اللهم صل على محمد و آل محمد ؛ أولي الامر الذين افترضت طاعتهم ،
و عرفتنا بذلك منزلتهم ...و عجل فرجهم و انصرهم على عدوهم ...إله الحق آمين ..
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، يا عُدَّتي في مُدَّتي، يا صاحِبي في شِدَّتي،يا وَليّي في نِعْمَتي، يا غِياثي في رَغْبَتي، يا نَجاحي في حاجَتي، يا حافِظي في غَيْبَتي، يا كافيَّ في وَحْدَتي، يا اُنْسي في وَحْشَتي،وأنْتَ السّاتِرُ عَوْرَتي فَلَكَ الْحَمْدُ،وأنْتَ الْمُقيلُ عَثْرَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، وأَنْتَ الْمُنْعِشُ صَرْعَتي فَلَكَ الْحَمْدُ ،صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاسْتُرْ عَوْرَتي، وَآمِنْ رَوْعَتي، وَاَقِلْني عَثْرَتي،وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمي، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي في اَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَالصِّدْقِ الَّذي كانُوايُوَعَدُونَ .
في مثل هذا اليوم العظيم ، تتنزل أملاك السماء ناثرة ، كل الخير و البشرى ، على البقاع في الدنيا ، بمناسبة الإسراء و المعراج ، و الرحلة السماوية مع نبي الرحمة و صاحب الطلعة البهية ...
قال تعالى: بِسْمِ اللهِ الْرَحْمَنِ الْرَحِيْمْ (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُ الْعَظِيْمْ * سورة الاسراء*
عن الباقر عليه السلام إنه كان جالسا في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي فقال أي شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي قال يقولون أسرى به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس فقال ليس كما يقولون ولكنه اسرى به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال ما بينهما حرم .
والعياشي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن المساجد التي لها الفضل فقال المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قيل والمسجد الأقصى فقال ذاك في السماء إليه أسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقيل إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال مسجد الكوفة أفضل منه .
ياصاحب المعراج فــوق المنتهـى .... لك وحدك المعراج والإسـراءُ
يا واصف الأقصى أتيت بوصفـه .... وكــــأنك الرسَّــــام والبنــــاءُ
أُعطيت فضلا لا يُتاح لمرســـــلٍ .... والله يعطي الفضل لمن يشـاءُ
و أيضا هي ذكرى عظيمة جليلة، هي ذكرى لقاء النبي صلى الله عليه و آله بجبريله ، هي ذكرى انطلاق الرحلة النورانية المشرقة في التبليغ ، نعم هي ذكرى مبعث نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم ...
دعونا نسير و نيسر ، و نشد الرحل في رحاب البشير النذير محمد و آله الغرر الهداة ...عليهم أفضل السلام و الصلاة ...
مع وقفة من الوقفات في يوم المبعث الشريف ...تعالوا معاً ...
وقفة أمام ذكرى المبعث النبوي الشريف
العلامة السيد محمد حسن الأمين
ذكرى المبعث النبوي الشريف حيث بدأ نزول القرآن الكريم على الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) هي أهم المفاصل التاريخية في مسيرة الإنسان لأنها ذكرى آخر اتصال - بواسطة الوحي - بين الإنسان وخالقه ولأن هذا الوحي الأخير المتمثل بالقرآن الكريم كان احتواء واكمالاً لكل الرسالات السماوية التي أرسلها الله تعالى إلى البشرية بواسطة أنبيائه ورسله. بما يعني أن المبعث النبوي الشريف هو بداية الإعلان الإلهي لبلوغ الإنسان مرحلة الرشد والنضوج التي تؤهله لمتابعة المسيرة بدون واسطة مباشرة أي بدون رسل وأنبياء يقومون بمهمة القيادة لهذه المسيرة البشرية. وهذا لا يعني أن انقطاع النبوة يعني انقطاع الرعاية الإلهية للبشر والحياة والكون. ولكن يعني أن الدرجة المطلوبة ليغدو الإنسان قادراً على التصرف بما يحقق الغاية من خلقه قد تحققت كما أشار القرآن الكريم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً...).
إنها - إذن ذكرى إعلان الرشد الإنساني واكتمال عناصر الوظيفة التي خلق من أجلها الإنسان وهي القيام بدور الخلافة على هذه الأرض. لذلك اختار الله تعالى أكمل خلقه للقيام بهذا الإعلان من خلال قيامه بإبلاغ البشر آخر رسالات ربهم إليهم والرسول الأعظم كان لابدَّ أن يكون أكمل البشر ليقوم بأعباء هذه المسؤولية الكبرى فهو إذ يؤدي إلى الناس أكمل رسالات ربه لابدَّ له أن يكون النموذج البشري الكامل من حيث تمثله الكامل لهذه الرسالة والتجسيد التام لها ليكون بعد ذلك نموذجاً وقدوة للناس من جهة وحجة عليهم من جهة أخرى.
وإذن فإن المبعث النبوي الشريف هو تذكير لنا بحقيتين تقترن إحداهما بالآخرى وتكملها:
1 ـ الحقيقة الأولى: هي أن الإنسان منذ المبعث النبوي الشريف أصبح يمتلك عناصر الوعي والرشد والمعرفة التي تؤهله لتحمل مسؤولياته الكاملة في الكون والحياة والمجتمع وبموجب هذه المسؤولية تم تكريسه بوصفه كائناً حراً يتمتع بهذه الحرية ويتحمل مسؤولياته الناجمة عن اختياراته. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى الموجه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) وقوله تعالى: (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
2 ـ والحقيقة الثانية: هي أن المبعث النبوي الشريف هو الأيذان ببدء نزول الرسالة الإلهية الشاملة الجامعة لما سبق من الرسالة وألمكملة لها. بحيث أصبح للإنسان مرجعية شاملة تتمثل بالإسلام عقيدة وشريعة وكتاب هداية شاملا هو القرآن الكريم، ورسولاً بشراً كاملاً هو محمد (صلى الله عليه وآله) وهذه الرسالة بعناصرها التي ذكرنا باتت مرجعاً للبشر وحجة عليهم. على قاعدة هاتين الحقيقتين نرى أن العالم الإسلامي يجب أن ينطلق في تجديد ذاته وحضارته تمهيداً لاستعادة دوره.
إن التمسك بهاتين الحقيقتين سوف يعيد لكل من العقل والوحي اعتبارهما ويضع كلاً منهما في نصابه الطبيعي فلا يلغي أحدهما الآخر لأن أحدهما لا ينوب عن الآخر ولا يختزله وهما معاً - متكاملين - يشكلان الأساس لحضارة العدل والتوازن التي هي رسالة الإسلام للإنسانية بأجمعها.
من هنا فإن ذكرى المبعث النبوي الشريف سوف تظل الذكرى المتجددة التي لا تنتهي حاجتنا منها إلى التأمل والاعتبار.. ويجب أن تتحول هذه الذكرى في حياة المسلمين إلى محطة سنوية فيها لصاحب الذكرى نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله) كشف حساب عن انجازاتنا في سبيل قيام الأمة التي أرسى قواعدها.. أمة الوحدة والعدل والأمة الوسط وفقاً لقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) وسلام على المبعوث رحمة للعالمين.....
و سلآم على مبعوث قد أؤتمن .... عـلى خـــاتـم الأديـــان و السنـن
محمـد النبــي الكريم القــرشي .... صـاحب الخلق العظيم و الحسن
تبـارك يوم جعلــت فيه منـذرا .... للعالمين و مبشرا لجنــــان عـدن
تنــزل جبريل بالقرآن مناديــا .... يـا نبي الرحمــــــة بلغ و لا تهن
قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) في مبعث رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) : بعثه بالنور المضئ والبرهان الجلي، والمنهاج البادي، والكتاب الهادي، أسرته خير أسرة وشجرته خير شجرة، أغصانها معتدلة، وثمارها متهدلة، مولده بمكة وهجرته بطيبة، علا بها ذكره وأمتد بها صوته، ارسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلاقية، أظهر به الشرايع المجهولة، وقمع بها البدع المدخولة، وبين به الاحكام المفصولة
في سن السابعة والثلاثين كان يرى في نومه كأن آتيا يأتيه فيقول: يا رسول الله (صلى الله عليه و آله ) والنبي في غاية الخضوع والخشوع لله تعالى منكر ذلك في نفسه فلما طال عليه الامر كان يوما بين الجبال يرعى غنما لابي طالب فنظر الى شخص كبير الجثة، عظيم الخلقة وهو يقول: يا رسول الله (صلى الله عليه و آله ) فقال له: من أنت ؟ قال: أنا جبرئيل أرسلني الله اليك ليتخذك رسولا، وكان جبرئيل يعلمه الشئ بعد الشئ حتى تم له أربعون سنة فنزل عليه جبرئيل في صورته الاصلية بين جبال مكة فقال (صلى الله عليه و آله ) من أنت يرحمك الله فلم أر شيئا أعظم منك خلقا وأحسن منك وجها قال: أنا روح الامين المنزل على جميع النبيين والمرسلين أقرأ يا محمد قال: لست بقاري فغمزه جبرئيل غمزا شديدا وقال: أقرأ يا محمد قال: وما أقرأ ولست بقاري فغمزه مرة أخرى كاد النبي (صلى الله عليه و آله ) أن يغشى عليه، وقال: أقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) ثم قرأ عليه الايات وبلغه جميع ما أمر الله به قال (صلى الله عليه و آله ) : فحفظتها باجمعها ووجدتها في قلبي كالنقش في الحجر، ثم عرج الى السماء ونزل عليه يوم الثاني مع ميكائيل ومع كل واحد منهما سبعون الف ملك وأتى بكرسي من الياقوت قوائمه من الزبرجد الاخضر، والدر الابيض والنبي (صلى الله عليه و آله ) على جبل بمكة نائم وعن جانبيه علي (عليه السلام ) وجعفر فلم ينبهاه أعظاما له فقال ميكائيل: الى أيهما بعثت ؟ قال: الى الاوسط فلما أنتبه أدى جبرئيل الرسالة عن الله ثم أخذ بيده وأجلسه على الكرسي ووضع تاجا على رأسه وأعطى لواء الحمد بيده وقال: أصعد وأحمد الله فصعد وحمد الله بما يستحق له فصعد جبرئيل الى السماء ونزل النبي عن الكرسي وكان كل شئ يسجد له ويقول له بلسان فصيح: السلام عليك يا نبي الله وكان ذلك يوم الاثنين في السابع والعشرين من رجب .
يا كليمـا كنت أنت أعظم ... من الكليم الــذي قــد كلمــا
يا رفيع القدر سيدا للخلق ... مكانك اعتلى و شأنك سما
نعم ..في هذا اليوم السابع و العشرين تمر بنا ذكرى المبعث الشريف و ذكرى الإسراء و المعراج ، هناك عندما أسرى الله بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله ، و دنا فتدلى و كان قاب قوسين و أدنى ، دنوا و اقترابا من العلي الأعلى ، في لحظآت و مشوقة و محطات نورانية مشرقة مرَّ بها النبي الكريم صلى الله عليه و آله ، في ذلك المعراج العظيم ...
ليلة الاسراء نظر رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى على - عليه السلام -، ونظر إليه - صلى الله عليه وآله - علي - عليه السلام - وكلم كل منهما الآخر، وغير ذلك من المعجزات 353 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد -، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، قال: حدثني أبي، عن سعد، عن (1) عبد الله بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان (2) العرزمي، قال: حدثنا المعلى بن هلال (3)، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن العباس، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: أعطاني الله تعالى خمسا، وأعطى عليا خمسا، أعطاني جوامع الكلم، وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا، وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي، وأعطاه الالهام، وأسرى بي إليه، وفتح له أبواب السماء والحجب، حتى نظر إلي ونظرت إليه.
ســــلام الله على عبــــده ...أحمد و المرتضى صهره
أعطاهما الرحمن ما منع ... لغيرهمـــا مــن خـلقــــه
قال: ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وامي ؟ فقال: يا بن عباس إن أول ما كلمني (ربي) به أن قال: يا محمد انظر تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد انفتحت ، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي، فكلمني وكلمته، وكلمني ربي عزوجل، فقلت: يا رسول الله، بم كلمك ربك ؟ قال: قال لي: يا محمد إني جعلت علينا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فاعلمه فها هو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل، فقال لي: قد قبلت وأطعت، فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه، ففعلت، فرد عليهم السلام، ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنؤوني، وقالوا [ لي ]: يا محمد والذي بعثك بالحق (نبيا) لقد دخل السرور على [ جميع ] الملائكة باستخلاف الله عزوجل لك ابن عمك، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الارض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبى طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش، فإنهم استأذنوا الله عزوجل في هذه الساعة فأذن [ الله ] لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به، فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه، حتى نظر إليه. قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله أوصني، فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب فإن الله تعالى أعلم، فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ، ثم أمر به إلى النار، يا بن عباس، والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لاشد عضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا.
انظروا لوجهه يا خلقاً و استبشروا ..... وفضله على العالمين فلتذكروا
حتى ملائكة السمـا نكست رأسهــا ..... خجلا منه حسنه حينما نظـروا
أبــا حســــن لك عــن الله قــــــدر ..... ملائكة السمــا لعــده ماقـــدروا
يابن عباس، لو أن الملائكة المقربين، والانبياء المرسلين اجتمعوا على بعضه - ولن يفعلوا - لعذبهم الله بالنار، قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد ؟ قال: يا بن عباس، نعم، يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا. يا بن عباس، إن من علامة بغضهم (له) تفضيلهم من هو دونه عليه، والذي بعثني بالحق (نبيا) ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني، ولا وصيا أكرم عليه من وصيي علي. قال ابن عباس: لم أزل (له) كما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وآله - و وصاني بمودته وإنه لاكبر (عملي) عندي. قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله - صلى الله عليه وآله - الوفاة، حضرته فقلت له: فداك أبي وأمي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟ فقال: يا بن عباس خالف من خالف عليا، ولا تكونن لهم (5) ظهيرا ولا وليا، قلت: يا رسول اله، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال: فبكى - صلى الله عليه وآله - حتى اغمي عليه. ثم قال: يا بن عباس، [ قد ] (6) سبق فيهم علم ربي، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه وأنكر حقه من الدنيا حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة. يا بن عباس إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب، ومل معه حيث مال، وارض به إماما، وعاد من عاداه، ووال من والاه. يا بن عباس احذر أن يدخلك شك فيه، فإن الشك في علي كفر بالله تعالى.
عار عليك لو أبغضت الوصي حيدرا ..... ولو عبـدت الله دهــرا منكســرا
و لـو عمـلت مـا عمـلت من الخيراتِ ..... و في عمل الخيراتِ منحصــرا
مــا نفـعـتــك دون حبــه حـسنــة و لا ..... ينفعـك تــأتي الله غــدا معتــذرا
فــلا عــذر لمبغضـي أبــي الحســــن ..... يقادون إلى حيث جحيم مستعرا
عن أنس بن مالك - مرسلا - عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
" ليلة أسرى بي ربي عزوجل رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما
يلعب علي بن أبي طالب بذي الفقار ، وأن الملائكة إذا اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب
نظروا إلى وجه ذلك الملك ، فقلت : يا رب ، هذا أخي علي بن أبي طالب وابن عمي ؟
فقال : يا محمد ، هذا ملك خلقته على صورة علي يعبدني في بطنان عرشي ، تكتب
حسناته وتسبيحه وتقديسه لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى يوم القيامة " .
لك عشاق في ثرياهـا تنظـرُ ... لحسن وجهك و ووجهك مزهرُ
ملكت قلوب العالميـن بحبـك ... تبــارك حبــك و حبــك كـوثـرُ
أملاك السما انبهرت لحسنك ... مــن ذا يـــــراك و لا يـنـبـهــرُ
كــفَّ أيهـا الطيف تألقـاً فــذا ... يسحر القلـوب و العقـول تسكرُ
و قال (صلى الله عليه و آله ): مررت بقوم بين أيديهم موائد فيها لحم طيب ولحم خبيث وهم يأكلون لحم الخبيث فسألت جبرئيل عنهم فقال: هؤلاء يغضون أبصارهم عن الحلال، ويأكلون الحرام، ومررت بقوم لهم مشافر كمشافر الابل يقرض اللحم من جنوبهم ويلقى في أفواههم فسألت جبرئيل فقال هؤلاء الفتانون والنمامون الهمازون واللمازون (ويل لكل همزة لمزة) ومررت بقوم يرضخ رؤسهم بالصخرة فسألت عنهم فقال: هؤلاء الذين ناموا عن صلاة العشاء، ومررت بقوم تقذف النار من أفواههم وتخرج من دبرهم فسألت جبرئيل عنهم فقال: هم الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون في بطونهم نارا،
ومررت بنساء معلقات بثديهم فسألت عنهن فقال: هم اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم، ومررت بقوم يخمشون وجوههم بأظافيرهم فسألت عنهم فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس، ورأيت ملكين يناديان اللهم عجل لكل منفق خلفا، ولكل ممسك تلفا، ورأيت ملكا نصفه من النار، ونصفه من الثلج وهو ينادي اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين فقال جبرئيل: هذا أنصح ملائكة الله لاهل الارض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة وسمع صوتا قال: ما هذه الريح يا جبرئيل وهذا الصوت التي أسمع قال: هذه جهنم فقال النبي: أعوذ بالله من جهنم ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة وسمع صوتا قال: ما هذه الريح التي أجدها وهذا الصوت الذي أسمع فقال: هذه الجنة فقال: أسأل الله الجنة فقال: ثم مضى حتى أنتهى الى باب مدينة بيت المقدس وفيها هرقل، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة ويؤتى بالمفاتيح وتوضع عند رأسه، فلما كانت الليلة أمتنع الباب أن تنغلق فأخبروه فقال ضاعفوا عليها من الحرس. قال: فجاء رسول الله فدخل بيت المقدس فجاءه جبرئيل الى الصخرة فرفعها فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح قدحا من لبن وقدحا من عسل وقدحا من خمر فناوله قدح من اللبن فشرب ثم ناوله قدح العسل فشرب ثم ناوله قدح الخمر فقال: قد رويت يا جبرئيل قال: أما إنك لو شربته ضلت أمتك وتفرقت عنك قال: ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه و آله ) في مسجد بيت المقدس بسبعين نبيا قال: وهبط مع جبرئيل ملك لم يطأ الارض قط معه مفاتيح خزائن الارض فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول: هذه مفاتيح خزائن الارض فإن شئت فكن نبيا ملكا فأشار إليه جبرئيل أن تواضع يا محمد فقال: بل أكون نبيا عبدا .
من رقى فوق البراق إلى السماء والكل يشــهد
فأتى النداء من ذي الجلال بأن تـدنى يا مــمجد
وبدا السلام عليك بالتسليم ذا الفـــــــخر المؤيد
ووطأت موضع لم يكن خلقاً هناك سواك يصعد
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه ، في هذه الساعة
و في كل ساعة وليا و حافظا ، و قائدا و ناصرا ، و دليلا و عينا ، حتى تسكنه أرضك طوعا ،
و تمعته فيها طويلا ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، و صلى الله على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ....
نسأل الله لنا و لكم القبول في هذا الشهر الفضيل ..و في هذا اليوم العظيم ،
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء
و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين ..
قام على العمل : خدام السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام :
ناصرة الزهراء عليها السلام ، طالب علم ،
افتخاري انتمائي لعلي ، دموعي حسينية ، بريق العباس عليه السلام ، أنوار الرسالة .
لا يحل نقل العمل دون ذكر الكاتب و المصدر : منتديات السيد الفاطمي الموسوي حفظه الله و رعاهـ