اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43139
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

من الطبيعي أنّ السيدة فاطمة (عليها السلام) مع منزلتها القريبة ومكانتها الخاصة عند الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، كان الرسول يخبرها عن المستقبل الخاص والعام .إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان يخبر الناس عمّا يجري بعده ويخبرهم عن أشراط الساعة ، وعلائم آخر الزمان ومشاهد القيامة .أتراه لا يعلم بما سوف يجري على أهل بيته من بعده ، وعلى ابنته العزيزة فاطمة الزهراء ؟! أو تراه يعلم ذلك ولا يخبرهم بما يتعلّق بمستقبلهم ومصيرهم ؟!
نعم ... كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يخبر أهل بيته بما سيجري عليهم من الناس من بعد وفاته مباشرة ، وبعد ذلك على طول خط التاريخ ، فكم أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله) أصحابه وزوجاته بشهادة الحسين (عليه السلام) ؟
ومن اليقين أنّه (صلّى الله عليه وآله) أخبر ابنته الحبيبة فاطمة بمصائبها ونوائبها واضطهادها ، وما يجري عليها من المآسي .
وخاصة في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة ، وعلى الأخص في الليلة الأخيرة واليوم الأخير من حياته ؛ فقد ضاق المجال وحضرت الساعة الحرجة ليكشف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) النقاب عن الواقع لابنته ، ويخبرها بكل صراحة ، فيبشرّها أنّها لا تلبث بعده إلاّ قليلاً ، ثم تلتحق بأبيها الرسول في الدرجات العلا والرفيق الأعلى ، ثم يخبرها بتبدّل الأحوال وتغيّر الأوضاع :فقد رُوي عن عبد الله بن العباس قال : لما حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الوفاة بكى حتى بلّت دموعه لحيته ،
فقيل له : يا رسول الله ما يبكيك ؟
فقال : أبكي لذرّيّتي ، وما تصنع بهم شرار أُمَّتي من بعدي ، كأنّي بفاطمة بنتي وقد ظُلمت بعدي وهي تنادي يا أبتاه فلا يعينها أحد من أُمّتي .
فسمعت ذلك فاطمة (عليها السلام) فبكت ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لا تبكينّ يا بنيّة .
فقالت : لست أبكي لما يُصنع بي من بعدك ، ولكنّني أبكي لفراقك يا رسول الله .
فقال لها : أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي ؛ فإنّك أوّل مَن يلحق بي من أهل بيتي (1) .

وعن ابن عبّاس عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال : ... وإنّي لمّا رأيتها ( فاطمة ) ذكرت ما يُصنع بها بعدي ، كأنّي وقد دخل الذلّ بيتها وانتهكت حرمتها ، وغُصب حقُّها ، ومُنع إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمّداه . فلا تُجاب ، وتستغيث فلا تُغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكّر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة ، وتتذكر فراقي أُخرى ، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجّدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ... إلى آخره (1) .

هذا والأخبار والأحاديث الواردة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في إخباره أهل بيته بما يجري عليهم من بعده كثيرة جداً ، وآخر مرة أخبر النبي أهل بيته ( وهم عليّ والزهراء والحسن والحسين ) في مرض موته ، وقبل وفاته (صلّى الله عليه وآله) بساعات قلائل .

فقد رُوي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ في مرضه الذي قُبض فيه لفاطمة (عليها السلام) ـ : بأبي وأُمّي أنتِ ! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي .

فقالت فاطمة للحسين أو الحسن : انطلق إلى أبيك فقل : يدعوك جدّي . فانطلق إليه الحسين فدعاه . فأقبل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة عنده وهي تقول :

وا كرباه لكربك يا أبتاه !

فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة ، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم (2) : تدمع العينان وقد يوجع القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون (3) .


ورُوي أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال لمَن في بيته : أخرجوا عني . وقال لأُم سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحد .

ثم قال لعلي : أُدنُ منّي ، فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى ، فلمّا أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الكلام غلبته عبرته ، فلم يقدر على الكلام ، فبكت فاطمة بكاءً شديداً وبكى عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) لبكاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقالت فاطمة : يا رسول الله قد قطّعت قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيّد النبيّين من الأوّلين والآخرين ، ويا أمين ربّه ورسوله ، ويا حبيبه ونبيّه .
مَن لولدي بعدك ؟
ولذُلٍّ ينزل بي بعدك ؟ مَن لعليّ أخيك وناصر الدين ؟
مَن لوحي الله وأمره ؟
ثم بكت وأكبَّت على وجهه فقبّلته ، وأكبَّ عليه عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) فرفع رأسه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليهم ، ويد فاطمة في يده فوضعها في يد عليّ وقال له :
يا أبا الحسن وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك ، فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنّك لفاعل هذا .
يا عليّ هذه ـ والله ـ سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، هذه ـ والله ـ مريم الكبرى (1) .
أما ـ والله ـ ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم ، فأعطاني ما سألته .
يا عليّ أنفذ ما أمرتك به فاطمة ، فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل .
واعلم يا عليّ أنّي راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، وكذلك ربّي وملائكته .
يا عليّ : ويل لمَن ظلمها ، ويل لمَن ابتزّها حقّها ، وويل لمَن هتك حرمتها ...
ثم ضمّ (صلّى الله عليه وآله) فاطمة إليه وقبّل رأسها وقال : فداك أبوك يا فاطمة ... إلى آخره
(1) .

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ : أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال لابنته فاطمة ( عليها السلام ) : ( أما ترضين أن تنظري إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليكِ والى ما تأمرين به ، وينظرون إلى بَعلك قد حضَر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله ، فما ترين الله صانعاً بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك ... ) إلى آخر الحديث (2) .

إنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يخبر ابنته ـ بكل صراحة ـ بأنّها سوف تُقتل ، كما يُقتل زوجها ووُلدها أيضاً .

وسوف تقرأ ـ في فصل قادم ـ ما جرى على سيّدة النساء من المصائب والآلام ، التي أدّت إلى شهادتها ووفاتها .

وروي عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت لأبي عبد الله [ الصادق ] ( عليه السلام ) : أليس كان أمير المؤمنين كاتب الوصيّة ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) المملي عليه ، وجبرئيل والملائكة المقرّبون ( عليهم السلام ) شهوداً ؟

قال : فأطرق [ الإمام الصادق ] طويلاً (1) ثم قال [ الإمام ] : يا أبا الحسن [ الكاظم ] قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الأمر (1) نزلت الوصيّة من عند الله كتاباً مُسجّلاً (2) نزل به جبرئيل مع أمناء الله ( تبارك وتعالى ) من الملائكة .

فقال جبرئيل : يا محمد ! مُر بإخراج مَن عندك ، إلاّ وصيَّك ، ليقبضها منّا ، وتُشهِدنا بدَفعك إيّاها إليه ، ضامناً لها ـ يعني عليّاً ( عليه السلام ) .
فأمر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) بإخراج مَن كان في البيت ماخلا عليّاً ( عليه السلام ) وفاطمة فيما بين الستر والباب ؛

فقال جبرئيل : يا محمد ! ربُّك يقرؤك السلام ، ويقول :

( هذا كتاب ما كنتُ عهدتُ إليك ، وشرطت عليك ، وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي ـ يا محمد ـ شهيداً .

قال [ الإمام الصادق ] : فارتعدت مفاصل النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : يا جبرئيل ؛ ربّي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام ، صدق ( عزّ وجلّ ) وبرَّ ، هاتِ الكتاب .

فدفعه إليه ، وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : اقرأه . فقرأه حرفاً حرفاً ؛ فقال [ النبي ] : يا علي ، هذا عهد ربّي ( تبارك وتعالى ) إليّ ، وشرطه عليّ ، وأمانته ، وقد بلّغت ونصحتُ وأدّيتُ !

فقال علي ( عليه السلام ) : وأنا أشهد لك ـ بأبي وأمّي أنت ـ بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك سمعي وبصري ولحمي ودمي !

فقال جبرئيل : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين . فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا عليّ ، أخذتَ وصيَّتي وعرفتها ، وضمنتَ لله ولي الوفاء بما فيها ؟

فقال علي ( عليه السلام ) : نعم بأبي أنت وأُمّي ، عليّ ضمانُها ، وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها .

فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّي أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة !!

فقال علي ( عليه السلام ) : نعم ، أشهد .

فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن ، وهُما حاضران ، معهما الملائكة المقرّبون ، لأشهدهم عليك !

فقال : نعم ، ليشهدوا ، وأنا ـ بأبي أنت وأُمّي ـ أشهدهم !

فأشهدهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) .

وكان فيما اشترط عليه النبي ـ بأمر جبرئيل ( عليه السلام ) فيما أمر الله به ( عزّ وجلّ ) أن قال له :

( يا علي ، تفي بما فيها من موالاة مَن والى الله ورسوله ، والبراءة والعداوة لمَن عادى الله ورسوله ، والبراءة منهم على الصبر منك [ و ] على كظم الغيظ ، وعلى ذهاب حقّي ، وغصب خُمسك (1) وانتهاك حُرمتك ؟

فقال : نعم ، يا رسول الله .

قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبّة ، وبرأ النّسمة ، لقد سمعت جبرئيل ( عليه السلام ) يقول للنبي :

( يا محمد ! عرِّفه أنّه ينتهك الحرمة ، وهي حرمة الله ، وحرمة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعلي أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط ! ) . قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : فصعقت حين فهمتُ الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطتُ على وجهي ، وقلتُ :

( نعم ، قبلتُ ورضيتُ ، وإن انتهكت الحرمة ! وعُطّلت السّنن ، ومزّق الكتاب [ القرآن ] وهدّمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط ، محتسباً أبداً ، حتى أقدم عليك ) .

ثم دعا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : فاطمة والحسن والحسين ، وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ، فقالوا مثل قوله ؛ فَخُتِمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسّه النار ، ودفعت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

قال الراوي : فقلت لأبي الحسن [ الكاظم ] ( عليه السلام ) : بأبي أنت وأُمّي ! ألا تذكر ما كان في الوصيّة ؟

فقال : سنن الله وسنن رسوله .

فقلت : أكان في الوصيّة توثّبهم (1) وخلافهم على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟

فقال : نعم ، والله ، شيئاً شيئاً ، وحرفاً حرفاً ، أما سمعتَ قول الله ( عزّ وجلّ ) : ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) ؟

والله لقد قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين وفاطمة ( عليهما السلام ) : أليس قد فهمتُما ما تقدّمت به إليكما وقبلتماه ؟

فقالا : بلى ، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا (2) .

كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في تلك الساعة الأخيرة واضعاً رأسه على صدر عليّ (عليه السلام) وقلبه لا يطاوعه إلاَّ أن يضمّ فاطمة إلى صدره مرة بعد مرة ودموعه تجري كالمطر ، حتى ابتلت لحيته الشريفة وابتلّت الملاءة التي كانت عليه ، وأقبل الحسن والحسين يقبّلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما .

وأراد عليّ (عليه السلام) أن يرفعهما ، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : دَعهما يشمّاني وأشمّهما ، ويتزوّدا منّي وأتزوّد منهما ، فسيلقيان من بعدي زلزالاً ، وأمراً عضالاً ، فلعن الله مَن يحيفهما ، اللّهمّ إنّي أستودعكهما وصالح المؤمنين .

ولا تسأل عن بكاء السيدة فاطمة الزهراء في تلك اللحظات ، وهي ترى أباها الرسول العظيم ووالدها البار العطوف الحنون على أعتاب المنيّة ، فكانت تخاطب أباها بدموع جارية : نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء ، يا أبتاه ألا تكلّمني كلمة ، فإنّي أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا ، وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً .

فقال لها : بُنية إنّي مفارقك ، فسلام عليك منّي .

وفي كشف الغمّة : ثم قال (صلّى الله عليه وآله) : يا بنية أنتِ المظلومة بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي ، فمَن آذاك فقد آذاني ، ومَن جفاكِ فقد جفاني ، ومَن وصلك فقد وصلني ، ومَن قطعك فقد قطعني ، ومَن أنصفك فقد أنصفني ؛ لأنّك منّي وأنا منك ، وأنت بضعة منّي وروحي التي بين جَنبيّ .

ثم قال : إلى الله أشكو ظالميك من أُمّتي .

فما مضت سوى فترة قصيرة إذ قام عليّ (عليه السلام) قائلاً : أعظم الله أجوركم في نبيّكم فقد قبضه الله إليه . فارتفعت الأصوات بالضجّة والبكاء ، فكان أعظم يوم في تاريخ البشر ، وأوجع صدمة على قلوب المسلمين ، ولم ير يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم .

وهكذا مرّت تلك الساعة المُرة العصيبة التي كانت أصعب ساعة في حياة الزهراء .

فكيف انقضت تلك الدقائق على قلب فاطمة وهي ترى أباها مسجّى لا حراك به ؟!

فكانت الزهراء تقول : يا أبتاه من ربه ما أدناه !

وا أبتاه جنّة الفردوس مأواه !

وا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه !

وا أبتاه أجاب ربّاً دعاه (1) .

وكان عليّ يقول : يا رسول الله !

والحسنان يبكيان يقولان : وا جدّاه وا جدّاه (2) .

وقام (عليه السلام) بتغسيل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتحنيطه وتكفينه وحضر وقت الصلاة عليه ، فكانت السيدة فاطمة الزهراء من جملة المصلّين على جثمان أبيها العظيم في الوجبة الأُولى (3) .

وإلى أن دُفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان بكاء الزهراء مستمرّاً متصلاً ، ورجعت إلى بيتها واجتمعت النساء فقالت : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، انقطع عنّا خبر السماء . ثم قالت في مرثيّة أبيها أبياتاً نذكرها قريباً . وقالت لأنس بن مالك : أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله التراب ؟

وفي كشف الغمّة عن الإمام الباقر (عليه السلام) : ما رُؤيت فاطمة (عليها السلام) ضاحكة مستبشرة منذ قُبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى قُبضت .

وفي رواية أخرى : إلاّ يوماً افترت بطرف نابها (1) .

وعن عمران بن دينار : إنّ فاطمة لم تضحك بعد النبي حتى قُبضت ؛ لِما لحقها من شدّة الحزن على أبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .


(1) بحار الأنوار ج 43 ص 156 عن الأمالي للشيخ المفيد .
(1) بحار الأنوار ج43 ص 172 عن أمالي الصدوق / 99 .
(2) ابراهيم بن رسول الله ، وامّه مارية القبطية ، توفي وله من العمر سنة ونصف .
(3) تفسير فرات بن ابراهيم ، رواه عنه في البحار ج 22 .
(1) أي من حيث الشبه أو المنزلة .
(1) بحار الأنوار ج 22 / 484 .
(2) بحار الأنوار ج 44 ص 265 .
(3) وفي نسخة : مليّاً .
(1) لعلّ المقصود من الأمر ـ هنا ـ : الموت .
(2) مُسجّلاً : أي محكماً مستوثقاً .
(1) وفي نسخة : غصبك .
(1) التوثُّب : الاستيلاء على الشيء ظلماً .
(2) الكافي : ج1 ص281 .
(1) البخاري ج 5 ص 15 .
(2) المنتقى ص 178 .
(3) الاحتجاج ، للطبرسي .
(1) أي : ابتسمت ابتسامة خفيفة .



اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
شمعة دنيتي فاطمة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 17232
اشترك في: الجمعة يناير 22, 2010 9:22 pm
مكان: مابين منبر الحسين ومقر سيدتي فاطمة في المجلس الحسيني

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة شمعة دنيتي فاطمة »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يسلمواا
بارك الله فيج
يااحسين يظل اسمك يجري بعروقي
صورة العضو الرمزية
وردة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 22951
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2010 7:36 pm
مكان: الروح موطنها الحسين

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة وردة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


اختنا الكريمه.......مشكورة على الطرح القيم
بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجــــاتكم
بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر ..
يــاأباالفضل
صورة العضو الرمزية
جنة البقيع
فـاطـمـيـة
مشاركات: 19883
اشترك في: الاثنين يونيو 29, 2009 8:47 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة جنة البقيع »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار


يارب الزهراء بحق الزهراء إشف صدر الزهراء بظهور الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف
وجعلنا وإياكم من خلص أعوانه وأنصاره المقربين يالله ياكريم


اختي الكريمة

نشكركم على المجهود الطيب
بارك الله فيكم وقضى الله حوائجكم في الدنيا والاخرة بحق محمد وعترتة الطاهرة
صلوات الله عليهم اجمعين


أسألكم الدعاااء ,,

صورة
السلام عليك ياسيدي ياحسين
صورة العضو الرمزية
ملاذ الطالبين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5845
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 7:18 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة ملاذ الطالبين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كل الشكر لكم على ماقدمتم
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
صورة العضو الرمزية
المستجيره بالحسين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5015
اشترك في: الاثنين سبتمبر 20, 2010 12:31 am

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة المستجيره بالحسين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

صورة
أميري حُسين ونِعْمَ الأَميرْ
صورة العضو الرمزية
المستجيره بالحسين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5015
اشترك في: الاثنين سبتمبر 20, 2010 12:31 am

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة المستجيره بالحسين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
تحية لكم

ww.q8boy.com/]صورة[/URL]
أميري حُسين ونِعْمَ الأَميرْ
صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي قدسية الزهراء وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
صورة العضو الرمزية
أيمان الزهراء
عضو موقوف
مشاركات: 5924
اشترك في: الخميس نوفمبر 12, 2009 3:55 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة أيمان الزهراء »

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
المرأة تكلف بأكمالها تسع سنوات
صورة العضو الرمزية
يا ساقي عطاشى كربلاء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4200
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 9:55 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة يا ساقي عطاشى كربلاء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بورك يمينكم المباركة وقضى الله حوائجكم
ننتظر جديدكم المبارك
اين الطالب بدم المقتول بكربلاء

بريق الزهراء
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43139
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه


مُشَكَوْرَيْن عَلَى الْطَلَّة الْبَهِيَّة
جَزَاكُم الْلَّه خَيْرَا

دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق مُصِيَبَة ابِي عَبْدِاللّه الْحُسَيْن عَلَيْه الْسَّلام


نَسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
خادم أهل البيت (ع)
فــاطــمــي
مشاركات: 706
اشترك في: الاثنين أكتوبر 13, 2008 8:26 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة خادم أهل البيت (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع المبارك وقضى الله حوائجكم بحق محمد وال محمد
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13643
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لعن الله ظالميكِ يا زهراء

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على الطرح الفاطمي النوراني
جعله الله فى ميزان اعمالكم
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
فاطمة مشكاة قبري
فـاطـمـيـة
مشاركات: 6385
اشترك في: الخميس ديسمبر 17, 2009 7:59 pm

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة فاطمة مشكاة قبري »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

الله يعطيكـ العافية أختي العزيزة دماء الزهراء
موفقة لكل خير ..
صورة
شكراً كثيراً صورة
صورة العضو الرمزية
الحجة المنتظر
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26458
اشترك في: الخميس إبريل 15, 2010 2:14 am
مكان: صاحب العصر والزمان

Re: النبيّ يخبر الزهراء عن أحداث المستقبل

مشاركة بواسطة الحجة المنتظر »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لك .. اختي العزيزة
على هذا الطرح الرائع الله يعطيك العافية
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
(فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين)

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“