اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صاحبة الجمل الأدبب..تنبحها كلاب الحوأب !
قال ابن حجر في فتح الباري:13/45: (عن ابن عباس أن رسول الله(ص)قال لنسائه: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب (بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة) تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة ، وتنجو من بعد ماكادت . وهذا رواه البزار ورجاله ثقات..... محمد بن قيس قال ذكر لعائشة يوم الجمل ، قالت: والناس يقولون يوم الجمل؟! قالوا: نعم ، قالت: وددت أني جلست كما جلس غيري ، فكان أحب اليَّ من أن أكون ولدت من رسول الله(ص)عشرة).انتهى. وقد حذفوا من الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم (كلهم في النار)!
وفي تاريخ اليعقوبي:2/180: ( أتاه طلحة والزبير فقالا: أنا نريد العمرة ، فأذن لنا في الخروج . وروى بعضهم أن علياً قال لهما ، أولبعض أصحابه: والله ما أرادا العمرة ، ولكنهما أرادا الغدرة ! فلحقاً عائشة بمكة فحرضاها على الخروج ، فأتت أم سلمة بنت أبي أمية زوج رسول الله(ص)فقالت: إن ابن عمي وزوج أختي أعلماني أن عثمان قتل مظلوماً ، وأن أكثر الناس لم يرض ببيعة علي ، وأن جماعة ممن بالبصرة قد خالفوا ، فلو خرجت بنا لعل الله أن يصلح أمر أمة محمد على أيدينا ؟ فقالت لها أم سلمة: إن عماد الدين لا يقام بالنساء ، حماديات النساء غضُّ الأبصار وخفض الأطراف وجر الذيول . إن الله وضع عني وعنك هذا ، ما أنت قائلة لوأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عارضك بأطراف الفلوات قد هتكت حجاباً قد ضربه عليك! فنادى مناديها: ألا إن أم المؤمنين مقيمة ، فأقيموا .
وأتاها طلحة والزبير وأزالاها عن رأيها ، وحملاها على الخروج ، فسارت إلى البصرة مخالفة على علي ، ومعها طلحة والزبير في خلق عظيم ، وقدم يعلى بن منية بمال من مال اليمن قيل: إن مبلغه أربعمائة ألف دينار ، فأخذه منه طلحة والزبير فاستعانا به وسارا نحو البصرة . ومرَّ القوم في الليل بماء يقال له: مُرُّ الحوأب فنبحتهم كلابه فقالت عائشة: ما هذا الماء ؟ قال بعضهم: ماء الحوأب . قالت: إنا لله وأنا إليه راجعون ! ردوني ردوني ! هذا الماء الذي قال لي رسول الله: لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب . فأتاها القوم بأربعين رجلاً فأقسموا بالله أنه ليس بماء الحوأب ) ! انتهى .
وفي تاريخ الطبري:3/475: (عن العرني صاحب الجمل(الذي باعه لعائشة)قال: بينما أنا أسير على جمل إذ عرض لي راكب فقال: ياصاحب الجمل تبيع جملك؟ قلت: نعم ، قال: بكم؟ قلت: بألف درهم ! قال: مجنونٌ أنت ! جملٌ يباع بألف درهم ؟! قال قلت: نعم ، جملي هذا ! قال: وممَّ ذلك ؟ قلت: ما طلبت عليه أحداً قط إلا أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قط إلا فُتُّه . قال: لوتعلم لمن نريده لأحسنت بيعنا . قال قلت: ولمن تريده ؟ قال: لأمك . قلت: لقد تركت أمي في بيتها قاعدة ما تريد براحاً ! قال: إنما أريده لأم المؤمنين عائشة . قلت: فهو لك فخذه بغير ثمن ! قال: لا ، ولكن إرجع معنا إلى الرحل فلنعطك ناقة مهرية ونزيدك دراهم . قال: فرجعت فأعطوني ناقة لها مهرية ، وزادوني أربعمائة أوستمائة درهم . فقال لي: يا أخا عرينة ، هل لك دلالة بالطريق؟ قال قلت: نعم ، أنا من أدرك الناس . قال: فسر معنا فسرت معهم ، فلا أمرُّ على واد ولا ماء إلا سألوني عنه ، حتى طرقنا ماء الحوأب فنبحتنا كلابها ! قالوا: أي ماء هذا ؟ قلت: ماء الحوأب ! قال: فصرخت عائشة بأعلى صوتها ، ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ، ثم قالت: أنا والله صاحبة كلاب الحوأب ، طروقاً ردوني ! تقول ذلك ثلاثاً ! فأناخت وأناخوا حولها ، وهم على ذلك وهي تأبى حتى كانت الساعة التي أناخوا فيها من الغد ، فجاءها ابن الزبير فقال: النجاء النجاء ، فقد أدرككم والله علي بن أبي طالب ! قال فارتحلوا وشتموني ، فانصرفت فما سرت إلا قليلاً وإذا أنا بعلي وركب معه نحومن ثلثمائة ، فقال لي علي: يا أيها الراكب ، فأتيته ، فقال: أين أتيت الظعينة ؟ قلت في مكان كذا وكذا وهذه ناقتها وبعتهم جملي . قال: وقد ركبته ؟ قلت: نعم وسرت معهم حتى أتينا ماء الحوأب فنبحت عليها كلابها فقالت كذا وكذا ! فلما رأيت اختلاط أمرهم انفلتُّ وارتحلوا ) ! انتهى .
وفي الكافئة في رد توبة الخاطئة ص18: (كتبت أم الفضل بنت الحارث مع عطاء مولى ابن عباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام بنفير طلحة والزبير وعائشة من مكة بمن نفر معهم من الناس ، فلما وقف أمير المؤمنين عليه السلام على الكتاب قال محمد بن أبي بكر: ما للذين أوردوا ثم أصدروا ، غداة الحساب من نجاة ولا عذر .
ثم نودي من مسجد رسوالله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة جامعة ، فخرج الناس وخرج أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد ، فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قلنا: نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأوليائه وأحق الخلق به ، لا ننازع حقه وسلطانه ، فبينما نحن كذلك إذ نفر المنافقون وانتزعوا سلطان نبينا منا وولوه غيرنا . فبكت والله لذلك العيون والقلوب منا جميعاً معاً ، وخشنت له الصدور ، وجزعت النفوس منا جزعاً أرغم . وأيم الله لولا مخافتي الفرقة بين المسلمين ، وأن يعود أكثرهم إلى الكفر ويُعَوَّر الدين ، لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا .
وقد بايعتموني الآن وبايعني هذان الرجلان طلحة والزبير على الطوع منهما ومنكم والإيثار، ثم نهضا يريدان البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم ، اللهم فخذهما لغشهما لهذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة . ثم قال: إنفروا رحمكم الله في طلب هذين الناكثين القاسطين الباغيين ، قبل أن يفوت تدارك ما جنياه ).
وفي الكافئة: ص19: (لما اتصل بأمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة ، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد سارت عائشة وطلحة والزبير كل منهما يدعي الخلافة دون صاحبه ! ولايدعي طلحة الخلافة إلا أنه ابن عم عائشة ، ولا يدعيها الزبير إلا أنه صهر أبيها ! والله لئن ظفرا بما يريدان ليضربن الزبير عنق طلحة ، وليضربن طلحة عنق الزبير ، ينازع هذا على الملك هذا ! ولقد علمت والله أن الراكبة الجمل لاتحل عقدة ولاتسير عقبة ولاتنزل منزلة إلا إلى معصية الله حتى تورد نفسها ومن معها مورداً يقتل ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجع ثلثهم ! والله إن طلحة والزبير ليعلمان أنهما مخطئان وما يجهلان ، ولرب عالم قتله جهله وعلمه معه لاينفعه . والله لتنبحنها كلاب الحوأب ! فهل يعتبر معتبر ويتفكر متفكر ، لقد قامت الفئة الباغية فأين المحسنون ؟ مالي و لقريش ! أما والله لأقتلنهم كافرين ، ولأقتلنهم مفتونين ، وإني لصاحبهم بالأمس ومالنا إليها من ذنب غير أنا خُيِّرنا عليها فأدخلنا هم في خيرنا ! أما والله لا أترك الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته إن شاء الله ، فلتضجَّ مني قريش ضجيحاً )!
وفي مناقب آل أبي طالب:2/336:(ذكر ابن الأعثم في الفتوح، والماوردي في أعلام النبوة ، وشيرويه في الفردوس ، وأبويعلى في المسند ، وابن مردويه في فضايل أمير المؤمنين ، والموفق في الأربعين ، وشعبة ، والشعبي ، وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم ، والبلاذري والطبري في تاريخهما: أن عائشة لما سمعت نباح الكلاب قالت أي ماء هذا ؟ فقالوا الحوأب ، قالت إنا لله وإنا إليه راجعون ، إني لهيَهْ ! قد سمعت رسول الله (ص)وعنده نساؤه يقول: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ وفي رواية الماوردي: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب ، يقتل من يمينها ويسارها قتلى كثير ، وتنجو بعد ما كاد تقتل ؟!
فلما نزلت الخريبة قصدهم عثمان بن حنيف(حاكم البصرة من قبل علي عليه السلام ) وحاربهم ، فتداعوا إلى الصلح ، فكتبوا بينهم كتاباً أن لعثمان دار الإمارة وبيت المال والمسجد إلى أن يصل إليهم علي . فقال طلحة لأصحابه في السر: والله لئن قدم علي البصرة لنؤخذن بأعناقنا ، فأتوا على عثمان بياتاً في ليلة ظلماء وهو يصلي بالناس العشاء الآخرة ، وقتلوا منهم خمسين رجلاً واستأسروه ونتفوا شعره وحلقوا رأسه وحبسوه ، فبلغ ذلك سهل بن حنيف فكتب اليهما: أعطي الله عهداً لئن لم تخلوا سبيله لأبلغن من أقرب الناس اليكما ! فأطلقوه .
ثم بعثا عبد الله بن الزبير في جماعة إلى بيت المال فقتل أبا سلمة الزطي في خمسين رجلاً ، وبعثت عائشة إلى الأحنف تدعوه فأبى واعتزل بالجلحاء من البصرة في فرسخين ، وهوفي ستة آلاف ) . انتهى .
المصدرالكتاب : جواهر التاريخ 1
تحياتي
مسكِ النبي الهادي