لم يكن يمض اكثر من إثني عشر ربيعاً من عُمُر « محمّد » بعد ، عندما أراد « أبو طالب » التوجّه إلى الشام مع قافلة قريش التجارية.
وعندما استعدّت القافلة لمغادرة مكة ودق جرس الرحيل ، أخذ « محمّد » فجأة بزمام الناقة الّتي كان يركبها عمُّه وكافله « أبو طالب » بينما اغرورقت عيناه صلى الله عليه وآله وسلم بالدموع وقال :
« يا عمّ إلى مَن تكلني ، لا أب لي ولا اُم » ؟.
هذا المشهد المؤثر وبخاصة عند ما رأى « أبو طالب » عيني محمّد وقد اغرورقت بالدموع ، فعل فعلته في نفس العم الكافل الحنون ، فانحدرت عبرات العطف من عينيه وقرر من فوره ومن دون سابق تفكير في الموضوع أن يصطحب ابن اخيه « محمّداً » معه في هذا الرحلة ، ومع أنه لم يحسب لهذا الامر ـ من قبل ـ أي حساب فان « أبا طالب » قبل بان يتحمّل كل ما يترتب على قراره هذا ، فحمله معه على ناقته ، وبقي يفكر في أمره ، ويدبّر شأنه ، ويحافظ عليه طوال تلك الرحلة . (1)
لقد كانت سفرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الّتي قام بها بصحبة عمّه وكافله « ابي طالب » في الثانية عشرة من عمره ، من اجمل وأطرف اسفاره صلى الله عليه وآله وسلم لأنه صلى الله عليه وآله وسلم عَبر فيها على : « مَديَن » و « وادي القرى » و « ديار ثمود » واطّلع على مشاهد الشام الطبيعية الجميلة.
ولم تكن قافلة قريش التجارية قد وَصلت إلى مقصدها حتّى حدثت في منطقة تدعى « بصرى » قضية غيرت برنامج « ابي طالب » وتسببت في عدوله عن المضي به في تلك الرحلة والقفول إلى مكة.
واليك فيما يلي مجمل هذه القضية :
كان يسكن في « بصرى » من نواحي الشام راهبٌ مسيحي يدعى « بحيرا » يتعبّد في صومعته ، يحترمه النصارى في تلك الديار.
وكانت القوافل التجارية إذا مرت على صومعته توقفت عندها بعض الوقت وتبركت بالحضور عنده.
وقد اتفق أن التقى هذا الراهبُ قافلة قريش الّتي كان فيها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فلفت نظره شخصيةُ « محمَّد » ، وراح يحدق في ملامحه ، وكانت نظراته هذه تحمل سراً عميقاً ينطوي عليه قلبه منذ زمن بعيد وبعد دقائق من النظرات الفاحصة ، والتحديق في وجه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خرج عن صمته وانبرى سائلا : اُنشدكم باللّه أيّكم وليّه ؟
فاشار جماعة منهم إلى « أبي طالب » وقالوا : هذا وليّه.
فقال « ابو طالب » : إنه ابن أخي ، سلني عمّا بدا لك.
فقال « بحيرا » : إنه كائن لابن أخيك هذا شأنٌ عظيمٌ ، نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، هذا سيّدُ العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، يبعثه رحمة للعالمين. إحذرْ عليه اليهود لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليقصدنَّ قتلَه (روى تاريخ الطبري : ج 2 ، ص 32 و 33 ، والسيرة النبوية : ج 1 ، ص 180 ـ 183 هذه القصّة بتفصيل اكبر وقد اختصرناها هنا تمشياً مع حجم هذا الكتاب). (2)
_____نسألكم الدعاء_____________________________
(1) سيد المرسلين صلى الله عليه و آله - الشيخ جعفر السبحاني - ج1 - باب 21 وَفاة أَبي طالب وخديجة الكبرى - ( التغيير في برنامج السفر) - ص 517
(2) سيد المرسلين صلى الله عليه و آله - الشيخ جعفر السبحاني - ج1 - باب7 ـ العَوْدة إلى اَحضان العائلة - ( سَفرةٌ إلى الشام مع أبي طالب ) - ص 230
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُودِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
الفاطمية :،: ام حنان :،:
ماجورين بوفاة ابي طالب ابا المرتضى عليهم السلام
بورك مسعاكم وجهودكم جعلها في موازين أعمالكم الخاصة بحق محمد وآل محمد الأبرار
وسائلين المولى عزوجل أن ينعم عليكم بوافر رحمته وسعة رزقه أنه رحمن رحيم
ووفقكم لما يحبه ويرضاه
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم
سلمــــت أناملكـــــــم الولائيــــــة الطـــــاهرة
دمتم وداااام إبداعكــــــم لا عدمنا طلتكم النورانية
في ميزان أعمالكم إنشاء الله
قضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق محمد وآل محمد عليهم السلام
نسأل الله لكم دوام الموفقيـــــة والســـــداد
دمتم بحفظ الله ورعايته .