(( السَّلامُ عـَلَيكُم يااَولياءَ اللهِ وَاَحـِبـائَهُ السَّلام ُعـَلَيكُم يا اصـفـِياءَ اللهِ وَاوِدّائَهُ السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنصـارَ دينِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنـصـارَ رَسـُولِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـكُم يـا اَنـصـارَ اَميرِ المُؤمِنـين السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنـصـارَ فـاطـِمةَ الزهراء سَيدةِ نِساءِ العـالَمينَ السَّلامُ عـَلَيكُم يا اَنـصـارَ اَبـي مُحـَمَّدٍ الحـَسـَنِ بـن عـليٍّ الوَلي الناصِح السَّلامُ عَلَيكُم يا اَنصارَ اَبـي عَبـدِ اللهِ الحـسـين بـاَبـي اَنتُم وَاُمي طِبـتُم وطابـَتِ الأرضُ الّتـي فـيها دُفـِنـتُم وَفـُزتُم فـَوزاً عـَظـيماً فـَيالَيتَني كـُنتُ مَعـَكُم فَاَفوُز فوزاً عَظيما)) .
شعبان لا زلت تفي علينا ..خيراً عظيماً و تسرد إلينا ...في أيامك الباهرات ..وقائعاً فيها الحكم ...و اليوم ..مع كاسر الصنم ..سيدنا و مولانا التقي ...القاسم بن الحسن عليهما السلام ...ناصر للحسين عليه السلام ...
إن مفهوم النصرة لأهل البيت عليهم السلام -حجج الله تعالى على عباده- هو حديث واحد ، لكن انطباقه و مصاديقه متغيرة عبر الأزمنة و الظروف التي يتعرض لها الحجج و يتعرض لها المؤمنون و غير المؤمنين بالحجج عليهم السلام .
و زمن الإمام الحسين عليه السلام كان من الأزمنة العصيبة و التي ظهر فيها خلاصة بغض أهل البيت عليهم السلام بقتلهم و نفيهم و سبي نسائهم و سبهم و ضربهم بقسوة شديدة ، و انقلبت الدنيا بأجمعها عليهم ، حتى إن الإمام الحسين عليه السلام اضطر للخروج كارهاً من مدينة جده الأكرم صلى الله عليه و آله حاملاً ثقل الدين و همه ، و حاملاً تلك الرسالة السماوية المقدسة على عاتقه ، متوجهاً للبيت الحرام ، و من ثم جرى ما جرى له عليه السلام و لمن معه ، وصولاً لأرض كربلاء المقدسة .
لكنه عليه السلام لك يكن وحده ، بل كان معه طليعة من نجوم آل طالب عليه السلام ، و كوكبة من رجال الله سبحانه و تعالى ، الذين تركوا الدنيا و المغريات ، و ثبتوا للطعن و الضرب حتى القتل و نيل الشهادة ..
و كان من سادتهم سيدي و مولاي القاسم بن الحسن عليهما السلام ، الذي كان جوابه على سؤال الإمام الحسين عليه السلام بكيف تجد الموت ؟ ليجيب مولانا عليه السلام بأنه يجد الموت أحلى من العسل دون الإمام الحسين عليه السلام ..!! و ذلك حتى يثبت الحجة الدامغة على من يتقولون ان الإمام عليه السلام اخرجه معه أو أن القاسم عليه السلام تحرج من طلب الإمام فخرج معه و حاشا له ذلك ..!!
بل و إن من يتابع سيرة و شهادة القاسم عليه السلام ، سيجد الغرابة في تعامل الإمام الحسين عليه السلام معه ، فالحسين عليه السلام منعه و منعه ، حتى انحنى القاسم عليه السلام و قدَّم حجة من الحسن عليه السلام على الحسين عليه السلام جعلته يوافق على خروج القاسم عليه السلام ..!
فخرج و أنشد أبياته الشهيرة و قاتل دون الطيبين حتى نال شرف الشهادة و حظي بالسعادة الأبدية الخالدة ، تاركاً هذه الدنيا الفانية لأهلها..!!
فكان نعم الناصر و المعين لإمام زمانه الحسين عليه السلام ..و صار ذكره مع المذكورين ، و سجل اسمه في الخالدين ..!!
و خصص يوم الثامن للبكاء عليه و احياء لأمره ..و صار من الذين يستشفع بهم عند الله تعالى ..!!
فسلام الله على هذا الغصن العلوي ، و النسل الأحمدي المبارك ..!!
اهِيكَ بالقـاسمِ بنِ المجتبى حَـــسَنٍ ... مُزاوِلِ الحـربِ لم يَعْبأْ بمـا فيـــــها
كـأنّ بِيـضَ مَواضِـيها تُكلِّـــــــــمُهُ ... غِيـدٌ تُغـازِلُـه منـها غَوانيـــــــــــــها
كأنّ سُمْـرَ عَواليـها كُــــؤوسُ طِلاً ... تَزُفُّـها راحُ سـاقِيها لِحـاسِــــــــــيـها
لو كانَ يَحذَرُ بأساً أو يخافُ وَغىً ... ما انصاعَ يُصلِحُ نَعلاً وهْو صاليها
أمامَـهُ مِن أعـاديهِ رِمــــــالُ ثَرىً ... مِن فـوقِ أسفلِها يَنهالُ عـاليــــــــها
ما عَمَّمتْ بارقـاتُ البِيضِ هامَتَهُ ... فاحمَّـرَ بالأبيضِ الهنـــــديّ هـاميها
إلاّ غَداةَ رأتْــــــهُ وَهْـو فـي سِنَةٍ ... عن الكفاحِ غَفُولَ النفـــسِ سـاهـيها
وتلك غَفـوةُ ليـــثٍ غيـرِ مكتـرِثٍ ... مـا نـالَه السيفُ إلاّ وهْوَ غافــــــيـها
فخَـرَّ يدعو فلَبَّى الســــبطُ دَعـوتَهُ ... فكان مـا كان منـه عندَ داعـــــــيـها
فقَلَّ به الأشهَب البـازي بيـن قطاً ... قـد لَفَّ أوّلَـها فتـكـاً بتـاليــــــــــــها
هذا هو القاسم
أبوه: الإمام الحسن المجتبى سبط رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانته، وسيّد شباب أهل الجنّة.. ابن أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب، وابن سيّدة نساءالعالمين من الأوّلين والآخِرين فاطمة الزهراء البتول، بضعة الهادي المصطفى الرسول، صلوات الله عليهم أجمعين.
وأُمّه: رَمْلَة وقد ورد ذِكْر القاسم بن الحسن المجتبى عليه السّلام في: إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس، والإرشاد للشيخ المفيد، وتاريخ الطبريّ، ومقاتل الطالبيّين للإصفهانيّ أبي الفَرَج، ومروج الذهب للمسعوديّ، ومقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ.. وغيرها من مصادر المسلمين، ذاكرين أنّ القاسم هو أخو أبي بكر بن الحسن، المقتول قَبلَه، لأمّه وأبيه، والذي قتَلَه عبدُالله بن عُقبة الغَنَويّ .
إن تنكروني فأنا نجل الحسن .... سبط النبي المصطفى و المؤتمن
هذا حسين كالأسير المـرتهن.... بين أناس لاسُقو صـــوب المزن
ولادة القاسم :
وكان الوقت فجراً فجلست أم كلثوم عن شمالها وزينب عن يمينها وأم هاني بين يديها فبينما هي كذلك إذ ازداد عليها المخاض فلم تتحرك وكان ذلك الارتباط بالسماء كان مهدئاً لها وقد منحها الله قوة القلب في تلك اللحظه فزال خوفها وامتلأ قلبها بالنور والسرور وكأن الملائكه هبطت من السماء وعطرت بيت الإمام الحسن ( عليه السلام ) بتسبيحها ونجواها كرامة لقدوم ذلك المولود الطاهر فبينما هي كذلك دون ان تشعر بألم ولا وجع وإذا بالبيت قدأضاء بالأنوار وإذا قد وضعت بالفتى الباسم إبنها القاسم أضاء البيت من غرة جبينه وسطع منه نور بلغ إلي عنان السماء لا إله إلا الله محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في هذه الحظات السعيدة والمناسبه المجيدة نزف التهاني والتبريكات إلي أهل البيت كـافة وإلى الحسن المجتبى خاصة ونحن رافعين أيدينا بالدعاء مبتهلين إلي رب العالمين قائلين إلهي بحق هذا المولود السعيد المبارك استجب لنا يا خالقنا بحق آبائة الطاهرين فرج عنا وعن جميع المؤمنين و المؤمنات
ولد الفتى البــــاســـمُ ...شبل الحـــسن الــقاسمُ
و ازدانت الدنـــيا به ...و ابتهج الفؤاد الــهائمُ
و انحنت الخلائق له ...و ابتشرت كل العوالم
نسأل الله القبول و أهل البيت عليهم السلام الشفاعة
قآم على العمل : بريق العبَّاس عليه السلام ، أنوار الرسالة (عمة مسك و أخت هبة دوماً و أبداً ) .
لا يحل النقل دون ذكر الكاتب و المصدر : منتديات سماحة السيد الفاطمي الموسوي حفظه الله و رعاه .