اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى: وبأسمائك التي ملأت بها أركان كل شيء
السؤال هو عن ما ورد في دعاء الكميل الشريف, (( وبأسمآئك التي ملآت بها اركان كل شيئ )).
نرجوا بيانا عن ما معنى الركنية, وكيفية الملئ والمقصود منه في هذه الفقرة الشريفة الآنفة الذكر.
وعن ربط هذه الفقرة الشريفة بهذا الحديث الصادقي الشريف على قآئله آلاف التحية والثنآء:
( نحن والله الأسمآء الحسنى ) .
الجواب:
(( وبأسمائك التي ملكت أركان كل شيء )).
تباركت أسمائك يارب, إنها تملك أركان الوجود.
الأسماء في هذا الكلام الملكوتي والأفق العرشي ليست أسماء لفظية تتألف من الحروف, بل أن المراد منها الحقائق والمصاديق التي تدل عليها الأسماء.
الرحمة الحقيقية, اللطف الحقيقي, والعلم الذاتي, العدل العيني, القدرة الفعلية انها تملأ كل شيء, بعبارة أخرى: إن كل شي هو تجل للخالقية والبارئية والمصورية والعلم والعدل والحكمة والرحمة والرأفة الحقيقية للحق تبارك وتعالى.
يقول الأمام المعصوم في دعاء يعرف بالسمات:
(( اَللّـهُمَّ اِنّى اَسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظيمِ الاَعظَمِ الاَعَزِّ الاَجَلِّ الاَكرَمِ الَّذى اِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ اَبوابِ السَّمآءِ لِلفَتحِ بِالرَّحمَةِ انفَتَحَت، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضآئِقِ اَبوابِ الاَرضِ لِلفَرَجِ انفَرَجَت، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى العُسرِ لِليُسرِ تَيَسَّرَت، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الاَمواتِ لِلنُّشُورِ انتَشَرَت، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشفِ البَأسآءِ وَالضَّرّاءِ انكَشَفَت ))
(مفاتيح الجنان, دعاء السمات), وهودعاء يروى عن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام).
علينا أن ندرك من خلال هذا الدعاء إن مفردة القدرة التي تتألف من: "القاف"," الدال", "الراء", و " التاء"
هي حقيقة القدرة عينها.
إن الأسماء التي ملأت أركان كل شيء إنما هي الحقائق الموجودة التي عبر القرآن الكريم بالأسماء.
ومن مظاهر حقائق الأسماء هم الأئمة الأطهار من أهل ألبيت عليهم السلام لما أتصفوا به من الصفات الكريمة واختصوا به من الخصائص النبيلة فأضحوا بذلك انعكاساً للفيض الإلهي الذي يغمر البشرية, فهم رموز الرحمة والهداية واللطف والرأفة والكرم والغفران, ومن هنا وجب على المؤمنين موالاتهم.
يروى الحكيم الكبير الفيض الكاشاني في تفسيره القيم (( الصافي )) عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: (نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا).
وإذن فإن الالتفات الى اللفظ فقط لا يوصل الإنسان إلى شيء ولا تتجلى له الحقيقة فيه.
يجب مغادرة دنيا الألفاظ والولوج إلى عالم الحقيقة حيث تتألق على صفحة
الوجود الأسماء في حقيقتها وعينها:
" وباسمك الذي خلقت به العرش وباسمك الذي خلقت به الكرسي, وباسمك الذي خلقت به الروح.
المصدر: مركز الابحاث العقائدية
نسألكم الدعاء