اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اعترف عمر قبل وفاته بأن ركضهم الى السقيفة، وصفقهم على يد أبي بكر كان معصية كبيرة تستحق القتل ! لأنها غصب لأمر المسلمين بدون مشورتهم، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، لأنه يخون الله ورسوله والمسلمين !
ففي صحيح البخاري:8/25: «عن ابن عباس قال كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين، منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها، إذ رجع إليَّ عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان(الزبير) يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً، (علياً) فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت !
فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم ! قال عبد الرحمن فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكناً، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر: أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس، حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ! فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله؟! فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي !
إن الله بعث محمداً(صلى الله عليه و آله) بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله(صلى الله عليه و آله)ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله! والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف .
ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم . ثم إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: لا تطروني كما أطرى عيسى بن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله !
ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول: والله لو مات عمر بايعت فلاناً، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ! ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ! من بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه، تَغِرَّةَ أن يقتلا ! وإنه قد كان من خبرنا حين توفي الله نبيه(صلى الله عليه و آله)أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر إنطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا رجلان منهم صالحان فذكرا ما تمالى عليه القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم إقضوا أمركم فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ماله قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلاً تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهطه، وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل، حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولم يعرف هذا الأمر ألا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر . اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن ! فقال قائل الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش !
فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الإختلاف فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة ! فقلت: قتل الله سعد بن عبادة ! قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد ! فمن بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تَغِرَّة (مخافة)أن يقتلا ».
الأسئلة:
س1: ما رأيكم في قول القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام:1/85: «كانت بيعة أبى بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ! فأوجب بهذا القول قتل نفسه وجميع من عقد بيعة أبي بكر معه على رؤوس الناس، وأوجب به خلعه عنهم لأنه باستخلاف أبي بكر جلس ذلك المجلس لا عن رأي منهم»!
س2: ما قولكم فيما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) :1/255، قال: «كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا(عليه السلام) وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون، فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة، فقال لهم الرضا(عليه السلام) : إقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه، فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي، ولم يكن بخراسان مثله، فقال له الرضا(عليه السلام) : يا يحيى سل عما شئت، فقال: نتكلم في الإمامة، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من أم ووقع الرضا به؟! فقال له : يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذباً على نفسه أو كذب صادقاً على نفسه، أيكون محقاً مصيباً أم مبطلاً مخطياً ؟
فسكت يحيى، فقال له المأمون: أجبه فقال: يعفيني أمير المؤمنين من جوابه فقال المأمون: يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة فقال: لا بد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا ؟ فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب، وإن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم: وليتكم ولست بخيركم وقال تاليه: كانت بيعته فلته، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، فوالله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل ! فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم ومنها الجهاد ومنها سائر الفضائل وليست فيه، ومن كانت بيعته فلته يجب القتل على من فعل مثلها كيف يقبل عهده غيره إلى غيره وهذه صورته ؟!
ثم يقول على المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني فإذا مال بي فقوموني وإذا أخطأت فأرشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا، فما عند يحيى في هذا جواب فعجب المأمون من كلامه، وقال: يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك » ! والإحتجاج:2/235، ومناقب آل أبي طالب:3/461
س3: ما معنى قول علي(عليه السلام) : لم تكن بيعتي فلتة ! ففي الإرشاد :1/243، عن الشعبي أن أمير المؤمنين(عليهما السلام) خطب بعد بيعته، ثم قال: « أيها الناس، إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار إلى الناس قبل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار لهم، وإن على الإمام الاستقامة، وعلى الرعية التسليم، وهذه بيعة عامة، من رغب عنها رغب عن دين الإسلام واتبع غير سبيل أهله، ولم تكن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحداً، وإني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم، وأيم الله لأنصحن للخصم ولأنصفن المظلوم . وقد بلغني عن سعد وابن مسلمة وأسامة وعبد الله وحسان بن ثابت أمور كرهتها، والحق بيني وبينهم ».
س4: هل كان قول عمر موجهاً ضد أبي بكر؟ فقد «رويتم عن المعتمر بن سليمان عن يونس عن الحسن البصري أنه سئل عن قول عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، ما أراد عمر بذلك ؟
قال: شئ كان في صدر عمر أحب أن يظهره ! فقال السائل: أمن موجدة كانت من عمر على أبي بكر؟قال الحسن : فما تراه إذا ؟ مع أنه قد كانت بين قوم حركة هي التي دعت عمر إلى ذلك الموقف بهذا الكلام فقال له الرجل: فما تلك الحركة؟فقال الحسن: أعرض عما فات فإن الله حسيب ما هناك »! (الإيضاح/134)
أم تقولون بقول الكرابيسي كمافي فتح الباري:12/132:«قال الداودي: معنى قوله كانت فلتة: أنها وقعت من غير مشورة مع جميع من كان ينبغي أن يشاور، وأنكر هذه الكرابيسي صاحب الشافعي، وقال: بل المراد أن أبا بكر ومن معه تفلتوا في ذهابهم إلى الأنصار، فبايعوا أبا بكر بحضرتهم وفيهم من لا يعرف ما يجب عليه من بيعته فقال: منا أمير ومنكم أمير، فالمراد بالفلتة ما وقع من مخالفة الأنصار، وما أرادوه من مبايعة سعد بن عبادة !
وقال ابن حبان: معنى قوله كانت فلتة: أن ابتدائها كان عن غير ملأ كثير، والشئ إذا كان كذلك يقال له الفلتة فيتوقع فيه ما لعله يحدث من الشر بمخالفة من يخالف في ذلك عادة، فكفى الله المسلمين الشر المتوقع في ذلك عادة، لا أن بيعة أبي بكر كان فيها شر».
س5: ما قولكم فيم روي عن هذا الإمام السني، كما في الإحتجاج:2/151: «حكي عن أبي الهذيل العلاف قال: دخلت الرقة فذكر لي أن بديْر زكن رجلاً مجنوناً حسن الكلام، فأتيته فإذا أنا بشيخ حسن الهيئة جالس على وسادة يسرح رأسه ولحيته، فسلمت عليه فرد السلام وقال: ممن يكون الرجل ؟ قال : قلت : من أهل العراق .قال: نعم، أهل الظرف والأدب.قال: من أيها أنت ؟ قلت: من أهل البصرة .قال: أهل التجارب والعلم. قال: فمن أيهم أنت ؟ قلت: أبو الهذيل العلاف .قال: المتكلم ؟ قلت: بلى . فوثب عن وسادته وأجلسني عليها، ثم قال بعد كلام جرى بيننا: ما تقولون في الإمامة؟ قلت: أي الإمامة تريد ؟ قال: من تقدمون بعد النبي(ص) ؟ قلت: من قدم رسول الله(ص) .قال: ومن هو ؟ قلت: أبا بكر . قال لي: يا أبا الهذيل ولم قدمتم أبا بكر؟ قالقلت: لأن النبي(ص) قال: قدموا خيركم وولوا أفضلكم . وتراضى الناس به جميعاً. قال: يا أبا الهذيل هاهنا وقعت! أما قولك أن النبي(ص) قال: قدموا خيركم وولوا أفضلكم فإني أوجدك أن أبا بكر صعد المنبر وقال: وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم ! فإن كانوا كذبوا عليه فقد خالفوا أمر النبي(صلى الله عليه و آله) ، وإن كان هو الكاذب على نفسه فمنبر رسول الله لا يصعده الكاذبون ! وأما قولك: إن الناس تراضوا به، فإن أكثر الأنصار قالوا منا أمير ومنكم أمير، وأما المهاجرون فإن الزبير بن العوام قال : لا أبايع إلا علياً فأمر به فكسر سيفه، وجاء أبو سفيان بن حرب وقال : يا أبا الحسن لو شئت لأملأنها خيلا ورجالا يعني: المدينة، وخرج سلمان فقال بالفارسي: كرديد ونكرديد، وندانيد كه جه كرديد ! والمقداد وأبو ذر، فهؤلاء المهاجرون والأنصار .
أخبرني يا أبا الهذيل عن قيام أبي بكر على المنبر وقوله : إن لي شيطاناً يعتريني، فإذا رأيتموني مغضباً فاحذروني، لا أقع في أشعاركم وأبشاركم، فهو يخبركم على المنبر أني مجنون، وكيف يحل لكم أن تولوا مجنوناً؟!
وأخبرني يا أبا الهذيل عن قيام عمر وقوله: وددت أني شعرة في صدر أبي بكر، ثم قام بعدها بجمعة فقال: أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه! فبينما هو يود أن يكون شعرة في صدره، وبينما هو يأمر بقتل من بايع مثله! فأخبرني يا أبا الهذيل عن الذي زعم أن النبي لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف عمر وأن عمر لم يستخلف ! فأرى أمركم بينكم متناقضاً!
وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر حين صيرها شورى بين ستة وزعم: أنهم من أهل الجنة فقال: إن خالف اثنان لأربعة فاقتلوا الإثنين، وإن خالف ثلاثة لثلاثة، فاقتلوا الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف ! فهذه ديانة أن يأمر بقتل أهل الجنة؟! وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر لما طعن دخل عليه عبد الله بن عباس قال : فرأيته جزعا فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا الجزع ؟ قال: يا بن عباس ما جزعي لأجلي ولكن جزعي لهذا الأمر من يليه بعدي! قال: قلت: ولها طلحة بن عبيد الله، قال : رجل له حدة، كان النبي(صلى الله عليه و آله) يعرفه فلا أولي أمر المسلمين حديداً !قال: قلت : ولها زبير بن العوام . قال: رجل بخيل رأيته يماكس امرأته في كبة من غزل، فلا أولي أمور المسلمين بخيلاً .قال: قلت: ولها سعد بن أبي وقاص . قال: رجل صاحب فرس وقوس، وليس من أحلاس الخلافة ! قال قلت: ولها عبد الرحمن بن عوف . قال: رجل ليس يحسن أن يكفي عياله ! قال قلت: ولها عبد الله بن عمر. فاستوى جالساً ثم قال: يا بن عباس ! ما الله أردت بهذا أولي رجلاً لم يحسن أن يطلق امرأته ؟! قال قلت: ولها عثمان بن عفان. قال: والله لئن وليته ليحملن بني أبي معيط على رقاب المسلمين ويوشك أن يقتلوه !قالها ثلاثاً. قال : ثم سكتُّ لما أعرف من مغائرته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: يا بن عباس أذكر صاحبك، قال قلت: فولها علياً . قال: فوالله ما جزعي إلا لما أخذنا الحق من أربابه، والله لئن وليته ليحملنهم على المحجة العظمى، وإن يطيعوه يدخلهم الجنة !
فهو يقول هذا، ثم صيرها شورى بين الستة فويل له من ربه »!
س6: هل تقبلون ما رويناه من ندم عمر عند وفاته، كما في الخصال للصدوق/171، عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال:« لما حضر عمر الموت قال : أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش أسامة بعد أن أمره رسول الله علينا، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن وأتوب إلى الله من شئ كنا أشعرناه قلوبنا نسأل الله أن يكفينا ضره، وأن بيعة أبي بكر كانت فلتة، ومن تعاقدنا على أهل هذا البيت إن قبض الله رسوله لا نولي منهم أحداً »!
وفي الخصال للصدوق/17 ، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن المثنى قال:« قال عمر حين حضره الموت: أتوب إلى الله من ثلاث : اغتصابي هذا الأمر أنا وأبو بكر من دون الناس واستخلافي عليهم، وتفضيلي المسلمين بعضهم على بعض » !
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com
اعترف عمر قبل وفاته بأن ركضهم الى السقيفة، وصفقهم على يد أبي بكر كان معصية كبيرة تستحق القتل ! لأنها غصب لأمر المسلمين بدون مشورتهم، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، لأنه يخون الله ورسوله والمسلمين !
ففي صحيح البخاري:8/25: «عن ابن عباس قال كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين، منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها، إذ رجع إليَّ عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان(الزبير) يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً، (علياً) فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت !
فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم ! قال عبد الرحمن فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكناً، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر: أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس، حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ! فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله؟! فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي !
إن الله بعث محمداً(صلى الله عليه و آله) بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله(صلى الله عليه و آله)ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله! والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف .
ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم . ثم إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: لا تطروني كما أطرى عيسى بن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله !
ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول: والله لو مات عمر بايعت فلاناً، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ! ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ! من بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه، تَغِرَّةَ أن يقتلا ! وإنه قد كان من خبرنا حين توفي الله نبيه(صلى الله عليه و آله)أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر إنطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا رجلان منهم صالحان فذكرا ما تمالى عليه القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم إقضوا أمركم فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ماله قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلاً تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهطه، وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل، حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولم يعرف هذا الأمر ألا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر . اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن ! فقال قائل الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش !
فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الإختلاف فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة ! فقلت: قتل الله سعد بن عبادة ! قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد ! فمن بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تَغِرَّة (مخافة)أن يقتلا ».
الأسئلة:
س1: ما رأيكم في قول القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام:1/85: «كانت بيعة أبى بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ! فأوجب بهذا القول قتل نفسه وجميع من عقد بيعة أبي بكر معه على رؤوس الناس، وأوجب به خلعه عنهم لأنه باستخلاف أبي بكر جلس ذلك المجلس لا عن رأي منهم»!
س2: ما قولكم فيما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) :1/255، قال: «كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا(عليه السلام) وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون، فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة، فقال لهم الرضا(عليه السلام) : إقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه، فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي، ولم يكن بخراسان مثله، فقال له الرضا(عليه السلام) : يا يحيى سل عما شئت، فقال: نتكلم في الإمامة، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من أم ووقع الرضا به؟! فقال له : يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذباً على نفسه أو كذب صادقاً على نفسه، أيكون محقاً مصيباً أم مبطلاً مخطياً ؟
فسكت يحيى، فقال له المأمون: أجبه فقال: يعفيني أمير المؤمنين من جوابه فقال المأمون: يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة فقال: لا بد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا ؟ فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب، وإن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم: وليتكم ولست بخيركم وقال تاليه: كانت بيعته فلته، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، فوالله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل ! فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم ومنها الجهاد ومنها سائر الفضائل وليست فيه، ومن كانت بيعته فلته يجب القتل على من فعل مثلها كيف يقبل عهده غيره إلى غيره وهذه صورته ؟!
ثم يقول على المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني فإذا مال بي فقوموني وإذا أخطأت فأرشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا، فما عند يحيى في هذا جواب فعجب المأمون من كلامه، وقال: يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك » ! والإحتجاج:2/235، ومناقب آل أبي طالب:3/461
س3: ما معنى قول علي(عليه السلام) : لم تكن بيعتي فلتة ! ففي الإرشاد :1/243، عن الشعبي أن أمير المؤمنين(عليهما السلام) خطب بعد بيعته، ثم قال: « أيها الناس، إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار إلى الناس قبل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار لهم، وإن على الإمام الاستقامة، وعلى الرعية التسليم، وهذه بيعة عامة، من رغب عنها رغب عن دين الإسلام واتبع غير سبيل أهله، ولم تكن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحداً، وإني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم، وأيم الله لأنصحن للخصم ولأنصفن المظلوم . وقد بلغني عن سعد وابن مسلمة وأسامة وعبد الله وحسان بن ثابت أمور كرهتها، والحق بيني وبينهم ».
س4: هل كان قول عمر موجهاً ضد أبي بكر؟ فقد «رويتم عن المعتمر بن سليمان عن يونس عن الحسن البصري أنه سئل عن قول عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، ما أراد عمر بذلك ؟
قال: شئ كان في صدر عمر أحب أن يظهره ! فقال السائل: أمن موجدة كانت من عمر على أبي بكر؟قال الحسن : فما تراه إذا ؟ مع أنه قد كانت بين قوم حركة هي التي دعت عمر إلى ذلك الموقف بهذا الكلام فقال له الرجل: فما تلك الحركة؟فقال الحسن: أعرض عما فات فإن الله حسيب ما هناك »! (الإيضاح/134)
أم تقولون بقول الكرابيسي كمافي فتح الباري:12/132:«قال الداودي: معنى قوله كانت فلتة: أنها وقعت من غير مشورة مع جميع من كان ينبغي أن يشاور، وأنكر هذه الكرابيسي صاحب الشافعي، وقال: بل المراد أن أبا بكر ومن معه تفلتوا في ذهابهم إلى الأنصار، فبايعوا أبا بكر بحضرتهم وفيهم من لا يعرف ما يجب عليه من بيعته فقال: منا أمير ومنكم أمير، فالمراد بالفلتة ما وقع من مخالفة الأنصار، وما أرادوه من مبايعة سعد بن عبادة !
وقال ابن حبان: معنى قوله كانت فلتة: أن ابتدائها كان عن غير ملأ كثير، والشئ إذا كان كذلك يقال له الفلتة فيتوقع فيه ما لعله يحدث من الشر بمخالفة من يخالف في ذلك عادة، فكفى الله المسلمين الشر المتوقع في ذلك عادة، لا أن بيعة أبي بكر كان فيها شر».
س5: ما قولكم فيم روي عن هذا الإمام السني، كما في الإحتجاج:2/151: «حكي عن أبي الهذيل العلاف قال: دخلت الرقة فذكر لي أن بديْر زكن رجلاً مجنوناً حسن الكلام، فأتيته فإذا أنا بشيخ حسن الهيئة جالس على وسادة يسرح رأسه ولحيته، فسلمت عليه فرد السلام وقال: ممن يكون الرجل ؟ قال : قلت : من أهل العراق .قال: نعم، أهل الظرف والأدب.قال: من أيها أنت ؟ قلت: من أهل البصرة .قال: أهل التجارب والعلم. قال: فمن أيهم أنت ؟ قلت: أبو الهذيل العلاف .قال: المتكلم ؟ قلت: بلى . فوثب عن وسادته وأجلسني عليها، ثم قال بعد كلام جرى بيننا: ما تقولون في الإمامة؟ قلت: أي الإمامة تريد ؟ قال: من تقدمون بعد النبي(ص) ؟ قلت: من قدم رسول الله(ص) .قال: ومن هو ؟ قلت: أبا بكر . قال لي: يا أبا الهذيل ولم قدمتم أبا بكر؟ قالقلت: لأن النبي(ص) قال: قدموا خيركم وولوا أفضلكم . وتراضى الناس به جميعاً. قال: يا أبا الهذيل هاهنا وقعت! أما قولك أن النبي(ص) قال: قدموا خيركم وولوا أفضلكم فإني أوجدك أن أبا بكر صعد المنبر وقال: وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم ! فإن كانوا كذبوا عليه فقد خالفوا أمر النبي(صلى الله عليه و آله) ، وإن كان هو الكاذب على نفسه فمنبر رسول الله لا يصعده الكاذبون ! وأما قولك: إن الناس تراضوا به، فإن أكثر الأنصار قالوا منا أمير ومنكم أمير، وأما المهاجرون فإن الزبير بن العوام قال : لا أبايع إلا علياً فأمر به فكسر سيفه، وجاء أبو سفيان بن حرب وقال : يا أبا الحسن لو شئت لأملأنها خيلا ورجالا يعني: المدينة، وخرج سلمان فقال بالفارسي: كرديد ونكرديد، وندانيد كه جه كرديد ! والمقداد وأبو ذر، فهؤلاء المهاجرون والأنصار .
أخبرني يا أبا الهذيل عن قيام أبي بكر على المنبر وقوله : إن لي شيطاناً يعتريني، فإذا رأيتموني مغضباً فاحذروني، لا أقع في أشعاركم وأبشاركم، فهو يخبركم على المنبر أني مجنون، وكيف يحل لكم أن تولوا مجنوناً؟!
وأخبرني يا أبا الهذيل عن قيام عمر وقوله: وددت أني شعرة في صدر أبي بكر، ثم قام بعدها بجمعة فقال: أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه! فبينما هو يود أن يكون شعرة في صدره، وبينما هو يأمر بقتل من بايع مثله! فأخبرني يا أبا الهذيل عن الذي زعم أن النبي لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف عمر وأن عمر لم يستخلف ! فأرى أمركم بينكم متناقضاً!
وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر حين صيرها شورى بين ستة وزعم: أنهم من أهل الجنة فقال: إن خالف اثنان لأربعة فاقتلوا الإثنين، وإن خالف ثلاثة لثلاثة، فاقتلوا الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف ! فهذه ديانة أن يأمر بقتل أهل الجنة؟! وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر لما طعن دخل عليه عبد الله بن عباس قال : فرأيته جزعا فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا الجزع ؟ قال: يا بن عباس ما جزعي لأجلي ولكن جزعي لهذا الأمر من يليه بعدي! قال: قلت: ولها طلحة بن عبيد الله، قال : رجل له حدة، كان النبي(صلى الله عليه و آله) يعرفه فلا أولي أمر المسلمين حديداً !قال: قلت : ولها زبير بن العوام . قال: رجل بخيل رأيته يماكس امرأته في كبة من غزل، فلا أولي أمور المسلمين بخيلاً .قال: قلت: ولها سعد بن أبي وقاص . قال: رجل صاحب فرس وقوس، وليس من أحلاس الخلافة ! قال قلت: ولها عبد الرحمن بن عوف . قال: رجل ليس يحسن أن يكفي عياله ! قال قلت: ولها عبد الله بن عمر. فاستوى جالساً ثم قال: يا بن عباس ! ما الله أردت بهذا أولي رجلاً لم يحسن أن يطلق امرأته ؟! قال قلت: ولها عثمان بن عفان. قال: والله لئن وليته ليحملن بني أبي معيط على رقاب المسلمين ويوشك أن يقتلوه !قالها ثلاثاً. قال : ثم سكتُّ لما أعرف من مغائرته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: يا بن عباس أذكر صاحبك، قال قلت: فولها علياً . قال: فوالله ما جزعي إلا لما أخذنا الحق من أربابه، والله لئن وليته ليحملنهم على المحجة العظمى، وإن يطيعوه يدخلهم الجنة !
فهو يقول هذا، ثم صيرها شورى بين الستة فويل له من ربه »!
س6: هل تقبلون ما رويناه من ندم عمر عند وفاته، كما في الخصال للصدوق/171، عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال:« لما حضر عمر الموت قال : أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش أسامة بعد أن أمره رسول الله علينا، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن وأتوب إلى الله من شئ كنا أشعرناه قلوبنا نسأل الله أن يكفينا ضره، وأن بيعة أبي بكر كانت فلتة، ومن تعاقدنا على أهل هذا البيت إن قبض الله رسوله لا نولي منهم أحداً »!
وفي الخصال للصدوق/17 ، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن المثنى قال:« قال عمر حين حضره الموت: أتوب إلى الله من ثلاث : اغتصابي هذا الأمر أنا وأبو بكر من دون الناس واستخلافي عليهم، وتفضيلي المسلمين بعضهم على بعض » !
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة
المأخذ : www.alsoal.com