
الحَمْــــــدُ للهِ رَبِّ الْعَـــــــــــــــــــــــــــــاْلَمِيْنْ ..الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْمْ ...الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْــــــــــمَة الْلَّه وَبَــــــــــــــــــــــــرَكَاتُه

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) ...عندمآ سألت السمآء المحمرة هذا اليوم ، هكذا أجآبتني ...!!
في مثل هذه الليلة الحزينة و الكئيبة ...تعآلى بكآء الكون و نحيبه ... و تجدد على العآشق فراق معشوقه و حبيبه ...آه لشيعتك أيها المسمم ..!! المظلوم ..!!
ضيعتنآ أيتآما و تبا لمن آذآك و عذبك ..!! حقاً إنني لا أزال أعجب كثيراً ..و لا أنفك أتعجب ....هل هذا الإمام الذي تهتز تحت قدميه الأرض يُعذب...؟!
و يبقى في طآمورة ...؟ و يضرب و يهان و ينكل به ..؟ ما هو ذنبه ...؟ ألأنه فقط لم يقبل بالباطل .؟
نعم ...فعلوا بإمام عظيم مثله ....و هاهي الأيام تعود و شيعته يعذبون في قعر السجون فقط لكلمة الحق عند سلطان جآئر ...!!
لله درك يا موسى بن جعفر ...!! لله درك ..!!

الاهداء
" إِلَىْ ذَلْكَ الِإنْسَانِ الْعَاْبِدِ الزَاهِدِ التَقِيِّ النَقِيِّ الْوَرِعِ المُؤْمِنِ الصَابِرِ المُجَاهِدِ الْمُمَهِدِ الْسَيِّدْ هِبَةَ اللهَ شَرَفِ الْدِيْنْ . نُهْدِي لَكَ عَمَلِنَا هَذَا قُرْبَةً إِلَىْ اللهْ ؛ لِكَوْنِكَ أَنْتَ مَنْ أَيْقَظْتَنِا مِنْ سُبَاتِنَا ؛ تِجَاهَ الْعَمَلِ الْحَثِيْثِ وَ الْسَعِيْ فِيْ سَبِيْلِ الْسَعَادَةِ رُغْمَ الْأَلَمْ "

إن الناس على مر الدهور ، لا يختلفون في مستوى الطيبة و الخباثة ، و في مستوى الإيمان و الكفر ، إلا في زماننا هذا الذي نحن نعيشه ، و هو زمان مختلف له خصوصية ، و له اهميته لدى الله سبحانه و تعالى و أهل البيت عليهم السلام ، و لا نريد التطرق لذلك ، مايهمنا قوله هو أن القضية الحتمية هي قضية الإيمان الحقيقي بالله تعالى و الذي يظهر و يتجلى من خلال المواقف و الإبتلاءات في تقديس و تعظيم و الانصياع لحجة الله سبحانه و تعالى .
حجة الله سبحانه و تعالى على نوعين ، الاول الظاهر و هو النبي او المعصوم عليه السلام من نبي أو وصي نبي ، الثاني و هو الباطن العقل و الذي اولاه الله تعالى و اهل البيت عليهم السلام اهتماما عظيما ، و اعتبر الله الناس درجات بتقواهم على قدر تعاملهم مع عقولهم ، لان العقل حجة كافية للاستدلال على الحجة الظاهرة المعصوم و الولي الموصل لله تعالى .

و تعامل الناس مع الحجج ينعكس عليهم سلبا و ايجابا حسب ماهم يعملون ، و لكن للأسف الكثير على مر الدهور و لحين هذا العصر المخيف و الموحش المليء بالنسيان و الضلال و الفساد ، يتجاهل أهمية و دور و قيمة حجة الله تعالى ، بل البعض يتلاعب بهذا اللقلب و يجعل نفسه بمرتبة الامام من داخله و في الخارج يظهر انه مطيع و ولي لأولياء الله تعالى ، و لا سبيل للنجاة غير التمسك بولي الله تعالى و اللجوء للعقل و منحه الفرصة في اختيار الموقف المناسب في المكان المناسب حسب مايرد عليه من المحاججات و البراهين المختلفة .
و هذا هو المحور الذي يدور عليه الدين الإسلامي و الذي لأجله قاسى اولياء الله ما قاسوا و تالموا و ضحوا ، و من جملتهم هذا المكروب المقهور المضطهد ، مولانا موسى بن جعفر عليه أفضل الصلاة و السلام ، الذي كان بامكانه أن يفك نفسه من القيد و السلاسل و السجن بكلمة باطل و حاش له ذلك ، و لكن أبى لنفسه و أبى له الله و اهل البيت عليهم السلام و حجور طابت و طهرت .
فقدم نفسه و حياته و بعض من ذريته و كل شيء لله تعالى ، فلا عجب ان أعطاه الله ما اعطاه من النعم و الآلاء التي لم يختص بها إلا القلة القلة ، من جملتها الشفاعة العظيمة و المقام الذي جعله باب للحوائج ، فعلى روحك يا أبا الحسن مني السلام ..
24 رجب -الثلاثاء -1432هـ

في خبر عن عمر بن واقد قال: إن هارون لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وما كان يبلغه من قول الشيعه بإما مته وإختلافهم بالليل والنهار
خشية منه على نفسه وملكه , ففكر في نفسه أن يقتله بالسم , ثم دعا برطب فأكل منه ثم أحضر صينيه فوضع فيها عشرين رطبة , وأخذ سلكه ففركه بالسم وأدخلة في سم خياط وأخذ رطبة من ذلك الرطب وأقبل يردد ذلك السم السم فيها واستكثر منه . ثم ذلك الرطب وقال للخادم : احمل هذه الصينيه الي موسى ابن جعفر وقل له : إن أمير المؤمنين
قد أكل من هذا الرطب وتنغص لك وهو يقسم عليك الا ما اكلتها من آخرها لاني أخترتها بيدي , فلا تتركه يبقى منه شي ولا تطعم منه أحداً .
فأتاه الخادم وأبلغة الرسالة وقال : آتني بخلال فناوله خلالاً وقام بإزاره وهويأكل ( عليه السلام ) من ذلك الرطب وكان لرشيد كلبه تعز عليه فجذبت نفسها وخرجت وكان فيها سلاسل من ذهب وجواهر , فجأت عند مو سى ابن جعفر (عليه السلام ) فبادر بالخلال
الي الكلبه فأكلتها فلم تلبث أن ضربت برجلها الارض وتقطعت قطعة قطعة واستوفى ( عليه السلام ) باقي الرطب وحما الغلام الصينية وأتى بها الي الرشيد .
فقال الرشيد : قد أكل الرطب عن آخره ؟ قال: نعم قال: كيف رأيته حينى اكلها ؟ قال :
ما أنكرت منه شي يا أمير المؤمنين , ثم أوورد عليه خبر الكلبه وإنها قد تهرأت وماتت ,
فقلق الرشيد قلقاً شديداً ثم وقف على الكلبه فوجدها متهرئه بالسم فأحضر الخادم ودعا له بسيف ونطع وقال له : تصدقني عن خبر الرطب والكلبة وإلا قتلتك .

فقال : يا أمير المؤمنين أني حملت الرطب اليه وبلغته رسالتك وقمت بإزائه , فطلب مني خلالاً فدفعته إليه , فاقبل يغرز رطبة بعد رطبة ويأكلها حتى جاءت الكلبة فغرزت الخلال في رطبة من ذلك الرطب ورمى بها للكلبه فأكلتها فما لبثت ان تهرت واكل هو باقي الرطب
فكان الامر كما كان فما ترى يا أمير المؤمنين ؟
فقال: ما ربحنا من موسى إلا ان اطعمناه جيد الرطب وضيعنا سمنا وقتلنا كلبتنا , فما في موسى حيله .
قال: ثم ان سيدنا موسى ابن جعفر ( عليه السلام ) دعا بالسيب وذلك قبل وفات بثلاثة أيام .
أيام وكان موكلاً به , فقال : يا مسيب , فقال : لبيك يا سيدي . قال : أني ظاعن في هذه الليلة الي المدينه مدينة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأعهد على أبني علي ابن موسى الرضا بما عهد إلي أبي جعفر وأجعله وصيي وخليفتي وأمره بأمري .
فقال المسيب : كيف تامرني يامولاي أن أفتح لك الابواب . وأقفالها مغلقه والحرس على الابواب . فقال ( عليه السلام ) : يا مسيب أضعف يقينك فالله تعالى وفينا ؟ قلت : لا ياسيدي قال : قم , قلت : يا سيدي ادع الله ان يثبتني . فقال ( عليه السلام ) : اللهم ثبته ,
ثم ثال : أعوذ بالله عزوجل وباسمه العظيم الاعظم الذي دعا به آصف بن برخيا ( عليه السلام ) حتى جاء بسرير بلقيس فوضعه بين يدي سليمان قبل أرتداد طرفه إليه أجمع بيني وبين ابني في المدينه .
قال المسيب ( رضي الله عنه ) : سمعته يدعو ففقدته من مصلاه فلم أزل قائماً على قدمي حتى رأيته قد عاد إلي مكانه وأعاد الحديد إلي رجله , فخرجت ساجداً لله شكراً على ما انعم الله به علي بمعرفته , فقال : أرفع راسك يامسيب وأعلم أني راحل الي الله تعالى في ثالث هذا اليوم , قال : فبكيت . فقال ( عليه السلام ) : تبكي فإن علياً ابني إمامك من بعدي فا ستمسك بولايته فانك لن تضل مالزمته . فقلت : الحمد لله
ثم انه سيدي دعاني ليلة اليوم الثالث فقال لي : إنى على ما عرفتك من الرحيل الى الله تعالى , فإذا دعوت بشربة من الماء فشربتها ورأيتني قد انتفخت وارتفع بطني واخضر لوني
واحمر وتلون الوان فخبر الطاغيه بوفاتي وإذا رايت هذا الحديث فإياك ان تظهر عليه أحد
إلا بعد وفاتي .
قال المسيب بن زهير : فلم أزل ارقب وعده ( عليه السلام ) حتى دعا بالشربة فشربها , ثم دعاني فقال : يا مسيب ان هذا الرجل العين السندي بن شاهك لعنة الله عليه يزعم ان يتولى غسلي ودفني هيهات هيهات لا يكون ذلك أبداً , فإذا حملت الي المقبره المعروفه .
بمقابر قريش فلحدني فيها ولا ترفعوا قبري فوق اربع أصابع مفرجات ولا يأخذوا من تربتي
شيئا فيتبركوا به فإن فإن كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين ( عليه السلام ) , فانا الله
عز وجل قد جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا , ثم رأيت شخصاً اشبه الخلق به جالساً إلي جانبه وعهدي بسيدي الرضا ( عليه السلام ) وهو قائم فلم أزل صابراً حتى مضى وغاب الشمس .

ثم أني اتيت بالخبر إلي الرشيد فوافاني السندي بن شاهك فوالله لقد رأيتهم وهم يظنون ...
بأنهم يغسلونه ولا تصل ايديهم اليه ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئاً , ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونه لهم وهم لا يعرفونه , فلما فرغ من تجهيزه قال ذلك الشخص : يا مسيب مهما شككت فيه قلا تشك في فإني إمامك ومولاك وحجة الله تعالى عليك بعد أبي , يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ( عليه السلام ) ومثلهم مثل اخوته حين دخلوا فعرفهم وهم له منكرون , ثم حمل حتى دفن في مقابر قريش وأمر برفع قبره أكثر مما أمر به عليه السلام ثم رفعوا بعد ذلك قبره وبنوا عليه .

أتتنا الخطوب من آل العباس و آخرها ............أن قتل ابن النبـــــــــي وارثـها
هارون اللارشيد عظــــــــــــــمت هي ............جناية على العلوييـــــن جنيـتها
قتلت خير النـــــــــــــاس أما و أبا فلا ............تأملن خير و النار تشــــــــهدها ...
تبت يدــــــــــــــــــــاك يوم غُلت يداه .............و ألف ويل يوم روحه أزهقتها ...
لا تظـــــــــــننن نور الله ينحجب ولا .............شعائر الدين الدهر يذهبـــــــها ...
فالكــــــــاظم باق و غير للفناء و هذه .............سنة الله في الكون أرصــــدها ...
ثكلــــــــــــــــــت فاطم في قرة عين .............و أوجعت قلب النبي والـــــدها ...!!

عظم الله لكم الاجر يآ اهل البيت ...!! يا صاحب الزمان صبر الله قلبك ...!!
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الاَْمينِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَر ، الْبَرِّ الْوَفِيِّ الطّاهِرِ الزَّكِيِّ ، النُّورِ الْمُبينِ الُْمجْتَهِدِ الُْمحْتَسِبِ ، الصّابِرِ عَلَى الاَْذى فيكَ ، اَللّـهُمَّ وَ كَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ مَا اسْتُوْدِعَ مِنْ اَمْرِكَ وَ نَهْيِكَ ، وَ حَمَلَ عَلَى الَْمحَجَّةَ وَ كابَدَ اَهْلَ الْعِزَّةِ وَ الشِّدَّةِ فيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهّالِ قَوْمِهِ ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِمَّنْ اَطاعَكَ وَ نَصَحَ لِعِبادِكَ ، اِنَّكَ غَفوُرٌ رَحيمٌ
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين ..
نسأل الله القبول و أهل البيت عليهم السلام الشفاعة ...
قام على العمل خدام الزهراء عليها السلام : بريق العباس عليه السلام ، أنوار الرسالة ................. .
لا يحل نقل العمل دون ذكر الكاتب و المصدر : منتديات السيد الفاطمي الموسوي حفظه الله و رعاه ..