
تبارك اليوم الذي أزهرت فيد بدراً هاشميا ، تتلألأ و يُصب النور عليك صباً ملياً ، كم حارت في كنهك الأوصاف ، كنت و لا زلت علامة استفهام كبيرة في الكون ...من أنت روحي فداك ..؟ لم يعرفك إلا الذي سماَّك ،مهدياً قائماً بالقسط و العدل ...فسلام الله عليك ..يا سيدي ..!!
سبحان الله الذي جعل لك الكرامات الباهرات ، منذ الولادة و حتى آخر الأنفاس الزاكية و نقلك من اصلاب الطاهرين لأرحام الطاهرات ...

أ : أيا نفس إستعدي لأفراحٍ ... تُطّيّبُ الأسماع وتُنْعِشُ الــروح .
ل : لمولدٍ به إستبشرت الأملاك ... نجلٍ لمحمــدٍ ووارثٌ لنـــوح .
ح : حيّوّا به المهديُ قد أتى ... من آل هاشمٍ به العطورُ تفــوح .
ج : جامع أوصاف النبي محمدٍ ... وإسمه بلسماً شافياً للجــروح .
ة : تنوّرتْ سمانا بنوره مُذ أتى ... أتى الخير معه والشر نزيــح .

ب : بمولده إستبشرت سامراء ... وخبر الولادة قد أتى صريـح .
ن : نجل العسكري المهدي قد وُلِدْ ... خاتماً للأئمةِ فداه الــروح .

أ : أمل العالمين بطلعته يـــــــتحققُ ... ويأتى معه عيســـى المسيــــــــــح .
ل : لهفي لطـــــــول غـــــــيبته فقد ... أُقتتلِ الديـــن ودمــــــه مسفــــوح .
ح : حيث أُستبيحتْ المحارم بغيبتك ... فمتى ســـــــــــــيفك بيمناك يلوح .
س : سلامٌ عليك أيها القــائم بالحق ... حامي الشريعة وارث المـــــــذبوح.
ن : ندبتك عذراً في يوم مــــيلادك ... أنت الوسيلة ولغيرك همي لا أبوح.

أ : أنت السفينة ونحن راكبـــــوها ... من للسفينة غيرك أنت يـــا نــوح .
ل : ليل بغير صبحك كيف تشرق ... شمس علينا يا يوسفــــــنا الجريح .
م : من لنا غيرك يا وارث موسى ... إذ العدو أراد بدمنا يســــــــتبيــــح .
ه : هاهي الروح أتتك مــــــشتاقة ... عجّل بثارات الحسين الــــمطروح .
د : دلني عليك سيدي إننـــي فيــ ... ـــك حيران في فضاء حبك الفسيح .
ي : يا سيدي هاك عهدي إنني ... مهدوي محمدي لحد خــروج الروح .

ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثني أبو علي الخيزراني، عن جارية له كان أهداها لابي محمد - عليه السلام -، فلما أغار جعفر الكذاب على الدار جاءته فارة من جعفر فتزوج بها. قال أبو علي: فحدثتني أنها حضرت ولادة السيد - عليه السلام -، [ وأن اسم ام السيد صقيل، وأن أبا محمد - عليه السلام - حدثها بما يجري على عياله، فسألته أن يدعو الله عزوجل لها أن يجعل منيتها قبله، فماتت في حياة أبي محمد - عليه السلام - وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: هذا قبر ام محمد - عليه السلام -. قال أبو علي: وسمعت هذه الجارية تذكر أنه لما ولد السيد -عليه السلام - ] - رأت - له نورا ساطعا قد ظهر منه وبلغ افق السماء، ورأت طيورا بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثم تطير، فأخبرنا أبا محمد - عليه السلام - بذلك، فضحك ثم قال: (تلك ملائكة (السماء) نزلت لتتبرك به وهي أنصاره إذا خرج).
نورٌ سطع منه و سما ...حتى بلغ عنان السما
فلبته الملائكة هابطةً ..تتبرك به مولوداً مكرما

ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان بن خيلان قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن غياث بن اسيد قال: سمعت محمد بن عثمان العمري - قدس الله روحه - يقول: لما ولد الخلف المهدي - صلوات الله عليه - سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء، ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالى ذكره، ثم رفع رأسه وهو يقول: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الاسلام) (1)، قال: وكان مولده - عليه السلام - ليلة الجمعة .
هوى لله ساجداً و هُوَا ... له آدمٌ سجد و ما غوى
و طُرد إبليس أنه ما ... استكبر و من العلا هوى
كنهٌ عظيم ما علمت ... الملائك سره و ما احتوى
ناصر الدين ولي الإله ... مقيم العدل صاحب اللوا

ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه وأحمد بن محمد بن يحيى العطار قالا [ حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: ] حدثنا الحسين بن علي النيسابوري عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر - عليهما السلام - عن السياري قال: حدثتني نسيم ومارية [ قالتا: ] (2) إنه لما سقط صاحب الزمان - عليه السلام - من بطن امه سقط جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه إلى السماء، ثم عطس فقال: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو اذن لنا في الكلام لزال الشك).
سلام الله عليـــــــه أنهُ ... ســرٌ من الله هو يعلمهُ
تشهد لله و عليه أثنى... و الله أكرمه و قد أعظمهُ

قال ابراهيم بن محمد بن عبد الله وحدثتني نسيم خادم أبي محمد - عليه السلام - قالت: قال لي صاحب الزمان - عليه السلام - وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة، فعطست عنده، فقال لي: (يرحمك الله)، قالت نسيم: ففرحت بذلك، فقال لي - عليه السلام - (ألا ابشرك في العطاس ؟) فقلت: بلى [ يا مولاي وقال: (هو أمانٌ من الموت ثلاثة أيام).

ولادته المباركة :
روى الحسين بن حمدان الحضيني في (هدايته): قال: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان البصري ومحمد بن أحمد البغدادي وأحمد بن إسحاق وسهل بن زياد الآدمي و عبد الله بن جعفر، عن عدة من المشايخ الثقاة الذين كانوا مجاورين للامامين - عليهما السلام -، عن سيدنا أبي الحسن وابي محمد - عليهما السلام - قالا: (إن الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء [ من ] المزن، فتسقط في ثمار الارض فيأكلها الحجة - عليه السلام -، فإذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه ومضي له أربعون يوما سمع الصوت، فإذا أتت له أربعة أشهر وقد حمل كتب على عضده الايمن: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) ، فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه إلى الخلائق وأعمالهم، وينزل أمر الله إليه في ذلك العمود، والعمود نصب عينيه حيث تولى ونظر). قال أبو محمد - عليه السلام -: دخلت على عمتي في دارها، فرأيت جارية من جواريهن قد زينت تسمى نرجس، فنظرت إليها نظرا أطلته)، فقالت لي عمتي حكيمة: يا سيدي تنظر إلى هذه الجارية نظرا شديدا ؟ فقلت له: (يا عمة ما نظري إليها إلا نظر التعجب مما لله فيها من إرادته وخيرته) فقالت [ لي ] : يا سيدي أحسبك تريدها ؟ فأمرتها أن تستأذن أبي علي بن محمد - عليهما السلام - في تسليمها إلي، ففعلت، فأمرها - عليه السلام - بذلك، فجاءتني بها). قال الحسين بن حمدان: وحدثني من أثق به من المشايخ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا - عليهما السلام - قال: كانت حكيمة تدخل على أبي محمد - عليه السلام - فتدعو له أن يرزقه الله ولدا، وأنها قالت: دخلت عليه فقلت له كما [ كنت ] أقول ودعوت له كما كنت أدعو، فقال: ([ يا عمة ] أما [ إن الذي ] ( ) تدعين [ الله ] أن يرزقنيه [ يولد في هذه الليلة ] فاجعلي إفطارك عندنا)، فقلت: يا سيدي ممن يكون هذا المولود العظيم ؟ فقال: (من نرجس يا عمة). قالت: فقلت [ له ] : يا سيدي ما في جواريك أحب إلي منها، وقمت ودخلت عليها وكنت إذا دخلت [ الدار تتلقاني وتقبل يدي وتنزع خفي بيدها، فلما دخلت إليها ] فعلت بي كما كانت تفعل، فانكببت على قدميها فقبلتها ومنعتها مما كانت تفعله، فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها، فقالت [ لي ] : فديتك، فقلت لها أنا فداءك وجميع العالمين، فأنكرت ذلك مني، فقلت: لا تنكرين ما فعلت، فإن الله سيهب لك في هذه الليلة غلاما سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج للمؤمنين، فاستحيت فتأملتها فلم أر بها أثر حمل. فقلت لسيدي أبي محمد - عليه السلام -: ما أرى بها حملا، فتبسم - عليه السلام - فقال (إنا معاشر الاوصياء ليس نحمل في البطون وانما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الارحام. إنما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا، لاننا نور الله الذي لا تناله الدناسات)، فقلت له: يا سيدي لقد أخبرتني انه يولد في هذه الليلة، ففي أي وقت منها ؟ فقال: (في طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله تعالى). قالت حكيمة: فقمت فأفطرت ونمت بالقرب من نرجس، وبات أبو محمد - عليه السلام - في صفة تلك الدار التي نحن فيها، فلما ورد وقت صلاة الليل [ قمت ] ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة، فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع، ودخل في قلبي شئ فصاح [ بي ] أبو محمد - عليه السلام - من الصفة الثانية (لم يطلع الفجر يا عمة) فأسرعت الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها وضممتها إلي وسميت عليها، ثم قلت لها: هل تحسين بشئ ؟ فقالت: نعم، فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت، ووقع على نرجس مثل ذلك، فنامت فلم أنتبه إلا [ بحس ] ) سيدي المهدي - عليه السلام - وصيحة أبي محمد - عليه السلام - يقول: (يا عمة هاتي إبني إلي)، فقد قبلته فكشفت عن سيدي - عليه السلام - فإذا [ أنا ] به ساجدا يبلغ الارض بمساجده، وعلى ذراعه الايمن [ مكتوب ] (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) .

شعت أنوار الوصي الخاتم ... فتنورت أرجاء أرضنا الوسيـــعة .
جاء المهدي خاتم الأوصياء ... ذاك من يحيــــي الشريـــــــــعة .
صلوا على النبي الهاشمي محمد ... ولد المهدي فهنوا الوديــعة .

، فضممته إلي فوجدته مفروغا منه، ولففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد - عليه السلام -، فأخذه وأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى على ظهره، ثم أدخل لسانه عليه السلام - في فمه وأمر بيده على ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: (تكلم يا بني)، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله - عليه السلام -)، ثم لم يزل يعدد السادة الائمة - عليهم السلام - إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لاوليائه بالفرج على يده ثم أحجم، فقال أبو محمد - عليه السلام - (يا عمة إذهبي به إلى امه ليسلم عليها وأتيني به)، فمضيت به [ إلى امه ] فسلم عليها ورددته إليه، ثم وقع بيني وبين [ ابي ] محمد - عليه السلام - كالحجاب، فلم أر سيدي، فقلت له: يا سيدي أين مولانا ؟ فقال: أخذه مني من هو أحق به منك فإذا كان يوم السابع فأتينا، فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت [ عليه ] ثم جلست، فقال - عليه السلام -: (هلمي بابني)، فجئت بسيدي وهو في ثياب صفر، ففعل به كفعله [ الاول ] وجعل لسانه - عليه السلام - في فمه، ثم قال له: تكلم يا بني، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله)، واثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والائمة - عليهم السلام - حتى وقف على أبيه، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (1) ثم قال له: إقرأ يا بني مما أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم - عليه السلام - فقرأها بالسريانية، وكتاب ادريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وانجيل عيسى، وقرآن محمد جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم قص قصص النبيين والمرسلين إلى عهده. فلما كان [ بعد ] أربعين يوما دخلت عليه إلى دار أبي محمد - عليه السلام - فإذا مولانا صاحب الزمان يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته، فقال لي أبو محمد - عليه السلام -: (هذا المولود الكريم على الله عز وجل)، فقلت له: [ يا ] سيدي له أربعون يوما وأنا ارى من أمره ما أرى. فقال - عليه السلام -: (يا عمة أما علمت أنا معاشر الاوصياء ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في جمعة، وننشأ في الجمعة [ مثل ما ينشأ غيرنا في الشهر، وننشأ في الشهر مثل ] ما ينشأ غيرنا في السنة)، فقمت وقبلت راسه وانصرفت ثم عدت وتفقدته فلم اره، فقلت لسيدي ابي محمد - عليه السلام -: ما فعل مولانا ؟ فقال: (يا عمة إستودعناه الذي إستودعته ام موسى - عليه السلام -).

ثم قال - عليه السلام -: (لما وهب لي ربي مهدي هذه الامة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقف بين يدي الله عزوجل، فقال له: مرحبا بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي، آليت أني بك آخذ وبك اعطى وبك اغفر وبك اعذب، اردداه أيها الملكان على أبيه ردا رفيقا، وأبلغاه أنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن احق به الحق وازهق به الباطل، ويكون الدين لي واصبا). ثم قال: لما سقط من بطن امه إلى الارض وجد جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه، ثم عطس فقال: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا ذاكرا لله غير مستنكف ولا مستكبر)، ثم قال - عليه السلام -: (زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة لو أذن [ الله ] ( لي في الكلام لزال الشك).


صلوا على جده المرســــــــــلِ ..و آله للورى خـــــــير موؤلِ
و انصتوا يا حاضري مجلسه ..لما يذكر من الشأن و الفضلِ

قام على العمل : بريق العبَّاس عليه السلام ، دموعي حسينية ، افتخاري انتمائي لعلي عليه السلام ، السيد الجليل طالب علم ، أنوار الرسالة (عمة مسك و أخت هبة دوماً و أبداً ) .
لا يحل نقل العمل دون ذكر الكاتب و المصدر : منتديات السيد الفاطمي الموسوي حفظه الله .
