



فاطمة عليها السلام والمهدي عليه السلام
فـي سـورة القـدر

يروي السيد البحراني عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير سورة القدر، قال: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يعني فاطمة، في قوله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها...) (والرُّوحُ)، روح القدس وهي فاطمة عليها السلام ، ـ (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يعني: حتّى يقوم القائم عليه السلام .(12)
الزهراء عليها السلام بقية النبوة، والمهدي عليه السلام بقية الأنبياء
وسـلالـة النبـوة وبقيـة الله

الزهراء عليها السلام بقية النبوة، والمهدي عليه السلام بقية الأنبياء وسلالة النبوة وبقية الله:
بعد أن ألقت الزهراء عليها السلام خطبتها المشهورة في قصة فدك وعادت أدراجها إلى بيتها، خاطبها أمير المؤمنين عليه السلام بكلمات جاء فيها:(...يا ابنة الصفوة وبقية النبوة) .(13)
روت السيدة حكيمة قصّة ولادة الإمام المهدي عليه السلام ، وجاء فيها أنّ المهدي عليه السلام لمّا وُلد وجاءت به إلى أبيه الإمام العسكري عليه السلام ، قال له: (...تكلّم يا حجّة الله وبقية الأنبياء ونور الأصفياء وغوث الفقراء وخاتم الأوصياء ونور الأتقياء...) .(14)
روي عن الإمام العسكري عليه السلام (في حديث) أنّه قال في وصف الإمام المهدي عليه السلام : (...الذي تجتمع فيه الكلمة، وتتمّ به النعمة، ويُحقّ الله الحقّ ويُزهق الباطل، فهو مهديّكم المنتظر، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(15) ثم قال لنا: واللهِ هو بقيّة الله .(16)
الزهراء عليها السلام سيّدة النساء والمهدي عليه السلام سيّد الخلق

لقّب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بضعته الزهراء عليها السلام بلقب (سيدة نساء العالمين) في موارد كثيرة، منها:ما رواه ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين .(17) أمّا المهدي المنتظر فقد لقّب بـ (سيّد الخلق).
روى الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبتُ إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام :
(أشكو جفاء أهل واسط وحملهم عليّ) وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقّع بخطّه: (إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك، فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) . (18) ،(19)
الزهراء عليها السلام الطاهرة والمهدي عليه السلام الطاهر

فاطمة الزهراء عليها السلام إحدى أجلى مصاديق آية التطهير بنصّ القرآن الكريم وباعتراف المؤالف والمخالف، نصّ الحقّ تبارك وتعالى على أنّه أذهب عنها الرجس وطهّرها من الدنس وجعلها في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُه.
روت أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لها (في حديث) : (...أما علمتِ أنّ ابنتي فاطمة طاهرة مطهّرة؟) .(20)
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال (في حديث):(... إذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم حتّى يظهر الطاهر بن المطهّر ذو الغيبة) .(21)

الزهراء عليها السلام المُحدّ َثة والمهدي عليه السلام المحدّ َث

وردت روايات كثيرة تصف الزهراء عليها السلام بالمحدّ َثة التي تحدّثها الملائكة، سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن مصحف فاطمة عليها السلام ، فسكت عليه السلام مليّاً ثم قال: (إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون. إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويُخبرها عن أبيها ومكانه، ويُخبرها بما يكون بعدها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة .(22)
أما المهديّ المنتظر عليه السلام فقد وردت روايات كثيرة تصفه بالمحدّث مع باقي الأئمّة الطاهرين المعصومين عليهم السلام . روي عن الإمام الباقر عليه السلام : منّا اثنا عشر محدّ َثاً، السابع من ولدي القائم .(23)
روى الإمام الجواد عليه السلام أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن عبّاس (في حديث): (... أنا وأحد عشر من صُلبي أئمّة محدّ َثون). (24)
الزهراء عليها السلام نور أهل السماء والمهدي عليه السلام نور أهل الأرض

روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (في حديث طويل) قال: (... ثمّ أظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة، فتكلّم الله جلّ جلاله كلمة فخلق منها روحاً، ثم تكلّم بكلمة فخلق من تلك الكلمة نوراً، فأضاءت النور إلى تلك الروح وأقامها مقام العرش فزهرت المشارق والمغارب، فهي فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولذلك سُمّيت الزهراء لأنّ نورها زهرت به السماوات). (25)
يروي المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة. (26)
الزهراء عليها السلام والمهدي عليه السلام
كلاهمـا تحـدّث في بطـن أمّـه

روى المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال (في حديث): إنّ خديجة عليها السلام لمّا تزوّج بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هجرتها نسوة مكّة فكنّ لا يدخلن عليها ولا يُسلّمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها وغمّها حذراً عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، فلمّا حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السلام تحدّثها من بطنها وتصبّرها .(27)
روت السيدة حكيمة قصّة ولادة الإمام المهدي عليه السلام (وهي رواية مفصّلة جاء فيها):
(... حتّى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر وثبت (نرجس) فزعةً، فضمتها إلى صدري وسمّيتُ عليها، فصاح أبو محمّد (العسكري) عليه السلام وقال: اقرأي عليها: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، فأقبلتُ أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذي أخبركِ به مولاي. فأقبلتُ أقرأ كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ، وسلّم عليّ. قالت حكيمة: ففزعتُ لما سمعتُ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام : لا تعجبي من أمر الله عزّ وجل، إنّ الله تبارك وتعالى يُنطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجّة في أرضه كباراً. (28)
الزهراء عليها السلام والمهدي عليه السلام
كلاهمـا كـوكـب درّي

سأل أبو هاشم العسكري عن الإمام العسكري عليه السلام : لِم سُمّيت فاطمة الزهراء؟ فقال: كان وجهها يُزهر لأمير المؤمنين عليه السلام من أوّل النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدرّي. (29)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدريّ. (30)
الزهراء عليها السلام المنصورة والمهدي عليه السلام المنصور

روى الإمام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (في حديث) أنّه صلى الله عليه وآله وسلم سأل جبرئيل عن نور ساطع شاهده، فقال جبرئيل: إنّ ذلك النار للمنصورة في السماء وفي الأرض فاطمة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : حبيبي جبرئيل، ولم سمّيت في السماء المنصورة، وفي الأرض فاطمة؟
قال: سُمّيت في الأرض فاطمة لأنها فُطمت وشيعتها من النار، وفُطم أعداؤها من حبّها. ثم قال: وهي في السماء المنصورة، وذلك قوله عز وجل: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ). (31) يعني نصر الله لمحبيها. (32)
أمّا الإمام المهدي عليه السلام فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ)، قال: هم بنو أميّة؛ (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ): عند قيام القائم. (33)
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) ، (34) قال: (مَن قُتل مظلوم): الحسين عليه السلام ؛ (إنّه كان منصور): سمّى اللهُ المهديّ المنصور كما سمّى أحمد ومحمّد ومحمود، وكما سمّى عيسى المسيح. (35)
وجاء في زيارة عاشوراء (... فأسأل اللهَ الذي أكرم مقامك وأكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمامٍ منصور من أهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ) .(36) وروي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال: القائم منّا منصور بالرعب، مؤيَّد بالنصر. (37)
(12) تفسير البرهان: 4: 487، ح 24.
(13) بحار الأنوار 8: 109، فاطمة بهجة قلب المصطفى: 365.
(14) النجم الثاقب: 29.
(15) سورة هود: 86.
(16) الهداية الكبرى للخصيبي: 363.
(17) فاطمة من المهد إلى اللحد: 116، نقلاً عن بحار الأنوار.
(18) يس: 52.
(19) فروع الكافي 8: 207/ ح 346.
(20) فاطمة من المهد إلى اللحد: 121 نقلاً عن ذخائر العقبى.
(21) بحار الأنوار 52: 212.
(22) بحار الأنوار 43: 79، 80.
(23) كشف الغمة 3: 297.
(24) أصول الكافي، باب ما جاء في الاثنى عشر والنصّ عليهم.
(25) بحار الأنوار 40: 44.
(26) الغيبة للطوسي 467/ ح 484.
(27) بحار الأنوار 43: 2.
(28) كمال الدين 1: 42-427/ ح2.
(29) الجنّة العاصمة: 72، نقلاً عن بحار الأنوار.
(30) كشف الغمة 3: 269.
(31) الروم: 4.
(32) بحار الأنوار 43: 4/ ح 3.
(33) تفسير البرهان 3: 258، ح6.
(34) الإسراء: 34.
(35) بحار الأنوار 51: 30.
(36) مفاتيح الجنان، زيارة عاشوراء.
(37) كشف الغمّة 3: 324.
تعريب: الاستاذ رحيم مبارك
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
