
يالعظم الحزن و الكدر ..يالوقع القاء و القدر ..من أين الصبر ..و في الليلة الظلماء ...طآل الشوق للقمر ...الكل في مثل هذه الليلة العظيمة ..يبكي و دموع تجري ...و الحزن بمهجته يفري ..و قد أفت فؤاده هذا الخطب العظيم ...الذي أوجع قلب الزهراء عليها السلام ....
نعم ، لقد غآب من كان يسمونه علي الهادي ..عليه السلام ...عاشر أئمة الحق و الهدى ...و هاقد سجل التآريخ من جديد ...خيآنة الأشرار و العبيد ، سجل إسم انتهاك حرمة من حرم الله العظيمة ، و أمة أرت إمام زمآنها في الخطوب الأليمة ...
تلك البدور المنيرة و السرج المضيئة ، بدأت تختفي و تغيب و ينحجب بدرها ..لكن كيف ...؟ يا أيها العالم ..!! ألا هبوا و اسمعوا ..أعترة نبي الأمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، تُعآمل هكذا ..؟! تريدون أن تعلمون لماذا سألتكم ..!!
لأنه قتل مسموا مظلوما و مهموماً ..!!!
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نتناول في هذه الحلقة نبذة عن حياة الامام الهادي عليه السلام وسوف يكون محورنا هو شخوصه سلام الله عليه الى سامراء
.
ان الامام علي الهادي عليه السلام ولد في المدينة المنورة وكان فيها الى الثامنة من عمره الشريف ، فلما استشهد والده الامام الجواد عليه السلام بالمدينة ، انتقلت الامامة اليه وكان يعيش في مدينة جدة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى زمن الطاغية المتوكل العباسي ، حيث امر جلاوزته بجلب الامام عليه السلام الى سامراء ليسكنه في منطقة العسكر ، فيكون الامام مراقبا ليلا نهارا ، وسرا وجهارا.
وان من اسباب ذلك ان بريحة العباسي امام الحرمين كتب رسالة الى المتوكل جاء فيها : ان لو كانت لك حاجة بمكة والمدينة فاخرج علي بن محمد الهادي منها فان الناس هنا رهن طاعته .
وكتب اخرون ايضا للمتوكل بهذه المضامين ، كان منهم عبد الله بن محمد والي المدينة وكان من النواصب وكان يؤذي الامام كثيرا ، فكتب رسالة ملئية بالكذب ضد الامام الهادي عليه السلام ، فغضب المتوكل .
ولما اخبر الامام عليه السلام برسالة الوالي الى المتوكل ، كتب عليه السلام رسالة الى المتوكل يبين فيها الصورة الحقيقية .قال : (( ان والي المدينة يقوم بايذائي وقد كتب لك كتابا مليئا بالكذب والافتراء)) .

ولكن المتوكل – مع علمه بصدق الامام عليه السلام- كان يخاف من مكانة الامام في المدينة وهو بين شيعته واتباعه ، فاراد جلب الامام عليه السلام الى سامراء ، ومن جانب اخر كان لايريد ان يثور عليه احد عند ما يقوم بإذائه الامام عليه السلام والا فان ايذاء والي المدينة للامام كان بامر المتوكل كما هو واضح تاريخيا .
عند ذلك احتال المتوكل بعزل الوالي عبد الله بن محمد وتغيير منصبه ، وجعل وال اخر للمدينة اسمه محمد بن الفضل .
ثم كتب كتابا لطيفا للامام عليه السلام وهو يعتذر عما فعله الوالي ، واخبره بعزله ونصب محمد بن الفضل مكانه ، وانه امره باكرام الامام عليه السلام واعزازه .
لم يكن من المصلحة في نظر الامام عليه السلام ، اعلان الخلاف ضد المتوكل ، وكذلك كانت سياسة ابيه وابنائه عليهم السلام بالنسبة الى الخلافة العباسية ، حتى تكللت هذه السلبية بغيبة الامام المهدي عجل الله له الفرج .

ولعلنا في غنى عن اعطاء الفكرة الكاملة عن سبب هذه السلبية ، بعد وضوح ان ما يستهدفه الائمة عليهم السلام انما هو تاسيس المجتمع الاسلامي العادل الواعي الذي يطبق تعاليم الاسلام بتفاصيلها ، ويتعاون افراده في انجاح التجربة الاسلامية .
وهذا انما يتوفر بعد وجود عنصرين :
اولهما : وجود الخلافة الاسلامية بالشكل الذي كان يؤمن به الائمة عليهم السلام ، وهو توليهم بانفسهم منصب الامامة ورئاسة الدولة الاسلامية ، او من يعينونه ويختارونه لذلك .
ثانيهما : وجود المجتمع الذي يملك اكثرية كبيرة او مائة بالمائة ، لو تحقق ، من الافراد الواعين المتشبعين بفهم الاسلام نصا وروحا ، ومستعدين للتضحية في سييله ، ولقول الحق ولو على انفسهم ، ورفض مصالحهم الضيقة تجاهه. والذين يبذلون –نتيجة لذلك- الطاعة المطلقة للحاكم الاسلامي الحق .
ولعلنا نستطيع ان نستوضح اهمية انضمام هذين العنصرين في تكوين الدولة الاسلامية ، اذ تصورنا بعضها عن بعض في صورة ما اذا تولى الامام الحق منصب الرئاسة في مجتمع متضارب الاراء مختلف الاهواء ، يعيش افراده على اللذاذة الانية والمصلحة الشخصية ، بعيدين عن الاسلام وعن الاستعداد للتضحية في سبيله باقل القليل ، هل يستطيع الامام ان يقدم الخدمات الاسلامية المطلوبة ، لمثل هذا المجتمع ؟ كلا، فان تطبيق العدل الكامل ، يحتاج الى العمل الدائب والتضحيات الكبيرة والطاعة المطلقة للرئيس العادل ، وكل ذلك مما لايمكن توفره في المجتمع المنحرف وغير الواعي .
ومن ثم لم يكن الأئمة عليهم السلام يرون الملصحة في تولي رئاسة الدولة الاسلامية في المجتمع المنحرف ، الذي ادى بمن تولى هذا المنصب منهم الى المتاعب المضاعفة والى القتل في نهاية المطاف . وهم : جدهم الأعلى امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ومن بعده ابنه الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، اذ لو كان المجتمع واعيا ومضحيا في سبيل دينه في عصرهما لكان لهما خاصة وللامة الاسلامية عامة تاريخ غير هذا التاريخ .
سادتي الكرام ...
لم يكن المجتمع في خلال عصور الائمة جميعهم باحسن حالا من المجتمع الاول الذي قتل امير المؤمنين عليه السلام وخذل ابنه الحسن وقاتل ابنه الحسين . ان لم يكن قد تزايد لهوه وبطره وحرصه على المصالح واللذاذات ، نتيجة لانكباب الخلفاء انفسهم على ذلك ، فان الناس بدين ملوكهم ، مع انعدام او ضالة المد الكافي لتوعية المجتمع وارجاعه الى فهم دينه الحنيف . ومن ثم لم يكن لهم في الخلافة مطمع لانهم لم يكونوا يريدون السير على الخط ( الاموي – العباسي) للخلافة ، ذلك الخط المنحرف الذي يؤمن للناس اطماعهم ولذاتهم ويقسم المجتمع الى نعمة موفورة والى حق مضيع .
فكان الهدف الاساسي للائمة عليهم السلام والذي به اختم ، ينقسم الى امرين مترابطين :
احدهما : حفظ المجتمع من التفسخ والانهيار الكلي ، أو بتعبير اخر : حفظ الثمالة المشعة من الحق المتمثلة بهم وبمواليهم وقواعدهم الشعبية .
ثانيهما : السعي إلى تاسيس المجتمع الاسلامي الواعي ، ورفع المستوى الايماني في نفوس افراده ، تمهيدا لنيل الخلافة الحقة وتطبيق المنصب الالهي الذي يعتقدون استحاقه
الحلقة الرابعة عن الامام الجواد عليه السلام وفيها عدة حلقات تاتي ان بقينا وبقيت الحياة
هبة الله شرف الدين
النجف الأشرف

لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ..عظم الله لك الأجر يا رسول الله ..يا علي ..يا فاطمة ..!!
يا صاحب الزمان أنت المعزى هذه الليلة بجدك النقي علي الهادي عليه السلام ..ّ!!

بالرغم من الإقامة الجبرية المفروضة على الإمام الهادي ( عليه السلام ) فإنه لم يسلم من الوشايات والاتهامات الباطلة .
فقد نقل أحدهم إلى المتوكل بأن الإمام يجمع السلاح والأموال للثورة ، فأمر المتوكل سعيد الحاجب أن يقتحم المنزل ليلاً ويتأكّد من صحة الأخبار
وعندما اقتحم المنزل وجد الإمام في حجرة خالية تماماً إلاّ من حصير وكان الإمام يصلّي بخشوع
وقد فتّش المنزل بدقّة فلم يعثر على أي شيء فقال الحاجب معتذراً : يا سيدي إني مأمور ومعذور ، فردّ الإمام بحزن :
" و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ..!!!!

و هكذا قضى الإمام النقي يتلقى الأذى من هؤلاء القوم الجهلة المرتزقة ، حتى جآء ذلك اليوم الأليم علينا ..و الذي أعلن فيها الرحيل مع قافلة العاشقين نحو المعبود و الرفيق الأعلى ..فالأرض لا تتسع لمثلك يا مولاي ..!!
لقي المتوكل مصرعه في إحدى المؤامرات التي تحوكها الأطماع ، وجاء بعد ابنه المنتصر وقد حكم ستة اشهر فقط ، ثم أعقبه خليفة آخر هو المستعين فحكم ثلاث سنوات ، وتلاه المعتزّ الذي عمل على اغتيال الإمام بالسم ، فمضى إلى ربّه شهيداً ، وذلك سنة 254 هجرية . وله من العمر 42 سنة .

يا موت نَحِّ أنيابك عن الذي .. كان يرعانا و كان يبدي التقى ..
علي بن محمد وصي النبي .... فاليوم مولانا بالسم قد بقى ..
و مابين أنة و مابين أختها ... و بين دمع بالخــــــــــد ترقرقا ..
يقول يا غربة افتت بمهجتي .. أين الأهل و قلبــــــــــي مزقا
أين شملك يا نبي الرحمة ... و قولك فينا بالغدر صــــــــدقا..

اللهم العن أول ظالم ظلم محمداً و آل محمد و آخر تابع له على ذلك ..!!
السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد الزكيّ الراشد و النور الثاقب ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا صفيّ الله، السلام عليك يا سرّ الله ،السلام عليك يا حبل الله ، السلام عليك يا آل الله، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا أمين الله ..

نسأل الله القبول و اهل البيت عليهم السلام الشفاعة ...!!
يا أبَا الحَـسَـن ِ يا عَلي بْنَ مُحَمد أيُها الهادِي التَقِي يَا ابْنَ رَسُول ِ الله يا حُجةَ الله عَلَى خَلْقِهِ يا سَيدنا وَمَوْلانَا إنا تَوَجهْنا وَاسْتَشْفَعَنَا وَتَوَسلنا بِكَ إلى الله وَقَدَمْناك بَيْـنَ يَدَيْ حاجَاتِنا ..
يا ً وَجِــيهاً عِنْد الله اشْفَعْ لَنَا عَنْد الله ..!!
يا ً وَجِــيهاً عِنْد الله اشْفَعْ لَنَا عَنْد الله ..!!
يا ً وَجِــيهاً عِنْد الله اشْفَعْ لَنَا عَنْد الله ..!!

قآم على العمل : خدام امهم فاطمة الزهراء عليها السلام : السيد هبة الله شرف الدين –بريق العبَّآس (عليه السلام) – المودة في القربى .
لا يحل نقل العمل دون ذكر الكاتب و المصدر : منتديات السيد الفاطمي الموسوي حفظه الله و رعاه.
