
الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
( في فترة الامويين : )
ولما ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة أمعن في السخرية وأكثر من الاستخفاف بالحق المهضوم ، فأقطع مروان بن الحكم ثلث فدك ، وعمر بن عثمان ثلثها ، ويزيد ابنه ثلثها الاخر ، فلم يزالوا يتدا ولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكيم أيام ملكه ، ثم صفت لعمربن عبد العزيز بن مروان ، فلما تولى هذا الأمر رد فد ك على ولد فاطمة عليها السلام وكتب إلى واليه على المدينة أبى بكر بن عمرو بن حزم يأمره بذلك ، فكتب إليه : ( إن فاطمة عليها السلام قد ولدت في آل عثمان وآل فلان وفلان فعلى من أرد منهم ؟ فكتب إليه : أما بعد ، فإني لو كتبت إليك أمرك أن تذبح بقرة لسألتني ما لونها فإذا ورد عليك كتابي هذا
فاقسمها في ولد فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام ) ، فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز وعاتبوه فيه وقالوا له : ( هجنت فعل الشيخين ) .
وقيل : إنه خرج إليه عمر بن قيس في جماعة من أهل الكوفة فلما عاتبوه على فعله قال لهم : ( إنكم جهلتم وعلمت ، ونسيتم وذكرت ، إن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( فاطمة بضعة مني يسخطها ما يسخطني ، ويرضيني ما أرضاها ) وإن فدك كانت صافية على عهد أبي بكر وعمر ثم صار أمرها إلى مروان فوهبها لعبد العزيز أبي فورثتها أنا واخوتي عنه فسألتهم أي يبيعوني حصتهم منها فمن بائع وواهب حتى استجمعت لي فرأيت أن أردها على ولد فاطمة ) ،
فقالوا له : ( فإن أبيت إلا هذا فامسك الأصل واقسم الغلة ، ففعل ) . ثم انتزعها يزيد بن عبد الملك من أولاد فاطمة فصارت في أيدي بني مروان حتى انقرضت دولتهم .
( في فترة العباسيين : )
فلما قام أبو العباس السفاح بالأمر وتقلد الخلافة ردها على عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثم قبضها أبو جعفر المنصور في خلافته من بني الحسن وردها المهدي بن المنصور على الفاط ميين ثم قبضها موسى بن المهدي من أيديهم .
ولم تزل في أيدي العباسيين حتى تولى المأمون الخلافة فردها على الفاطميين سنة ( 210 ه ) وكتب بذلك إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة : ( أما بعد ، فإن أمير المؤمنين بمكانه من دين الله وخلافة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والقرابة به
أولى من استن سنته ، ونفذ أمره ، وسلم لمن منحه منحة وتصدق عليه بصدقة منحته وصدقته ، وبالله توفيق أمير المؤمنين وعصمته وإليه في العمل بما يقربه إليه رغبته ، وقد كان رسو ل الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطى فاطمة بنت رسول الله
فدك وتصدق بها عليها ، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم تزل تدعي منه ما هو أولى به من صدق عليه ، فرأى أمير المؤمنين أن يردها إلى ورثتها ويسلمها إليهم تقربا إلى الله تعالى بإقامة
حقه وعدله وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتنفيذ أمره وصدقته ، فأمر بإثبات ذلك في دواوينه والكتاب به إلى عماله ، فلئن كان ينادى في كل موسم بعد أن قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكر كل من كانت له صدقة أو
هبة أو عدة ذلك فيقبل قوله وتنفذ عدته ، إن فاطمة ( رضي الله عنها ) لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها ، وقد كتب أمير المؤمنين إلى المبارك الطبري - مولى أمير المؤمنين - يأمره برد فدك على ورثة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحدودها وجميع حقوقها المنسوبة إليها وما فيها من الرقيق
والغلات وغير ذلك ، وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لتولية أمير المؤمنين إياهما القيام بها لأهلها . فاعلم ذلك من
رأى أمير المؤمنين وما ألهمه الله من طاعته ووفقه له من التقرب إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمه من قبلك ، وعامل محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بما كنت تعامل به المبارك الطبري ، وأعنهما على ما في عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء الله والسلام .
ولما بويع المتوكل على الله انتزعها من الفاطميين وأقطعها عبد الله بن عمر البا زيار وكان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الكريمة ، فوجه عبد الله بن عمر البازيار رجلا يقال له : بشران بن أبي امية الثقفي
إلى المدينة فصرم تلك النخيل ثم عاد إلى البصرة ففلج . وينتهي آخر عهد الفاطميين بفدك بخلافة المتوكل ومنحه إياها عبد الله ابن عمر البازيار .
منقول / فدك في التاريخ ..السيد محمد باقر الصدر
لكم منا خالص الدعاء

مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
