آداب المناجاة
1- إن المناجاة علاقة خاصة مع الله تعالى، يلزم الحفاظ عليها بالتكتم الشديد.. فلا ينبغي بثها للآخرين؛ فهذا يجعلها عرضة للزوال.. ومن المعلوم أنه حتى عشاق الفانيات، يلزمون كتمان حالاتهم مع من يعشقون.. فهنيئاً لمن كان باطنه خيراً من ظاهره، لا يعلم أمره إلا الله تعالى!..
2- لا شك في أن المؤمن لا يناجي فراغاً، فهو عندما يقبل بوجهه إلى الله تعالى، فإنه يقبل عليه ويتجلى في فكره وقلبه؛ فيعيش حالات معنوية تدرك ولا توصف، مما ينسيه كل الآلام والمشاق.. ولا عجب ممن أدرك تلك الأجواء المباركة، أن يترك لذيذ الفراش، ويقف الساعات الطوال في جوف الليل البهيم، في مناجاة رب العالمين.. حيث الغافلون نيام، وهو يحلق في رفقة المولى جل وعلا!..
3- يجب على العبد أن يحقق مفهوم الخشوع في المناجاة؛ فهماً لمضامين الدعاء، ورقةً في القلب، وبكاءً.. وإن لم يكن ذلك، فلا بأس بالتخشع؛ أي بالتظاهر بمظهر الخاشعين.. فإذن، هنالك خشوع فكري، وآخر تخشع قلبي.. فعلى المؤمن أن يسعى لتحقيقها؛ ليسمو بروحه في رحاب المولى جل وعلا..
4- إن البعض يشتكي من عدم الأنس في مناجاته مع الله تعالى، في حين أنه يأنس بكل لغو وباطل!.. والسبب يكمن في أن قوام المناجاة طرفان: المناجي والمناجى.. فمن اللازم على العبد معرفة الطرف الذي يناجيه، إذ كيف يتفاعل مع من لا يعرفه؟!.. فهنالك فرق شاسع بين المعرفة الوجودية، والمعرفة الوجدانية.. أي فرق بين أن يؤمن العبد إيمانا نظرياً بوجود الرب، وبين أن يستشعر هيمنته على كل شيء في الوجود.. فلو أنه وصل إلى تلك الدرجة، فهل يخشى شيئاً، مهما بلغت به الأمور وضاقت به الأحوال؟!.. إن الأمر يحتاج إلى صدق في الاعتقاد..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحسنتِ الطرح بارك الله فيكِ ,
في ميزان حسناتك بإذن الله .