
الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
يا الله
لبيك يا رسول الله
السلام عليكم احبتي جميعا
الحلقة الثانية من بحث ( الامام المهدي هو المسيح الرئيس )
عنوان الحلقة
( سلطان المسيح في رؤيا يوحنا)
تعرض يوحنا في اصحاحه الثاني عشر من رؤياه عن الوقائع التي سوف تحدث في المستقبل ، وهي من الامور الغيبية حيث اخبر عنها في زمانه ، لما تمثله من الاهمية انذاك في معتقدات قومه ، فقد رسمت رؤياه بصورة واضحة غير خافية عن العقل السليم والكنايات الرمزية لما سيحدث عبر التاريخ من الصراعات بين الحق والباطل وما سؤول اليه الامر من انتصار اهل الحق والايمان ، واليكم احبتي النصوص التي بينت هذا الامر كما في رؤياه ، يقول يوحنا :
( وظهرت اية عظيمة في السماء ، امراة متسربلة بالشمس تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكوبا ، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد .
وظهرت اية اخرى في السماء هو ذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض والتنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ما ولدت ، فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد واختطف ولدها الى الله والى عرشه ، والمراة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك ، وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته .
ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء ، فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض وطرحت معه ملائكته . وسمعت صوتا عظيما قائلا في السماء اليوم يوم الخلاص والقوة والملك لله ربنا وسلطان مسيحه . من اجل ها افرحي ايتها السموات والساكنون فيها ويل لساكني الارض والبحر لان ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمان قليل . ولما راى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المراة التي ولدت الابن الذكر ، فاعطيت المراة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا زمانين ونص زمان من وجه الحية . فالقت الحية من فمها وراء المراة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر ، فاعانت الارض المراة وفتحت الارض فمها وابتلعت النهر الذي القاه التنين من فمه . فغضب التنين على المراة وذهب ليضع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله )

ان الوقوف مع هذه النصوص التي وردت في الاصحاح الثاني عشر لامر يحتاج من البحث والتنقيب في مدلولاته ، الفهم الدقيق والمنهج التحليلي الذي يخضع للضوابط العلمية لتحليل اي نص يكتنفه الغموض وخصوصا المتعلق بالقضايا التاريخية القديمة ، وهذا ما يجعل الامر في غاية الصعوبة وخصوصا ان مهمة الكشف عن بشارة الكتب السماوية بمحمد واله قد عراها التزييف والتشويش على الحقائق التي ذكرتها تلك الكتب السماوية التي امتدت اليها يد التحريف والتزوير . من هنا كان لابد لنا من الوقوف مع هذه النصوص لمعرفة محتواها ودلاىلتها التي تدعو اليها من بين طياتها الحقيقة الخالدة لاهداف تلك الرسالات .
فعليه لابد من ارجاع هذه النصوص الى اصولها اللغوية ومعنايها العرفية مع ملاحظة الفهم القصدي في هذه النصوص لان هكذا نصوص قد لحقتها الاضافات والتشويهات المتعمدة من هنا وهناك على يد المناهضين للاسلام المحمدي الاصيل ، وايضا ينبغي الوقوف على اطار سياق ومحتوى هذه النصوص لغرض كشف اللثام عن الحقيقة الخالدة التي تضمنتها ودلت عليها هذه الكلمات وما فيها من الاسرار الى اصحاب الحق .
ان هذه النصوص التي قدمناها اليكم لفي محتواها الاشارات القصدية الى قضية الرسول واهل بيته الاطهار وما يسعانون منه عند بزوغ نورهم على هذه الارض الميتة بعد فترة الرسل وانقطاع السماء عن هذه الدنيا حيث لم ترسل خلال تلك الفترة اي رسول ، فقد استمرت فترة الانقطاع تقريبا خمس مائة سنة ، وبعدها ظهر نور الرسالة في مكة المكرمة وعند انبثاق نور النبوة الخاتمية حصل الصراع بين الحق والباطل ، والظاهر مما ورد في رؤيا يوحنا في كون هذا الصراع بين اهل الحق بقيادة النبي صلى الله عليه واله والائمة المعصومين عليهم السلام من جهة وبين اهل الباطل من جهة اخرى ، لهو صراع مستمر على مر الزمن الى يومظهور ابن تلك المراة العظيمة التي اشارت اليها النصوص المتقدمة ليقود عباد الله تعالى الى الكمال المطلق وليعم الارض العدل والصلاح بعد ملؤها بالفساد والظلم ، وهذا ما عبرت عنه رؤيا يوحنا التي كانت نصها : ( فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى الامم بعصا من حديد واختطف ولدها الى الله وعرشه ... الى ان قال : وسمعت صوتا عظيما قائلا في السماء : اليوم هو يوم الخلاص القوة والملك لله ربنا وسلطانه لمسيحه ) ويتحدث القديس يوحنا في رؤياه التاسعة عشر ما نصه : ( ثم رايت السماء مفتوحة واذا بفرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهيب النار وعلى راسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو ، وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شي وله على ثوبه وعلى فخذه اسم ملك الملوك ورب الارباب ورايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخت بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم لكي تاكلي لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم اقوياء ولحوم خيل الجالسين عليها ولحوم الكل حرا وعبدا صغيرا وكبيرا ، ورايت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع جنده ، فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمه الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم .)

ترسم لنا هذه الرؤيا صورة حية من معالم معركة حربية ضارية تشكل بحد ذاتها ملحمة حرب عالمية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ولكنها لن تدور هذه المرة فقط فيما بين القوى الاستكبارية العالمية الطامعة في السيطرة على العالم كما حدث في الحربين العالميتين السابقتين الاولى والثانية ، بل ستدور بين قطبين لاثالث لهما مختلفين كل الاختلاف في العقائد والاهداف ، اما القطب الاول فستمثله قوى الكفر والضلالة في العالم مجتمعة تحت زعامة طاغوت جبار تم الرمز اليه في هذه الرؤيا بـ ( الوحش) وسيكون الى جانبه شخصية متلبيسة بلباس الدين وهي كاذبة ولذا تم التعبير في هذه الرؤيا بـ ( النبي الكذاب) واما القطب الاخر في هذه المعركة فيتشكل من القوى المؤمنة بالله تعالى والمخلصة له ، يقودها ولي الله في ارضه الذي هيئه للقيام بمهمة ملء الارض قسطا وعدلا ، بعد ما ملئت ظلما وجورا .
وحتى نثبت بان المقصود من الرؤيا هو الامام الحجة ( عج) فهناك نقطتنان :
النقطة الاولى : ان كلمة مسيح لاتطلق عند اهل الكتاب على الانبياء فقط بل قد تطلق على ملك او كاهن كما وردت في سفر اللوين وهذا اللقب قد يطلقونه على ملك اجنبي كما اطلقوه على الملك الفارسي كورش ، هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس امامه امما .
اذن ان كلمة مسيح في هذه الرؤيا لاتعني عيسى المسيح ( ع) بل تعني افلمهدي ( عج) وسياتي تباعا بحث مفصل ان بقينا وبقيت الحياة واستمرت الكهرباء لساعات ! .
النقطة الثانية : ان القضاء على قوى الكفر والضلال في العالم ونشر راية التوحيد والعدل في اللارض وقد وردت صفات ولي الله وحجته على خلقة الامام المهدي المنتظر في هذه الرؤيا حيث نذكر منها مايلي :
انه المسيح صاحب السطان كما ورد في الرؤيا وسلطانه لمسيحه انه يدعى بالامين الصادق وبالعدل يحكم ويحارب تقاتل معه الملائكة يخرج سيف من فمه يضرب به الامم وهو سيرعاها بعصا من حديد . وهذه الاوصاف مطابقة لما ورد من الاحاديث في كتب المسلمين عن الامام ( عج)
المهدي عليه السلام القائم من ال محمد عليهم السلام والمبشر بظهوره في اخر الزمان على لسان جده الاكبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ونجدها ايضا مطابقة بعض الشيء مع ما ورد في كتب اهل الكتاب من فكرة الظهور العالمي للعدل في اخر الزمان .

اعتذر جدا عن الاطالة في هذه الحلقة ولكن كلما اردت ان اختصر وجدت ان الفائدة منها تذهب هباءا منثورا !
لنا عودة وحلقة ثالثة باذن الله
كتبت 3 شهر رمضان 1432 الساعة الثانية بعد منتصف الليل
هبة الله
لكم منا خالص الدعاء

مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
