بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك أزمة يواجهها الإنسان عند الدعاء وهي أن الإنسان قد لا يعيش المشاعر الوجدانية تجاه خالقه بدرجة عالية بحيث حينما يلهج بالدعاء ويقرأه ـ خصوصاً إذا تكررت القراءة ـ نجد ان الدعاء قد استنفذ مشاعره.
وبعبارة أكثر وضوحاً: ان الأدعية بصورة عامة تعبّر عن مستويات عليا من المشاعر تجاه الله سبحانه وتعالى على تنوع وتلّون هذه المشاعر.
ولكن الإنسان قد لا يبلغ هذه المراتب التي تجعله يُعبر بطريقة وجدانية وشعورية حقيقية حينما يقرأ ويتلو هذه الأدعية فتصير عنده حالة من الجمود في تلاوته لهذه الأدعية وهذه مشكلة يعاني منها الكثيرون.
عندما يقرأ المؤمن دعاء الافتتاح في الليالي الأولى يحسّ بروعة خاصة، ولكن تكرار قراءة الدعاء قد يفقد حرارة مشاعره لأنها تأخذ طابع الرتابة، ويجد ان الشعور الذي كان بداخله قد عبّر ونفّس عنه وهكذا تدريجياً إلى ان يصل في بعض الأحيان إلى ترك قراءة الدعاء لانه لا يعيش حالة التفاعل والتوجه والخشوع حينما يردد عبارات الدعاء الشريفة.
وهذه المشكلة يعاني منها المعدّل العام للناس الموجودين ولكن قد تجد بعض الأولياء عندهم خزين من المشاعر بحيث لو قرأ الدعاء طول السنة لما شفى الدعاء غليله، ينقل عن السيد بحر العلوم (قدس سره) انه إذا حلّ وقت السحر يجلس ويقرأ دعاء أبي حمزة الثمالي، فيبدأ بقول: (إلهي لا تؤدبني بعقوبتك) فيرى (رحمه الله) المعنى الكبير والخزين الهائل لهذه العبارة بحيث لا يستطيع ترك هذه الكلمة فيكررها ثانية وثالثة ورابعة ويستمر في تكرارها إلى ان يطلع عليه الفجر.
فمثل هؤلاء الناس يجدون أن صدورهم لا تسع أدعية أهل البيت (عليهم السلام)، فكيف بالإمام (عليه السلام)؟ فانه حتماً عنده مشاعر حين قراءة هذا الدعاء أكثر من مشاعر ذلك العبد الصالح، لكن سعة صدر الإمام وقوة نفسه على تحمّل هذه المعاني الكبيرة في الدعاء قد تكون هي التي تمكنّه من الاستمرار في قراءة كامل الدعاء.
ونحن إذا لم نبلغ مستوى ذلك العبد الصالح فإننا سنحتاج لدرجة عالية من فهم الدعاء من أجل مستوى أعلى من التفاعل من الدعاء، فهناك أسرار للأدعية ومعاناة يلمحها القارئ للدعاء حينما يُنصت في نفسه لكلمات إمامه وهو يردد عبارات الدعاء، فهذه التلميحات تعبّر عن مستوى الشعور الكبير الجارف الذي يعيشه قلب الإمام (عليه السلام) تجاه ربّه تعالى، مما يجعل القارئ يعرف الله أكثر فإذا عرف الله أكثر كان أصدق خطاباً معه وأكثر تفاعلاً في مناجاته.
وهناك مستوى من الصدق لا يتمكن الإنسان ان يصل إليه إلاّ إذا عرف حقائق هذه الكلمات وعاشها في وجدانه وليس فقط كلمات يرددها لسانه، وانما كلمات يعايشها في وجدانه.
ومن هنا سنكون بحاجة ماسة دائماً لان نتأمل في ما نقرؤه من الأدعية عن أهل البيت (صلوات الله عليهم).
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك أزمة يواجهها الإنسان عند الدعاء وهي أن الإنسان قد لا يعيش المشاعر الوجدانية تجاه خالقه بدرجة عالية بحيث حينما يلهج بالدعاء ويقرأه ـ خصوصاً إذا تكررت القراءة ـ نجد ان الدعاء قد استنفذ مشاعره.
وبعبارة أكثر وضوحاً: ان الأدعية بصورة عامة تعبّر عن مستويات عليا من المشاعر تجاه الله سبحانه وتعالى على تنوع وتلّون هذه المشاعر.
ولكن الإنسان قد لا يبلغ هذه المراتب التي تجعله يُعبر بطريقة وجدانية وشعورية حقيقية حينما يقرأ ويتلو هذه الأدعية فتصير عنده حالة من الجمود في تلاوته لهذه الأدعية وهذه مشكلة يعاني منها الكثيرون.
عندما يقرأ المؤمن دعاء الافتتاح في الليالي الأولى يحسّ بروعة خاصة، ولكن تكرار قراءة الدعاء قد يفقد حرارة مشاعره لأنها تأخذ طابع الرتابة، ويجد ان الشعور الذي كان بداخله قد عبّر ونفّس عنه وهكذا تدريجياً إلى ان يصل في بعض الأحيان إلى ترك قراءة الدعاء لانه لا يعيش حالة التفاعل والتوجه والخشوع حينما يردد عبارات الدعاء الشريفة.
وهذه المشكلة يعاني منها المعدّل العام للناس الموجودين ولكن قد تجد بعض الأولياء عندهم خزين من المشاعر بحيث لو قرأ الدعاء طول السنة لما شفى الدعاء غليله، ينقل عن السيد بحر العلوم (قدس سره) انه إذا حلّ وقت السحر يجلس ويقرأ دعاء أبي حمزة الثمالي، فيبدأ بقول: (إلهي لا تؤدبني بعقوبتك) فيرى (رحمه الله) المعنى الكبير والخزين الهائل لهذه العبارة بحيث لا يستطيع ترك هذه الكلمة فيكررها ثانية وثالثة ورابعة ويستمر في تكرارها إلى ان يطلع عليه الفجر.
فمثل هؤلاء الناس يجدون أن صدورهم لا تسع أدعية أهل البيت (عليهم السلام)، فكيف بالإمام (عليه السلام)؟ فانه حتماً عنده مشاعر حين قراءة هذا الدعاء أكثر من مشاعر ذلك العبد الصالح، لكن سعة صدر الإمام وقوة نفسه على تحمّل هذه المعاني الكبيرة في الدعاء قد تكون هي التي تمكنّه من الاستمرار في قراءة كامل الدعاء.
ونحن إذا لم نبلغ مستوى ذلك العبد الصالح فإننا سنحتاج لدرجة عالية من فهم الدعاء من أجل مستوى أعلى من التفاعل من الدعاء، فهناك أسرار للأدعية ومعاناة يلمحها القارئ للدعاء حينما يُنصت في نفسه لكلمات إمامه وهو يردد عبارات الدعاء، فهذه التلميحات تعبّر عن مستوى الشعور الكبير الجارف الذي يعيشه قلب الإمام (عليه السلام) تجاه ربّه تعالى، مما يجعل القارئ يعرف الله أكثر فإذا عرف الله أكثر كان أصدق خطاباً معه وأكثر تفاعلاً في مناجاته.
وهناك مستوى من الصدق لا يتمكن الإنسان ان يصل إليه إلاّ إذا عرف حقائق هذه الكلمات وعاشها في وجدانه وليس فقط كلمات يرددها لسانه، وانما كلمات يعايشها في وجدانه.
ومن هنا سنكون بحاجة ماسة دائماً لان نتأمل في ما نقرؤه من الأدعية عن أهل البيت (صلوات الله عليهم).
حيدر السيد مهدي الحكيم
مدخل في قراءة دعاء الافتتاح
مدخل في قراءة دعاء الافتتاح
