کل شیء بمقدار
قال الإمام علی(علیه السلام):
« جعل الله لکل عمل ثواباً ولکل شیء حساباً »
الشرح والتفسیر
مسألة الحساب یوم القیامة من ضروریات دیننا ومن هنا کان أحد أسماء یوم القیامة یوم الحساب. ولا یقتصر الحساب على یوم القیامة، بل ما یستفاد من آیات القرآن وروایات المعصومین(علیهم السلام) أنّ هنالک حساباً فی هذه الدنیا أیضاً، کما کان هنالک حسابٌ دقیقٌ فی عالم الخلق والتکوین، کما هو حاکم هذا الحساب والنظم فی العالم الکبیر (عالم الخلق) والعالم الصغیر (بدن الإنسان). ولو تمعن الإنسان خلقه لأدرک مدى دقة الحساب. فقد رکّب وجود الإنسان من بضعة وعشرین عنصراً، وفیه أنواع الفلزات وشبه الفلزات من قبیل: الحدید والکالسیوم والأوکسجین والهیدروجین وأمثالها لمن مرکبات بدن الإنسان، وهذه العناصر خاضعة جمیعاً لحساب بحیث یمرض الإنسان إن قلّت أو کثرت، وعلیه فالمرض یفرز من اختلال الحساب، ولیس هنالک من حساب لمرکبات بدن الإنسان الکیمیائیة، بل حرکاته الفیزیائیة کذلک; أی مثلاً معلوم عدد نبض القلب السلیم فی کل عمر حین النوم وحین الیقظة وعند المشی وعند الرکض. ونبضات القلب على قدر من الحساب والدقّة بحیث کان قدماء الأطباء یشخصون من خلالها مختلف الأمراض. والأهم من ذلک ما کان یقوله أحد الأطباء: «یمکننی معرفة جمیع الأمراض من النظر إلى عین المریض، فعین الإنسان مرآة لجمیع أمراض الإنسان!». وکل هذه علامات على الحساب الدقیق الذی یسود العالم برمته. فإن صدقنا ذلک سنوقن بأنّ فی الشریعة حساباً خاصاً على غرار الطبیعة.
وقد أشار علی(علیه السلام) فی هذه الروایة إلى هذا الموضوع أنّ لکل عمل خیر ثواباً وعمل سیىء حساباً. ولابدّ أن نعلم بأنّ جمیع الحوادث الصغیرة والکبیرة معلولة لعلل وإن لم نقف على أغلبها، والإنسان الموفق من یظفر بعلة کل حادثة ویعتبربها. نقل المرحوم العلاّمة المجلسی فی بحار الأنوار: «دخل على أمیرالمؤمنین(علیه السلام) رجلٌ من أصحابه وطأ على حیّة فلدغته وهو یتضرع ویبکی. قال(علیه السلام) سیحمل إلى منزله، لم یحن حینه. فتعافى بعد شهرین. فدخل على الإمام(علیه السلام)فقال له(علیه السلام): حیث أقبل قنبر خادمی وأنت بحضرة فلان العاتی فقمت إجلالاً له. فقال لک: أوَ تقوم لهذا بحضرتی؟ فقلت له: وما بالی لا أقوم والملائکة تضع له أجنحتها فی طریقه، فعلیها یمشى. فقام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه فلهذا سقطت علیک هذه الحیّة». فإن کان الحساب بهذه الدقة لابدّ من المزید فی مراقبة أعمالنا، ونبحث عن العلل، فی سلب التوفیق وزوال نشاط العبادات والتعرض للصعاب وسائر الأمور.
قبسات من السيرة العلوية
قال الإمام علی(علیه السلام):
« جعل الله لکل عمل ثواباً ولکل شیء حساباً »
الشرح والتفسیر
مسألة الحساب یوم القیامة من ضروریات دیننا ومن هنا کان أحد أسماء یوم القیامة یوم الحساب. ولا یقتصر الحساب على یوم القیامة، بل ما یستفاد من آیات القرآن وروایات المعصومین(علیهم السلام) أنّ هنالک حساباً فی هذه الدنیا أیضاً، کما کان هنالک حسابٌ دقیقٌ فی عالم الخلق والتکوین، کما هو حاکم هذا الحساب والنظم فی العالم الکبیر (عالم الخلق) والعالم الصغیر (بدن الإنسان). ولو تمعن الإنسان خلقه لأدرک مدى دقة الحساب. فقد رکّب وجود الإنسان من بضعة وعشرین عنصراً، وفیه أنواع الفلزات وشبه الفلزات من قبیل: الحدید والکالسیوم والأوکسجین والهیدروجین وأمثالها لمن مرکبات بدن الإنسان، وهذه العناصر خاضعة جمیعاً لحساب بحیث یمرض الإنسان إن قلّت أو کثرت، وعلیه فالمرض یفرز من اختلال الحساب، ولیس هنالک من حساب لمرکبات بدن الإنسان الکیمیائیة، بل حرکاته الفیزیائیة کذلک; أی مثلاً معلوم عدد نبض القلب السلیم فی کل عمر حین النوم وحین الیقظة وعند المشی وعند الرکض. ونبضات القلب على قدر من الحساب والدقّة بحیث کان قدماء الأطباء یشخصون من خلالها مختلف الأمراض. والأهم من ذلک ما کان یقوله أحد الأطباء: «یمکننی معرفة جمیع الأمراض من النظر إلى عین المریض، فعین الإنسان مرآة لجمیع أمراض الإنسان!». وکل هذه علامات على الحساب الدقیق الذی یسود العالم برمته. فإن صدقنا ذلک سنوقن بأنّ فی الشریعة حساباً خاصاً على غرار الطبیعة.
وقد أشار علی(علیه السلام) فی هذه الروایة إلى هذا الموضوع أنّ لکل عمل خیر ثواباً وعمل سیىء حساباً. ولابدّ أن نعلم بأنّ جمیع الحوادث الصغیرة والکبیرة معلولة لعلل وإن لم نقف على أغلبها، والإنسان الموفق من یظفر بعلة کل حادثة ویعتبربها. نقل المرحوم العلاّمة المجلسی فی بحار الأنوار: «دخل على أمیرالمؤمنین(علیه السلام) رجلٌ من أصحابه وطأ على حیّة فلدغته وهو یتضرع ویبکی. قال(علیه السلام) سیحمل إلى منزله، لم یحن حینه. فتعافى بعد شهرین. فدخل على الإمام(علیه السلام)فقال له(علیه السلام): حیث أقبل قنبر خادمی وأنت بحضرة فلان العاتی فقمت إجلالاً له. فقال لک: أوَ تقوم لهذا بحضرتی؟ فقلت له: وما بالی لا أقوم والملائکة تضع له أجنحتها فی طریقه، فعلیها یمشى. فقام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه فلهذا سقطت علیک هذه الحیّة». فإن کان الحساب بهذه الدقة لابدّ من المزید فی مراقبة أعمالنا، ونبحث عن العلل، فی سلب التوفیق وزوال نشاط العبادات والتعرض للصعاب وسائر الأمور.
قبسات من السيرة العلوية
