الحَمْـــــــــــــدُ للهِ رَبِّ الْعَـــــــــــــــــــــــــــــاْلَمِــــيْنْ
الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
المعجزةُ الروحيّة
وهذه معجزة اُخرى من معجزات شهادة الحسين (عليه السّلام) معجزة تتّصل بالضمائر بمنفصم وثيق العرى ، فتمسّها مسّاً مباشراً ، فتتكهرب وتستيقظ على أمرٍ جلل قد وقع وهي لا مناص لها من التبصّر في كيفيّة وقوعه .
وعلى أنوار الشهادة السنيّة يتكشّف لهذه الضمائر ظروف تقصيرها ، وبأنّها كانت غافلة نائمة مخدّرة بأطماع وقتيّة ، وعلى صوت الحقّ الذي رفعته السبايا ، تصحو العيون والقلوب والأسماع ، فترى ما عميت عنه ، وما تغافلته زمناً ، وما امتنعت عن سماعه ردحاً .
وهذه المعجزة وما تلاها ، بدأت بخطبة زينب الاُولى في الكوفة ، وكهربتها للجموع التي أطلقت لعبرها العنان ، وقد بانت عظمة هذه المعجزة التي حملتها وستكمل حملها الكلمات القدسيّة المحاجّة التي اختصّ الله بها أهل بيت النبوّة ، والتي بدأت في الميدان وعلى لسان الشهيد نفسه حينما دوى صرخته التي استمرّت حتّى وقتنا هذا تتردّد في الضمائر : (( أما من مغيثٍ يغيثنا ؟ أما من ناصرٍ يعيننا ؟ )) .
وقد لبّى استجابة الصرخة الحسينيّة الحرّ بن يزيد الرياحي الذي توجّه نحو الشهيد رافعاً صوته نادماً على خروجه لقتاله : أللّهم إليك اُنيب فتُب عليَّ ، فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولاد نبيّك ، يا أبا عبد الله إنّي تائب ، فهل لي من توبة ؟(1) .
فهذه اللحظات التي تمثّل رجعات الضمير من جبّ مآثمه ، كان الحسين (عليه السّلام) يعوّل عليها كثيراً في إيصال مبادئ ثورته ، وقد حملت زينب (عليها السّلام ) عبء مهمة إيقاظ الضمائر تأهّباً لرجعتها ، ساعدها في ذلك مشهد السبي المحزن الذي كان يفتّت أشدّ القلوب صلابة .
استجاباتٌ فوريّة
فعن كتاب ( المنتخب ) : أنّ عبد الله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن ، وشبث بن ربعي ، وعمرو بن الحجاج ، وضمّ إليهم ألف فارس وأمرهم بإيصال السبايا والرؤوس إلى الشام .
وقال أبو مخنف : مرّ هؤلاء في طريقهم بمدينة ( تكريت ) وكان فيها عدد من النصارى ، فلمّا حاولوا أن يدخلوها اجتمع القسّيسون والرّهبان في الكنائس وضربوا النواقيس حزناً على الحسين ، وقالوا : إنّا نبرأ من قوم قتلوا ابن بنت
نبيّهم ، فلم يجرؤوا على دخول المدينة ، وباتوا ليلتهم في البريّة ، وكانوا يقابلون بالإعراض والكراهية كلّما مرّوا بدير من الأديرة أو بلد من بلدان النصارى .
ولمّا وصل الركب إلى ( لينا ) وكانت مدينة كبيرة تظاهر أهلها رجالاً ونساءً وشيباً وشبّاناً وهتفوا بالصلاة على الحسين وجدّه وأبيه ، ولعنوا الاُمويّين وأشياعهم وأتباهم ، وصرخوا في وجوه قوّاد الركب : يا قتلة أولاد الأنبياء ، اُخرجوا من مدينتنا .
ولمّا حاذوا ( جهينة ) بلغهم أنّ أهلها تجمّعوا وتحالفوا على قتالهم إذا وطؤوا أرض بلدهم ، فتراجعوا عن دخولها . وأتوا حصن ( كفر طاب ) فأغلق أهلها الأبواب في وجوههم ، فطلبوا منهم ماء ، فردّ عليهم أهل الحصن : والله لا نسقيكم قطرة ، وأنتم منعتم الحسين وأصحابه من الماء .
ولمّا دخلوا حمص كانت واقعة كبرى إذ تظاهر أهلها وصاروا يردّدون : أكفراً بعد إيمان ، وضلالاً بعد هدى ؟! وهجموا عليهم فقتلوا 36 فارساً رشقاً بالحجارة .
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين و رحمة الله و بركاته
منقول / الحسين عليه السلام في الفكر المسيحي
لكم منا خالص الدعاء
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..