة من ضرورات الحياة التي يتم عبرها ومن خلالها تنفيذ أضخم المشاريع كما هو الحال في نشر الرسالة السماوية، وبناء أسس دولة قائمة على نظام العدل الإلهي.
وعلى هذا الأساس ارتكزت المدرسة الشيرازية بعملها على تأصيل هذه الصفة بين صفوف طلابها وكوادرها، فكانت توجيهات الإمام الراحل آية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي(قد) لجميع من ينتمي إليه، سواء أكانوا وكلاء أو طلبة علم أو مقلدين هو الاهتمام الكبير بالجانب الأخلاقي كونه الحجر الأساس في المسيرة الإسلامية ونشر الرسالة المحمدية.
وبالنتيجة، فمن باب أولى يتم إعطاء تلك التوجيهات والاهتمام بها داخل أفراد أسرته، لذلك وجد - الفقيد الراحل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي(قد)- نفسه في وسط علمي وأخلاقي يتخذ من سيرة رسول الله (ص) وأهل بيته (عليهم السلام) منهجاً علمياً وعملياً لبناء مجتمع فاضل كما يريده الله سبحانه وتعالى، فما كان منه إلا أن يشرب ذلك المعين الصافي من أصول روافده ليكون المثل الأخلاقي الأعلى داخل الأوساط الحوزوية والاجتماعية طوال فترة حياته.
فحينما تسأل أي شخص التقى سماحة الفقيد الراحل(قد) في أية مناسبة، سوف يأتي أول جوابه أنه كان على جانب كبير من الأخلاق، الأمر الذي انعكس على حب الناس له، وفي إجماع لم يسبق له مثيل أثناء التشييع الشعبي والرسمي في الاستقبال لنعشه الشريف من أول دخوله الحدود العراقية إلى مثواه الأخير، بجانب جده سيد الشهداء (عليه السلام).
ولم يكن الأمر مقتصراً على الشيعة وحدهم، بل، شاركهم المسيحيون أيضا في حزنهم وألمهم على الفقيد، وهم يشيدون بعلمه وصبره وحلمه، وهي في مجملها تمثل روافد للأخلاق الفاضلة
4- لقد نعى السيد العديد من الشعراء والكتاب والأدباء
استوقفتني هذه القصيدة كثيراً
واستهوتني كلماتها
فأحببت أن نقرأها سوية
بعث الشاعر السيد عبد الستار الحسني من مدينة النجف الأشرف فور تلقيه هذا النبأ الحزين بقصيدة يرثي فيها الفقيد السعيد ويعزّي المفجوعين به لا سيما المرجع الديني سماحة آية الله السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، والسادة الكرام من آل الشيرازي حفظهم الله جميعاً، ويؤرّخ فيها وفاته، حيث يقول:
أودَى الردى بفتى العُلى والسؤدد
والعَيلم العلَم الشريفِ الأوحدِ
فبكتْهُ أعينُنا دماً ونفى الـكرى
عنها المصاب وبفقد ذاك السيدِ
قد فارق الدنيا الدنيّة بـغـتةً
ليفوز في الأخرى بعيشٍ أرغدِ
وبفقد ذاك الفـذّ قلت مؤرّخاً
(دين الهدى ينعى الرضا بن محمدٍ)
64 50 140 1032 52 92
ملاحظة: إذا أنقصنا العدد «واحد» كما يقول الشاعر (وبفقد ذاك الفذ أي الفرد) من مجموع أعداد حروف العجز في البيت الأخير (دين الهدى ينعى الرضا بن محمد) والتي يبلغ مجموعها 1430 يبقى العدد 1429 وهو يشير إلى سنة وفاة الفقيد الغالي سماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه الشريف.
5- تواضع منقطع النظير
نلحظه عبر المواقف التالية:
- وحينما انتصر صبره...
دخل عليه شخص وطلب منه حاجة خارجة عن إمكانية السيد المقدس ، فاعتذر منه سماحة السيد (رحمه الله)،فرفع الرجل صوته على السيد مصرّا على طلبه ،فبادله السيد الحليم بابتسامة وقال عذرا أخي لاأقدر!
وأعاد الرجل طلبه للمرة الثالثة وبصلافة أكبر فواجهه سماحة السيد الرضا بنفس الطريقة..هدوء وبشاشة وكلام موزون ونظرة محبة وعطف على حاله!
وللمرة الرابعة بدأ الرجل يهين السيد الجليل بكلمات لم يتوقعها الحاضرون ..فردّ عليه المقدس الشيرازي بنفس الأخلاق العالية..وإذا بالرجل يسقط بين يدي السيد ويقول ملتمساً: إذن سيدنا أطلب لي من الله أن يعطيني شيئا من الصبر الذي أعطاك...
فقام الرجل وخرج منبهراً من صبر السيد وحلمه وأخلاقه التي تذكر الموالين بصبر وحلم وأخلاق الأئمة الطاهرين من آل بيت محمد الصادق الأمين (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين)
- لاتوقظوا سائق السيارة
يقول الشيخ معاش حول بعض خصائص الفقيد الأخلاقية (رحمه الله):عندما كنا نركب معه في السيارة للذهاب إلى اللقاءات كان يرفض لسائق السيارة أن يفتح له باب السيارة احتراما لسماحته ، فكان يقول له:رجاءً لاتقوم بهذا العمل.
وإذا خرجنا من اللقاء وكان سائق السيارة نائما ، لايقبل إيقاظه ، يقول :إنه تعبان فلنذهب مشيا على الأقدام
- أنا رضا!!
ذكر الشيخ عبد العزيز الحبيب هذا الموقف الجميل:
حضر عند الفقيد السعيد (أعلى الله درجاته)شيخُ دين من أهل العامة كان مدعوّا لإلقاء محاضرة في ندوة الإمام علي عليه السلام وعرّف نفسه لسماحة السيد المقدس الشيرازي أنه خرّيج المعهد الفلاني وأنه عضو مجلس إدارة المركز الفلاني وإمام المسجد الفلاني ومسؤول في عدّة مراكز ببعض الدول الأوروبية...بعد هذا التعريف توجه إلى السيد وسأله : ومن أنتم لأتعرّف عليكم؟
فأجابه السيد بكل اختصار وتواضع : أنا رضا!!
- إنني أكبر سنا!إنني أكبر سنا!
حكى شقيق المرحوم سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي(حفظه الله):ذات مرة زرتُ وأنا بخدمة الأخ الأكبر (رضوان الله تعالى عليه)،أحد كبار مراجع التقليد في مدينة قم المقدسة،وحيث أن الشبه بيننا كبير،تساءل ذلك المرجع: أيكما الأكبر.
فبادرت أنا بالجواب وقلت:السيد الأخ هو الأكبر.
فعلَّق الأخ الرضا فورا:إنني الأكبر سنا!فقلتُ:بل هو الأكبر سنا وعلما ومن جهات عديدة أخرى ، فعلّق الأخ الرضا مرة أخرى:إنني الأكبر سنا!!
وقد لاحظت مدى استغراب وإعجاب ذلك المرجع بتواضع الأخ الرضا الشديد ولم يكن بالمستغرب لي لأنني لمست في أخي عمق التواضع والأدب منذ نعومة أظفاري.
رحم الله السيد
وحشره مع محمد وآله الأطهار
فلقد فقد العالم برحيله كنزاً ثميناً
عظم الله أورنا وأجوركم بوفاة سيدة نساء العالمين عليه أفضل الصلاة والسلام