اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تشهد الجوارح بالشرك؟!:
وتقدم في الرواية: أن في يوم القيامة موقفاً يقول فيه المشركون: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}، فيختم الله على أفواههم, ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود, فتشهد بكل معصية كانت منهم..
فيرد السؤال الذي يقول:
إن الجوارح إنما تشهد بالأفعال, والمطلوب هو كشف أمر اعتقادي موطنه القلب والضمير, ولا ربط للجوارح به..
ونجيب بأمرين:
الأول: قد تشهد الجوارح بمعاصٍ لا يفعلها إلا أهل الشرك, كاستلام الأصنام, والذبح والنذر لها, والتمسح بها على سبيل التبرك، والدعوة إلى تعظيمها, وإظهار الرضا بعبادتها، وما إلى ذلك.
الثاني: إن الجوارح حين تشهد على أصحابها بمعاصيهم التي مارسوها بها، فذلك يعني أن لها درجة من التعقل, تجعلها قادرة على أداء الشهادة. كما لا مانع من أن تكون للمعاصي آثار على تلك الجوارح يكون ظهورها عليها بمثابة الشهادة بها..
وعلى هذا نقول:
من الذي قال: إن الجوارح لا تدرك حتى الاعتقادات, من الإيمان
والشرك الساكن في قلب الإنسان, وكل ما هو فعل اختيار له, سواء أكان جوارحياً أو جوانحياً؟!
بل من الذي قال: إن الشرك بما له من ظلمات وآثار رديئة لا تصل ظلماته وآثاره إلى هذه الجوارح أيضاً, كما أن نور الإيمان, وآثاره الحميدة تغمر كل وجود الإنسان وكيانه، ومنها الجوارح؟!
وقد يشهد لما نقول:
إن الإنسان في نطاق الأحكام الشرعية، فإنه حين يكون مؤمناً, يكون طاهر الذات, ويعامل على هذا الأساس.
أما الكافر, وخصوصاً المشرك, فإنه محكوم بالنجاسة. فإذا أسلم صار طاهراً, وقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}, وهذا صحيح حتى لو قلنا: إن المقصود هو النجاسة المعنوية, لا الحسية.
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)- ج23 (لـ جعفر مرتضى العاملي)
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا