
للآن لازلنا من محطة نور إلى محطة أخرى ، في رحاب خير النساء ، فاطمة الزهراء عليها السلام ، أم السادة الكرام ، و منبع الخير و القداسة للأنام ، و مع نفحات من قدسها ، و فضائل و خيرات من نبعها .
هي الصفاء و النقاء و الدرة الزاهية في السماء ... يا زهرآء ..مدد ..

عَوْدَة لِسِلْسِلَة : "مِن الْوِلادَة حَتَّى الْشَّهَادَة طَرِيْق مَعْبَد بِالْظُّلْم " (4)
حَيَّاكُم الْمَوْلَى أَحِبَّتِي جَمِيْعا ، وَأَسْعَد أَوْقَاتَكُم وَجَعَلَهَا دَائِمَة بِالْخَيْرَات.
بِهَذَا الْجُزْء أُنْهِي الْقَسَم الْأَوَّل مِن بَحَثْنَا ( مِن الْوِلادَة حَتَّى الْشَّهَادَة طَرِيْق مَعْبَد بِالْظُّلْم) وَأَسَال الْلَّه أَن أَكُوْن وُفِّقْت لِتَبْيَان بَعْض الْشَّيْء مِن حَيَاة سَيِّدَتَنَا وَمَوْلاتَنَا الْزَّهْرَاء (عَلَيْهَا الْسَّلام ).



إن الروايات التي نصَّت على عمر الزهراء (عليها السلام ) عند زواجها في السنة الثانية للهجرة ، وذكرت أن عمرها الشريف كان يوم ذاك 15 سنة وخمسة أشهر ونصف ، وهو يتعارض مع كونها ولدت قبل البعثة بخمس سنين .
فَرَوَى ابْن عَبْد الْبَر فِي الِاسْتِيْعَاب ج 4 ص 1893 .
" أَنْكَح رَسُوْل الْلَّه (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه و سَلَّم ) فَاطِمَة عَلَيَّا بْن أَبِي طَالِب ، بَعْد وَقْعَة أُحُد ، وَقِيْل أَنَّه تَزَوَّجَهَا بَعْد أَن ابْتَنَى رَسُوْل الْلَّه (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه ) بِعَائِشَة بِأَرْبَعَة أَشْهُر وَنِصْف ، وَبَنِي بِهَا بَعْد تَزْوِيْجُه إِيَّاهَا بِتِسْعَة أَشْهُر وَنِصْف وَكَان سَنَّهَا يَوْم تَزوَجِيُّهَا خَمْس عَشَر سَنَة وَخَمْسَة أَشْهُر وَنِصْفا ، وَكَان سِن عَلَي إِحْدَى وَعِشْرِيْن سَنَة وَخَمْسَة أَشْهُر " .
وَفِي أَسَد الْغَابَة – ابْن اثِيْر- ج 5 ص 520 .
" وَكَان سَنَّهَا يَوْم تَزْوِيْجِهَا خَمْس عَشَر سَنَة وَخَمْسَة أَشْهُر ، وَفِي قَوْل وَانْقَطَع نَسْل رَسُوْل الْلَّه
(صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه ) الَا مِنْهَا "
وَأَيْضَا فِي امْتِنَاع الْأَسْمَاع – الْمَقْرِيزِي – هَامِش صَفْحَة 351
" وَحَسْب كَلَام ابْن عَبْد الْبَر وَابْن الْاثِيْر وَالْمَقْرِيزِي وَغَيْرِهِم ، فَإِن وِلَادَة الْزَّهْرَاء (عَلَيْهَا الْسَّلام ) سَتَكُوْن عَام الْمَبْعَث الْنَّبَوِي الْشَّرِيف تَقْرَيْبَا وَلَيْس قَبْلَه بِخَمْس سَنَوَات "
وَهُنَاك طَائِفَة مِّن الرِّوَايَات أُرِّخَت لِبِنَاء الْبَيْت الْحَرَام ، حَيْث أَرَّخ بَعْضُهَا بَنَّاء الْبَيْت بِأَنَّه سُنَّة 15 بَعْد عَام الْفِيِل ، وَعُمَر الْنَّبِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه )يَوْم ذَاك 15 سُنَّة ، وَأَرَّخ بَعْضُهَا لَه بِأَنَّه تَزَوَّج بَعْد عَام الْفِيِل بـ خَمْسَة وَعِشْرِيْن سَنَة "
وبِلِحَاظ الرِّوَايَات الَّتِي نَصَّت عَلَى أَن فَاطِمَة(عَلَيْهَا الْسَّلام )وَلَدَت قَبْل الْبَعْثَة وَقُرَيْش تَبْنِي الْبَيْت ، فَإِن الْنَّبِي(صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم) يَنْبَغِي : إِمَّا أَن يَكُوْن قَد تَزَوَّج ، و وُلِد لَه عُدَّة أَوْلَاد آَخِرِهِم فَاطِمَة
( عَلَيْهَا الْسَّلام ) قَبْل أَن يَبْلُغ سُنَّة الْخَامِسَة عَشَر !! وَإِمَّا ان تَكُوْن الْزَّهْرَاء
(عَلَيْهَا الْسَّلام ) قَد وَلَدَت قَبْل الْبِعْثَة بِخَمْس عَشَر سَنَة ،
وَأَن عُمْرُهَا الْشَّرِيف عِنْد الْهِجْرَة سَيَتَجَاوَز 28 سُنَّة !!
وَقَبْل الْخَاتِمَة ، أَنْقُل لَكُم أَحِبَّتِي مَاجَاء فِي الْصَّحِيْح مِن سِيْرَة الْنَّبِي الْأَعْظَم (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم) – الْسَّيِّد جَعْفَر مُرْتَضَى- ج 2 ص 179
مَع إِشَارَة إِلَى أَن بَعْض الْمَصَادِر لَم أَقُم بِنَقْلِهَا اخْتِصَارا ، إِن شِئْتُم ارْجِعُوَا إِلَى الْمَصْدَر أَعْلَاه :
" وَيَدُّل عَلَى أَنَّهَا قَد وَلَدَت بَعْد الْبِعْثَة رِوَايَات كَثِيْرَة ، أَوْرَدَهَا جَمَاعَة مِن الْعُلَمَاء عَلَى اخْتِلَاف نِحَلِهِم وَمَشَارِبُهُم ، تَدُل عَلَى أَن نُطْفَتَهُا قَد انْعَقَدَت مِن ثَمَر ، جَاء بِه جِبْرَائِيْل إِلَى الْنَّبِي( صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) مِن الْجَنَّة ، حِيْن الْإِسْرَاء وَالْمِعْرَاج ، وَذَلِك مَرْوِي عَن عَدَد مِن الصَّحَابَة مِنْهُم ، عَائِشَة ، وَعُمَر بْن الْخَطَّاب ، و سَعْد بْن مَالِك ، و ابْن عَبَّاس ، وَغَيْرِهِم " .
وَاذّا أَمْكَنَت الْمُنَاقَشَة فِي بَعْض تِلْك الرِّوَايَات فَإِن الْبَعْض الْآَخَر لَامَجَال لِلْنِّقَاش فِيْه .
وَيُؤَيِّد ذَلِك أَيْضا : أَن الْنَّسَائِي قَد رَوَى : " أَنَّه لَمَّا خَطَب أَبُو بَكْر وَعُمَر فَاطِمَة (عَلَيْهَا الْسَّلام )
رَدَّهُمَا (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) وَقَال لَهُمَا : إِنَّهَا صَغِيْرَة " .
لَاحِظُوا أَحِبَّتِي فَلَو كَان عُمْرُهَا سَبْع عَشَر سَنّة أَو اكْثَر ، فَلَا يُقَال إِنَّهَا صَغِيْرَة !
وَخَاتِمَة كَلَامِي أَن الْأَحَادِيْث الْصَّحِيْحَة وَالْوَحِيْدّة الَّتِي تَنْسَجِم مَع الْوَقَائِع الْتَّارِيْخِيَّة وَسَيْل الرِّوَايَات الَّتِي نَقَلَهَا عُلَمَاء الْمُسْلِمِيْن ، عَلَى اخْتِلَاف مَذَاهِبُهُم وَمَشَارِبُهُم ، هِي الْمَنْقُوْلَة عَن أَهْل الْبَيْت (عَلَيْهِم الْسَّلَام ) وَمَن تَابَعَهُم مِن الْصَّحَابَة الْكِرَام ، وَالَّتِي نَصَّت عَلَى أَن وِلَادَة الْزَّهْرَاء( عَلَيْهَا الْسَّلام ) كَانَت بَعْد الْبَعْثَة الْنَّبَوِيَّة الْشَّرِيِفَة ، وَأَن فَاطِمَة (عَلَيْهَا الْسَّلام ) حُوْرِيَّة إِنْسِيَّة ، انْعَقَدَت نُطْفَتَهُا الْمُبَارَكَة مِن ثِمَار الْجَنَّة الَّتِي أَتْحَف الَلّه تَبَارَك وَتَعَالَى بِهَا نَبِيُّه الْكَرِيم فِي إِسْرَائِه ، وَأَن الْزَّهْرَاء( عَلَيْهَا الْسَّلام ) هِي الْنَّسْلَة الْمُبَارَكَة الْمَيْمُوْنَة ، وَأَن الْلَّه تَعَالَى سَمَّاهَا فَاطِمَة ، وَفَطْمُهَا وَفُطِم مُحِبِّيْهَا وَبَنِيْهَا مَن الْنَّار ، وَأَنَّه طُهْرِهَا مِن الْرِّجْس ، فَلَم تَكُن تَعْتَل كَمَا تَعْتَل بَاقِي الْنِّسَاء ، وَأَنَّه أَخْرَج مِنْهَا نَسْل رَسُوْل الْلَّه (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) وَذُرِّيَّتَه الْمُبَارَكَة ، وَأَن الْلَّه تَعَالَى أَمَر نَبِيَّه الْكَرِيم (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) بِتَّزْوِيْجِهَا مِن أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْن (عَلَيْه الْسَّلَام ) ، إِلَى آَخِر الْبَحْر الْخِضَم مِن مَنَاقِبُهَا الْكَرِيْمَة الَّتِي يَصْعُب حَصْرُهَا وَعَدَهَا.
هَذَا وَأَسْأَل الْلَّه أَن يَتَقَبَّل مِنَّا خَالِص الْأَعْمَال وَأَسْأَلُه أَن يَتَقَبَّل عَمَلِي الْمُتَوَاضِع هَذَا بِحَق الْزَّهْرَاء وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا ، إِنَّه سَمِيْع مُجِيْب
وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن .
هِبَة الْلَّه شَرَّف الْدِّيْن .
الْثَّالِث عَشَر مِن شَهْر جُمَادَي الْاخِر 1432.
الْنَّجَف الْاشْرَف .






و لَنَا وَقْفَة مَع حَدِيْث الْكِسَاء ..تَرْوِيْه خَيْر الْنِّسَاء ..
تَعَالَوْا نَجْتَمِع عَلَى دَار فَاطِم عَلَيْهَا الْسَّلام ...و جَابِر بْن عَبْد الْلَّه الْأَنْصَارِي يَتَقَدَّمُنَا
لِنَقُوْل : هِيّا يَا أُم الْحَسَن ، انْطِقِي و أَبْهِجِي هَذِه الْقُلُوْب ، و امْسَحِي عَلَى رُؤُسِنَا يَا أُمَّاه ، و أَغْدِقِي عَلَيْنَا مِن لَطِيْف الْحَدِيْث و كَلَام نَيِّر ...
إِرْوَي إِلَيْنَا ..إِرْوَي إِلَيْنَا ..يَا خَيْر الْنِّسَاء ..
و أَسْمِعِيْنَا .. و أَسْمِعِيْنَا .. حَدِيْث الْكِسَاء ...
عَن جَابِر بْن عَبْد الْلَّه الانْصَارِى :
عَن فَاطِمَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلام بَنِت رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه و سَلَّم
قَالَت : دَخَل عَلَي أَبِي رَسُوْل الْلَّه فِي بَعْض الْأَيَّام فَقَال : الْسَّلَام عَلَيْك يَا فَاطِمَة فَقُلْت : عَلَيْك الْسَّلَام ، قَال إِنِّي أَجِد فِي بَدَنِي ضَعْفَا ، فَقُلْت لَه اعِيْذُك بِالْلَّه يَا ابَتَاه مِن الضُّعْف ، فَقَال: يَا فَاطِمَة ايتِيْنِي بِالْكِساء الْيَمَانِي ، فَغَطَّيْنِي بِه ، فَأَتَيْتُه بِالْكِساء الْيَمَانِي ، فَغَطَّيْتُه بِه ، وَصِرْت أَنْظُر الَيْه ، وَإِذَا وَجْهُه يَتَلَأْلَأ كَأَنَّه الْبَدْر فِي لَيْلَة تَمَامِه وَكَمَالِه ، فَمَا كَانَت إِلَا سَاعَة ، وَاذّا بِوَلَدِي الْحَسَن قَد أَقْبَل ، وَقَال: الْسَّلَام عَلَيْك يَا أُمَّاه فَقُلْت: وَعَلَيْك الْسـلَام يَا قُرَّة عَيْنِي ، وَثَمَرَة فُؤَادِي ، فَقَال : يَا أُمَّاه إِنِّي أَشَم عَنـدَك رَائِحَة طَيِّبَة ، كَأَنَّهَا رَائِحَة جَدِي رَسُوْل الْلَّه ( صَلَّى الْلَّه عُلَيَّة وَآَلِه وَسَلَّم ) فَقُلْت نَعَم إِن جَدَّك تَحْت الْكِسَاء...

كَان أَبِي يَعْتَرِيَه ضَعُف ..حَرَسَت بِاللَّه يَا جَمَالِي
أَيْن الْكُسَا يَا أُم أَبِيْهَا ..فَقُلْت لَبَّيْك يَا دَلَالّي
و صِرْت أَرْنُو إِلَيْه وَجْهَا ..كَالْبَدْر فِي لَيْلَة الْكَمَال
مَامَرَت الْسَّاعَة و إِلَّا ...بِالمُجْتْبَى يَطْرُق الْلَّيَالِي
**أُمَّاه إِنِّي ..أَشُم عِطْرَا ..مِن طِيْب الْسَّمَاء ...قُرَّة عَيْنِي ..جَدُّك هَذَا ..مِن تَحْت الْكِسَاء ..**

فَاقْبَل الْحَسَن نَحْو الْكِسَاء ، وَقَال : الْسَّلَام عَلَيْك يَا جَدَّاه ، يَا رَسُوْل الْلَّه ، أَتَأْذَن لِي أَن أَدْخُل مَعَك تَحْت الْكِسْاء ؟ فَقَال : وَعَلَيْك الْسَّلَام يَا وَلَدِي ، وَيَا صَاحِب حَوْضـي ، قَد أَذِنْت لَك فَدَخَل مَعَه تَحْت الْكِسْاء ، فَمَا كَانَت إِلَا سَاعَة ، وَإِذَا بِوَلَدِي الْحُسَيْن ( عَلَيْه الْسَّلَام ) ، قَد أَقْبَل وَقَال : الْسَّلَام عَلَيْك يَا أُمَّاه ، فَقُلْت وَعَلَيْك الْسَّلَام يَا وَلَدِي ، وَيَا قُرَّة عَيْنِي ، وَثَمـرَّة فُؤَادِي فَقَال لِي : يَا أُمَّاه ، إِنِّي أَشَم عِنْدَك رَائِحَة طَيِّبَة:انَهَا رَائِحَة جَدِي رَسُوْل الْلَّه ، فَقُلْت : نَعَم إِن جَدَّك وَأَخَاك تَحْت الْكِسَاء ، فَدَنَى الْحُسَيْن ( عَلَيْه الْسَّلَام ) نَحْو الْكِسَاء ، وَقَال : الْسـلَام عَلَيْك يَا جَدَّاه الْسَّلَام عَلَيْك يَا مَن إِخْتَارَه الْلَّه ، أَتَأْذَن لِي أَن أَكُوْن مَعَكُمَا تَحْت الْكِسْاء ؟ فَقَال : وَعَلَيْك الْسَّلَام يَا وَلَدِي ، وَيَا شَافِع أُمَّتِي ، قَد أَذِنَت لَك ، فَدَخَل مَعَهُمَا تَحْت الْكِسَاء ، فَأَقْبَل عِنْد ذَلِك أَبُو الْحَسَن عَلِي بْن أَبِي طَالِب ، وَقَال : الْسَّلَام عَلَيْك يَا بِنْت رَسُوْل الْلَّه ، فَقُلْت : وَعَلَيْك الْسَّلَام يَا أَبَا الْحَسَن وَيَا أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْن ، فَقَال : يَا فَاطِمَة إِنِّي أَشَم عِنْدَك رَائِحَة طَيِّبَة ، كَأَنَّهَا رَائِحَة أَخِي ، وَابْن عَمَّي رَسُوْل الْلَّه ، فَقُلْت نَعَم هَا هُو مَع وَلَدَيْك تَحْت الْكِسْاء ، فَأَقْبَل عَلِي نَحْو الْكِسَاء ، وَقَال : الْسَّلَام عَلَيْك يَا رَسُوْل الْلَّه ، أَتَأْذَن لِي أَن أَكُوْن مَعَكُم تَحْت الْكِسَاء ؟ قَال لَه : وَعَلَيْك الْسَّلَام يَا أَخِي ، وَيَا وَصِيّي ، وَخَلِيْفَتِي ، وَصَاحِب لِوَائِي ، قَد أَذِنَت لَك ، فَدَخَل عَلَي تَحـت الْكِسَاء..

صَاحِب حَوْضِي حَيَّاك عَقِبَي ..بَيْنَك لَا حَاجِب و بَيْنِي
فَلَم تَكُن سَاعَة و إِلَّا ..أَشْرَقَت الْدَار بِالْحُسَيْن
فَفَاح لِلْمُصْطَفَى عَبِيّر ..كَالَّشَّهْد مَابَيْن الْوَرْدَتَيْن
إِدْنُو أَيّا شَافِع الْبَرَايَا ..يَا مُلْتَقَى زَيْتُوْن و تَيْن
** و عِنْد ذَاك ..جَاء عَلِي ..صَاحِب الْلِّوَاء ..و صَار فِيْهِم ..رَابِع نَجْم ..يُضِيَء الْسَّمَاء ..**

ثُم أَتَيْت نَحْو الْكِسَاء ، وَقُلْت الْسَّلَام عَلَيْك يَا أَبَتَاه ، يَا رَسُوْل الْلَّه ، أَتَأْذَن لِي أَن أَكُوْن مَعَكُم تَحْت الْكِسَاء ؟ قَال : وَعَلَيْك الْسَّلَام يَا بِنْتِي ، وَيَا بِضْعَتِي ، قَد أَذِنَت لَك ، فَدَخَلْت تَحْت الْكِسْاء ..

و قَد أَتَيْت الْكِسَاء قَوْلِي ..يَا أَبَتَاه هَل مِن دُخُوْل
فَقَال أَنْعَم بِفَاطِم مِن ..قُرَّة عَيْن إِلَى الْرَّسُوْل
تَحْت الْكِسَاء يَا بَضْعَة الْنَّبِي ..وَزْن الْهِدَايَة و الْقَبُوْل
فَدَخَلْت تَحْت الْكُسَا و قَلْبِي ..يَغْرَق فِي وَحْي الْجَلِيْل
** أَيّا جِبْرِيْل ..هَذِي الْبَتُول ..و نَبَع الْضِّيَاء ..و هَذَا أَبُوْهَا ..و هَذَا عَلِي ..و الْنَّسْل الْرَّجَاء ..**

فَلَمَّا أكْتَمِّلْنا جَمِيْعَا تَحْت الْكِسَاء ، أَخَذ أَبِي رَسُوْل الْلَّه بِطَرَفَي الْكِسَاء ، وَأَوْمَأ بِيَدِه الْيُمْنَى إِلَى الْسَّمَاء وَقَال الْلَّهُم إِن هَؤُلَاء أَهْل بَيْتِي وَخَاصَّتِي ، وَحَامَّتِي ، لَحْمُهُم لَحْمِي ، وَدَمُهُم دَمِي،يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهُم وَيَحْزُنُنِي مَا يَحْزُنُهُم ، أَنَا حَرْب لِمَن حَارِبَهُم ، وَسَلَّم لِمَن سَالِمَهُم ، وَعَدُو لِمَن عَادَاهُم ، وَمُحِّب لِمَن أَحَبَّهُم ، إِنَّهُم مِنِّي وَأَنَا مِنْهُم ، فَاجْعَل صَلَوَاتِك وَبَرَكَاتِك،وَرَحْمَتَك وَّغُفْرَانَك وَرِضْوَانَّك عَلَي وَعَلَيْهـم وَاذْهـب عَنْهُم الْرِّجْس ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيـرا ، فَقَال الْلَّه عَز وَجَل : يَا مَلَائِكَتـي وَيَا سـكَان سَمَاوَاتِي ، إِنِّي مَا خَلَقْت سَمَاء مَبْنِيَّة ، وَلَا أَرْضَا مَدْحِيَّة ، وَلَا قَمَرَا مُنِيْرا ، وَلَا شَمْسَا مُضِيَّئَة وَلَا فَلَكَا يـدَوْر ، وَلَا بَحْرَا يَجْرِي ، وَلَا فَلَكَا يَسـرَي إِلَا فِي مَحَبَّة هَؤُلَاء الْخَمْسَة ، الَّذِيْن هُم تَحـت الْكِسَاء ، فَقَال الْأَمِين جِبْرَائِيْل : يَا رَب وَمَن تَحْت الْكِسْاء ، فَقَال عَز وَجَل : هُم أَهْل بَيْت الْنُّبُوَّة وَمَعـدِن الْرِّسَالـة ، هُم فَاطِمَة و أَبُوُهَا ، وَبَعَلَّهـا وَبِنـوَهَا ، فَقَال جِبْرَائِيـل : يَا رَب أَتـأَذِن لـي أَن أَهـبِط إِلَى الْأَرْض ، لَأَكِوَن مَعَهُم سَادِسـا ؟ فَقَال الْلَّه : نَعَم ، قَد أَذِنَت لَك ، فَهَبَط الْأَمِين جِبْرَائِيـل وَقَال : الْسَّلَام عَلَيْك يَا رَسُوْل الْلَّه ، الْعَلِي الْأَعْلَى يُقْرِئُك الْسَّلَام وَيَخُصُّك بِالْتَّحِيَّة وَالْإِكْرَام وَيَقُوْل لَك : وَعَظَمَتِي وَجَلَالِي ، إِنِّي مَا خَلَقْت سَمـاء مَبْنِيَّة ، وَلَا أَرْضَا مَدْحِيـة ، وَلَا قَمَرَا مُنِيْرا ، وَلَا شَمْسَا مُضِيَّئَة ، وَلَا فَلَكَا يَدُوْر ، وَلَا بَحْرَا يَجْرِي ، وَلَا فُلْكُا يَسْرِي ، الَا لِأَجْلِكُم و مَحَبَّتِكُم وَقَد أَذِن لِي أَن أَدْخُل مَعَكُم ، فَهَل تَأْذِن لِي يَا رَسُوْل الْلَّه ؟ فَقَال رَسُوْل الْلَّه : وَعَلَيْك الْسَّلَام ، يَا أَمِيْن وَحْي الْلَّه ، انَّه نَعَم قَد أَذِنَت لَك ، فَدَخَل جِبْرَائِيـل مَعَنَا تَحْت الْكُسـاء ، فَقَال لِأَبـي أَن الَّلَه قَد اوْحَى إِلَيْكُم ، يَقُوْل : إِنَّمَا يُرِيْد الْلَّه لِيُذْهِب عَنْكُم الْرِّجْس أَهْل الْبَيْت ، وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيْرا .

فَلَمَّا كُنَّا تَحْت الْيَمَان ..خَمْسَتُنا طَابَت الْصَّلَاة
إِن أُوَلَّائِي هُم آَل بَيْتِي ..بِهِم تَنْزِل الْبَرَكَات
فَجَاء جِبْرِيْل بِالتَّحَايَا ..لَوْلَاكُم لَم تَكُن حَيَاة ..
و آَيَة الْتَّطْهِيْر عَلَيْنَا ...مِن الْسَّمَاوَات تَّلْبِيَات
**.لَوْلَاكُم مَا ..شَمْس أَنَارَت ..أَو بَدْر أَضَاء ..أَو سَال بَحْر .. أَو سَار فَلَك ... أَو هَب هَوَاء ..**

فَقَال عَلِي لِأَبِي يَا رَسُوْل الْلَّه ، أَخْبِرْنِي مَا لِجُلُوسِنا هَذَا تَحْت الْكِسْاء مِن الْفَضْل عِنْد الْلَّه فَقَال الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَق نَبِيّا ، وَاصْطَفَانِي بِالرِّسَالَة نَجِيّا ، مَا ذُكِر خَبَرُنَا هَذَا فِي مَحْفِل مِن مَحَافِل أَهْل الْأَرْض ، وَفِيْه جَمْع مِن شِيْعَتِنَا وَمُحِبِّيْنَا ، إِلَا وَنَزَلَت عَلَيْهِم الْرَّحْمَة وَحَفَّت بِهِم الْمَلِائِكَة، وَاسْتَغْفَرَت لَهُم إِلَى أَن يَتَفَرَّقَوُا ، فَقَال عَلِي ( عَلَيْه الْسَّلَام ) : إِذا وَالْلَّه فُزْنَا وَفَاز شِيْعَتُنَا ، وَرُب الْكَعْبَة ، فَقَال أَبِي رَسُوْل الْلَّه ( صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) : يَا عَلِي و الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَق نَبِيّا ، وَاصْطَفَانِي بِالرِّسَالَة نَجِيّا مَا ذُكِر خَبَرُنَا هَذَا فِي مَحْفِل مِن مَحَافِل أَهْل الْأَرْض وَفِيْه جَمْع مِن شِيْعَتِنَا وَمُحِبِّيْنَا ، وَفِيْهِم مَهْمُوُم إِلَا وَفَرَّج الْلَّه هَمَّه ، وَلَا مَغْمُوم إِلَا وَكَشَف الْلَّه غَمَّه وَلَا طَالِب حَاجَة إِلَا وَقَضَى الْلَّه حَاجَتَه ، فَقَال عَلِي (عَلَيْه الْسَّلَام ) : إِذا وَالْلَّه فُزْنَا وَسُعِدْنا ، وَكَذَلِك شِيْعَتُنَا فَازُوْا وَسُعِدُوا فِي الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة ، وَرُب الْكَعْبَة.

و حَق مَن بِالْهُدَى اصْطَفَانِي ..بِالْحَق مِن بَيْنِكُم نَبِيّا
لَو مَر ذِكْر إِلَى كَسَانِا ..فِي مَحْفِل لاعَتْلَو عَلَيَّا
و فِيْهِم شِيْعَة إِلَيْنَا ..حَفَّتْهُم الْرَّحْمَة سَوِيا
و تَنْقَضِي الْحَاجَات إِلَيْهِم ..و لَا تَكُوْن الْهُمُوم شَيّا
**..فَزِنَا و فَازُوْا ..فَزِنَا و فَازُوْا ..بِخَيْر و لَاء ..و أَسْعَدْتَنَا ..و أَسْعَدَتْهم ..أَفْضَال الْكِسَاء ْ ..**

لِلْأَمَانَة .."الْقَصِيْدَة الْسَّابِقَة فِي الْحَدِيْث لِأَحَد الْشُّعَرَاء و تَمَّت اضَافَة مُقَطَّع وَاحِد عَلَيْهَا "




الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ، و بَآرَك عَلَى مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ، و تَرْحَم عَلَى مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ، و ارْفَع مُحَمَّدا و آَل مُحَمَّد ، و تَفَضَّل و تَحَنَّن عَلَى مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ، و إِقْبَل شَفَاعَة مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ، و أَدْخِلْنَا فِي حِصْنِك الْمَنْيُع وِلَايَة مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ، و انْتَصِر لِمُحَمَّد و آَل مُحَمَّد ،و اخْذُل مَن خَذَل مُحَمَّدا و آَل مُحَمَّد ، و عَجِّل فِي فَرْج مُحَمَّد و آَل مُحَمَّد و أَرِنَا فِيْهِم مَا يَأْمُلُون ، و فِي أَعْدَائَهُم مَايَحْذَرُون .. إِلَه الْحَق آَمِيْن ..!!
إِسْأَلُوْا الْلَّه قَضَاء حَوَائِج مَوْلَاكُم الْمُعَظَّم و تَعْجِيْل فَرَجَه ، لَا تَنْسَوْا اهَّلَنَا فِي الْبَحْرَيْن الْأَبِيَّة مِن دُعَائِكُم ، لَا تَنْسَوْا الْمُؤْمِنِيْن و الْمُؤْمِنَات الْأَحْيَاء
مِنْهُم و الْأَمْوَات ، فِي مَشَارِق الْأَرْض و مَغَارِبِهَا ... الْلَّهُم تَقَبَّل مِنَّا هَذَا الْقَلِيل بِأَحْسَن الْقَبُوْل ...غَنَّك تَرْضَى بِالْيَسِيْر و تَعْفُو عَن الْكَثِيْر ...
و آَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن ، و الْصَّلاة و الْسَّلام عَلَى أَشْرَف الْأَنْبِيَاء و الْمُرْسَلِيْن ، مُحَمَّد و آَل مُحَمَد الْطَيِّبِين الْطَاهِرَيْن ، و عَجِّل الْلَّهُم فَرَجَهُم ، و أَهْلَك أَعْدَائَهُم يَا كَرِيْم ..

الْلَّهُم كُن لِوَلِيِّك الْحُجَّة بْن الْحَسَن ، صَلَوَاتُك عَلَيْه و عَلَى آَبَائِه ، فِي هَذِه الْسَّاعَة و فِي كُل سَاعَة ، وَلِيَّا و حَافِظَا و قَائِدَا و نَاصِرَا ، و دَلَيْلَا و عَيْنَا ، حَتَّى تُسْكِنَه أَرْضَك طَوْعا ، و تُمَتِّعَه فِيْهَا طَوِيْلَا بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن ..

قَآَم عَلَى الْعَمَل : خُدَّام فَاطِمَة الْزَّهْرَاء( عَلَيْهَا الْسَّلام ) : الْسَّيِّد هِبَة الْلَّه شَرَف الْدِّيْن ، بَرِيْق الْعَبَّاس
( عَلَيْه الْسَّلَام ) ، مِسْك الْنَّبِي الْهَادِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) ، و الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى .
لَا يَحِل نُقِل الْعَمَل دُوْن ذِكْر الْكَاتِب و الْمَصْدَر : مُنْتَدَيَات الْسَّيِّد الْفَاطِمِي حَفِظَه الْلَّه و رَعَاه




