اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صحابي عادل روى عدة أحاديث على لسان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم منها: لا تقطع الأيدي للسارق في السفر هكذا قِيل عنه لأنه وُلد في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورآه فهو صحابي
ولأنهم متشبثون بعدالة جميع الصحابة فهو داخل فيهم لامحالة
دعونا نسبر أغوار التاريخ
ونفتش عن سجل الرجل
لنعرف حقيقته
ثم نحكم عليه بعد ذلك!!
نسبه:
هو بسر بن أرطاة و قيل ابن أبي أرطاة بن عويمربن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
مواقف خلدها تاريخه
1- غارة بسر بن أرطاة على المدينة ومكة واليمن
وهي أشرس غارات معاوية وأكثرها فتكاً وتخريباً ونهباً وحرقاً وتقتيلاً ، فقد بلغ قتلاها ثلاثون ألفاً ! قال اليعقوبي:2/197: (ووجه معاوية بُسر بن أبي أرطاة ، وقيل ابن أرطاة ، العامري من بني عامر بن لؤي ، في ثلاثة آلاف رجل ، فقال له: سر حتى تمر بالمدينة فاطرد أهلها ، وأخف من مررت به ، وانهب مال كل من أصبت له مالاً ممن لم يكن دخل في طاعتنا ، وأوهم أهل المدينة أنك تريد أنفسهم ، وأنه لابراءة لهم عندك ولا عذر ، وسر حتى تدخل مكة ولا تعرض فيها لأحد ، وأرهب الناس فيما بين مكة والمدينة ، واجعلهم شرادات ، ثم امض حتى تأتي صنعاء ، فإن لنا بها شيعة ، وقد جاءني كتابهم .
فخرج بسر ، فجعل لا يمر بحي من أحياء العرب إلا فعل ما أمره معاوية ، حتى قدم المدينة ، وعليها أبو أيوب الأنصاري فتنحى عن المدينة ، ودخل بسر فصعد المنبر ثم قال: يا أهل المدينة ! مثل السوء لكم ، قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ، ألا وإن الله قد أوقع بكم هذا المثل وجعلكم أهله ، شاهت الوجوه . ثم ما زال يشتمهم حتى نزل ! قال: فانطلق جابر بن عبد الله الأنصاري إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني قد خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلال ! قالت: إذاً فبايع ، فإن التقية حملت أصحاب الكهف على أن كانوا يلبسون الصلُب ، ويحضرون الأعياد مع قومهم .
وهدم بسر دوراً بالمدينة ، ثم مضى حتى أتى مكة ، ثم مضى حتى أتى اليمن ، وكان على اليمن عبيد الله بن عباس عامل علي .
وبلغ علياً الخبر ، فقام خطيباً فقال: أيها الناس إن أول نقصكم ذهاب أولي النهي والرأي منكم الذين يحدثون فيصدقون ويقولون فيفعلون ، وإني قد دعوتكم عوداً وبدأً ، وسراً وجهراً ، وليلاً ونهاراً ، فما يزيدكم دعائي إلا فراراً ، ما ينفعكم الموعظة ولا الدعاء إلى الهدى والحكمة ، أما والله إني لعالم بما يصلحكم ، ولكن في ذلك فسادي ، أمهلوني قليلاً ، فوالله لقد جاءكم من يحزنكم ويعذبكم ويعذبه الله بكم ، إن من ذل الإسلام وهلاك الدين أن ابن أبي سفيان يدعو الأراذل والأشرار فيجيبون ، وأدعوكم وأنتم لاتصلحون فتراعون ! هذا بسر قد صار إلى اليمن وقبلها إلى مكة والمدينة ! فقام جارية بن قدامة السعدي فقال: يا أمير المؤمنين ! لا عدمنا الله قربك ، ولا أرانا فراقك ، فنعم الأدب أدبك ، ونعم الإمام والله أنت ، أنا لهؤلاء القوم فسرحني إليهم! قال: تجهز فإنك ما علمتك رجل في الشدة والرخاء ، المبارك الميمون النقيبة، ثم قام وهب بن مسعود الخثعمي فقال: أنا أنتدب يا أمير المؤمنين. قال: إنتدب بارك الله عليك . فخرج جارية في ألفين ووهب ابن مسعود في ألفين وأمرهما علي أن يطلبا بسراً حيث كان حتى يلحقاه ، فإذا اجتمعا فرأس الناس جارية ، فخرج جارية من البصرة ووهب من الكوفة حتى التقيا بأرض الحجاز ، ونفذ بسر من الطائف حتى قدم اليمن وقد تنحى عبيد الله بن عباس عن اليمن ، واستخلف بها عبد الله بن عبد المدان الحارثي ، فأتاه بسر فقتله وقتل ابنه مالك بن عبد الله ، وقد كان عبيد الله خلف ابنيه عبد الرحمن وقثم عند جويرية ابنة قارظ الكنانية وهي أمهما ، وخلف معها رجلاً من كنانة ، فلما انتهى بسر إليها دعا ابني عبيد الله ليقتلهما ، فقام الكناني فانتضى سيفه وقال: والله لأقتلن دونهما فألاقي عذراً لي عند الله والناس فضارب بسيفه حتى قتل !
وخرجت نسوة من بني كنانة فقلن: يا بسر ! هذا ، الرجال يقتلون فما بال الولدان ؟! والله ماكانت الجاهلية تقتلهم ، والله إن سلطاناً لايشتد إلا بقتل الصبيان ورفع الرحمة لسلطان سوء ! فقال بسر: والله لقد هممت أن أضع فيكن السيف ! وقدم الطفلين فذبحهما(بيده بخنجر)!
فقالت أمهما ترثيهما:
ها من أحس بنيي اللذين هما سمعي وقلبي فقلبي اليوم مختطف
ها من أحس بنيي اللذين هما مخ العظام فمخي اليوم مزدهف
ها من أحس بنيي اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف
نبئت بسراً وما صدقت ما زعموا من قولهم ومن الإفك الذي اقترفو
أنحى على ودجي ابني مرهَّفةً مشحوذة وكذاك الأمر مقتـرف
من دل والهة حرى وثاكلة على صبيين ضلا إذ غدا السلف
ثم جمع بسر أهل نجران فقال: يا إخوان النصارى ! أما والذي لا إله غيره لئن بلغني عنكم أمر أكرهه لأكثرن قتلاكم . ثم سار نحو جيشان ، وهم شيعة لعلي ، فقاتلهم فهزمهم وقتل فيهم قتلاً ذريعاً ، ثم رجع إلى صنعاء .
وسار جارية بن قدامة السعدي حتى أتى نجران وطلب بسراً ، فهرب منه في الأرض ولم يقم له ، وقتل من أصحابه خلقاً ، وأتبعهم بقتل وأسر حتى بلغ مكة ، ومر بسر حتى دخل الحجاز لا يلوي على شئ ، فأخذ جارية بن قدامة أهل مكة بالبيعة ، فقالوا: قد هلك عليٌّ فلمن نبايع؟ قال: لمن بايع له أصحاب عليٍّ بعده....
حدثني أبو خالد الوالبي قال: قرأت عهد علي لجارية بن قدامة:
أوصيك يا جارية بتقوى الله ، فإنها جموع الخير ، وسر على عون الله ، فالق عدوك الذي وجهتك له ، ولا تقاتل إلا من قاتلك ، ولا تجهز على جريح ، ولا تسخرن دابة وإن مشيت ومشى أصحابك ! ولاتستأثر على أهل المياه بمياههم ، ولاتشربن إلا فضلهم عن طيب نفوسهم ، ولاتشتمن مسلماً ولامسلمة فتوجب على نفسك ما لعلك تؤدب غيرك عليه ، ولاتظلمن معاهداً ولامعاهدة ، واذكر الله ولا تفتر ليلاً ولا نهاراً ، واحملوا رجالتكم ، وتواسوا في ذات أيديكم ، وأجدد السير ، وأجل العدو من حيث كان ، واقتله مقبلاً واردده بغيظه صاغراً ، واسفك الدم في الحق واحقنه في الحق ، ومن تاب فاقبل توبته . وأخبارك في كل حين بكل حال، والصدق الصدق ، فلا رأي لكذوب . قال وحدث أبو الكنود أن جارية مر في طلب بسر فما كان يلتفت إلى مدينة ولايعرج على شئ حتى انتهى إلى اليمن ونجران ، فقتل من قتل . وهرب منه بسر ، وحرَّق تحريقاً فسمي محرقاً ). انتهى.
وذكر المؤرخون أن أبا هريرة ساعد بسراً على ظلم أهل المدينة فنصبه والياً عليها من قبل معاوية ! ولما قدم جارية بن قدامة رحمه الله هرب منه أبو هريرة !
قال الطبري في تاريخه:4/107: (وهرب بسر وأصحابه منه واتبعهم حتى بلغ مكة فقال لهم جارية: بايعونا ، فقالوا: قد هلك أمير المؤمنين فلمن نبايع؟ قال لمن بايع له أصحاب علي ، فتثاقلوا ثم بايعوا . ثم سار حتى أتى المدينة وأبو هريرة يصلي بهم فهرب منه ، فقال جارية: والله لو أخذت أبا سنَّوْر لضربت عنقه ، ثم قال لأهل المدينة: بايعوا الحسن بن علي فبايعوه ، وأقام يومه ثم خرج منصرفاً إلى الكوفة ، وعاد أبو هريرة فصلى بهم)! . انتهى . (ومثله في النهاية لابن كثير:7/357 ).
2- كان بُسْر من اُمراء جيش معاوية (تاريخ دمشق: 10/149/872، الأخبار الطوال: 167 وص 172، شرح نهجالبلاغة: 3/215 وج 4/28، الإمامة والسياسة: 1/123)
3- كان أحد المعادين للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، وقد تقابل مع الإمامعليه السلام في صفّين، لكنّه نجا من الموت بكشف عورته (شرح نهجالبلاغة: 6/316؛ وقعة صفّين: 461)
4- كان الإمام عليّ عليه السلام قد دعا قبل موته على بسر بن أبيأرطاة –لعنه اللَّه- فيما بلغنا، فقال: اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بدنياه، وانتهك محارمك، وكانت طاعة مخلوقٍ فاجرٍ آثر عنده ممّا عندك، اللهمّ فلا تُمِته حتى تسلبه عقله. فما لبث بعد وفاة عليّ عليه السلام إلّا يسيراً حتى وسوس، وذهب عقله (الغارات: 2/640؛ شرح نهجالبلاغة: 2/18 وراجع الإرشاد: 1/321 والخرائج والجرائح: 1/201/42)، وقال الثقفى: ذكر عنده عليه السلام بسر فقال:
اَللَّهُمَّ اِنَّ بُسْراً باعَ دينَهُ بِالدُّنْيا، وَ انْتَهَكَ مَحارِمَكَ، وَ كانَتْ طاعَةُ مَخْلُوقٍ فاجِرٍ اثَرَ عِنْدَهُ مِمَّا عِنْدَكَ، اَللَّهُمَّ فَلاتُمِتْهُ حَتّى تَسْلُبَهُ عَقْلَهُ، وَ لاتُوجِبْ لَهُ رَحْمَتَكَ وَ لا ساعَةً مِنْ نَهارٍ.
اَللَّهُمَّ الْعَنْ بُسْراً وَ عَمْرواً وَ مُعاوِيَةَ، وَ لْيَحِلَّ عَلَيْهِمْ غَضَبُكَ، وَ لْتَنْزِلْ بِهِمْ نَقِمَتُكَ، وَ لْيُصِبْهُمْ بَأْسُكَ وَ رِجْزُكَ الَّذي لاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمينَ.
قال: فلم يزل بسر الاّ قليلا حتّى وسوس و ذلك بعد صلح الحسن بن على عليهما السلام معاوية، فكان يهذى فيقول: اعطونى السيف اقتل به، حتّى جعل له سيف من عيدان، و كانوا يدنون به الى المرفقة، فلايزال يضربها حتّى يغشى عليه، فما زال كذلك حتى مات، لا رحمه اللّه.
5- قال الدارقطني : إن بسرا كانت له صحبة ولم يكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ( يعني : أنه كان من أهل الردة ).
6- جاء في تاريخ دمشق، الإمامة والسياسة، شرح نهج البلاغة: بسر من طغاة الشام المعاندين للإسلام والمحاربين للإمام وكان من أُمراء جيش معاوية.
7- قال أبو عمر: كان يحيى بن معين يقول: لا تصح له صحبة، وكان يقول: هو رجل سوء وذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، منها ما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضاً؛ من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وهما صغيران، بين يدي أمهما، وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ويأخذ البيعة له، فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة وسار إلى اليمن، وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملاً لعلي بن أبي طالب، فهرب عبيد الله، فنزلها بسر ففعل فيها هذا، وقيل: إنه قتلهما بالمدينة، والأول أكثر.
وبعد كل ما أورده التاريخ لهذا الرجل من نقاط سوداء يأتي من يتحدث عن شجاعة بسر : قال إسماعيل بن عياش عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم ، عن العلاء بن سفيان الحضرمى قال :
غزا بسر بن أبى أرطاة الروم فجعلت ساقته لا تزال يصاب منها طرف ، فجعل يلتمس أن يصيب الذين يلتمسون عورة ساقته ، فيكمن لهم الكمين ، فيصاب الكمين ، فجعلت بعوثه تلك لا تصيب و لا تظفر ، فلما رأى ذلك تخلف فى مئة من جيشه ، ثم جعل يتأخر حتى تخلف وحده.
فبينا هو يسير فى بعض أودية الروم ، إذ دفع إلى قرية ذات حور كثير ، و إذا براذين مربوطة بالحور ، ثلاثين برذونا ، و الكنيسة إلى جانبهم ، فيها فرسان تلك البراذين ، الذين كانوا يعقبونه فى ساقته ، فنزل عن فرسه فربطه مع تلك البراذين ، ثم مضى حتى أتى الكنيسة فدخلها ، ثم أغلق عليه و عليهم بابها ، فجعلت الروم تعجب من إغلاقه و هو وحده ، فما استقلوا إلى رماحهم حتى صرع منهم ثلاثة و فقده أصحابه ، فلاموا أنفسهم ، و قالوا : إنكم لأهل أن تجعلوا مثلا للناس إن أميركم خرج معكم فضيعتموه حتى هلك ، و لم يهلك منكم أحد ، فبيناهم يسيرون فى ذلك الوادى حتى أتوا مرابط تلك البرذين ، فإذا فرسه مربوط معها ، فعرفوه ، و سمعوا الجلبة فى الكنيسة ، فأتوها
، فإذا بابها مغلق ، فقلعوا طائفة من سقفها ، فنزلوا عليهم ، و هو ممسك طائفة من أمعائه بيده اليسرى ، و السيف بيده اليمنى ، فلما تمكن أصحابه فى الكنيسة ، سقط بسر مغشيا عليه ، فأقبلوا على من كان بقى ، فأسروا أو قتلوا ، فأقبلت عليهم الأسارى . فقالوا : ننشدكم الله من هذا الرجل الذى دخل علينا ؟ قالوا : بسر بن أبى أرطاة ، فقلوا : ما ولدت النساء مثله .
فعمدوا إلى معاه فردوه فى جوفه ، و لم ينخرق منه شىء ، ثم عصبوه بعمائمهم ، و حملوه على شقه الذى ليست به جراح ، حتى أتوا العسكر ، فخاطوه فسلم و عوفى.
فيا من تمتلك عقلاً وادراكاً
ميزك بهما الباري عن غيرك من المخلوقات
أنصف القول
هل يستحق بسر أن يُعد من صحابة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟
أم لأ؟
نسألكم الدعاء