حقيقة هاروت وماروت
المسألة: ما هي حقيقة ما يُذكر حول هاروت وماروت المذكورين في القرآن الكريم, وهل يصح ما ينسبونه إليهما من تعليم السحر؟!
الجواب: المستظهر من القرآن الكريم والعديد من الروايات الورادة عن الرسول (ص) وأهل بيته(ع) أنَّهما ملكان من الملائكة قال تعالى: ﴿وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾، فالقرآن وصفهما في هذه الآية بالملكين، وأما ما ادعاه البعض من أنَّ القراءة الصحيحة هي بكسر اللام لا بفتحها فيكون هاروت وماروت من الملوك وليسا من الملائكة فإن هذه الدعوى مضافاً إلى استنادها إلى قراءةٍ شاذة جداً ومنافية لما عليه جمهور القراء والمفسرين فإنها منافية أيضاً لما أفادته الروايات – سواءً المعتبرة منها أو الضعيفة - من أن هاروت وماروت كانا من الملائكة.
فإن المستظهر من الآية أن هاروت وماروت كانا قد علًما بعض الناس السحر إلا تعلمهما لهؤلاء الناس كان بعد التحذير من الإفتتان والكفر وهذا معناه التحذير من العمل بالسحر.
وأما منشأ تصديهما لتعليم هؤلاء الناس السحر فهو -كما أفادت بعض الروايات الورادة عن أهل البيت (ع)- أنه في زمنٍ من الأزمنة الغابرة كثر بين الناس السحرة والمموهون وكانوا يستغلون جهل الناس بحقيقة السحر، وكان من كيدهم أنهم يدعون القدرة على ما يأتي به الأنبياء من معجزات فيصرفون –بما يُظهرونه من غرائب- الناسَ عن النبي المبعوث لهم، وكانت لهم مع الناس أفعال تضر بحالهم وعلائقهم فأنزل الله الملكين هاروت وماروت على نبي ذلك الزمان ليعِرفانه سرِّ ما يظهره السحرة من غرائب، ويعرفانه الكيفية التي بها يبطل أثر سحرهم وتمويهاتهم، فكلَّف النبي (ع) الملكين هاروت وماروت بأن يتصدى كلٌّ منهما لتعريف الناس بذلك فظهرا للناس بإذن الله تعالى في صورة بشرين وعرفاهم سرَّ ما يظهره السحرة من غرائب وكيفية الوقاية من أثر سحرهم والوسيلة لإبطال سحرهم. فكان ذلك مقتضياً لتعليم هؤلاء الناس أصول السحر، إذ لا سبيل للوقاية منه وإبطاله إلا بالوقوف على أصوله إلا أنهما كانا يُحذِّران كلَّ من يتعلم منهما السحر من الإفتتان، إذ أن المعرفة بالسحر قد تُغري العارف به وتدفعه إلى أن يُسخره فيما يضرُّ بعباد الله، وهو على حدِّ الكفر كما هو مفاد قوله تعالى على لسان الملكين: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾ فكان المتعلمون يدركون عاقبة الزيغ والانحراف عن الهدف من تعليم الملكين لهم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ﴾.
فتعليم السحر من قبل هاروت وماروت لهؤلاء الناس لم يكن مستقبحاً بعد أن كانت هذه هي غايته التي قدر الله تعالى أن يكون ذلك هو علاجها وبعد أن كانا يحذِّران من يتعلم منهما مغبة الإنحراف والزيع. فكما أن تعليم الناس العناصر التي يتكون منها السم وتعليمهم كيفية تحضيره من أجل الوقاية منه ولغرض الوقوف علي وسيلة الإبطال لمفعوله وأثره، فكما أن تعليم ذلك للعقلاء وتحذيرهم في ذات الوقت ليس قبيحاً فكذلك هو تعليم الملكين للسحر في الظرف المذكور لم يكن قبيحاً.
هذا هو حاصل الرواية المأثورة عن الإمام الرضا (ع) عن أبيه عن الإمام الصادق (ع) وقد ورد في نصها أنه: "وكان بعد نوح (ع) قد كثر السحرة والمموهون فبعث الله عز وجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم فتلقاه النبي (ع) عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله عز وجل فأمرهم ان يقفوا به على السحر وان يبطلوه ونهاهم ان يسحروا به الناس وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى يدفع به غائلة السم ثم قال عز وجل ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾ يعنى ان ذلك النبي (ع) أمر الملكين ان يظهرا للناس بصوره بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك فقال الله عز وجل: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ﴾ ذلك السحر وابطاله ﴿حَتَّى يَقُولاَ﴾ للمتعلم: ﴿إنما نحن فتنه﴾ وامتحان للعباد ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم ﴿فلا تكفر﴾ باستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به ودعا الناس إلى أن يعتقدوا انك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه الا الله عز وجل فإنَّ ذلك كفر.."
والمتحصل مما ورد في الرواية الشريفة أن تعليم الملكين هاروت وماروت السحر كان لغرض إيقاف الناس على حقيفة ما يفعله السحرة من إيهام وتمويه حتى يتقوا أثره، وحتى لا يغتروا بدعواهم القدرة على ما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل كإحياء الموتى الذي قد يصدر عن بعض الأنبياء ولكن بإذن الله تعالى وإقداره.
فتلك هي الغاية من تعليم الملكين الناس للسحر إلا أن المفتونين ممن تعلموا السحر من الملكين سَخروه لغير الغاية التي من أجلها بعث الملكان، ويبدوا أن أصول ما تعلمه هؤلاء المفتونون قد تم تدوينه فاستغلَّه آخرون من أهل الضلال جاؤا بعدهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جداً مفيد ورائع وراقي
جزاك الله خير الجزاء
سلمــــت أناملكـــــــم الولائيــــــة الطـــــاهرة
دمتم وداااام إبداعكــــــم لا عدمنا طلتكم النورانية
قضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق محمد وآل محمد عليهم السلام
نسأل الله لكم دوام الموفقيـــــة والســـــداد
دمتم بحفظ الله ورعايته
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
ياعليُ مدد ويازهـــراءُ سدد ويامهديُ فرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ
جزاكِ الله خير
في ميزان حسناتكِ ان شاءالله
اختي الكريمة كل الشَكـرعلى مـآ قدمتم
ويسَلمو على النقـل والمجهود آلطيب والمبارك
بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
وقضى حوائجكم بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أنوار الزهراء على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
الله يعطيك العافيه
في ميزان حسناتك
قضى الله حوائجك ويسرأمورك بحق محمد وآل محمد
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد
اللهم استنقذنا من الظلم بظهور الحجة ابن الحسن (عليه السلام )
وجعلنا من أنصاره وأعوانه بحق محمد وآل محمد
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نوارة اسال الله لكم بدوام الموفقيه والسداد في دنيا والاخرة
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ولك سلمت اناملك
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
جعله في ميزان حسناتك
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين