الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
الإمامُ عليُ بن أبي طالب يتحدَّث عن أخلاق رسولِ الله ( صلى الله عليه وآله )
قال الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) سألتُ أبي عن . . . رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
كان دخولُه في نفسه مأذوناً في ذلك . فإذا آوى إلى منزله جَزّأ دُخولَه ثلاثة أجزاءٍ جزءاً لله ، وجزءاً لأهله وجزءاً لنفسه ثم جزّأ جزءه بينه وبين الناس فيردُّ ذلك بالخاصَّة على العامة ، ولا يَدخّر عنهم منه شيئاً .وكان من سيرته في جزء الاُمة إيثار أهل الفضل بأدبه ، وقسّمه على قَدَر فضلهم في الدين ، فمنهم : ذو الحاجة ومنهم ذوالحاجتين ، ومنهم ذوالحوائج ، فيتشاغل بهم ، ويشغَلهم فيما أصلَحَهم ، والاُمةَ ، مِن مسألته عنهم ، وباخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول : ليبلّغِ الشاهدُ منكم الغائبَ وابلغوني حاجةَ من لا يقدرُ على إبلاغ حاجته ، فانه من أبلغ سلطاناً حاجةَ من لا يقدرُ على إبلاغها ثبّت الله قدمَيْه يوم القيامة ، لا يُذكر عنده إلاّ ذلك ، ولا يقبل من أحدٍ غيرَه ، يدخلون رُوّاداً ، ولا يفترقونَ إلاّ عن ذواق ويخرجون أدلّةً . كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخزن لسانه إلاّ عمّا كان يعنيه ، ويؤلفهُّم ولا ينفّرهم ، و يُكرمُ كريمَ كلَّ قوم ويوليه عليهم ،ويحذَرُ الناس ويحترسُ منهم من غيرِ أن يطوي عن أحدٍ بِشره ولا خُلُقه .
و يتفقَّد أصحابَه ،و يسأل الناسَ عمّا في الناس ،و يحسّنُ الحسنَ ويقوّيه ، و يقبّحُ القبيحَ ويوهنُه ، معتدلَ الأمر غير مختلف فيه ، لايغفَل مخافةَ أن يغفلوا ويميلوا .ولا يقصّرُ عن الحقِ ولا يجوِّزُهُ .الذين يَلُونه من الناسِ خيارُهم .أفضلُهم عنده أعمّهم نصيحةً للمسلمين .وأعظمهُم عنده منزلةً أحسنَهم مواساة وموازرة كان لا يجلس ولا يقومُ إلاّ على ذكرٍ .لا يوطّن الاماكن وينهى عن إيطانها . وإذا انتهى إلى قوم جَلَسَ حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك .
ويعطي كلَّ جلسانه نصيبَه ، ولا يحسب أحدٌ من جلسانه أنَّ أحداً اكرمُ عليه منه .مَن جالسَهُ صابره حتى يكونَ هو المنصرف .مَن سأله حاجة لم يرجع إلاّ بها ، أو ميسورٍ مِنَ القول .
قد وسع الناسَ منه خُلُقُهُ فصارَ لهم أباً ، وصاروا عنده في الخَلق سواء . مجلسُه مجلسُ حلمٍ وحياءٍ وصدقٍ وأمانةٍ ، لاتُرفَعُ عليه الأصوات ، ولا تؤبَنُ فيه الحُرَم ، ولا تُثَنى فلتاتُه ، مُتعادلين ، متواصلين فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقَّرون الكبيرَ ، ويَرحمون الصَّغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب .
كان دائمٌ البشْر ، سَهْلَ الخُلُقِ ، لَيّنَ الجانب ، ليس بفِظِّ ولا غليظٍ ، ولا ضَحاكٍ ، ولا فحاشٍ ، ولا عَيابٍ ، ولا مَدّاحٍ ، يتغافلُ عما لا يشتهي ، فلا يؤيَس منه ، ولا يُخيّبُ فيه مؤمليه . قد ترك نفسَه من ثلاث : المراء ، والاكثار ، ومالايعنيه . وترك الناس من ثلاث : كان لا يذمَ أحداً ولا يعيّره ، ولا يطلب عثراتِه ولا عورته ، ولا يتكلم إلاّ فيما رجى ثوابَه . إذا تكلم أطرقَ جُلساؤه كأنَّ على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت سكَتوا ، ولا يتَنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصَتوا له حتى يفرَغ ، حديثهم عنده حديث أوّلهم ، يضحكُ ممّا يضحكون منه ويتعجبُ ممّا يتعجَّبون منه .
ويصبرُ للغريب على الجفوة في مسألته ومنطِقِه ، حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم ، ويقول : إذا رأيتم طالبَ الحاجة يطلبُها فأرْفِدُوهُ ولا يقبل الثناء إلاّ مِن مكافيء ، ولا يقطعُ على أحدٍ كلامَهُ حتى يجوز فيقطعُه بنهيٍ أو قيامٍ ، كان سكوته على أربع : على الحلمِ ، والحذرِ ، والتقدير ، والتفكير . فأمّا التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأمّا تفكّرهُ ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم والصبرَ فكان لا يغضبهُ شيء ولا يستفزُّه .
وجمع له الحذرَ في أربع : أخذه بالحَسَن ليقتدى به وتركه القبيح ليُنتهى عنه ، واجتهادُه الرأيَ في صلاح اُمَّتِه ، والقيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة ( معاني الاخبار للصدوق ، مكارم الخلاق للطبرسي ، احياء العلوم للغزالي ، دلائل النبوة لأبي نعيم ) .
صلى الله عليك يا نور الله في الوجوج يا حبيب الله يا رسول الله و على أهل بيتك الطيبين الطاهرين و سلَّم تسليماً كثيراً ..
منقول : كتاب كان رسول الله صلى الله عليه و آله .وصف موثق لأخلاق النبي الأكرم : محمد بن عبد الله( صلى الله عليه وآله )
جمعها ورتبها : الأستاذ الشيخ جعفر الهادي .
لكم منا خالص الدعاء
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..