الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
طفحت كتب أهل الخلاف بأحقية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام بالخلافة في كل زمان ومكان , فيذكر الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في كتابه تاريخ بغداد المجلد الرابع عشر , دار الكتاب العربي , بيروت , ص321 عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليا وقالت : سمعت رسول الله صل الله عليه واله يقول :علي مع الحق والحق مع علي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة .
فعلي عليه السلام القرآن الناطق الذي لن يفترق مع القرآن حتى يرد الحوض , وهو أمير المؤمنين وإمام الموحدين وسيد المسلمين وقد نزلت فيه آيات كثيرة ذكرتها مصادر أهل الخلاف مثل كتاب شواهد التنزيل للحسكاني وكتاب ينابيع المودة وكتب كثيرة ومصادر مهمة كثيرة , وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه في المجلد الثالث عشر ص321 عن ابن عباس ان الوليد بن عتبة قال لعلي بن أبي طالب : ألست أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأملأ منك حشوا ؟ فأنزل الله تعالى (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) .
لذلك نجد أن الصحابة رفضوا خلافة الأول والثاني والثالث وتمسكوا بخلافة أمير المؤمنين السلام , ولم يسكت علي عليه السلام عن حقه إلا أنه لم يجد ناصرا بالعدد الكافي ,
وكذلك الصحابة كان لهم موقف من خلافة الأول والثاني والثالث , فيذكر أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب ابن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي في تاريخه المعروف بتاريخ اليعقوبي , المجلد الثاني , دار صادر , بيروت , ص163 : ومال قوم مع علي بن أبي طالب وتحاملوا في القول على عثمان فروى بعضهم قال : دخلت مسجد رسول الله فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فسلبها وهو يقول : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر على أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم عناء في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم , والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي وما أرادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعدا وسحقا للقوم الظالمين , فدنوت منه فقلت : من أنت يرحمك الله ؟ ومن هذا الرجل ؟ فقال : أنا المقداد بن عمرو وهذا الرجل علي بن أبي طالب , فقال : فقلت : ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه ؟ فقال : يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل ولا الرجلان , ثم خرجت فلقيت أبا ذر فذكرت له ذلك فقال صدق أخي المقداد , ثم أتيت عبدالله بن مسعود فذكرت ذلك له فقال : لقد أخبرنا فلم نأل.
فهذا النص وغيره من النصوص يشير الى المعنى الحقيقي للصحابة ويشير الى الأسباب التي جعلتهم لا يقومون بالثورة على خلافة الأول لأن المسألة ليست مجرد أفراد استولوا على الخلافة بل جيوش إستعانوا بها من البادية وهاجموا بها دار الزهراء عليها السلام وقتلوها وحاصروا المدينة , وهذا النص ينسف نظرية عدالة الصحابة ونظرية اجماع الأمة على خلافة الأول , فهل سنقتدي بسيرة المقداد في رفض الظلم أم سندفن رؤوسنا كالنعام ؟
هذا وصل الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 16/5/2011
منقول