بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الــقــــــــــــــدوة
الإنسان وخصوصاً في مرحلة الحداثة والطفولة يُحاول التشبّه بالأشخاص الأكثر حيويّة ، والأشدّ فاعليّة في المجتمع ، ويتعمّق التشبّه في خَلَجَات نفسه بالتدريج ، حتّى يستحكم في العقل والعاطفة ثمّ الإرادة والسُلوك ، والمربّي هو مِن أكثر أفراد المجتمع عُرضة للتشبه به ثمّ تقليده ثمّ الاقتداء به لأنّه على علاقة متواصلة مع الناس والأفراد المراد تربيتهم سَواء أكان والداً أم والدةً أم معلّماً أم عالم دين .
وإذا لم يكن المربّي قدوة لغيره فإنّ عمله لا يثمر ، ولا يستطيع أنْ ينفذ إلى القلوب ليوجّهها نحو الاستقامة والصلاح ما دام لا يُطابق فعله قوله ، وعمله تصوراته ، حيث لا يبقى لموعظته أيّ أثر ايجابي على ممارسات وسيرة المراد تربيتهم .
قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ العالِم إذا لم يعمَل بعلمه ، زلّت موعظته عن القلوب كما يزلّ المطر عن الصفا )(1).
وإذا لم يكن المربّي قدوة في سُلوكه وسيرته ، فإنّ الناس لا ينتفعون بقوله ورأيه بمعنى إنّه لا يؤثّر فيهم عمليّاً . قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن لم ينسلخ عن هواجسه ، ولم يتخلّص مِن آفات نفسه وشهَواتها ، ولم يهزم الشيطان ، ولم يدخل في كنَف الله وأمان عصمته ؛ لا يص لح له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأنّه إذا لم يكن بهذه الصفة ، فكلّما أظهر أمراً كان حجّة عليه ، ولا ينتفع الناس به )(2).
وقد مثّل ( عليه السلام ) المربّي والموجّه باليقظان ، فإنّ غيره لا يستطيع أنْ يُوقظ الناس لأنّه راقد ، فقال ( عليه السلام ) : ( فإنّ مَثل الواعظ والمتّعظ كاليقظان والراقد ، فمَِن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفاته ومعاصيه ، صلُح أنْ يوقظ غيره مِن ذلك الرقاد )(3) .
وقد دعا ( عليه السلام ) إلى أنْ يكون المربّي والداعية مُجسّداً للسُلوك الصالح في حركته ، وأنْ يكون مربّياً بسيرته قبل التربية بلسانه ، فقال ( عليه السلام ) : ( كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم ؛ ليروا منكم الورع والاجتهاد والصبر والخير ، فإنّ ذلك داعية )(1) .
ومَن يتغلّب على نفسه فإنّه قادر على تربية الآخرين على التغلّب على نفوسهم الإمّارة بالسوء ، ومَن لم يمت الشر في داخله فإنّه لا يستطيع أنْ يميته في صدور الآخرين . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( احصد الشرّ مِن صدر غيرك بقلعه من صدرك )(2) .
ودعا ( عليه السلام ) إلى تجسيد المفاهيم والقِيَم الصالحة في النفس والإرادة والسُلوك العملي قَبل دعوة الناس إليها ، فقال : ( ائتمروا بالمعروف وأمروا به ، وتناهَوا عن المنكر وانهوا عنه )(3) .
ويرى ( عليه السلام ) أنّ مَن لم يكن قدوةً صالحة فهو غاوٍ لغيره إنْ تبنّى مسؤوليّة التربية ، أو الدعوة إلى الدين والسيرة الصالحة ، قال ( عليه السلام ) : ( كفى بالمرء غواية أنْ يأمر الناس بما لا يأتمِر به ، وينهاهم عمّا لا ينتهي عنه )(4) .
وقد جسّد أهل البيت ( عليهم السلام ) دور القدوة في حركتهم لتربية أبنائهم أو تربية الأُمّة أو تربية الموافقين والمخالفين على حدٍّ سَواء ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( أيّها الناس ، إنّي والله ما أحثّكم على طاعةٍ إلاّ وأسبِقُكم إليها ، ولا أنهاكم عن معصيةٍ إلاّ وأتناهى قبلكم عنها )(5) .
وكان أهل البيت ( عليهم السلام ) قدوة في كلّ شيء ، وكانوا القمّة في جميع الفضائل والمحاسن والمكارم ، ولهذا استطاعوا تربية عدد كبير من المسلمين واعدّوهم ليكونوا مربين بدورهم ، فكانوا قمّة في الإخلاص لله تعالى ، وقمّة في المعرفة ، وفي الشجاعة ، وفي العدالة ، وفي الصدق والأمانة والوفاء بالعهد ، وفي جميع مجالات ومقوّمات الشخصيّة في الفكر والعاطفة والسلوك .
(1) الكافي / الكليني : 1 / 44 .
(2) مستدرك الوسائل / النوري : 12 / 203 .
(3) المصدر السابق نفسه .
(1) الكافي / الكليني : 2 / 78 .
(2) تصنيف غرر الحكم : ص 106 .
(3) المصدر السابق نفسه : ص 332 .
(4) المصدر السابق نفسه : ص 333 .
(5) نهج البلاغة : ص 250 .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي قدسية الزهراء وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد