بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو السيّد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني البحراني الكَتْكاني ـ نسبة إلى « كَتْكان » قرية من قرى توبلي أحد أعمال البحرين. العالم الجليل، والمحدّث النبيل، الماهر الفاضل، المتتبّع للأخبار، المدّقق المفسّر، العارف بالرجال، صاحب المؤلّفات الكثيرة.
بلغ في التقوى والنزاهة مرتبة، حتّى قال صاحب ( جواهر الكلام ) الشيخ محمد حسن النجفي: لو كان معنى العدالة المَلَكة دون حسن الظاهر، لا يمكن الحكم بعدالة شخص أبداً، إلاّ في مثل المقدّس الأردبيلي والسيّد هاشم البحراني، على ما يُنقَل من أحوالهما (1).
وكتب الميرزا حسين النوري في ( المستدرك ): السيّد الأجلّ المعروف بالعلاّمة، السيّد هاشم البحراني، صاحب المؤلّفات الشائعة الرائقة، المنتهي إليه رئاسة بلاده بعد الشيخ محمّد بن ماجد، فتولى القضاء والأمور الحِسْبيّة ـ كما في ( اللؤلؤة ) ـ أحسن قيام، وقمع أيدي الظلمة والحكّام، ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالغ في ذلك وأكثر، ولم تأخذه في الله لومة لائمٍ في الدِّين، وكان من الأتقياء الورعين، شديداً على الملوك والسلاطين (2).
علمه وآثاره
مؤلّفات السيّد هاشم البحراني تُخبر عن كثرة اطّلاعه وطول باعه في علومٍ شتّى، فهو خِرِّيت الحديث ونابغة الرواية، بل كان أشهر من نارٍ على علمٍ في الرواية والتفسير.
ولا غرابة في ذلك ممّن يقتصّ آثار أهل البيت عليهم السّلام، حيث يُشرق عليه من أنوار قداستهم ومعارفهم.
وكان السيّد هاشم يروي عن جملةٍ من المشايخ مباشرة أو بالواسطة، منهم: السيّد عبدالعظيم بن السيّد عبّاس الأسترآبادي، والشيخ فخر الدين الطريحي.
وكتب الميرزا النوري: ذُكر أنّه يروي صاحب ( الحدائق الناضرة ) عن الشيخ عبدالله البلادي، عن الشيخ محمود بن عبدالسلام البحراني، عن الشيخ هاشم البحرانيّ رحمه الله (3).
وأمّا آثاره، فهي تزيد على 75 مؤلَّفاً، منها:
غاية المرام في معرفة الإمام، مدينة المعاجز، معالم الزلفى في أحوال النشأة الأخرى، الإنصاف في النصّ على الأئمّة الأشراف، إيضاح المسترشدين في الراجعين إلى ولاية أمير المؤمنين، بستان الواعظين، تبصرة الولي فيمن رأى المهدي، تحفة الإخوان، مناقب الشيعة، الدرّ النضيد في خصائص الحسين الشهيد، المحجّة فيما نزل في الحُجّة، وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وفاة الزهراء عليها السّلام، بهجة النظر في إثبات الوصاية والإمامة للأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام، مولد القائم عليه السّلام، وصيّة العارفين ونزهة الراغبين، غاية الآمال فيما تتمّ به الأعمال، إثبات الوصيّة لعليّ عليه السّلام، مصابيح الأنوار وأنوار الأبصار في معجزات النبيّ المختار، حِلْية النظر في فضل الأئمّة الاثني عشر، اللوامع النورانية في أسماء عليّ وأهل بيته القرآنيّة.. وكان من أهمّها: البرهان في تفسير القرآن.
تفسير البرهان، من التفاسير المأثورة التي جمع فيه مؤلّفة جملةً من الأخبار الواردة في التفسير من الكتب القديمة، معتمداً على: تفسير العيّاشي، وتفسير القمّي، والتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام، وبعض كتب الأخبار.
ومدار الروايات: بيان المعنى بما ورد من الأخبار عن النبيّ والأئمّة الاثني عشر صلوات الله عليهم في المعنى المراد، وفضيلة السور، مؤكّداً في مقدمة الكتاب وخاتمته على ردّ متشابه القرآن إلى تأويله، وعلى فضل القرآن، ووجوب التسليم لأهل البيت عليهم السّلام في بيانه.
جاء في مقدّمة تفسيره هذا: وكتابي هذا يُطلِعُك على كثيرٍ من أسرار علم القرآن، ويرشدك إلى ما جَهِله متعاطو التفسير مِن أهل الزمان، ويوضح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعيّة، والقصص والأخبار النورانيّة، وفضائل أهل البيت الإماميّة (4).
ومقدّمة هذا التفسير أثريّة مفصّلة في: فضل العلم والمتعلّم، وفضل القرآن، وباب في الثقلين، والنهي عن التفسير بالرأي، وأنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، وباب فيما عُني به الأئمّة في القرآن، وباب في العلّة التي من أجلها نزل القرآن باللغة العربيّة.. وباب في ذكر مصادر الكتاب.
وقد ذكر الكتب المأخوذة منها الرواية، فبلغت 58 كتاباً ومصدراً، وما لم يجد في ظلّ الآية رواية بيانيّة، ذكر كلام الشيخ عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره، معلّلاً ذلك بأنّ المعنى منسوب إلى الإمام جعفر الصادق عليه السّلام. وكمقدمّة مستقلّة لهذا التفسير، أُلحق به كتاب ( مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ) لأبي الحسن العاملي الإصفهانيّ.
وفاته
كانت وفاة السيّد هاشم البحرانيّ سنة 1107 هجرية ( وقيل: سنة 1109 هجريّة )، وذلك في قرية نعيم، ثمّ نُقل نعشه إلى قرية توبلي ودُفن في مقبرة ماتيني، وقبره اليوم عامرٌ مشهور يُزار (5).
نفع الله به، وتغمّده برحمته ورضوانه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو السيّد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني البحراني الكَتْكاني ـ نسبة إلى « كَتْكان » قرية من قرى توبلي أحد أعمال البحرين. العالم الجليل، والمحدّث النبيل، الماهر الفاضل، المتتبّع للأخبار، المدّقق المفسّر، العارف بالرجال، صاحب المؤلّفات الكثيرة.
بلغ في التقوى والنزاهة مرتبة، حتّى قال صاحب ( جواهر الكلام ) الشيخ محمد حسن النجفي: لو كان معنى العدالة المَلَكة دون حسن الظاهر، لا يمكن الحكم بعدالة شخص أبداً، إلاّ في مثل المقدّس الأردبيلي والسيّد هاشم البحراني، على ما يُنقَل من أحوالهما (1).
وكتب الميرزا حسين النوري في ( المستدرك ): السيّد الأجلّ المعروف بالعلاّمة، السيّد هاشم البحراني، صاحب المؤلّفات الشائعة الرائقة، المنتهي إليه رئاسة بلاده بعد الشيخ محمّد بن ماجد، فتولى القضاء والأمور الحِسْبيّة ـ كما في ( اللؤلؤة ) ـ أحسن قيام، وقمع أيدي الظلمة والحكّام، ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالغ في ذلك وأكثر، ولم تأخذه في الله لومة لائمٍ في الدِّين، وكان من الأتقياء الورعين، شديداً على الملوك والسلاطين (2).
علمه وآثاره
مؤلّفات السيّد هاشم البحراني تُخبر عن كثرة اطّلاعه وطول باعه في علومٍ شتّى، فهو خِرِّيت الحديث ونابغة الرواية، بل كان أشهر من نارٍ على علمٍ في الرواية والتفسير.
ولا غرابة في ذلك ممّن يقتصّ آثار أهل البيت عليهم السّلام، حيث يُشرق عليه من أنوار قداستهم ومعارفهم.
وكان السيّد هاشم يروي عن جملةٍ من المشايخ مباشرة أو بالواسطة، منهم: السيّد عبدالعظيم بن السيّد عبّاس الأسترآبادي، والشيخ فخر الدين الطريحي.
وكتب الميرزا النوري: ذُكر أنّه يروي صاحب ( الحدائق الناضرة ) عن الشيخ عبدالله البلادي، عن الشيخ محمود بن عبدالسلام البحراني، عن الشيخ هاشم البحرانيّ رحمه الله (3).
وأمّا آثاره، فهي تزيد على 75 مؤلَّفاً، منها:
غاية المرام في معرفة الإمام، مدينة المعاجز، معالم الزلفى في أحوال النشأة الأخرى، الإنصاف في النصّ على الأئمّة الأشراف، إيضاح المسترشدين في الراجعين إلى ولاية أمير المؤمنين، بستان الواعظين، تبصرة الولي فيمن رأى المهدي، تحفة الإخوان، مناقب الشيعة، الدرّ النضيد في خصائص الحسين الشهيد، المحجّة فيما نزل في الحُجّة، وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وفاة الزهراء عليها السّلام، بهجة النظر في إثبات الوصاية والإمامة للأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام، مولد القائم عليه السّلام، وصيّة العارفين ونزهة الراغبين، غاية الآمال فيما تتمّ به الأعمال، إثبات الوصيّة لعليّ عليه السّلام، مصابيح الأنوار وأنوار الأبصار في معجزات النبيّ المختار، حِلْية النظر في فضل الأئمّة الاثني عشر، اللوامع النورانية في أسماء عليّ وأهل بيته القرآنيّة.. وكان من أهمّها: البرهان في تفسير القرآن.
تفسير البرهان، من التفاسير المأثورة التي جمع فيه مؤلّفة جملةً من الأخبار الواردة في التفسير من الكتب القديمة، معتمداً على: تفسير العيّاشي، وتفسير القمّي، والتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام، وبعض كتب الأخبار.
ومدار الروايات: بيان المعنى بما ورد من الأخبار عن النبيّ والأئمّة الاثني عشر صلوات الله عليهم في المعنى المراد، وفضيلة السور، مؤكّداً في مقدمة الكتاب وخاتمته على ردّ متشابه القرآن إلى تأويله، وعلى فضل القرآن، ووجوب التسليم لأهل البيت عليهم السّلام في بيانه.
جاء في مقدّمة تفسيره هذا: وكتابي هذا يُطلِعُك على كثيرٍ من أسرار علم القرآن، ويرشدك إلى ما جَهِله متعاطو التفسير مِن أهل الزمان، ويوضح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعيّة، والقصص والأخبار النورانيّة، وفضائل أهل البيت الإماميّة (4).
ومقدّمة هذا التفسير أثريّة مفصّلة في: فضل العلم والمتعلّم، وفضل القرآن، وباب في الثقلين، والنهي عن التفسير بالرأي، وأنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، وباب فيما عُني به الأئمّة في القرآن، وباب في العلّة التي من أجلها نزل القرآن باللغة العربيّة.. وباب في ذكر مصادر الكتاب.
وقد ذكر الكتب المأخوذة منها الرواية، فبلغت 58 كتاباً ومصدراً، وما لم يجد في ظلّ الآية رواية بيانيّة، ذكر كلام الشيخ عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره، معلّلاً ذلك بأنّ المعنى منسوب إلى الإمام جعفر الصادق عليه السّلام. وكمقدمّة مستقلّة لهذا التفسير، أُلحق به كتاب ( مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ) لأبي الحسن العاملي الإصفهانيّ.
وفاته
كانت وفاة السيّد هاشم البحرانيّ سنة 1107 هجرية ( وقيل: سنة 1109 هجريّة )، وذلك في قرية نعيم، ثمّ نُقل نعشه إلى قرية توبلي ودُفن في مقبرة ماتيني، وقبره اليوم عامرٌ مشهور يُزار (5).
نفع الله به، وتغمّده برحمته ورضوانه.
