
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل فرج مولانا صاحب الزمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال: قلت: يا رسول الله فنحن أفضل أم الملائكة؟ قال: يا عليّ نحن خير خليقة الله على بسيط الأرض، وخير من الملائكة المقرَّبين، وكيف لا نكون خيراً منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده؟ فبنا عرَفُوا الله، وبنا عبدوا الله، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله، يا عليّ أنتَ مني وأنا منك، وأنتَ أخي ووزيري،فإذا متُّ ظهرت لكَ ضغائن في صدور قوم، وستكون بعدي فتنة صماء صيلم، يسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك، تحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهِّف حيران عند فقده.
ثمّ أطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه وقال: بأبي وأمّي سميّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور ـ أو قال: جلابيب النور ـ يتوقّد من شعاع القدس، كأني بهم آيَسْ ما كانوا، نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القُرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على المنافقين؛ قلت: وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة اصوات في رجب، أولها، ألا لعنة الله على الظالمين، والثاني: أزفت الآزفة، والثلث يرون بدناً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا إنّ الله قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى الإمام عليّ (عليه السلام) فيه هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي الفَرَج ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم، قلت:يا رسول الله فكم يكون بعدي من الأئمّة؟قال:بعد الحسين تسعة، التاسع قائمهم.(27)
فمعنى جيوب النور أي مداخل النور لأنّ الجيب هو المدخل أو الفتحة في القميص أو الدّرع، لذا قيل في صفة نهر الجنة أنّ: حافتاه الياقوت المُجَيَّبُ.
فيكون محصَّل المعنى: أنّ على الإمام المهدي (عليه السلام) مداخل نورانيّة من الله تعالى، وكأنّ النور مسلَّط عليه، أمّا ما هي حقيقة هذا النور؟ فنحن لا ندري. أو يكون المعنى أنه يسطع من الإمام (عليه السلام) نورٌ بحيث تتوقّد له الجيوب بالهداية والفيض.
وعليه يكون معنى "جلابيب النور" هو أنّ نور الهداية أو خِلَعِ الهداية تسطع منه ـ روحي فداه ـ على جيوب القابلين لأنوار القدس من العلوم والمعارف الربانية.
قال (عليه السلام): "السَّلام عليكَ يا حجّة َ الله التي لا تخفى، السَّلام عليك يا حجّةَ الله على مَن في الأرض والسَّماء".
معنى الحجّة بضمّ الحاء: الإسم من الإحتجاج، وجمع الحجّة: حجج، وقيل: إنّ الحجّة هي الكلام المستقيم على الإطلاق، ويراد بها الدليل والبرهان، والبرهان قد يكون باللفظ، وقد يكون بالعمل، والبرهان العملي أدلُّ دليلٍ على صحّة ثبوت الحجّة على الخصم بخلاف البرهان اللفظي فإنه لا يتجاوز إلاّ دعاءً على المدّعى، والأذواق والأفهام مختلفة لجودة الإدراك وعدمها في الأشخاص، لذا يطرأ الإشتباه ـ في بعض الأحيان ـ في الدلالة اللفظيّة، من هنا يحتاج في قطعية الدلالة اللفظية إلى احتفافه بالقرائن الأخرى أو القرائن الحالية وغيرها، وأمّا البرهان العملي فإنه لا يحتاج إلى قرينة لفظيّة تبيّن المراد، لأنّ العمل بنفسه قرينة قطعيّة على الدّعوى المقرَّرة.
وعليه؛ فإنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الحجّة ـ بِكِلاَ قسمَيْها ـ من الله تعالى على خلقه عامّةً دون استثناء، ومعنى كونه حجّة على مَن مضى ومَن بقي يستلزم القول أنه الحجّة على كلّ شيء، على الملائكة والأنبياء والمرسَلين، كما إنه الحجّة على الدار الأولى والآخرة والدنيا، وبهذه الفقرة نستدل على عوالم الأرواح السابقة على عالم الأجساد لأنّ معنى كونه حجّة سابقة على الأنبياء والمرسَلين من حيث أسبقيّة روحه على أرواحهم وطينته على طينتهم التي منها خُلِقَ الأنبياء والمرسَلون والشيعة من الملائكة والممتحَنين من محبي أمير المؤمنين(عليه السلام)، وبهذا دلّت النصوص على أنّ أرواحهم كانت أوّل ما خلق الله وقد أوردنا قسماً منها سابقاً .
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
لاحرمتم نصرة صاحب العصر والزمان عليه السلام
تحية لكم موفقين
