بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
﴿فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ﴾.. هذه الآية فيها مضمون ملفت وغريب!.. إن كان لا أحد يُسأل عن ذنبه يوم القيامة؛ فأين الحساب؟.. وفي آية أخرى يقول: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾.. بعض المنحرفين هذه الأيام في المواقع والفضائيات من الكفار يروّجون لهذا المعنى: أن القرآن فيه اختلاف!.. لذا لابد أن نلّم بهذه الأمور.. والجواب على هذا التساؤل بكل بساطة هو:
أن يوم القيامة فيه مواقف مختلفة، وقد ورد في بعض الروايات، أن هناك خمسين موقفاً في القيامة.. قال الصادق -عليه السلام-: «ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ في القيامة خمسين موقفاً، كلّ موقف مثل ألف سنة ممّا تعدون» ثمّ تلا هذه الآية: ﴿في يوم كانَ مِقدارهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة﴾.. ولكل موقف خصوصية، ومن مواقف القيامة: المساءلة؛ ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾.. والختم على الأفواه؛ ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ﴾؛ في هذا الموقف الأعضاء هي التي تشهد على صاحبها، ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾؛ هذا الجلد المدلل، الذي كان يهتم به الإنسان في الدنيا، وإذا به يوم القيامة يشهد على إجرام صاحبه.. وعندما يُعاتب على ذلك؛ يأتي الجواب: ﴿أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ يا له من خزي!.. ليس الجلد فقط هو الذي يشهد، بل كل أعضاء الإنسان، ومنها: العين التي هي بمثابة كاميرا مسجلة، ويوم القيامة تكشف كل الأسرار ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾!..
فإذن، هناك مواقف رهيبة ومختلفة في ذلك اليوم: يسأل في بعضها، ويختم على الأفواه في بعضها، ولا يُسأل في بعضها.. ولكن كيف يعرف المجرم من غير المجرم إذا لم تكن هناك مساءلة؟.. الجواب في الآية اللاحقة: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ...﴾.. المؤمنون سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وهؤلاء وجوههم بشعة ومظلمة من أثر الإجرام.. فوجوه الناس يوم القيامة على أشكال وألوان:
1. وجوه بيضاء: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾؛ وبياض الوجه نستطيع الحصول عليه في الدنيا عند الوضوء، عندما نصب الماء على الوجه نقول: (اللهم!.. بيض وجهي يوم تسوّد فيه الوجوه، ولا تسوّد وجهي يوم تبيض الوجوه).
2. وجوه مسودة: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌٌ﴾.
3. وجوه ناعمة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ﴾؛ منعمة في أنواع اللذات، وظاهر عليها أثر النعمة والسرور.. فالنعومة شيء، والجمال المادي شيء آخر.
4. وجوه خاشعة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾؛ أي ذليلة بسبب ما عملت من الكفر والآثام.
5. وجوه ناضرة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴾؛ أي ناعمة، بهيجة، حسنة.. فيها نشاط، وفيها جاذبية.
6. وجوه باسرة: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴾؛ شديدة العبوس والتقطيب من الهم والغم، فتوحي بالحزن والكآبة.
7. وجوه مسفرة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ}؛ أي مشرقة مضيئة، تظهر عليها آثار الفرح والسرور.. هذه الوجوه تضحك فرحاً لحسن العاقبة، وليس من باب الغفلة، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ﴾.
8. وجوه مغبرة: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴾؛ أي سواد وكآبة وحزن.
الســــــــــــــــــراج نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي ملاذ الطالبين اسال الله لكم بدوام الموفقيه والسداد في دنيا والاخرة
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
طرح قيِّم ورائع
أختنا الكريمة ملاذ الطالبين جعلكِ اللهُ وجهاً وضاءً في الدنيا والآخرة