اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صدر الحكماء المتألّهين المولى محمد بن ابراهيم القِوامي الشيرازي
(979- 1050 هـ) (1571- 1640م)
هو خاتمة حكماء الشيعة جمع بين فرعي المعرفة النظري والعملي. ينسب إليه نهج الجمع بين الفلسفة والعرفان والذي يسمى بالحكمة المتعالية.
كان طرحه متطورا جدا وفاق حدود عصره مما صعب على معاصريه أن يقبلوه فلاقى من معاصريه صنوف المضايقات بسبب ذلك فكَفر ورمي بأبشع التهم حتى طرد من بلدته، فما كان منه إلا أن هجر القوم إلى القرى النائية منقطعا إلى الرياضة الروحية حتى تجلت له العلوم الباطنية فعاد على البشرية بحكمته المتعالية. يعرف أيضا بـ صدر المتألهين.
هوصدر الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى القِوامي الشيرازي، الملقب على لسان الإيرانيين بِـ "الملاّ صدرا" وعلى لسان تلامذته بـ "صدر المتألهين" أو "صدر المحقِّقين".
وهو من أشهر العلماء الأعلام البارزين والمتألّقين في الدولة الصفوية التي قامت أركانها في إيران، فكان من أبرز رجالات "مدرسة أصفهان الفلسفية" وأغزرهم عطاء.
- ولادته
وُلد صدر الدين سنة 979 هجرية/ 1571 ميلادية، في شيراز عاصمة دولة فارس آنذاك، من أسرةٍ كريمة حيث كان والده إبراهيم بن يحيى القوامي أحد وزرائها. ولعلّ نسبة "القِوامي" ترجع لكونه من سلالة الوزير المعروف قوام الدين الحَسَن الشيرازي أو الوزير قوام الدين محمد، المعاصِرَيْن للشاعر الإيراني الشهير حافظ الشيرازي في القرن الثامن الهجري.
- حياته الفكرية
كان صدر الدين الولد الوحيد لأبويه، فنشأ معزّزاً مكرّما في بيتٍ ساده حبّ العلم والمعرفة.وكان والده على حالٍ من اليسر تُمكّنه من تأمين كلّ متطلّبات تربية وتعليم ابنه الوحيد، كما كان الابن يتمتّع بنبوغٍ واستعدادٍ فكريٍ وصفاتٍ خلقيةٍ ظاهريةٍ في سرعة تحصيله للعلوم وجرأته في نقدها.
لقد طوى صدر المتألّهين حياته في مراحل ثلاث:
- المرحلة الأولى:
مرحلة التلمذة وتلقي المعارف الإلهية، ومطالعة التراث الفلسفي القديم وحكمة العلماء من قبله لاسيما في شيراز وأصفهان.
لقد درس صدر الدين في مسقط رأسه شيراز. وبعد وفاة والده وبلوغه أشدّه هاجر إلى أصفهان، وكانت العاصمة العلمية في الدولة الصفوية والمركز الفكري الهام في تلك الفترة، رغبةً منه في إكمال علومه على يد العلماء الأعلام.
فكان أول أساتذته بهاء الدين العاملي (953هـ/ 1547م- 1031هـ/ 1621م) المعروف بالشيخ البهائي، وهو رياضي ومهندس وشاعر ومتألّه، هاجر مع أبيه من جبل عامل في لبنان إلى الدولة الصفوية حيث قرّبه الشاه عباس منه ليغدو شيخ الإسلام في دار السلطنة.
تتلمذ صدر الدين على يد الشيخ البهائي في العلوم النقلية، فدرس لديه العلوم الإسلامية من فقه وتفسير وحديث وعلم طبقات الرجال، ونال من شيخه الإجازة بتدريس جميع ما درسه عليه من العلوم.
وبعد وفاة الشيخ البهائي انتقل صدر الدين للدراسة على يد الشيخ محمد باقر المعروف بالميرداماد (ت: 1402هـ/ 1631م)، فأخذ عنه العلوم الفلسفية. وكان الميرداماد، إلى جانب اطّلاعه على الفلسفة المشائية، متأثّراً بتعاليم الفلسفة الإشراقية التي كان زعيمها أبو الفتوح شهاب الدين يحيى بن حبش السهروردي (549هـ/1155م-587هـ/1191م).
أما الأستاذ الثالث الذي تأثّر به صدر الدين فهو أبو القاسم المعروف بالمير فندرسكي، ابن ميرزا بيك بن الأمير صدر الدين الموسوي الحسيني، المعاصر للعَلَمَيْن بهاء الدين العاملي والمحقق الميرداماد والذي توفي في أصفهان سنة 1050هـ/1640م، أي في نفس السنة التي توفي فيها تلميذه صدر المتألهين بعمرٍ يقل عنه بعشر سنوات. وكان لأبي القاسم فندرسكي دور فعال في حركة ترجمة المتون السنسكريتية إلى الفارسية والتي كان لها أهمية كبرى من الناحية الثقافية.
لقد أشار صدر المتألهين إلى هذه المرحلة من حياته الفكرية بقوله في مقدّمة كتابه الأسفار (ج 1): "ثمّ إنّي قد صرفت قوتي في سالف الزمان منذ أول الحداثة والريعان، في الفلسفة الإلهية بمقدار ما أوتيت من المقدور وبلغ إليه قسطي من السعي الموفور واقتفيت آثار الحكماء السابقين والفضلاء المرموقين". وما يلبث صدر المتألهين أن ينتقد هذه المرحلة معتبراً أنّ هذه العلوم لا تسمن ولا تغني من جوع إن لم تتزامن مع تهذيب النفس، فيقول: "وإنّي لأستغفر الله كثيراً ممّا ضيّعت شطراً من عمري في تتبّع آراء المتفلسفة والمجادلين من أهل الكلام وتدقيقاتهم وتعلّم جربزتهم في القول وتفنّنهم في البحث، حتى يتبيّن لي آخر الأمر بنور الإيمان وتأييد الله المنّان أنّ قياسهم عقيم وصراطهم غير مستقيم".
- المرحلة الثانية:
مرحلة الرياضة وتهذيب النفس وتزكيتها والمكاشفة بالحقائق العرفانية.
إضافة إلى نبوغه وبراعته في تدريس العلوم التي تلقاها، كان صدر المتألهين صريحاً في الجهر برأيه فيما يتعلّق بقضايا الفلسفة والعرفان. وهذا ما جعل له حسّاد بين العلماء، فصار هدفاً لمضايقاتهم ونقدهم، ممّا دفعه إلى إيثار العزلة على البقاء بينهم، منقطعاً إلى التأمّل والعبادة منفرداً، متنقلاً من العلم النظري إلى ما يشبه التجربة العيانية. فلجأ إلى قرية تقع على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة "قم" المقدسة، تسمى "كهك" وهي عبارة عن مجموعة من البساتين يقوم فيها مسجد صغير من القرن الحادي عشر غريب التصميم والهندسة، تحفّه خضرة الأشجار من كلّ نوع، وفيها قلعة قديمة ومقام يعود – كما يُقال- لأخ الإمام جعفر الصادق (ع).
لقد قدّر المؤرخون مدّة هذه العزلة بين سبع سنوات وخمسة عشر سنة. وشكّلت الحقائق التي حصلت لدى صدر المتألهين في عزلته انعطافاً فكرياً هاماً في حياته، فكانت حصيلتها مرحلة رائعة من النضج الفلسفي أطلق عليه بعض المؤرخين حالة "الكشف" و"الشهود" و"العلم الحضوري".
كان صدر المتألّهين يعتقد أنّ المرء يحصل على العلم اللدنّي والانكشاف اليقيني بالمجاهدة والانقطاع إلى الله وبتصفية الباطن كي ترتفع الحُجب عن النفس، ولا بدّ – برأيه- لصاحب الهمّة من النجاح.
ويشير صدر المتألّهين إلى هذه المرحلة من حياته في مقدمة كتابه "الأسفار" (ج 1) قائلاً: "...لمّا شاهدت عداوة الدهر في أخلاق الجهلة والأراذل... وبُليت بقومٍ إمكانية الفهم فيهم معدومة، وعيونهم تلقاء أنوار الحكمة وأسرارها عمياء... قادني انكسار الخاطر وجمود الطبيعة أمام عداوة الزمان، ومناوءة الأيام إلى أن أختار الانزواء في بعض نواحي الديار، وأن أختفي كسير القلب... واخترت كما أمر سيدي ومولاي ومعتمدي، أول الأئمة والأوصياء وأبو الشهداء الأولياء، قسيم الجنّة والنار، طريق التقيّة...". وتابع واصفاً هذه المرحلة بقوله: "اشتعلت نفسي لطول المجاهدات، والتهب قلبي لكثرة الرياضات التهاباً قوياً، ففاضت عليه أنوار الملكوت، وحلّت بها خبايا الجبروت، ولحقتها الأضواء الأحدية وتداركتها الألطاف الإلهية. فاطّلعت على أسرار لم أكن اطّلعت عليها إلى الآن وانكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان بل كلّ ما علمته من قبل بالبرهان عاينته مع زوائد بالشهود والعيان".
- المرحلة الثالثة:
مرحلة استقرار المباني الفلسفية وكتابة الأفكار وممارسة التدريس في شيراز. ومن الممكن اعتبار المرحلة الشيرازية هي المرحلة الثالثة لسيرة صدر المتألهين الفكرية.
بعد أن حصّل صدر المتألهين المعارف نظرياً وصفّاها روحياً حتى غدت عنده انكشافاً يقينياً، فبلغت أخباره حاكم فارس ، الولاية الجنوبية من إيران، واسمه "الله ويردي خان"، فشاد لصدر المتألّهين مدرسة في شيراز ودعاه، بموافقة الشاه عباس الثاني، إلى مسقط رأسه للتدريس في المدرسة الجديدة، وما زالت أطلال تلك المدرسة قائمة في المدينة باسم مدرسة خان.
ومع انتقال صدر المتألهين إلى شيراز، غَدَت هذه المدينة وبسرعة مركزاً علمياً كبيراً تضاهي مدينة أصفهان في الشهرة العلمية. وقد كتب عنها أحد السوّاح الانكليز "توماس هربرت" أنّ في شيراز كلية تُدرّس فيها الفلسفة والفلك والفيزياء والكيمياء والرياضيات وهي من أنبه كلّيات إيران.
لقد قضى صدر المتألهين هذه المرحلة بالتأليف والتصنيف، وكان يعلّم طلاّبه ومريديه مع تلقينه إياهم آداب الطلب، مؤكّدا فيها على أربعة مبادئ في الطريق الروحي الفكري، وهي: الانصراف عن السعي في اقتناء المال، ونبذ الأطماع الدنيوية، وتجنّب المعاصي، ورفض التقليد مع الدعوة إلى الإجتهاد.
لقد كتب صدر المتألهين أكثر مؤلفاته في هذه المرحلة، كما لم ينقطع عن الإكثار من العبادة والتقرّب بالفرائض والنوافل.
ويشير صدر المتألهين إلى هذه المرحلة في مقدمة كتابه "الأسفار" (ج 1) قائلا: " فلمّا بقيت على هذا الحال من الاستتار والانزواء والخمول والاعتزال، زماناً مديداً وأمداً بعيداً... فبلغ الكتاب أجله وأراد الله تقديمه وقد كان أجّله فأظهره في الوقت الذي قدّره وأبرزه على من له يسّره، فرأيت إخراجه من القوة إلى الفعل والتكميل، وإبرازه من الخفاء إلى الوجود والتحصيل، فأعملت فيه فكري، وجمعت على ضمّ شوارده أمري، وسألت الله تعالى أن يشدّ أزري ويحطّ بكرمه وزري، فنهضت عزيمتي بعد ما كانت قاعدة... وقلت لنفسي: هذا أوان الاهتمام والشروع وذكر أصول يستنبط منها الفروع... وإبراز الحقّ في صورته المعجبة الرائقة، فصنّفت كتاباً إلهياً للسالكين المشتغلين بتحصيل الكمال، وأبرزت حكمة ربّانية للطالبين لأسرار حضرة ذي الجمال والجلال".
- مؤلفاته
لقد تمتّع صدر المتألهين بموهبةٍ كبيرةٍ في مجال البيان وتبيين المعضلات وحلّ المشكلات بنحوٍ لم يسبق إليه أحد من الحكماء. وقد ترك تراثاً علمياً في حقل الفلسفة والعرفان والتفسير وشرح الحديث. وقد عالَجَت مؤلفاته الحكمة الالهية، وجاءت آراؤه مستندةً إلى القرآن الكريم والسنّة النبوية وآراء الأئمة. كما عالَجَت مختلف القضايا والمشكلات الفكرية الإنسانية في رؤيا متّسقة للكون والدنيا والآخرة. ومن أهم تلك القضايا: الوجود والماهية وحدوث العالم والنفس والعقل والخيال والحشر الجسماني وأحوال الآخرة وجوهر النبوة والولاية واللوح المحفوظ وعالم المعقولات وعالم المحسوسات وأمور العرفان.
ولقد قام الإمام السيد محسن الأمين في كتابه "أعيان الشيعة" بتلخيص أهداف كتب صدر المتألهين في ستة مقاصد، ثلاثة منها كالدعائم والأصول وثلاثة كاللواحق. وقد ركّزت مؤلفاته على الدعائم التي تشكّل محور كتبه، وهي:
1- معرفة الحقّ الأول وصفاته وآثاره، وهو فنّ الربوبيات ويُشكِّل جزءاً من الفلسفة الكلية.
2- معرفة الصراط المستقيم ودرجات الصعود إليه تعالى وكيفية السلوك إليه، وهو علم النفس الذي هو جزء من العلم الطبيعي.
3- معرفة المعاد والمرجع إليه تعالى وأحوال الواصلين إليه وإلى دار رحمته، وهو علم المعاد.
ولم يفرد صدر المتألهين للّواحق تأليفاً وإنّما ذكرها بالعَرَض وبالتَبَع في مؤلفاته، وهي:
1- معرفة المبعوثين من عند الله لدعوة الخَلق ونجاة النفس، وهم قُوّاد سَفَر الآخرة ورؤساء القوافل، يعني الأنبياء والأوصياء والأولياء.
2- حكاية أقوال الجاحدين وكفّ فضائحهم، وهم قطّاع الطريق في سَفَر الآخرة.
3- تعليم عمارة المنازل والمراحل في ذلك السفر وكيفية أخذ الزاد والراحلة له والاستعداد برياضة المركب وعلف الدابة (يقصد بالمركب والدابة النفس)، وهذا يسمّى علم الأخلاق.
وهو في ذلك كلّه ينهج طريقة الجمع بين المشائية والإشراقية والصوفية والإسلام، فيذكر الأدلة المنطقية على مطلوبه، ويذكر مكاشفاته ومشاهداته العرفانية ويستشهد بالأدلة السمعية.
أهم مؤلفات وكتب صدر المتألهين هي:
1- الأسفار
ويطلق عليه الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية. وهو أول ما كتب في المرحلة الثالثة أي مرحلة التأليف. وهذا الكتاب يُعتبر المرجع لباقي مؤلفاته، إذ كلّ كتاب ألفه بعده مُقتبس من عباراته وآرائه. والأسفار جمع سَفَر وقد ذكرها في مقدمة كتابه وهي:
- السفر الأول: السفر من الخلق إلى الحق.
- السفر الثاني: السفر بالحق في الحق.
- السفر الثالث: السفر بالحق من الحق إلى الخلق.
- السفر الرابع: السفر بالحق في الخلق.
2- المبدأ والمعاد، وهو في فنّ الربوبيات والمعاد. جمع فيه بين مَسْلَكي أهل البحث والعرفان.
3- الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية، لخّص فيه آراءه في المسائل الحكمية.
4- المشاعر، وفيه حصيلة ما أسّسه من الأصول في الفلسفة.
5- الحكمة العرشية، وهو على الطريقة العرفانية ويتضمن خلاصة مذهب صدر المتألهين في مصير الإنسان.
6- أسرار الآيات، وهو في معرفة أسرار آيات الله تعالى وصنائعه وحكمه على الطريقة العرفانية مع تطبيق الآيات القرآنية على أكثر بحوثه.
7- مفاتيح الغيب.
8- أجوبة المسائل، وهي أجوبة على سؤالات طرحها ملاّ شمس الجيلاني على صدر المتألهين.
9- أجوبة المسائل الخمس، وهي أجوبة على الأسئلة الخمسة التي طرحها مظفر حسين الكاشاني على صدر المتألهين.
10- أجوبة المسائل النصيرية، وهي أجوبة صدر المتألهين على الأسئلة التي كان طرحها نصير الدين الطوسي (ت: 672هـ/1274م) على شمس الدين عبد الحميد خسروشاهي (580هـ/1184م-652هـ/1254م) ولم يتلقَّ جواباً عليها.
11- ديباجة، وهو مدخل لمؤلفات أستاذ صدر المتألهين ميرداماد.
12- ديوانه، وهو مجموعة أشعار باللغة الفارسية.
13- حاشية الرواشح السماوية، وهو مقدمة لكتاب ميرداماد الأنداد السماوية.
14- رسالة في الحشر، يرى فيها المؤلف أن كل الكائنات بما فيها الجماد معرّضة للحشر.
15- رسالة في حدوث العالم.
16- رسالة في الإمامة.
17- رسالة في اتحاد العاقل والمعقول.
18- رسالة في اتّصاف الماهية بالوجود.
19- رسالة في خَلق الأعمال.
20- رسالة في المعاد الجسماني.
21- رسالة في المزاج.
22- رسالة من صدر المتألّهين إلى أستاذه ميرداماد.
23- الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية المشيرة إلى أسرار الهوية.
24- رسالة في التصوّر والتصديق.
25- رسالة في التشخّص.
26- رسالة في الوجود.
27- إكسير العارفين، يبحث فيه صدر المتألهين تصنيف العلوم ومبدأ الإنسان ومصيره ومكانته.
28- كسر أصنام الجاهلية في ذمّ المتصوفة، ويدعو فيه صدر المتألهين إلى التزوّد بالمعرفة والفلسفة قبل مزاولة التصوف.
29- مقالة في الفلك، وهي بحث في سبب اختصاص دائرة البروج بمكان معين في السماء.
30- المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية.
31- تشابه القرآن.
32- نامه، وهي رسالة وجهها صدر المتألهين إلى صديقه "ملاّ شمس الجيلاني".
33- مسألة القضاء والقدر في أفعال البشر.
34- سريان نور الوجود الحق في الموجودات.
35- الينابيع الثلاثة.
36- شرح الهداية الأثيرية.
37- شرح الأصول من الكافي، والكافي كتاب أبي جعفر بن محمد بن يعقوب الكليني.
38- تفسير القرآن الكريم، يفسّر فيه صدر المتألهين سورتي الفاتحة والبقرة حتى الآية الواحدة والستين ثم آية الكرسي وآية النور وآيات أخرى من سور القرآن الكريم.
39- تعليقات على إلهيات كتاب الشفاء لابن سينا.
40- تعليقات على كتاب حكمة الإشراق للسهروردي صاحب مذهب الإشراق.
41- التنقية، وهو بحث في المنطق.
42- الواردات القلبية في معرفة الربوبية.
- تلاميذه
لقد تخرّج على يدي صدر المتألهين، في المرحلة الثالثة من حياته، علماء مميزون، قاموا بإيصال أفكاره إلى الأجيال، أبرزهم:
- الشيخ محمد بن المرتضى والمعروف بالمحسن الفيض الكاشاني (1007- 1091هـ)، وهو صهر صدر المتألهين. له آثار علمية كثيرة أشهرها: الصافي في تفسير القرآن، الوافي وقد جمع فيه أحاديث الكتب الأربعة، المحجة البيضاء في إحياء الأحياء، حقّ اليقين، الكلمات المكنونة.
- المولى عبد الرزّاق اللاهيجي والمعروف بالفياض (ت: 1070هـ)، وهو صهر صدر المتألهين. ومن مؤلفاته: الشوارق وقد ألّفه شرحاً على كتاب تجريد الاعتقاد للمحقّق الطوسي، المشارق، رأسمال الايمان، جوهر المراد.
- الشيخ محسن فايز نجد وهو صهر صدر المتألهين.
- الشيخ حسين التنكابني.
وبعد هؤلاء المفكرين دافع جيل جديد من العلماء عن أفكار صدر المتألهين وكانوا من تلامذته الذين حملوا آراءه إلى خارج بلاد فارس،ومنهم متقدمون ومتأخرون،
أبرزهم:
- القاضي سعيد القمي (ت 1103هـ)، صاحب كتاب شرح الصدوق.
- محمد صادق الاردستاني.
- ملا عبد الله الزنوزي.
- ملا علي الزنوزي.
- ملا علي النوري.
- السيد محمد رضا قمشئي.
- ميرزا حسن النوري.
- السيد ميرزا محمد حسن الجيني.
- الشيخ ملاّ محمد اسماعيل درب كوشكي الأصفهاني.
- الشيخ ملاّ آقاي القزويني.
- ميرزا عبد الجواد الحكيم.
- الملا هادي السبزواري، بُعثت على يديه مدرسة صدر المتألّهين الفلسفية في القرن الثالث عشر بعد الهجوم الذي تعرضت له من قبل الشيخ الإحسائي وأتباعه.
- السيد علي المدرس.
- السيد جلال الدين الاشتياني.
- ميرزا محمد الاشتياني.
- الشيخ محمد تقي الآملي.
- ميرزا محمد الماسي.
- ملا اسماعيل الخواجوئي.
- السيد محمد بيدآبادي.
- السيد محمد حسين الطباطبائي.
- الامام روح الله الخميني.
- الشيخ محمد رضا المظفر.
- الشهيد مرتضى مطهري.
- الشيخ محمد تقي المصباح.
- الشيخ جوادي آملي.
- مدرسته
صاغ صدر المتألهين أسساً جديدة في الفلسفة الإسلامية ووضع لها حجر الزاوية وأسماها بالحكمة المتعاليةTRANSCENDENTAL
THEOSOPHY. والفلسفة المتعالية فلسفة مبتكرة باشرت معالجة مشاكل الكون العظمى وتبيين المسائل الوجودية على طريقتها الخاصة ومنهجها الجامع. فقد هضمت عدّة فلسفات سابقة وتابعة لمدارس مشهورة، دون أن تكون مزيجاً مركّباً منها، وإنّما افتقدت هذه الفلسفات في مدرسة الحكمة المتعالية صورها الخاصة المستقلّة لتتّحد في صورة جديدة فريدة جامعة لها مكمّلة إيّاها.
وهذه المدارس هي:
1 – المدرسة الكلامية.
2 – المدرسة العرفانية.
3 – المدرسة المشائية.
4 – المدرسة الإشراقية.
يتبع لاحقا
صدر الحكماء المتألّهين المولى محمد بن ابراهيم القِوامي الشيرازي
(979- 1050 هـ) (1571- 1640م)
هو خاتمة حكماء الشيعة جمع بين فرعي المعرفة النظري والعملي. ينسب إليه نهج الجمع بين الفلسفة والعرفان والذي يسمى بالحكمة المتعالية.
كان طرحه متطورا جدا وفاق حدود عصره مما صعب على معاصريه أن يقبلوه فلاقى من معاصريه صنوف المضايقات بسبب ذلك فكَفر ورمي بأبشع التهم حتى طرد من بلدته، فما كان منه إلا أن هجر القوم إلى القرى النائية منقطعا إلى الرياضة الروحية حتى تجلت له العلوم الباطنية فعاد على البشرية بحكمته المتعالية. يعرف أيضا بـ صدر المتألهين.
هوصدر الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى القِوامي الشيرازي، الملقب على لسان الإيرانيين بِـ "الملاّ صدرا" وعلى لسان تلامذته بـ "صدر المتألهين" أو "صدر المحقِّقين".
وهو من أشهر العلماء الأعلام البارزين والمتألّقين في الدولة الصفوية التي قامت أركانها في إيران، فكان من أبرز رجالات "مدرسة أصفهان الفلسفية" وأغزرهم عطاء.
- ولادته
وُلد صدر الدين سنة 979 هجرية/ 1571 ميلادية، في شيراز عاصمة دولة فارس آنذاك، من أسرةٍ كريمة حيث كان والده إبراهيم بن يحيى القوامي أحد وزرائها. ولعلّ نسبة "القِوامي" ترجع لكونه من سلالة الوزير المعروف قوام الدين الحَسَن الشيرازي أو الوزير قوام الدين محمد، المعاصِرَيْن للشاعر الإيراني الشهير حافظ الشيرازي في القرن الثامن الهجري.
- حياته الفكرية
كان صدر الدين الولد الوحيد لأبويه، فنشأ معزّزاً مكرّما في بيتٍ ساده حبّ العلم والمعرفة.وكان والده على حالٍ من اليسر تُمكّنه من تأمين كلّ متطلّبات تربية وتعليم ابنه الوحيد، كما كان الابن يتمتّع بنبوغٍ واستعدادٍ فكريٍ وصفاتٍ خلقيةٍ ظاهريةٍ في سرعة تحصيله للعلوم وجرأته في نقدها.
لقد طوى صدر المتألّهين حياته في مراحل ثلاث:
- المرحلة الأولى:
مرحلة التلمذة وتلقي المعارف الإلهية، ومطالعة التراث الفلسفي القديم وحكمة العلماء من قبله لاسيما في شيراز وأصفهان.
لقد درس صدر الدين في مسقط رأسه شيراز. وبعد وفاة والده وبلوغه أشدّه هاجر إلى أصفهان، وكانت العاصمة العلمية في الدولة الصفوية والمركز الفكري الهام في تلك الفترة، رغبةً منه في إكمال علومه على يد العلماء الأعلام.
فكان أول أساتذته بهاء الدين العاملي (953هـ/ 1547م- 1031هـ/ 1621م) المعروف بالشيخ البهائي، وهو رياضي ومهندس وشاعر ومتألّه، هاجر مع أبيه من جبل عامل في لبنان إلى الدولة الصفوية حيث قرّبه الشاه عباس منه ليغدو شيخ الإسلام في دار السلطنة.
تتلمذ صدر الدين على يد الشيخ البهائي في العلوم النقلية، فدرس لديه العلوم الإسلامية من فقه وتفسير وحديث وعلم طبقات الرجال، ونال من شيخه الإجازة بتدريس جميع ما درسه عليه من العلوم.
وبعد وفاة الشيخ البهائي انتقل صدر الدين للدراسة على يد الشيخ محمد باقر المعروف بالميرداماد (ت: 1402هـ/ 1631م)، فأخذ عنه العلوم الفلسفية. وكان الميرداماد، إلى جانب اطّلاعه على الفلسفة المشائية، متأثّراً بتعاليم الفلسفة الإشراقية التي كان زعيمها أبو الفتوح شهاب الدين يحيى بن حبش السهروردي (549هـ/1155م-587هـ/1191م).
أما الأستاذ الثالث الذي تأثّر به صدر الدين فهو أبو القاسم المعروف بالمير فندرسكي، ابن ميرزا بيك بن الأمير صدر الدين الموسوي الحسيني، المعاصر للعَلَمَيْن بهاء الدين العاملي والمحقق الميرداماد والذي توفي في أصفهان سنة 1050هـ/1640م، أي في نفس السنة التي توفي فيها تلميذه صدر المتألهين بعمرٍ يقل عنه بعشر سنوات. وكان لأبي القاسم فندرسكي دور فعال في حركة ترجمة المتون السنسكريتية إلى الفارسية والتي كان لها أهمية كبرى من الناحية الثقافية.
لقد أشار صدر المتألهين إلى هذه المرحلة من حياته الفكرية بقوله في مقدّمة كتابه الأسفار (ج 1): "ثمّ إنّي قد صرفت قوتي في سالف الزمان منذ أول الحداثة والريعان، في الفلسفة الإلهية بمقدار ما أوتيت من المقدور وبلغ إليه قسطي من السعي الموفور واقتفيت آثار الحكماء السابقين والفضلاء المرموقين". وما يلبث صدر المتألهين أن ينتقد هذه المرحلة معتبراً أنّ هذه العلوم لا تسمن ولا تغني من جوع إن لم تتزامن مع تهذيب النفس، فيقول: "وإنّي لأستغفر الله كثيراً ممّا ضيّعت شطراً من عمري في تتبّع آراء المتفلسفة والمجادلين من أهل الكلام وتدقيقاتهم وتعلّم جربزتهم في القول وتفنّنهم في البحث، حتى يتبيّن لي آخر الأمر بنور الإيمان وتأييد الله المنّان أنّ قياسهم عقيم وصراطهم غير مستقيم".
- المرحلة الثانية:
مرحلة الرياضة وتهذيب النفس وتزكيتها والمكاشفة بالحقائق العرفانية.
إضافة إلى نبوغه وبراعته في تدريس العلوم التي تلقاها، كان صدر المتألهين صريحاً في الجهر برأيه فيما يتعلّق بقضايا الفلسفة والعرفان. وهذا ما جعل له حسّاد بين العلماء، فصار هدفاً لمضايقاتهم ونقدهم، ممّا دفعه إلى إيثار العزلة على البقاء بينهم، منقطعاً إلى التأمّل والعبادة منفرداً، متنقلاً من العلم النظري إلى ما يشبه التجربة العيانية. فلجأ إلى قرية تقع على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة "قم" المقدسة، تسمى "كهك" وهي عبارة عن مجموعة من البساتين يقوم فيها مسجد صغير من القرن الحادي عشر غريب التصميم والهندسة، تحفّه خضرة الأشجار من كلّ نوع، وفيها قلعة قديمة ومقام يعود – كما يُقال- لأخ الإمام جعفر الصادق (ع).
لقد قدّر المؤرخون مدّة هذه العزلة بين سبع سنوات وخمسة عشر سنة. وشكّلت الحقائق التي حصلت لدى صدر المتألهين في عزلته انعطافاً فكرياً هاماً في حياته، فكانت حصيلتها مرحلة رائعة من النضج الفلسفي أطلق عليه بعض المؤرخين حالة "الكشف" و"الشهود" و"العلم الحضوري".
كان صدر المتألّهين يعتقد أنّ المرء يحصل على العلم اللدنّي والانكشاف اليقيني بالمجاهدة والانقطاع إلى الله وبتصفية الباطن كي ترتفع الحُجب عن النفس، ولا بدّ – برأيه- لصاحب الهمّة من النجاح.
ويشير صدر المتألّهين إلى هذه المرحلة من حياته في مقدمة كتابه "الأسفار" (ج 1) قائلاً: "...لمّا شاهدت عداوة الدهر في أخلاق الجهلة والأراذل... وبُليت بقومٍ إمكانية الفهم فيهم معدومة، وعيونهم تلقاء أنوار الحكمة وأسرارها عمياء... قادني انكسار الخاطر وجمود الطبيعة أمام عداوة الزمان، ومناوءة الأيام إلى أن أختار الانزواء في بعض نواحي الديار، وأن أختفي كسير القلب... واخترت كما أمر سيدي ومولاي ومعتمدي، أول الأئمة والأوصياء وأبو الشهداء الأولياء، قسيم الجنّة والنار، طريق التقيّة...". وتابع واصفاً هذه المرحلة بقوله: "اشتعلت نفسي لطول المجاهدات، والتهب قلبي لكثرة الرياضات التهاباً قوياً، ففاضت عليه أنوار الملكوت، وحلّت بها خبايا الجبروت، ولحقتها الأضواء الأحدية وتداركتها الألطاف الإلهية. فاطّلعت على أسرار لم أكن اطّلعت عليها إلى الآن وانكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان بل كلّ ما علمته من قبل بالبرهان عاينته مع زوائد بالشهود والعيان".
- المرحلة الثالثة:
مرحلة استقرار المباني الفلسفية وكتابة الأفكار وممارسة التدريس في شيراز. ومن الممكن اعتبار المرحلة الشيرازية هي المرحلة الثالثة لسيرة صدر المتألهين الفكرية.
بعد أن حصّل صدر المتألهين المعارف نظرياً وصفّاها روحياً حتى غدت عنده انكشافاً يقينياً، فبلغت أخباره حاكم فارس ، الولاية الجنوبية من إيران، واسمه "الله ويردي خان"، فشاد لصدر المتألّهين مدرسة في شيراز ودعاه، بموافقة الشاه عباس الثاني، إلى مسقط رأسه للتدريس في المدرسة الجديدة، وما زالت أطلال تلك المدرسة قائمة في المدينة باسم مدرسة خان.
ومع انتقال صدر المتألهين إلى شيراز، غَدَت هذه المدينة وبسرعة مركزاً علمياً كبيراً تضاهي مدينة أصفهان في الشهرة العلمية. وقد كتب عنها أحد السوّاح الانكليز "توماس هربرت" أنّ في شيراز كلية تُدرّس فيها الفلسفة والفلك والفيزياء والكيمياء والرياضيات وهي من أنبه كلّيات إيران.
لقد قضى صدر المتألهين هذه المرحلة بالتأليف والتصنيف، وكان يعلّم طلاّبه ومريديه مع تلقينه إياهم آداب الطلب، مؤكّدا فيها على أربعة مبادئ في الطريق الروحي الفكري، وهي: الانصراف عن السعي في اقتناء المال، ونبذ الأطماع الدنيوية، وتجنّب المعاصي، ورفض التقليد مع الدعوة إلى الإجتهاد.
لقد كتب صدر المتألهين أكثر مؤلفاته في هذه المرحلة، كما لم ينقطع عن الإكثار من العبادة والتقرّب بالفرائض والنوافل.
ويشير صدر المتألهين إلى هذه المرحلة في مقدمة كتابه "الأسفار" (ج 1) قائلا: " فلمّا بقيت على هذا الحال من الاستتار والانزواء والخمول والاعتزال، زماناً مديداً وأمداً بعيداً... فبلغ الكتاب أجله وأراد الله تقديمه وقد كان أجّله فأظهره في الوقت الذي قدّره وأبرزه على من له يسّره، فرأيت إخراجه من القوة إلى الفعل والتكميل، وإبرازه من الخفاء إلى الوجود والتحصيل، فأعملت فيه فكري، وجمعت على ضمّ شوارده أمري، وسألت الله تعالى أن يشدّ أزري ويحطّ بكرمه وزري، فنهضت عزيمتي بعد ما كانت قاعدة... وقلت لنفسي: هذا أوان الاهتمام والشروع وذكر أصول يستنبط منها الفروع... وإبراز الحقّ في صورته المعجبة الرائقة، فصنّفت كتاباً إلهياً للسالكين المشتغلين بتحصيل الكمال، وأبرزت حكمة ربّانية للطالبين لأسرار حضرة ذي الجمال والجلال".
- مؤلفاته
لقد تمتّع صدر المتألهين بموهبةٍ كبيرةٍ في مجال البيان وتبيين المعضلات وحلّ المشكلات بنحوٍ لم يسبق إليه أحد من الحكماء. وقد ترك تراثاً علمياً في حقل الفلسفة والعرفان والتفسير وشرح الحديث. وقد عالَجَت مؤلفاته الحكمة الالهية، وجاءت آراؤه مستندةً إلى القرآن الكريم والسنّة النبوية وآراء الأئمة. كما عالَجَت مختلف القضايا والمشكلات الفكرية الإنسانية في رؤيا متّسقة للكون والدنيا والآخرة. ومن أهم تلك القضايا: الوجود والماهية وحدوث العالم والنفس والعقل والخيال والحشر الجسماني وأحوال الآخرة وجوهر النبوة والولاية واللوح المحفوظ وعالم المعقولات وعالم المحسوسات وأمور العرفان.
ولقد قام الإمام السيد محسن الأمين في كتابه "أعيان الشيعة" بتلخيص أهداف كتب صدر المتألهين في ستة مقاصد، ثلاثة منها كالدعائم والأصول وثلاثة كاللواحق. وقد ركّزت مؤلفاته على الدعائم التي تشكّل محور كتبه، وهي:
1- معرفة الحقّ الأول وصفاته وآثاره، وهو فنّ الربوبيات ويُشكِّل جزءاً من الفلسفة الكلية.
2- معرفة الصراط المستقيم ودرجات الصعود إليه تعالى وكيفية السلوك إليه، وهو علم النفس الذي هو جزء من العلم الطبيعي.
3- معرفة المعاد والمرجع إليه تعالى وأحوال الواصلين إليه وإلى دار رحمته، وهو علم المعاد.
ولم يفرد صدر المتألهين للّواحق تأليفاً وإنّما ذكرها بالعَرَض وبالتَبَع في مؤلفاته، وهي:
1- معرفة المبعوثين من عند الله لدعوة الخَلق ونجاة النفس، وهم قُوّاد سَفَر الآخرة ورؤساء القوافل، يعني الأنبياء والأوصياء والأولياء.
2- حكاية أقوال الجاحدين وكفّ فضائحهم، وهم قطّاع الطريق في سَفَر الآخرة.
3- تعليم عمارة المنازل والمراحل في ذلك السفر وكيفية أخذ الزاد والراحلة له والاستعداد برياضة المركب وعلف الدابة (يقصد بالمركب والدابة النفس)، وهذا يسمّى علم الأخلاق.
وهو في ذلك كلّه ينهج طريقة الجمع بين المشائية والإشراقية والصوفية والإسلام، فيذكر الأدلة المنطقية على مطلوبه، ويذكر مكاشفاته ومشاهداته العرفانية ويستشهد بالأدلة السمعية.
أهم مؤلفات وكتب صدر المتألهين هي:
1- الأسفار
ويطلق عليه الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية. وهو أول ما كتب في المرحلة الثالثة أي مرحلة التأليف. وهذا الكتاب يُعتبر المرجع لباقي مؤلفاته، إذ كلّ كتاب ألفه بعده مُقتبس من عباراته وآرائه. والأسفار جمع سَفَر وقد ذكرها في مقدمة كتابه وهي:
- السفر الأول: السفر من الخلق إلى الحق.
- السفر الثاني: السفر بالحق في الحق.
- السفر الثالث: السفر بالحق من الحق إلى الخلق.
- السفر الرابع: السفر بالحق في الخلق.
2- المبدأ والمعاد، وهو في فنّ الربوبيات والمعاد. جمع فيه بين مَسْلَكي أهل البحث والعرفان.
3- الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية، لخّص فيه آراءه في المسائل الحكمية.
4- المشاعر، وفيه حصيلة ما أسّسه من الأصول في الفلسفة.
5- الحكمة العرشية، وهو على الطريقة العرفانية ويتضمن خلاصة مذهب صدر المتألهين في مصير الإنسان.
6- أسرار الآيات، وهو في معرفة أسرار آيات الله تعالى وصنائعه وحكمه على الطريقة العرفانية مع تطبيق الآيات القرآنية على أكثر بحوثه.
7- مفاتيح الغيب.
8- أجوبة المسائل، وهي أجوبة على سؤالات طرحها ملاّ شمس الجيلاني على صدر المتألهين.
9- أجوبة المسائل الخمس، وهي أجوبة على الأسئلة الخمسة التي طرحها مظفر حسين الكاشاني على صدر المتألهين.
10- أجوبة المسائل النصيرية، وهي أجوبة صدر المتألهين على الأسئلة التي كان طرحها نصير الدين الطوسي (ت: 672هـ/1274م) على شمس الدين عبد الحميد خسروشاهي (580هـ/1184م-652هـ/1254م) ولم يتلقَّ جواباً عليها.
11- ديباجة، وهو مدخل لمؤلفات أستاذ صدر المتألهين ميرداماد.
12- ديوانه، وهو مجموعة أشعار باللغة الفارسية.
13- حاشية الرواشح السماوية، وهو مقدمة لكتاب ميرداماد الأنداد السماوية.
14- رسالة في الحشر، يرى فيها المؤلف أن كل الكائنات بما فيها الجماد معرّضة للحشر.
15- رسالة في حدوث العالم.
16- رسالة في الإمامة.
17- رسالة في اتحاد العاقل والمعقول.
18- رسالة في اتّصاف الماهية بالوجود.
19- رسالة في خَلق الأعمال.
20- رسالة في المعاد الجسماني.
21- رسالة في المزاج.
22- رسالة من صدر المتألّهين إلى أستاذه ميرداماد.
23- الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية المشيرة إلى أسرار الهوية.
24- رسالة في التصوّر والتصديق.
25- رسالة في التشخّص.
26- رسالة في الوجود.
27- إكسير العارفين، يبحث فيه صدر المتألهين تصنيف العلوم ومبدأ الإنسان ومصيره ومكانته.
28- كسر أصنام الجاهلية في ذمّ المتصوفة، ويدعو فيه صدر المتألهين إلى التزوّد بالمعرفة والفلسفة قبل مزاولة التصوف.
29- مقالة في الفلك، وهي بحث في سبب اختصاص دائرة البروج بمكان معين في السماء.
30- المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية.
31- تشابه القرآن.
32- نامه، وهي رسالة وجهها صدر المتألهين إلى صديقه "ملاّ شمس الجيلاني".
33- مسألة القضاء والقدر في أفعال البشر.
34- سريان نور الوجود الحق في الموجودات.
35- الينابيع الثلاثة.
36- شرح الهداية الأثيرية.
37- شرح الأصول من الكافي، والكافي كتاب أبي جعفر بن محمد بن يعقوب الكليني.
38- تفسير القرآن الكريم، يفسّر فيه صدر المتألهين سورتي الفاتحة والبقرة حتى الآية الواحدة والستين ثم آية الكرسي وآية النور وآيات أخرى من سور القرآن الكريم.
39- تعليقات على إلهيات كتاب الشفاء لابن سينا.
40- تعليقات على كتاب حكمة الإشراق للسهروردي صاحب مذهب الإشراق.
41- التنقية، وهو بحث في المنطق.
42- الواردات القلبية في معرفة الربوبية.
- تلاميذه
لقد تخرّج على يدي صدر المتألهين، في المرحلة الثالثة من حياته، علماء مميزون، قاموا بإيصال أفكاره إلى الأجيال، أبرزهم:
- الشيخ محمد بن المرتضى والمعروف بالمحسن الفيض الكاشاني (1007- 1091هـ)، وهو صهر صدر المتألهين. له آثار علمية كثيرة أشهرها: الصافي في تفسير القرآن، الوافي وقد جمع فيه أحاديث الكتب الأربعة، المحجة البيضاء في إحياء الأحياء، حقّ اليقين، الكلمات المكنونة.
- المولى عبد الرزّاق اللاهيجي والمعروف بالفياض (ت: 1070هـ)، وهو صهر صدر المتألهين. ومن مؤلفاته: الشوارق وقد ألّفه شرحاً على كتاب تجريد الاعتقاد للمحقّق الطوسي، المشارق، رأسمال الايمان، جوهر المراد.
- الشيخ محسن فايز نجد وهو صهر صدر المتألهين.
- الشيخ حسين التنكابني.
وبعد هؤلاء المفكرين دافع جيل جديد من العلماء عن أفكار صدر المتألهين وكانوا من تلامذته الذين حملوا آراءه إلى خارج بلاد فارس،ومنهم متقدمون ومتأخرون،
أبرزهم:
- القاضي سعيد القمي (ت 1103هـ)، صاحب كتاب شرح الصدوق.
- محمد صادق الاردستاني.
- ملا عبد الله الزنوزي.
- ملا علي الزنوزي.
- ملا علي النوري.
- السيد محمد رضا قمشئي.
- ميرزا حسن النوري.
- السيد ميرزا محمد حسن الجيني.
- الشيخ ملاّ محمد اسماعيل درب كوشكي الأصفهاني.
- الشيخ ملاّ آقاي القزويني.
- ميرزا عبد الجواد الحكيم.
- الملا هادي السبزواري، بُعثت على يديه مدرسة صدر المتألّهين الفلسفية في القرن الثالث عشر بعد الهجوم الذي تعرضت له من قبل الشيخ الإحسائي وأتباعه.
- السيد علي المدرس.
- السيد جلال الدين الاشتياني.
- ميرزا محمد الاشتياني.
- الشيخ محمد تقي الآملي.
- ميرزا محمد الماسي.
- ملا اسماعيل الخواجوئي.
- السيد محمد بيدآبادي.
- السيد محمد حسين الطباطبائي.
- الامام روح الله الخميني.
- الشيخ محمد رضا المظفر.
- الشهيد مرتضى مطهري.
- الشيخ محمد تقي المصباح.
- الشيخ جوادي آملي.
- مدرسته
صاغ صدر المتألهين أسساً جديدة في الفلسفة الإسلامية ووضع لها حجر الزاوية وأسماها بالحكمة المتعاليةTRANSCENDENTAL
THEOSOPHY. والفلسفة المتعالية فلسفة مبتكرة باشرت معالجة مشاكل الكون العظمى وتبيين المسائل الوجودية على طريقتها الخاصة ومنهجها الجامع. فقد هضمت عدّة فلسفات سابقة وتابعة لمدارس مشهورة، دون أن تكون مزيجاً مركّباً منها، وإنّما افتقدت هذه الفلسفات في مدرسة الحكمة المتعالية صورها الخاصة المستقلّة لتتّحد في صورة جديدة فريدة جامعة لها مكمّلة إيّاها.
وهذه المدارس هي:
1 – المدرسة الكلامية.
2 – المدرسة العرفانية.
3 – المدرسة المشائية.
4 – المدرسة الإشراقية.
يتبع لاحقا
