بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... وبعد :
سيدي الجليل الفاطمي .. أرجو من الله أن تكون في تمام الأحوال وأفضلها ..
أعلم ياسيدي أني متأخرة ثلاثة أيام عن بدء الأعمال ولكني قضيتها في المستشفى بعد أن خلصنا الله أنا وأهلي - بفضل أهل البيت ( ع ) - من مصيبة عظيمة , وقد باشرتُ الأعمال فور خروجي من المستشفى رغم شعوري بالتعب النفسي والجسمي ولكن توقفتُ بعد يوم واحد بسبب العذر الشرعي في اليوم التالي , لذا أرجو قبول عذري هذا الذي كان خارجاً عن إرادتي , وهذا بيان أحوالي أقدمه مقدرة لكم حسن اهتمامكم وصبركم :
الليلة الأولى ( ليلة الثلاثاء ) :
القراءة وبخور الجاوي : اتجهتُ للأعمال وأنا أشعر بالضيق والكتمة والحزن الشديد وتمثل لي كل ذلك بثقل كبير في صدري وتفكير متعب ومؤلم يشغل بالي , ولكني أصررتُ على الإستغاثة وجعلتها سبيلي في الخلاص مما أنا فيه وصرتُ أقرأ في البداية والتعب والهمّ واضح عليّ ومابداخلي يزداد ويعتصرني , ولكن مع توقعي بقرب الفرج لم أتوقع سرعته خلال لحظات القراءة , فبعد الحيرة والألم برزتْ أمامي الأمور واضحة ثم كيفية التعامل معها بخيارات شعرتُ أنها توفيق من الله إن أنا طبقتها , وأخذت نفسي تعود إلى السكينة والهدوء وتغير حالي بعد الإنتهاء فبعد شعوري وكأن روحي ستخرج من الهمّ شعرتُ بثبات واستقرار بشكل معاكس وسريع , صحيح أني لم أستطع الإندماج كثيراً ولكن جعلتُ صدق التوجه أولاً ثم لهج اللسان بالإستغاثة والبكاء وسيلتي ولم أخب فقد طبقتُ ماعزمتْ نفسي عليه أثناء الإستغاثة في اليوم التالي وكان ذلك هو الأفضل وانعكس علي بالإستقرار كوني وضعتُ نصب عيني مرضاة الله سبحانه .
بخور الحرمل : أشعلته وأنا أشعر بالضيق والهمّ وأخذ في الاشتعال جيداً مع حصول الفرقعات الخفيفة والقوية طوال وقت التبخير وبشكل متلاحق .
هنا توقفت لسبعة أيام بسبب العذر الشرعي والذي مرت أيامه بكل هدوء واستقرار مع مواظبتي لزيارة عاشوراء .
الليلة الثانية ( ليلة الثلاثاء ) :
القراءة وبخور الجاوي : راحة أثناء التوجه ثم أيضاً في أعمال الإهداء مع الشعور بالطمأنينة والإستقرار بحيث أني لم أتوقع أني سأتأثر بالبكاء سريعاً فقط عند البدء بالإستغاثة والتي شعرتُ معها بصدق التوجه والخشوع وكذلك الزيارة .
بخور الحرمل : اشتعل بفرقعات متوسطة سريعة ومتلاحقة وظلت تحدث طوال التبخير وفرقعتان قويتان كل ذلك مع شعوري بالراحة من رائحة البخور .
الليلة الثالثة ( ليلة الأربعاء ) :
القراءة وبخور الجاوي : اتجهتُ للأعمال في وقت متأخر بعض الشيء , ولكن إنجذابي للقراءة وخصوصاً الأستغاثة بالتركيز والخشوع يغلب التركيز على الوقت فتميل نفسي نحو التأني والإندماج فيها وخصوصاً خلال دعاء التوسل الذي شعرتُ معه بالراحة وحضورٌ قلبيّ كبير مع بكاء عند اختتامه وكذلك الإستغاثة المباركة مع شعور بتعلق قلبي بها , وتأثر أيضاً عند زيارة الإمام الكاظم ( ع ) مع حضور صور ذهنية تأثراً وبكاءاً من المصاب .
بخور الحرمل : اشتعل جيداً بفرقعات خفيفة سريعة ومتلاحقة ورغم خفتها وبُعدها إلا أنها أصابتني بلسعة حارقة في جانب الصدر الأيمن ، ثم أخذت تحدث فرقعات قوية جداً قد انتبه لها من في البيت حيث أنها اقتربت من وجهي من تطاير البخور مع توتري قليلاً أثناء حدوثها وقد حدثت بشكل متفرق في أنحاء البيت والغرف مع شعوري بتعب شديد في الرأس الذي هدأ في منتصف وقت التبخير ثم عاد بشكل نوبة أخرى عند قرب الأنتهاء مع الشعور بالضيق والثقل في الصدر قليلاً أثناء ذلك .
رؤيا : رأيت كأني جالسة على كرسي في حسينية ومعي نساء فجاءت إمرأة ليست كبيرة جداً بالسن تلبس ملابس طرازها قديم وتضع نظارة وجلست أمامي وعلى جانبها أيضاً إمرأتان , وكأن هذه المرأة لها شأن عندهم وكانت تقول بشكل واضح وبعالي الصوت إن القراءة الحسينية يجب أن تكون مناسباتية أي تقرأ فقط في المناسبات , فرأيتُ نفسي أرد عليها بقوة شديد في ما معناه بأن القراءة الحسينية لا تنتظر المناسبات وأنها هي المناسبة بحد ذاتها فتجب قراءتها على كل وقت , فلم أجد رداً أو كلاماً منهم , ثم رأيتُ نفسي - وحولي نساء كُثُر منهم الصغيرة والكبيرة - أذهب إلى المنبر وأجلس وحدي باستقرار على العتبة الأولى منه وكان مفروشاً بسجادة خضراء ولكن كانت الحسينية تزدحم بالنساء حولي وهم بشكل فوضوي وغير مرتب .
الليلة الرابعة ( ليلة الخميس ) :
القراءة وبخور الجاوي : إقبال كبير عليها ثم راحة وانشراح أثناءها , وكذلك تأثر وخشوع عند الاستغاثة والزيارة ثم راحة واطمئنان أيضاً بعد الإنتهاء .
بخور الحرمل : اشتعل بفرقعات خفيفة ثم فرقعات متوسطة مع الشعور بالراحة .
الليلة الخامسة ( ليلة الجمعة ) :
القراءة وبخور الجاوي : كنتُ أشعر ببعض التعب قبلها وعند البدء تعب قليل في الرأس ولكني استطعتُ أن أقرأها براحة وحضورٌ قلبيّ وخشوع خصوصاً عند دعاء التوسل ثم تأثر عميق عند أول البدء بالاستغاثة وكذلك خلال الزيارة أيضاً ثم راحة وانشراح واضح بعد الإنتهاء .
بخور الحرمل : اشتعل بفرقعات خفيفة ومتوسطة وكانت تحدث بشكل متلاحق أصابتني لسعة في اليد اليمنى وشعرتُ في بداية التبخير بتعب مفاجئ في الرأس على شكل نوبة ثم تطاير البخور في وجهي مع حدوث فرقعات قوية , وقد شعرتُ أثناءها كأني محبطة مع ضيق في الصدر ثم شعرتُ بنوبة تعب أخرى في الرأس عند قرب الإنتهاء , وبقيت أشعر بالضيق ثم زال ذلك بفترة.
الليلة السادسة ( ليلة السبت ) :
القراءة وبخور الجاوي: توجه وإقبال للأعمال ولكني شعرتُ بتعب في الرأس عند البدء وظلَّ لفترة ضغط في الخاصرة اليمنى , ولكن كانت هناك راحة نفسية أثناء قراءة السورة ثم تأثر وخشوع من أول الإستغاثة مع بكاء وكذلك أثناء الزيارة ثم راحة واطمئنان كبير بعد الإنتهاء .
بخور الحرمل : اشتعل جيداً بفرقعات خفيفة ومتوسطة سريعة ومتلاحقة ثم فرقعة قوية جداً , وعندما انتهيت فقط من تبخير غرفتي ومكان نومي شعرتُ فجأة بتعب شديد في الرأس ثم مباشرة تعب وضغط شديد جداً في الساق اليمنى وأخذ ذلك يزداد بشكل غريب وكأن أحداً ما يمسك ويضغط عليها خصوصاً في منطقة الرسغ وكأن حلقة تلتف وتضيق حوله لدرجة أني كنتُ أمشي وأنا منزعجة من ذلك وكانت الفرقعات القوية تحدث ولكن بشكل قليل وكان البخور يتطاير من أول التبخير ( استغربتُ ماحصل لي من تعب خصوصاً لساقي لأن ذلك أول مرة يحصل لي بهذا الشكل والدرجة , وقد زال ذلك بعد الإنتهاء من التبخير مباشرة , وكأن شيئاً لم يكن ) .
الليلة السابعة ( ليلة الأحد ) :
القراءة وبخور الجاوي : بعدما انتهيتُ من تبخير البيت بالحرمل نمتُ قليلاً كي أشعر بالراحة استعداداً للقراءة لأني شعرتُ بالتعب خلال اليوم , ولما صحوتُ ورحتُ أحضر بخور الجاوي شعرتُ بذات الألم الذي كان في الليلة السابقة أي أنه كان هناك تعب وألم شديد مع ضغط يمسك بساقي اليمنى مع القدم , وقد بدأتُ في القراءة وأنا على هذا الحال وكنتُ أشعر بتعب عام ولكني حاولتُ الإندماج مااستطعت ولكني وقعتُ في السهو قليلاً نتيجة لما مررتُ به في الأيام السابقة من أزمة , ثم حاولتُ جاهدة التركيز أثناء الإستغاثة وهكذا كان ولله الحمد فكنتُ أرفع صوتي خلالها وأستشعرها بخشوع وكنتُ أشعر بأني أريد البكاء ولكن التعب غلب علي , ثم وجهتُ دعائي وخصصت به الإمام الحجة ( عج ) والمؤمنين والمؤمنات , وبعد الإنتهاء كانت هناك راحة واطمئنان كبير وذهب كل التعب والألم . إلا أن التفكير في مسألة ماضية أخذ يؤلمني فصرتُ أذكر الله وتغلبتُ على ذلك بقراءة سورة من القرآن الكريم وذلك بعد صلا الفجر.
بخور الحرمل : اشتعل بفرقعات خفيفة ومتوسطة وكانت تحدث بشكل سريع ثم فرقعات قوية واستمرت وقتاً ثم هدأت فترة قصيرة ثم أخذت تحدث مرة أخرى طوال وقت التبخير أي أن الفرقعات تحدث بكل درجاتها مع شعوري ببعض التعب ( ممكن لأني هذا اليوم بذلت مجهوداً والوقت متأخر ) , ولكني كنتُ كنت مرتاحة نفسياً .
أما العبادت فكانت بإقبال وتوجه في معظمها لشعوري بالشكر والإمتنان لله سبحانه وتعالى الذي خلصنا من بلاء عظيم لايعلم مداه إلا هو .
وأخيراً سيدي , أنا لا أدري عن مدى تقدم حالي في العلاج ولا أعرف تقديركم لوضعي من كل النواحي وخصوصاً الروحية , لكن من جانبي كنتُ - ولازلتُ – ألتمس آثاراً طيبة واستقرار وثبات نفسي وروحي كبير لدرجة أني أؤثر فيمن حولي يإيجابية كبيرة وذلك بسهولة واضحة وبشهادة من حولي , وقد وضعتني التجربة الأخيرة في إختبار لقياس ذلك .
أطمع في الكثير والمزيد من الله وأهل البيت ( ع ) , ثم منكم أيها السيد الجليل , فقد تمثلت لي علاجاتكم الروحية سنداً طاهراً وظاهراً لنا طوال هذه المدة لا سيما خلال ماكان من ضيق وأزمة في الفترة الحالية والله ورسوله أعلم بذلك, لا أستطيع الإضافة على ذلك لأنه أكثر من أن يكتب وأدق من أن يوصف , فأسألك سيدي لي ولجميع المتعالجين والمتعالجات الدعاء بالمثابرة والاجتهاد في طريق تمام هذه النعمة علينا بسببكم بعد الله , منَّ الله علينا وعليكم – سيدي - بأفضل نعمه وأخصها , شاكرة لكم كل جهودكم , أبقاكم الله في حفظه وأمانه .