
اللهُم صلِ على فآطمَة وأبيها و بعلها حيدر و بنيهآ و السر المستودع فيها عدد ما أحآط به علمُك
السلآم عليكم و رحمَة الله و نُوره و بركاته

قال تعالى ( آلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتَى وَرَضِيتُ لَكُمُ آلْإِسْلَامَ دِينًا )
ما أعظم مانواجه ، وما أقل مانعلم ؟! فهل فكرنا في معنى إكمال الدين و إتمام النعمة ؟ و أن إيصال الإنسان إلى كماله الذي هو غرض بعثة النبي – صَلىْ الله عليَه وآله وسلم – و جميع الأنبياء و المرسلين – عليهم السلام – مرتبط بعلي بن أبي طالب " عليَه السلآم " .
اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ، لأن غاية تكوين الخلق و نتيجة كل النعم التي لا تعد و لا تحصىْ ، لا تتم على البشرية إلا بدور علي بن أبي طالب "عليه السلام" بعد النبي – صلىْ الله عليَه وآله و سلم - .
نعم المسألة بهذه الأهمية لكنا لا نفهمها حق فهمها ، والذبن هم أكبر منّا لا يفهمومنها حق فهمها ! والذي يفهم واقعها و أهميتها هو الذي فهم أنه سيترتب على تغيير قريش لمسار الإسلام بعد النبي – صلىْ الله عليَه وآله وسلم – أن كل شيء سوف يتغير .
هو الذي فهم ماذا سيحدث على العالم إذ لم يحل القمر مكان الشمس ، و حلت مكانها ظلمات الجهل ! وماذا سيحدث إذا باع المسلمون إلى شعوب العالم الحديد الصدئ بدل الذهب ، بإسم الإسلام و الوحي و القرآن !

الذي فهم ذلك ، و بذل وجوده من أجل هذا الفهم النبوي ، و تحمل ما يترتب عليه من مصائب حتى الموت ، هي فاطمة الزهراء " عليها السلآم " ... وما أدراك ما فاطمَة !!
هذه الحوراء الأنسية التي يخلق الله في الجنان من ضحكها نوراً ، فعن أبن عباس قال : بينما أهل الجنة في الجنة إذ رأوا نوراً ظنّوه شمساً قد أشرقت بذلك النُور الجنَّة فيقولون : قال ربنا ( لّا يّرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَ لَا زَمْهَرِيراً ) فما هذا النُّور ؟ فيقول لهم رضوان : ( ليست هذه شمس ولا قمر و لكن هذه فاطمة و علي ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما )
وعن الحسن بن يزيد قال : قلت لأبي عبدالله لم سمّيت فاطمَة الزهراء ؟ قال عليه السلآم ( لأن لها في الجنة قبة من ياقوتة حمراء إرتفاعها في الهواء مسيرة سنة معلقة بقدرة الجبار لا علاقة من فوقها فتمسكها ولا دعامة لها من تحتها فتلزمها ، لها مائة ألف باب ، على كل باب ألف من الملائكة يراها أهل الجنة كما يرىْ أحدكم الكوكب الدري الزاهر في أفق السماء ، فيقولون : هذه الزهراء لفاطمة )

ولكن ... من هي مولاتي فاطمَة الزهراء ؟!
سميت الزهراء لأنها كانت تزهر لأمير المؤمنين عليَه السلآم فعن أبي هاشم العسكري قال : سألت صاحب العسكر عليه السلام : لم سميت فاطمة الزهراء ؟ فقال عليه السلام : ( كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين من أول النهار كالشمس الضاحية و عند الزوال كالقمر المنير ، وعند غروب الشمس كالكوكب الدري ) .
عن إبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : يابن رسُول الله لم سميت الزهراء زهراء ؟ فقال عليَه السلام : ( لأنها كانت تزهر لأمير المؤمنين في النهار ثلاث مرات بالنُور ، كان يظهر نور وجهها صلاة الغداة و الناس في فراشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك فيأتون النبي فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيأتون منزلها فيرونها قائمة في محرابها تصلي و النور يسطع من وجهها فيعلمون أن الذي رأوه كان من نور فاطمة ، فإذا إنتصف النهار و ترتبت للصلاة زهر نور وجهها بالصفرة فتدخل الصفرة في حجرات الناس فتصفر ثيابهم و ألوانهم فيأتون النبي فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها بالصفرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجهها ، فإذا كان آخر النهار و غربت الشمس أحمرّ وجه فاطمَة فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً و شكراً لله تعالىْ فكانت تدخل حمرة وجهها حجرات القوم و تحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك و يأتون النبي و يسألونه عن ذلك فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح الله و تمجده و نور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه فاطمَة فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحُسين وهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الئمة منا أهل البيت إمام بعد إمام ) .

أورد الفخر الرازي في الجزء السابع و العشرين من تفسيره ص 165 ، في تفسير آية : (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ، بضع عشرة حديثاً عن النبي – صلىْ الله عليَه وآله وسلمْ – أنه قال :
(( من مات على حب آل محمد مات شهيداً ،
ألا و من مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ،
ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ،
ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ،
ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير ،
ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ،
ألا ومن مات على حب آل محمد فُتِح في قبره بابان إلى الجنة ،
ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملآئكة الرحمة ،
ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة ،
ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ،
ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رآئحة الجنة ))
ثم قال الرازي : هذا هو الذي رواه صاحب الكشاف و أنا أقول : آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشد و أكمل كانوآ هم الآل ، و لا شك أن فاطمة و علياً و الحسن و الحُسين كان التعلق بينهم وبين رسُول الله أشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتوآتر ، فوجب أن يكونوآ هم الآل .

و روى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسُول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ فقال – صلىْ الله عليَه وآله وسَلمْ – ( علي و فاطمَة و إبناهما ) ، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي – صلىْ الله عليَه وآله وسلَمْ – و إذا ثبت هذا وجب أن يكونوآ مخصوصين بمزيد التعظيم و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل .
كما نشير إلى نقطتين من حديث : ( من مات على حب آل محمد . . ):
أولاً : أنه حديث متكامل بالأثبات و النفي معاً ، ( ومن مات على بغض آل محمد . . )! وهذا منسجم مع بناء الله تعالى لنظام الكون على نظام النفي و الإثبات ، فهذه الكهرباء التي تضيء المسجد تتولد من ضمّ السالب إلى الموجب ، هذا في الماديات و إنتاجها ، وهو النظام الحاكم في إنتاج أكبر الأنوار المعنوية العليا ، فشهادة ( لا إله إلا الله ) التي تنتج نور التوحيد وهو أشرف الأنوار ، تتكون نفي الأثبات . . فـ ( لا إله ) هي النفي و ( إلا الله ) هي الأثبات .
في مقام أهل البيت عليهم السلام ( فمن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ) و المهم هنا فهم النّفي وهو أن ( من مات على بغض آل محمد مات كافراً ) ، نعم كافراً ! ولم يقل النبي – صَلىْ الله عليَه وآلَه وسلِمْ – مات مؤمناً غير مستكمل الإيمان ! فالقضية هنا ليست في وجود الإيمان في الجميع و إستكماله في محبّ آل محمد "عليهُم السلآم" ، بل في نفي وجود الإيمان في من أبغضهُم ! و أن من يموت مبغضاً لهم لا إيمان له ، بل يحشر يوم القيامة مكتوباً بين عينيه : ( آيس من رحمَة الله ! )

ثانياً : ( ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملآئكة الرحمة ) فمن مات على ولاية فاطمة "عليها السلام" صار قبره مهبطاً للملائكة !
أسألك بالله يا مولاتي يا حبيبة قلبي يابنت رسُول الله ، أيتها الصديقة الطاهره .. إلى أي مقام وصلتِ بحيث أن الذي يموت على ولايتك يصير قبره مزاراً لملائكة الرحمة ؟! فكيف يكون نفس قبرك ؟!!
بعد أن يموت الذي يتشرف بمولاتكِ ياسيدتي و يدفن و ينام في قبره ، يطوف حوله ملائكة الرحمة ، كما يطوف الفراش حول السّراج ! فمن هم الملآئكة الذين يطوفون حول قبركِ أنت ، حيث حل جثمانك الطاهر ؟! آهـ يا مولاتي يا تاج رأسي ..

شخصية بهذا المقام العظيم و بإعترافهُم بأنها سيدة نساء أهل الجنة . . أنظروا كيف يعاملونها ، و يتكلمون عنها ! روى البخاري : 4/41 باب فرض الخمس ، عن عائشة : أن فاطمة إبنة رسُول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – سألت أبا بكر بعد وفاة رسُول الله – صلى الله عليَه وآله وَسلِم – أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسُول الله – صَلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ – مما أفاء الله عليَه ، فقال لها أبو بكر : إن رسُول الله – صلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ – قال : لا نُورث ، ما تركنا صدقه ، فغضبت فاطمة بنت رسُول الله – صَلىْ الله عليَه وآله وسَلِمْ – فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، و كانت فاطمَة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسُول الله – صلىْ الله عليَه و آله وسَلِمْ – من خيبر و فدك و صدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر عليها ذلك و قال : لستُ تاركاً شيئاً كان رسُول الله – صَلىْ الله عليَه وآله وَ سلِمْ – يعمل به إلا عملت به ، فإني أخشىْ إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي و العبّاس ، و أما خيبر و فدك فأمسكهما عمر .
ومع أن البخاري حريص دائماً على تبرئة أبي بكر و عمر ، لكنه هنا لم يعرف ماذا فعل ! فقد روى أن أبا بكر أبىْ أن يعطي فاطمة "عليها السلام" صدقة النبي – صَلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ – في المدينة و لم يهتم لغضبها و آذاها ، و لكن عمر دفعها إلى علي و العباس ! فهل كان فعل أبي بكر غلطاً أو فعل عمر ؟!
في الواقع أن تعارض فعل أبي بكر و فعل عمر يسقطهما عن الحجية و الإعتبار ولا يبقىْ ثابتاً إلا قول النبي الصادق الأمين – صلىْ الله عليَه وآله وسَلِمْ – الذي لا ينطق عن الهوى : إن الله يغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها ) ولا يبقى لعمر و لا لأبي بكر جواب مقابل هذا الكلام !
و قد قالت له الزهراء "عليَهَا السلآم" فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، و نعم الحكم الله و الزعيم محمد ، و عند الساعه يخسر المبطلون ) !!

إن مقام الصديقة الكبرىْ فاطمَة الزهراء صلوات الله عليها مقام عظيم ، و حقها في أعناق المسلمين حق كبير ، و نحن مع الأسف لم نعمل لبيان حقه كما يجب ! إني أخاف أن تشكل محكمة لمحاكمتنا في الدنيا يكون القاضي صاحب الزمان " عجل الله فرجه الشريف المُبارك " أو في الآخرة يكون القاضي فيها الله تعالى ، و أن نُسأل هل عملنا لإحقاق فاطمة الزهراء عليها السلام بمقدار إعتراف فقيه سني ؟
أخشىْ أن نكون عاجزين عن الجواب !
و لننظر إلى ما رواه البخاري وما أثبته من حقها عليها السلام ولو عن غير عمد ! فالبخاري مقبول عند أشد المتعصبين منهم ، و أشد نقاد حديثهم ! وقد روى أن رسُول الله – صلىْ الله عليَه وآله وَ سلِمْ – قال : ( فاطمة بضعة ني ، من أغضبها فقد أغضبني ) نوجّه كلامنا نحو هذا الحديث إلى الفقيه السنّي و ليس إلى السفيه ! فماذا تقضي فقاهته في سند هذا الحديث و دلالته ؟
أما سنده فهو عندهم في الدرجة العليا حيث رواه لبخاري الذي يحتاط في الرواية عن الإمام جعفر الصادق – عليَه السلآم - ! وقد صحح هذا الحديث الذهبي الذي يعتبرونه أنقد نقادهم للحديث ، وقد صحح حديث ( إن الرب يرضى لرضا فاطمة و يغضب لغضب فاطمة ) ، فعلىْ ماذا يدل الحديث ؟ فمن أين ينشأ الرضا و الغضب في أنواع الناس ؟
فهل فهم البخاري و الذهبي ما روياه عن خير الخلق ، لو فهماه لذل ذلك أن رضاها و غضبها منشؤه من الله تعالى فقط وليس من نفسها ولا من عالم الخلق و كان معناه درجة العصمة الكبرى التي لرسول الله – صلىْ الله عليَه وآله وسلمْ –

إذن نحن عاجزون عن معرفة هذه المخلوقة الربانية و الحوراء الإنسية ، ماهي ، وفي أي أفق هي ؟!
لقد كشف أمير المؤمنين عليه السلام ليلة دفنها عن نافذة من مقامها عليها السلآم حيث قال : أمّا حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ) !
و ينبغي أن نعرف أن الذي يقول – ذلك هو الذي عرف الدنيا و الآخرة – و وضعهما كلتيهما تحت قدميه ! لكن غصّة فقد فاطمة عليها السلام أرهقته ، لأنه يعرف من هي فاطمَة ! لاحظوآ كلماته عليه السلام عندما صلّى على جنازتها مالم يحدث عند جنازة أحد ! ولا نستطيع أن نذكر أكثر من هذا :
عن أبي عبدالله الحُسين عليَه السلآم قال : إنّ أمير المؤمنين غسّل فاطمة ثلاثاً و خمساً و جعل في الغسلة الخامسة الآخرة شيئاً من الكافور ، و أشعرها مئزراً سابغاً دون الكفن ، و كان هو الذي يلي ذلك منها ، وهو يقول : : ( اللهم إنها أمتك ، و بنت رسُولك و صفيتك و خيرتك من خلقك ، اللهم لقنها حجّتها ، و أعظم برهانها ، و أعل درجتها ، و إجمع بينها وبين أبيها محمد ) فلما جنّ الليل غسله علي عليَه السلام ، و وضعها على السرير ، و قال عليه السلآم للحسن : ( أدعُ لي أبا ذر ) ، فدعاه ، فحملاها إلى المصلىْ ، فصلىْ عليها ثم صلىْ ركعتين ، و رفع يديه إلى السماء فنادىْ : ( هذه بنت نبيك فاطمة ، أخرجتها من الظلمات إلى النور ، فأضاءت الأرض ميلاً في ميل ) .
ومآ إن أكمل أمير المؤمنين عليَه السلآم كلمته حتى أضاء نورها من نقطة بدنها الطاهر عليها السلام إلى ميل في ميل ، تصديقاً لعلي عليَه السلآم و تطميناً له !
هذه فاطمَة عليها السلام . . و إلى ذلك النُور ذهبت روحها و بهذا النحو إستقبل ذلك العالم بدنها الذي كان في عالم الظلمة !

و هذه فاطمَة عليها السلام التي بلغت مقام : ( إن الرب ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها ) !
ومن المهم هنا ان نشير إلى أن البخاري يروي في صحيحه عن عائشة أنها قالت : فغضبت فاطمة بنت رسُول الله – صلىْ الله عليَه وآله وسلم – فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ! و روى غيره أنها أوصت علياً عليَه السلآم أن يدفنها سراً ولا يعلمهم بجنازتها ! وبهذه الإعترافات تكتمل مواد الحكم عليها ، فهذا ما تقوله السنّة : ( إن الله يغضب لغضبها ) و تقول إنّها غضبت على أبي بكر و هجرته حتى توفيت فحل عليَه غضب الله ، و القران يقول ( وَمَن يَحْلِلَ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىْ )
لعمري إنها خرجت من الدنيا واجده محزونه مكروبة و مسودة الكتف محمرة العين و مكسرة الأضلاع تلك التي كانت يقول فيها أمير المؤمنين عليَه السلآم ( نور فاطمة من نورنا ) يقصد بذلك رسُول الله صلىْ لله عليَه وآله وسلم ، فعن سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) قال : حدثني عمار و قال : أخبرك عجباً ، قلت : حدثني يا عمار ، قال : نعم ، شهدت علي بن أبي طالب وقد ولج على فاطمة فلما أبصرت به نادت ( أدنُ لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعه ) قال عمار : فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام يرجع القهقري فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي – صلىْ الله عليَه وآله وسَلِمْ – فقال له : ( أدنُ يا أبا الحسن ) فدنا فلما أطمأن به المجلس قال – صلىْ الله عليَه وآله وسَلمْ – ( تحدثني أم أحدثك ؟ ) قال عليه السلام : الحديث منك أحسن يا رسُول الله ) فقال – صلىْ الله عليَه وآله وَسَلِمْ – ( كأني بك وقد دخلت على فاطمة و قالت لك كيت و كيت فرجعت ) فقال علي عليَه السلام ( نور فاطمَة من نورنا ) ، فقال – صلىْ الله عليَه وآله وَسِلمْ – ( أولا تعلم ) فسجد علي عليَه السلآم شكراً لله تعالىْ ، قال عمار : فخرج أمير المؤمنين و خرجت بخروجه فولج على فاطمَة عليها السلام و ولجت معه فقالت : ( كأنك رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلته لك ) ، قال عليه السلام : ( كان ذلك يا فاطمة ) فقالت عليها السلام : ( إعلم يا أبا الحسن أن الله تعالىْ خلق نوري وكان يسبح الله تعالىْ ثم أودعه بشجرة من شجر الجنّة فأضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى الله إليه إلهاماً أن أقتطف الثمرة من تلك الشجرة و أدِرها في لهواتك ففعل ، فأودعني الله سبحانه صلب أبي ، ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني ، وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون ومالم يكن ، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالىْ ) .

الـلـهُـم بِـحـقَ الـزهـراء وَ أبـيّـهَـا وَ بـعـلـهـا وَ بَـنِـيَـهـا وَ الـسَـر الـمُـسـتَـودع فِـيـهَـا عَـجـّل فـيَّ فـرجَ مـولانـا صآحبَ العـصـِرَ وَ الـزمـآنَ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مشُروفة أحلىْ روضَة بالعالم / النُور الحُسينيَّ
نسألكُم الدُعاء